الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العراقي الحلقة السادسة عشرة

سيف عدنان ارحيم القيسي

2014 / 5 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


الحلقة السادسة عشرة
العمليات الحكومية في شمالي العراق
بعد التوقيع على بيان 11 اذار 1970 دخلت العلاقات بين الطرفين بطريق مسدود لإصرار كل طرف على ان يملي رغباته دون ان تكون هناك نية حقيقة بين الطرفين للمضي في تحقيق ما توصلوا اليه خصوصا محاولات الحكومة المستمرة باغتيال الملا مصطفى البارزاني المتكررة ومن بينها محاولة اغتيال لقيادات كردية واستمالة ابناء البارزاني ضمهم في الحكومة وهذه كلها من معوقات التفاهم بين الطرفين.
من جانب أخر بدأت الحكومة بعد فورة اسعار النفط والإمكانات الاقتصادية الهائلة تجيرها لصالح المنظومة العسكرية،وبدأت القيادة الكردية من جانبها تبحث عن وسائل الاتصال الخارجي للحصول على الدعم العسكري وما اصبح فرصة للإيرانيين الامريكان للتدخل في الملف الكردي للضغط على الحكومة فأصبحت المواجهات قائمة لا محال.
وفي ظل تأزم الوضع الحالة العامة والتي بدأت بقتل 11 عشر طالباً من الشيوعيين العائدين من الدراسة الحزبية من موسكو من قبل عيسى سوار بعد موافقة البارتي على السماح لدخولهم ولكننا تفاجئنا بقتلهم ،رافقها مضايقات على مقرات الحزب الشيوعي العراقي وعلى الشيوعيين انفسهم في كردستان فبدأوا بعمليات اطلاق النار على المقرات واغتيالات في صفوف الشيوعيين غايتها اخلاء مقرات الشيوعيين كوننا اصبحنا في تحالف مع خصمهم الحكومة وأبدينا في البداية عن استنكارنا لهذه الحوادث وأجرينا اتصالات مع القيادات الكردية،طالبنا مسعود البارزاني بعد المضايقات التي تعرضت لها مقراتنا فكان رده هو ماذا نفعل لكم كاحتجاجات الصين ضد الجود الأمريكي،وتعاظمت تلك الأزمة والتي رافقها عمليات عسكرية حكومية على مناطق كردستان بعد اقرار الحكومة قانون الحكم الذاتي في 11 اذار 1974 والذي عده الكرد ان هذا القانون قد جاء من جانب واحد دون ان يكون للبارتي أي رأي في ذلك ومعترضين على القانون كونه يكرس سيطرة الحكومة بعد سياسة التعريب في المناطق الكردية وهو ما اثار الحركة الكردية.
بعد المواجهات العسكرية اصبح موقفنا في غاية الصعوبة بين مؤيد للعمليات العسكرية وبين معارض لها وبالرغم من وساطة اجريناها مع القوى الكردية ولكنها لم تفت في عضدهم لكون الوضع اصبح في غاية الحرج بعد الشحن الخارجي لرفع راية الحرب،بموجب اتفاقنا مع البعث الجبهوي ايدنا الحرب الحكومية على القيادة الكردية والسبب في ذلك هو التدخل الأجنبي لتحريك ملف الحركة الكردية،ومن جانب أخر حمل الشيوعيين السلاح مع القوات الحكومية ولكن ليس بالصورة التي نقلت فكانت امكانياتنا في التسليح محدودة،وكان موقف البعث من جانب اخر هو ضرورة وقوفنا معهم بموجب التحالف بيننا.
باستمرار العمليات العسكرية فانه لم يكن هناك رابح من تلك المواجهات مما اضطر نظام البعث بعد وساطة الجزائر لعقد اتفاقية الجزائر في عام 1975 والتي بموجبها تنازل العراق عن حقوقه الإقليمية في شط العرب مقابل كف الشاه عن دعم الحركة الكردية وهو ما تحقق وسرعان ما انهارت الحركة الكردية بصورة مفاجأة دون تبليغ من جانب ايران للقوى الكردية وعادين ذلك شأن داخلي بالنسبة لإيران،وهم بهذا خسروا التفاهم الداخلي فالكرد خسروا الحرب والحكومة خسرت مناطق نفوذها في شط العرب.

تجميد منظمات الحزب الشيوعي العراقي
بعد اتفاقية الجزائر تمكنت الحكومة من انهاء الحركة الكردية التي اثقلت كاهلهم وأصبح الطريق ممهداً للبعث لبسط نفوذهم على ارض الواقع بعد خلو الساحة من أي معارضة يتوقعنها فالكرد انسحبوا من اراضيهم باتجاه الأراضي الإيرانية وتمكن الجيش العراقي من الدخول للمناطق الكردية.
بهذا لم يكن هناك أي قوة للمعارضة با استثنائنا نحن الحليف الجبهوي فبدؤوا اولاً بسحب الأسلحة من المقاتلين الشيوعيين الذي قاتلوا مع القوات الحكومية في مناطق كردستان بحجه انتهاء العمليات العسكرية،كنا نتوقع سياسة الارتداد البعثي بين اونة وأخرى لاسيما بانتهاء الحركة الكردية فعملنا على اخفاء بعض الأسلحة لاستخدامها في اوقات لاحقة سنكون مضطرين لحملها.
اول سياسة الارتداد طالبنا البعث بضرورة دمج المنظمات والنقابات الشيوعية في منظمات ونقابات حزب البعث،وبعد مناقشات داخل الحزب الشيوعي العراقي رأينا من المصلحة ان نجمد منظماتنا الجماهيرية وان ندخل بقوة بصفوف المنظمات الحكومية على اساس التحالف القائم بيننا،وفي الحقيقة ان الهدف من التجميد هو من اجل الحفاظ على الكوادر الحزبية بدلاً من المجابهة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أتذكر هذا الموقف جيداً
سمير فاضل النجار ( 2014 / 5 / 17 - 09:55 )
--بموجب اتفاقنا مع البعث الجبهوي ايدنا الحرب الحكومية على القيادة الكردية والسبب في ذلك هو التدخل الأجنبي لتحريك ملف الحركة الكردية،ومن جانب أخر حمل الشيوعيين السلاح مع القوات الحكومية --

يا لخيبة الأمل.. أتذكر هذا الموقف جيداً ..-- بغداد-- والدتي لا تعرف تقرأ ولا تكتب وكنت انقل لها أخبار الحزب والسياسه أحياناَ وأستمع لما تقول

بين فتره وأخرى تضحك وبأسى حينها تقول لي - أنتوا صرتوا جحوش من عاديتوا الأكراد وصرتوا ويه البعثيه -

اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار