الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمن القومي العربي والتوازن الاقليمي بعد احتلال العراق

همام عبدالله علي

2014 / 5 / 18
السياسة والعلاقات الدولية


عُد غزو واحتلال العراق تحولاً ستراتيجياً مهماً ليس على الصعيد الإقليمي حسب، بل وعلى الصعيد العالمي، وعندما اقدمت الولايات المتحدة على ذلك فهو من أجل أهداف ومصالح استراتيجية عليا تخدم هدفاً للسياسة الأمريكية العليا وهو بقاء الهيمنة والتفوق الأمريكي في القرن الحادي والعشرين، وهذا الاحتلال كان لابد له أن يؤثر في عموم المنطقة العربية، ولذا كيف انعكس الاحتلال على النظام الاقليمي والأمن القومي العربي؟ وما هو تأثيره على التوازن الاستراتيجي الإقليمي؟
وهنا يمكن القول: أن الاحتلال قد صاغ مقدمات انكشاف استراتيجية ليس للعراق فحسب، بل لدول المنطقة الإقليمية لاسيما العربية، فمن بين أهم النتائج والتداعيات السياسية الإقليمية التي خلفها احتلال العراق ما يأتي:_
‌أ- أدى الاحتلال إلى زيادة التناقضات بين الدول العربية، وزيادة التدخل الأجنبي في شؤنهم الداخلية، مما عزز بذور الخلافات السياسية العربية _ العربية، الأمر الذي أضعف الموقف السياسي العربي وأصبحت القضايا العربية حديث في القمم العربية فقط.
‌ب- انهيار النظام الإقليمي العربي وتصدع مفهوم الأمن القومي العربي؛ لأن تداعيات الاحتلال هي التي أعطت للدول الهامشية في النظام العربي أدواراً متصاعدا على حساب دول القلب، وبتحريض أمريكي لضرب النظام العربي وإجهاضه.
‌ج- تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية بصفتها القضية المركزية للعرب، فلم تعد تلك القضية موجودة في اهتمامات الكثير من البلدان العربية، وانفراد (إسرائيل) بالتصرف بالشأن الفلسطيني ومضايقة الفلسطينيين عبر عملية تدميرٍ ممنهج، والتشكيك بالسلطة الفلسطينية، وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، وبناء الجدار العازل، واتباع سياسات الفصل العنصري وغيرها، بدعم ومباركة أمريكية بعد اخراج العراق من معادلة الصراع العربي _ الصهيوني، وبذلك تعد (إسرائيل) الرابح الأكبر من الحرب على العراق، بتدمير الأخير واخراجه من قوى الصراع العربي _ الصهيوني.
د‌- زعزعة التوازن في النظام الإقليمي الذي كان شبه متوازن بين دول النظام الإقليمي الكبرى: العراق وإيران والسعودية، ليتم تحويله من نظام ثلاثي الأقطاب إلى نظام ثنائي القطبية يعتمد على الدور الإيراني والسعودي، وقد منح صعود بعض (القوى الشيعية) في العراق، إيران نفوذاً كبيراً جعلها من أهم المستفيدين من احتلاله كما يرى Raymond Hinnebusch ، فأصبحت إيران لاعب إقليمي فعال ومؤثر في الخليج العربي الذي يمثل منطقة المجال الحيوي للولايات المتحدة (1)، وزاد النفوذ الإيراني بعد انفتاح الولايات المتحدة على إيران والتخلي عن مشروع إسقاط نظامها السياسي عسكرياً، وقبولها كطرف محاور واشاركها في الملفات الإقليمية الكبرى، وهذا ما صرح به الرئيس الأمريكي باراك أوباما في (20 أذار 2009) معلناً عن تعهد إدارته بالسعي لإقامة علاقات بناءة بين الولايات المتحدة وإيران، إذ صرح: "إن حكومتي ملتزمة بانتهاج الاسلوب الدبلوماسي في تناولها لطائفة من القضايا الماثلة أمامنا، وبالسعي نحو إيجاد روابط بناءة بين الولايات المتحدة وإيران والمجتمع الدولي".
ومع ذلك فإننا نشهد تحول آخر في ميزان القوى الخليجي وذلك عبر اداء قطر دور فعال ومؤثر في المعادلة الإقليمية بات يوازي دور العربية السعودية بل ويفوقها في بعض المجالات، وهذا كله بدعم أمريكي ملحوظ لتنظم قطر لقائمة الدول الفعالة في الإقليم الخليجي إلى جانب كل من إيران والسعودية فضلاً عن (إسرائيل) على مستوى اقليم الشرق الأوسط عامة؛ وذلك نتيجة لتحالف قطر مع الولايات المتحدة ولوجود أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط فيها، وتماشيها مع المشاريع الأمريكية في المنطقة والمبادرة إلى تنفيذها، فضلاً عن قوتها الاقتصادية وتفوقها إعلامياً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لورنس كوب، "الخليج العربي وإستراتيجية الأمن القومي الأمريكي" سلسلة محاضرات الإمارات (أبو ظبي، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية) العدد(101) لسنة 2006، ص ص 4-8.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت