الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العراقي الحلقة السابعة عشرة

سيف عدنان ارحيم القيسي

2014 / 5 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الحلقة السابعة عشرة
سياسة الارتداد البعثي
يبدو ان البعث كان مصراً على نهاية التحالف مع الشيوعيين وهذا يعود للحشد الجماهيري والقوة التي مثلها تنظيمات الشيوعيين كوادرهم وصحافتهم التي وصلت اضعاف جريدتهم "الثورة" وهو ما ثار من سخط البعث حيث بدأوا يوجهون النقد لحزبنا بأننا نعارض نهجهم ونعمل على تعطيل عجلة التقدم الاقتصادي بانتقادنا لسياستهم العامة من خلال صحافتنا.
وفي ظل سياسة التراجع بدأ حزب البعث من جانبه يعمل على تبعثيث المجتمع العراقي وهو ما ثار من حفيظتنا ،وفي ظل سياسة التراجع التقيت بصدام حسين وشرحت له تدهور العلاقات بين الجانبين فأشار ان الشيوعيين يريدون من الجبهة ان لا تكون وسيلة للتحالف وإنما وسيلة للوصول للسلطة وسألته كيف فبدأ يثير قضايا لا اساس لها من الصحة وعندما اوضحت له لا زال العراق دون تشريع الحياة الديمقراطية وسن دستور دائم غيرها،فأبدى امتعاضه من ذلك وتحدث عن سياستهم في المرحلة الراهنة والتي تحتاج لمزيد من التقدم وكان يتكلم وكأنه الشخص الأول في الحكومة فخلال نقاشي مع ابدى بعض الكلمات اشار فيها "انا املك صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الجمهورية لا يملك صلاحياتي"،وبهذا ايقنا ان التحالف وصل لطريق مسدود بين الجانبين.
اعدام العسكريين الشيوعيين ونهاية الجبهة
بعد سياسة التراجع كان حزب البعث يريد من انعقاد الجبهة ان تكون واجهة لنظامهم وان نؤيد جميع قراراتهم ولا نعارض في اجتماع مشترك للجبهة وبحضور صدام حسين ابديت امتعاضي من ذلك الأمر وقلت ان النقاش داخل الجبهة يجب ان يأخذ مبدأ الإجماع لا مبدأ التفرد وقلت له نحن لا نستطيع ان نكون واجهة "زنا" لنظامكم.
وكانت قرارات الجبهة عندما يصدر القرار نرتئي ان لا نوقعه باسم حزبنا بل من وكالة الأنباء العراقية لنكون بمنأى عن أي قرار لا يتفق مع سياستنا وعندما حدثت احداث خان النص في عام 1977 سرعان ما غير نهجه تجاهنا وبدأ يستنجد بنا كحزب حليف لا حزب يعمل من اجل تقليصه وتحجيمه.
وكان القرار المهم هو اجتماع اللجنة المركزية في اذار 1978 للمطالبة وبإصرار من البعث على ضرورة وقف حملات الاعتقالات الشروع بإشاعة النظام الديمقراطي كان الاجتماع في حقيقته في غاية القسوة على البعث لأنه وجه لهم نقداً لاذعاً،وهو ما تبين من خلال الرد علينا في صحيفة الراصد التي بدأت تتهجم على حزبنا وطالبنا البعث بضرورة انتقاد اجتماع اذار 1978 والتخلي عن افكاره وما عارضناه بشده.
فأرد حزب ان ينهي التحالف بأي طريقة فأختلق له مسالة اقامة الشيوعيين على تنظيمات داخل القوات المسلحة وقام بإعدام 31 من العسكريين الشيوعيين بحجة انهم يقومون بالإعداد لمحاولة انقلابية ولو رجعنا لجذورهم العسكرية نجد بينهم الجندي المكلف و الرياضي دون ان يكون هناك أي تنظيم لنا داخل الجيش وهي حقيقة لا اريد ان اغاير بها الحقائق نحن لم نملك أي تنظيم داخل القوات المسلحة وهم يعرفون ذلك،والغريب انهم قاموا بتسيير الشهداء من امام مبنى مقر الحزب الشيوعي العراقي كدليل على التحدي والاستهانة.
لم نكن نملك أي موقف سوى المناشدات بضرورة وقف التدهور مع البعث كانت هناك مناشدات من دول صديقة وأحزاب شيوعية والتي عدها حزب البعث انها تدخل في الشأن الداخلي العراقي وعجل بالإعدامات.
وبالرغم من محاولتنا الى ان نعقد اجتماع للجبهة ومناقشة موضوع الاعدامات ولكنهم رفضوا ذلك وعن طريق عامر عبدالله الذي حاول الاتصال بالبكر لثنيهم عن قرارات الاعدامات ولكنه كان لا يملك أي قرار بوقف الاعدامات بعد ان حجم دوره بسيطرة صدام على مقاليد الحكم.
خطيئتنا الكبرى ليس في تنازلنا للبعث وإيماننا بتجربته ولكن أننا متحالفين مع نظام فاشي كان همه الحفاظ على السلطة باي طريقة فكان قادته يؤكدون في لقاءاتهم على ضرورة تطوير الجبهة بيننا،والتي كانت لدينا اوهام بخصوص تطوير الجبهة ونحن كنا في شك من سياستهم وهو ما قالته صحيفة الراصد عن نهجهم المعادي لنا.
اسقاط الدكتاتورية
كانت هناك محاولات لإعادة الجبهة الوطنية الى حيز الوجود بالرغم من ان محاولاتنا كانت تدعو للمحافظة على الجبهة الوطنية وكان صلة الوصل هذه المرة مكرم الطالباني وحمل لنا رسائل عديدة من البعث توضح وجهة نظرهم حيث انني كنت في وقتها خارج العراق في زيارة لليونان بمناسبة انعقاد المؤتمر الشيوعي اليوناني ووصلني ايعاز بضرورة عدم العودة للعراق لكون الطريق اصبح مسدود بين الجانبين.
فكان يدير الحزب في بغداد كل من مكرم الطالباني وباقر ابراهيم وكان هدفنا هو البقاء على الجبهة وإصدار صحيفتنا طريق الشعب بالقدر الممكن من اجل الحفاظ على الكوادر الحزبية خوفاً من الاعتقالات التي بدأت تطالهم في ضوء نهج الحزب وسياسة التراجع المنظم ومغادرة اكثر كوادره للخارج وقدم كل من مكرم الطالباني وعامر عبدالله استقالتيهما للبكر دون ان يكون هناك رد في محاولة لعودة الجبهة ولكن وفق ما يريدوه هم.
كان من اهم المخاوف التي اثارت البعثيين هو الانقلاب الشيوعي في افغانستان ودور الاتحاد السوفيتي في دعم الانقلاب الشيوعي كانوا خائفين من تكرار الموقف في العراق اضافة للثورة الايرانية في ايران في عام 1979 والتي كنا مؤيدين لها فعجلت بنهاية التحالف بين الطرفين.
فبعد اجتماع الكوادر الحزبية في الخارج عقد اجتماع في تموز 1979 في مدينة براغ يدعو الى "اسقاط الدكتاتورية" لاسيما بعد وصول صدام حسين الى السلطة بتنازل البكر له عن الحكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة بلينكن..محادثات عربية -غربية حول غزة في الرياض


.. لبنان - إسرائيل: تصعيد بلا حدود؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أوروبا: لماذا ينزل ماكرون إلى الحلبة من جديد؟ • فرانس 24 / F


.. شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف




.. البحر الأحمر يشتعل مجدداً.. فهل يضرب الحوثيون قاعدة أميركا ف