الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
معطف التاريخ الفضفاض
سعدي عباس العبد
2014 / 5 / 20الادب والفن
معطف التاريخ الفضفاض : المالكي يبحر بعيدا , على قارب الاصوات ..
______________________
من الأخطاء الشائعة القول انّ التاريخ يعيد نفسه , في دورات مكرّرة .. ! الماضي يبقى ماضيا
بكل حمولاته وملامحه .. ماض يحمل في تضاعيفه روح وعلامة وتقاسيم الزمن والمجتمع الذي
انتجه ... التاريخ حلقة في مسلسل الزمان ..من غير الممكن قطعا أنّ تتطابق الحلقات في الرؤية
والمشاهد والتحولات .. وقائع التاريخ متباينة في التفاصيل وحتى في الخطوط العامة
وفي عناوين الانعطافات التاريخية الكبرى
لكل مرحلة وقائعها وبصمتها .. كما لكل حدث مسبباته وظروفه التي فعلت في انتاجه .. المراحل
التاريخية نتاج بيئتها والعوامل التي تضافرت في انتاجها ..وتلك العوامل او منتجات التاريخ تتفاوت
كما ونوعا من مرحلة لاخرى .. من الصعوبة بمكان ان تعيد انتاج نفسها في مراحل لاحقة بفعل
التغيّيرات التي تصيب البنية المجتمعية .. اذ انّ التغيير خاصية تلازم الظواهر .. فكل شيء على
نحو مطلق في حركة مستمر .. حراك لا هوادة فيه .. حركة تبدّل سمات الظاهرة وتحدث على مدى
ما , تحوّلا جوهريا في شكلها ومضمونها ... فالمرحلة التي انتجت الديكتاتور صدام حسين مغايرة لهذه
المرحلة التي انتجت نوري المالكي ..
لكن ليس هذا ما نحن بصدّده , تلك الامور باتت من البدهيات المسلّم بها .. ولكن ما يثير الاسئلة الاشكالية
هو , كيف تتطابق عناصر صناعة الطغاة ..رغم التفاوت التاريخي في مستوياته الزمانية ..فالشعب الذي انتج
صدام حسين هو ذات الشعب ... رغم التغييرات التي خرقت جدار التاريخ بالصميم .. التغييرات المهوّلة التي
القت بظلالها على العديد من احداث وظواهر المجتمع ..فالشعب الذي خرج لمبايعة صدام في استفتاء
شعبي عام 1997 ومنحه 99 بالمائة من الاصوات هو ذات الشعب الذي تدفق في امواج هادرة ليعلن
تضامنه مع المالكي عبر مبايعة انتخابية بلغت مايربو على 93 او نحو ذلك .. رغم الفارق في نمو الاجيال
او تباين الاجيال ..واذا ما ذهبنا ابعد من ذلك ..وفتحنا ابواب العقد السبعيني ..سوف يطالعنا ذات الشعب
الذي طبّل وزمّر لاحمد حسن البكر , والذين سبقوه في حكم الشعب ..
هنا تكمن اشكالية إعادة التاريخ انتاج نفسه .. رغم ان التاريخ في حركة مطردة تلزم تغيّرات حتمية
بحكم ضرورة وحتمية الحركة التي تستوجب التبدّل في بنية الظاهرة ...
يبدو الأمر للوهلة الاوّلى , يكتنفه الغموض والالتباس .. كما لو انّ الشعب كان يحيا خارج التاريخ
او بمعزل عما كان يجري ..
ان الشعوب الحرة كما نعرف هي من يسهم في صناعة التاريخ .. تاريخها .. هي من ينتج التاريخ
عبر انعطافاته الكبرى ..لكن يبدو الامر , عندنا , سيما فيما يتعلق بالتاريخ , مختلف تماما ..
ففهمنا او قراءتنا لتاريخ .. قرأة واحدة .. قراءة مطلقة غير قابلة للتأويل او لتفسيرات مغايرة لما
هو راسخ في الذهن ..فالتاريخ في زاوية نظر حادة ..نظرنا , عبارة , عن كم هائل من المورثات
المنتجة من لدن اسلافنا ..كم مرعب من الاساطير والخرافات والاوهام , نتوارثها غالبا شفاهيا
جيل اثر جيل , في تعاقب مهول من الاجيال والخرافات .. تراث زاخر بالمخاوف انتجته عقول
مدجّنة على تمجيد السلاطين .. والاذعان والعبودية , عقول كهنة اسست لذلك التراث والذي
لم تزل تسري امراضه ..و تتفشى في جسم وروح المجتمع .. وما صورة صدام الا امتداد لأسلافه
الذين انتجهم التراث الشفاهي الشعبي.. فكل طواغيتنا خرجوا من معطف التراث المحمول على
ظهور الخرافات والاكاذيب والرعب ..كما لو إنهم خروجوا من معطف تاريخ واحد فضفاض طويل
تاريخ متشابه في الملامح والروح والاحداث .. تاريخ لا يملك إلا لون واحد ورائحة بقيت تنضح
بذات النكهة .. تاريخ شاخص وسط كهوف من الاساطير ..وصحراء قاحلة من الخرافات ........
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح