الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظام حكم آل الأسد وفرض ثقافة جديدة على سوريا (الثكنة/الفرع/المتّة وأغاني علي الديك )

سفيان الحمامي

2014 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


نظام حكم آل الأسد وفرض ثقافة جديدة على سوريا
(الثكنة/الفرع/المتّة وأغاني علي الديك )

إتسمت فترة إستلام عائلة الأسد والطائفة العلوية السلطة في سوريا بفرض ثقافة سياسة مختلفة عما هو في سائر بلدان العالم عملا بالقاعدة التي طرحها العالم العربي ( ابن خلدون ) المتضمنة أن الغالب يفرض ثقافته على المغلوب، وبحكم القوة يقبل المغلوب تلك الثقافة ويتمثّلها لأنه لا يستطيع مقاومتها أو الاعتراض عليها أو إلغائها ، تلك الثقافة المفروضة على الشعب السوري عزّزت الإرتباط بين الجيش والأمن وحزب البعث والأحزاب الملحقة به وبين الأقليات الفئوية والطائفية الأخرى بقيادة الطائفة العلوية الحاكمة .
وبعدما تمكّن الطائفيون من قادة الطائفة العلوية بالسيطرة على القوات المفصلية في الجيش وكافة القوى الأمنية في سوريا ,وأصبح الجيش والأمن وأبناء الطائفة العلوية صنوان متكاملان ، وبعد أن تمكّنوا من الإنتشار في كافة مستويات حزب البعث والأحزاب الملحقة به الذي يقود الدولة والمجتمع شكليا، كما تمكّنوا من السيطرة على مفاصل العمل الحكومي في كافة مستوياته والتحكّم بفرص الترقيات الوظيفية لموظفي الدولة في سائر الوزارات والمؤسسات السورية وحصرها بأبناء الطائفة على حساب كافة مكونات الشعب السوري الأخرى التي أضحت ملحقة بهم تقتات فتات المزايا وتقبل بالصمت عما ترى وتسمع .
عندئذ، سادت سادت حالة (ثقافة وجود وهيمنة أبناء الطائفة العلوية ) في كل موقع حياة أو وظيفي في سوريا ، وسادت كذلك حالة إنكار كل المنتفعين من أبناء الطائفة وجود أي شخص من أبناء مكونات المجتمع الأخرى في سوريا في أي موقع وظيفي في الجيش والأمن والحزب والوزارات والنقابات - وإعتبار ذلك مواقع حصرية لهم لا يجوز لأحد إشغالها- طالما هناك أحد من أبناء الطائفة يريد إشغالها ، وكانت هذه الحالة الثقافية والممارسة الطائفية المفرطة من أهم أسباب إندلاع الثورة السورية على نظام آل الأسد .
ما هي سمات تلك الثقافة الطائفية التي سادت سوريا خلال 40 عاما ؟؟؟
اتسمت الثقافة الجديدة المفروضة على المجتمع السوري بشيوع التحدث في كل مكان وفي كل وقت أمام الآخرين عن الثلاثي ( الثكنة : القطعات العسكرية التي يتواجد فيها أبناء الطائفة العلوية ويتحكمون بقراراتها ، والفرع : فروع المخابرات المتواجدة في كل المدن والأحياء السورية التي تشهد هيمنة مطلقة لأبناء الطائفة العلوية عليها ، وكاسة المتّة التي يتم شربها أثناء الأحاديث مترافقة مع أغاني علي الديك والدبكات التي تحصل على إيقاعها ) .
لقد إتخذت مكونات الشعب السوري الأخرى مواقف معارضة لهذه الثقافة المفروضة على بنية الشعب السوري ، المكوّنة في غالبيتها من السوريين السنّة ( العرب والكرد ) الذين يشكلون نسبة 75 - 80 % من الشعب السوري ، ومن السوريين المسيحيين الذين يشكلون حوالي 10 % من السكان ، في مواجهة الفئة الحاكمة من أبناء الطائفة العلوية ومرتزقتها الذين لا تتعدى نسبتهم 10 % من السكان في سوريا .
فرضت الطائفة العلوية هذه الثقافة ( الثكنة / الفرع / المتة / علي الديك ) في كل مكان ( في المؤسسات والإدارات بمواقع العمل ، وفي الساحات العامة ، وفي المطاعم والمقاهي ، وفي الحدائق والمنتزهات وبالطبع في شاطئ البحر ، وفي الحفلات والأعراس ، وفي وسائط النقل العامة والخاصة ، وفي وسائل الإعلام كافة المقروءة والمسموعة والمرئية وكذلك الإلكترونية ،في المعابر الحدودية الجوية والبحرية والبرية ، بل في كل شيء ... ، وكأن سوريا كانت صحراء جرداء مقفرة لا تحوي أي عناصر ثقافية خلال تاريخها الذي يمتد 5000 سنة !!!
و تمّ حذف كل عناصر ثقافة الشعب السوري عبر تاريخه ( الدمشقي والحلبي والحمصي والحموي واللاذقاني والبدوي والريفي والحضري وغيرها ، التي تراكمت على امتداد نشوء وتكّون ثقافة الشعب السوري عبر العصور السابقة. لا يوجد سوى ثقافة الطائفة وأفرادها من ضباط وعناصر الجيش والأمن وطقوس جلساتهم وطرائق أحاديثهم وموسيقاهم وغنائهم ؟؟
هكذا ، شعر أبناء الشعب السوري من غير الطائفة العلوية كأنهم غرباء في وطنهم ، لا تاريخ لهم ، لا ثقافة متوارثة ، لا منظومات قيم وأخلاقيات حياة ، لا مؤسسات ، لا شخصيات تاريخية ، لا إرث موسيقي وغنائي ، لا لهجات محلية . فقط ثقافة الثكنة/ الفرع / المتة / علي الديك !
يبدو أن كثيرا من أبناء الطائفة العلوية الذين كانوا أقلية مضطهدة خلال العصور السابقة كما هو حال سائر مكونات الشعب السوري ، قد تحوّلوا إلى أداء دور المضطهد / الظالم قبل الثورة السورية خلال أربعين عاما بما إمتلكوه من قوة ونفوذ ، عبر القوى العسكرية والأمنية التي يتحكمون بقراراتها وفق تلك الثقافة السائدة التي توحّد بين الطائفة العلوية والسلطة المأخوذة من استلام المواقع الأساسية في الجيش وأجهزة الأمن والحزب والإدارة الحكومية والنقابات وكل شيء.
بذلك، يدافع غالبية أبناء الطائفة خلال هذه المرحلة الثورية عن النظام وظلمه وجرائمه لأنهم يعتبرونها معركة وجودهم أو فنائهم ،بإعتبار السلطة والحياة والعمل وثقافة المجتمع السوري حق مكتسب لهم دون سواهم من بين مكونات المجتمع السوري .
لكن ، وبحكم سنّة الحياة ومسارات حركة التاريخ ستنتهي سلطة ونظام هذه الطائفة وستفقد حكم سوريا ، وسيشبه سقوط السلطة ذات البعد الطائفي في حكم سوريا كما بدأت نفسها به حين الإعداد لحكم سوريا ، سواء بالموت في معارك مقاومة السلطة من قبل الثوار والجيش السوري الحرّ ورجال المقاومة المسلحة الأخرى أو من خلال قتل شخصيات علوية من أصحاب النفوذ في النظام، أو في المرحلة الأخيرة حين حصول الهزيمة العسكرية الطائفية أمام القوى الشعبية الثائرة .
لم يدرس الذين أعدوا خطط استلام حكم سوريا من أبناء الطائفة العلوية أو من ساعدهم على ذلك ، بقية نظرية ومنهج تحليل دورة الحكم الحكم والحياة المعروضة من قبل العالم(ابن خلدون) ، الذي أوضح بجلاء أن العصبية (الطائفية أو غيرها ) التي تقود أبناءها إلى سدّة الحكم والسلطة ستكون هي نفسها أداة هدم تلك السلطة بفعل إرادة الغير الذين يتبعون المسار نفسه ويقضون على من سبقهم الى الحكم . هل من يعتبر ؟؟؟
سفيان الحمامي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية