الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق في مذكرات وزير البلاط الملكي اسد علم

سيف عدنان ارحيم القيسي

2014 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الحلقة الاولى
تكاد يخلو العراق من مصادر التاريخ على اختلاف مشاربها ومن بينها المذكرات الشخصية التي تعكس بالرغم من ذلك وجهة نظر مؤلفيها،فشغل العراق عبر تاريخه المعاصر اهتمام شؤون الدارسين نظراً للتحولات التي شهدها العراق بعد الحرب العالمية الاولى وتشكيل الدولة العراقية وما رافقها من تحولات في مسارها من ثورة وانقلابات وتطورات داخلية جعلته يشغل حيزاً من اهتمام الدارسين المتتبعين لتاريخ العراق ومن بينها المذكرات الشخصية.
فكانت لمذكرات اسد علم مدير البلاط الملكي في ايران اهمية بالغة لكونه كان عن قرب من مصدر القرار لجارة عدت نداً للعراق في فترات سحيقة من التاريخ وكانت تشكل العلاقات بينهم بين التقارب والتصادم ولكن للجانب الأخير كان الاثر الابرز بسبب مشاكل الحدود وغيرها من المشاكل التي بدات تطفو على السطح منذ قيام الدولة العراقية،فكانت لمذكرات اسد علم والتي سلطت الضوء على حكم البعث الثاني بعد انقلاب 17 تموز 1968 حيث شغل منصب مدير التشريفات من عام 1969-1977،والتي حملت الشيء الكثير عن تاريخ العراق وما شهدته العلاقات من توترات لاسيما بعد المطالبة الايرانية بامتيازات بشط العرب ومن ثم قيام الحكومتين بمحاولة دعم وتأليب قوى المعارضة وكان نصيب ايران دعم محاولات الانقلابية ضد نظام البعث ودعم الحركة الكردية،فيما دعم البعث العناصر المعارضة للشاه متمثلة بتيمور بختياري رئيس جهاز السافاك السابق في ايران.
في ضوء الاحداث التي مر بها العراق وجد الشاه في القضية الكردية خير وسيلة لتحريك خيوط اللعبة ضد النظام فبدأ الكرد من جانبهم في آذار 1969 بالهجوم على انابيب النفط في كركوك في محاولة للضغط على الحكومة العراقية فيشير اسد علم ان الشاه كان مسروراً بالحادث لأنه اعتقد ان هذه الحادثة ستأخذها"شركات النفط كحجة لتنقذ الأمن الضعيف للعراق وأن يحولوا إنتاجها الى ايران".
وفي 20 نيسان 1969 أشار لنا رئيس اركان الجيش ان الوضع الداخلي في العراق قرب من الانهيار لان الكرد قد هاجموا الجيش في هذه الظروف أكد حردان التكريتي وزير الدفاع لممثل السافاك في بغداد أنه ليس هناك أمل في الحرب،بل أكثر من ذلك أمرت العراق قواتها بالسكون في منطقة شط العرب ولحفظ ماء الوجه كرروا ادعائهم بحقوقهم في شط العرب ستبحر غداً أبو سينا رافعه العلم الإيراني من عبادان الى الخليج إذا ما فتح العراقيين النيران عليها سنضطر للخوف مما هو أسوأ من ذلك.
وفي ظل سياسة العراق من ايجاد وسائل اخرى للضغط على الحكومة العراقية لاسيما عندما منحت تيمور بختياري اللجوء السياسي ويشير اسد علم ان الشاه عد ذلك بالشيء"المشين" وعبر هن تخوفه من انه "سيتحالف ضدنا مع القائد الكردي جلال الطالباني"،لأنه كان مقرب من نظام البعث ابان تلك المدة.
وهذا الامر دفع الشاه بأن يعطي الأوامر للاستعدادات العسكرية ضد العراق لذلك علمت أن الجيش يمر بوقت عصيب لم يقطع سموه كلامه إنيي عندما دخلت وجدت "وجهه أحمراً من الغضب".
وهذه التحشيدات العسكرية كان للعراق موقف هو استنفار القوات العراقية وبدأت الحكومة العراقية من جانبها مناشدة المجتمع الدولي لإدانة الاستفزاز الايرانية فيشير اسد علم انه في 22 ايار 1969،بعث الملك حسين بن طلال ملك الاردن برسالة للشاه يعلن فيها أنه قد"نجح في إبطال محاولة من العراقيين لجمع وزراء الخارجية العرب في قمة لإصدار قرار مشترك يدين إيران"،وبالرغم من جهود الملك حسين تعطيل أي قرار يدين إيران حاول من جانبه التوسط بين العراق-ايران لإنهاء الأزمة ووصل الى ايران في 27 أيار .1969
من جانب أخر اشار اسد علم أن الشاه أعلن أن وزير الخارجية العراقي أستقبل سفيرنا في بغداد قريباً وحذره إيران اليوم قوة لكن ضع في الاعتبار أن غداً ستصبح العراق أقوى فكر في ذلك وحاول أن تصل إلى تفاهم مشترك معنا،وقبل أن يصبح الوقت متأخراً للوصول إلى حل هذا يعني ان السوفيت قد أعطوا العراق صواريخ يمكن ان يوجهوهما إلينا لكن السكرتير الامريكية في طهران استبعد هذا الاحتمال"،هذا الاستنتاج جاء في ظل التقارب العراقي-السوفيتي.
ورداً على التقارب العراقي-السوفيتي أعلن الشاه أن السوفيت أخطروا سفيرنا في موسكو أنهم لن يتخلوا عن ايران أبداً من اجل العراق ومسألة بيع أسلحتهم للعرب لمصر خاصة فقط من أجل الامن وليس لإغراض هجومية عدوانية.
ونتيجة للسياسة التي بدأ العراق ينتهجها من خلال صفقات الاسلحة من اجل تقوية الجيش العراقي،فوصف الشاه من جانبه العراق من خلال حديثه مع الرئيس الأمريكي جن كنيدي"أنظر فقط إلى العراق إنها دولة بائسة كالأقزام بين العمالقة والتي كادت أن تضربنا ضربة قوية في عبادان لولا قوتنا العسكرية".
وكان هذا التشبيه للعراق للدور الذي بدأ يلعبه في المنطقة لاسيما في منطقة الخليج فيشير اسد علم انه في الخامس من تشرين الأول 1969"كان يوماً فضيعاً لقد استقبلني الشاه وكان مكتئباً للغاية فقد أعلن بدون مقدمات أن العراق أعلن أنه ليس لنا الحق في التدخل في شؤون الخليج أنا أنظر دائماً لليوم الذي أستطيع أن أنهي حسابي مع هؤلاء الناس الى الأبد"،جاء رد العراق بعد الانسحاب البريطاني من منطقة الخليج العربي ومحاولة ايران احتلال بعض المناطق الاستراتيجية كما حصل باحتلالها الجزر الثلاث.

محاولة انقلاب عبدالغني الراواي
في ظل الوضع المتردي في العلاقات بين الجانبين حرك الايرانيون من جانبهم لقلب نظام الحكم فقد بدأ السافاك بدعم مؤامرة لمجموعة من الضباط العراقيين الساخطين والغير راضين عن الحكم وقد تمكنت وكالات الأمن العراقية والتي يرأسها صدام حسين من كشف المتآمرين ونجحت في القضاء على اجتماعاتهم السرية،ونتيجة لذلك تم القضاء على الانقلاب في 23 كانون الثاني وكان قائد الانقلاب عبدالغني الراوي قد خطط للهرب الى إيران وتركت المحاولة الانقلابية الفاشلة بظلالها في تدهور العلاقات غير المستقرة بين إيران والعراق من جديد.
ان خبر المحاولة الانقلابية قد وصل للشاه في 22 كانون الثاني 1970 فقد اتصل بنا سفيرنا في بغداد في منتصف الليلة واخبرني أنه لديه تعليمات من الشاه أن يوقظه إذا تصاعدت الأزمة ثم قال بان هناك محاولة انقلاب فاشلة في بغداد سيطر عليها العراق وتم اعدام 9 أشخاص وان سفيرنا في العراق الذي كان على اتصال بالمتآمرين طلب منه المغادرة خلال 24 ساعة،مما دفع الجنرال دجام رئيس اركان الحرب ببرقية موصياً بضربة وقائية ضد مهبط الطائرات العراقية فقال الشاه"أساله إن كان لا يدرك الحقيقة بالمرة؟ مالذي يجعله يفكر بأن العراق يخطط لهجوم إلا إذا كان رداً على تحركنا أو ضد الانقلاب ولا يمكن لأحد رجالنا أن يتحرك بدون موافقتي .
في خضم القضاء على المؤامرة بلغ عدد الذين اعدموا الان حوالي 29 شخصاً وخلال الليل من يوم 23 كانون الثاني استمرت أنباء الاعدامات تصل إلينا أكثر من 40 شخص.

الحلقة الاولى
تكاد يخلو العراق من مصادر التاريخ على اختلاف مشاربها ومن بينها المذكرات الشخصية التي تعكس بالرغم من ذلك وجهة نظر مؤلفيها،فشغل العراق عبر تاريخه المعاصر اهتمام شؤون الدارسين نظراً للتحولات التي شهدها العراق بعد الحرب العالمية الاولى وتشكيل الدولة العراقية وما رافقها من تحولات في مسارها من ثورة وانقلابات وتطورات داخلية جعلته يشغل حيزاً من اهتمام الدارسين المتتبعين لتاريخ العراق ومن بينها المذكرات الشخصية.
فكانت لمذكرات اسد علم مدير البلاط الملكي في ايران اهمية بالغة لكونه كان عن قرب من مصدر القرار لجارة عدت نداً للعراق في فترات سحيقة من التاريخ وكانت تشكل العلاقات بينهم بين التقارب والتصادم ولكن للجانب الأخير كان الاثر الابرز بسبب مشاكل الحدود وغيرها من المشاكل التي بدات تطفو على السطح منذ قيام الدولة العراقية،فكانت لمذكرات اسد علم والتي سلطت الضوء على حكم البعث الثاني بعد انقلاب 17 تموز 1968 حيث شغل منصب مدير التشريفات من عام 1969-1977،والتي حملت الشيء الكثير عن تاريخ العراق وما شهدته العلاقات من توترات لاسيما بعد المطالبة الايرانية بامتيازات بشط العرب ومن ثم قيام الحكومتين بمحاولة دعم وتأليب قوى المعارضة وكان نصيب ايران دعم محاولات الانقلابية ضد نظام البعث ودعم الحركة الكردية،فيما دعم البعث العناصر المعارضة للشاه متمثلة بتيمور بختياري رئيس جهاز السافاك السابق في ايران.
في ضوء الاحداث التي مر بها العراق وجد الشاه في القضية الكردية خير وسيلة لتحريك خيوط اللعبة ضد النظام فبدأ الكرد من جانبهم في آذار 1969 بالهجوم على انابيب النفط في كركوك في محاولة للضغط على الحكومة العراقية فيشير اسد علم ان الشاه كان مسروراً بالحادث لأنه اعتقد ان هذه الحادثة ستأخذها"شركات النفط كحجة لتنقذ الأمن الضعيف للعراق وأن يحولوا إنتاجها الى ايران".
وفي 20 نيسان 1969 أشار لنا رئيس اركان الجيش ان الوضع الداخلي في العراق قرب من الانهيار لان الكرد قد هاجموا الجيش في هذه الظروف أكد حردان التكريتي وزير الدفاع لممثل السافاك في بغداد أنه ليس هناك أمل في الحرب،بل أكثر من ذلك أمرت العراق قواتها بالسكون في منطقة شط العرب ولحفظ ماء الوجه كرروا ادعائهم بحقوقهم في شط العرب ستبحر غداً أبو سينا رافعه العلم الإيراني من عبادان الى الخليج إذا ما فتح العراقيين النيران عليها سنضطر للخوف مما هو أسوأ من ذلك.
وفي ظل سياسة العراق من ايجاد وسائل اخرى للضغط على الحكومة العراقية لاسيما عندما منحت تيمور بختياري اللجوء السياسي ويشير اسد علم ان الشاه عد ذلك بالشيء"المشين" وعبر هن تخوفه من انه "سيتحالف ضدنا مع القائد الكردي جلال الطالباني"،لأنه كان مقرب من نظام البعث ابان تلك المدة.
وهذا الامر دفع الشاه بأن يعطي الأوامر للاستعدادات العسكرية ضد العراق لذلك علمت أن الجيش يمر بوقت عصيب لم يقطع سموه كلامه إنيي عندما دخلت وجدت "وجهه أحمراً من الغضب".
وهذه التحشيدات العسكرية كان للعراق موقف هو استنفار القوات العراقية وبدأت الحكومة العراقية من جانبها مناشدة المجتمع الدولي لإدانة الاستفزاز الايرانية فيشير اسد علم انه في 22 ايار 1969،بعث الملك حسين بن طلال ملك الاردن برسالة للشاه يعلن فيها أنه قد"نجح في إبطال محاولة من العراقيين لجمع وزراء الخارجية العرب في قمة لإصدار قرار مشترك يدين إيران"،وبالرغم من جهود الملك حسين تعطيل أي قرار يدين إيران حاول من جانبه التوسط بين العراق-ايران لإنهاء الأزمة ووصل الى ايران في 27 أيار .1969
من جانب أخر اشار اسد علم أن الشاه أعلن أن وزير الخارجية العراقي أستقبل سفيرنا في بغداد قريباً وحذره إيران اليوم قوة لكن ضع في الاعتبار أن غداً ستصبح العراق أقوى فكر في ذلك وحاول أن تصل إلى تفاهم مشترك معنا،وقبل أن يصبح الوقت متأخراً للوصول إلى حل هذا يعني ان السوفيت قد أعطوا العراق صواريخ يمكن ان يوجهوهما إلينا لكن السكرتير الامريكية في طهران استبعد هذا الاحتمال"،هذا الاستنتاج جاء في ظل التقارب العراقي-السوفيتي.
ورداً على التقارب العراقي-السوفيتي أعلن الشاه أن السوفيت أخطروا سفيرنا في موسكو أنهم لن يتخلوا عن ايران أبداً من اجل العراق ومسألة بيع أسلحتهم للعرب لمصر خاصة فقط من أجل الامن وليس لإغراض هجومية عدوانية.
ونتيجة للسياسة التي بدأ العراق ينتهجها من خلال صفقات الاسلحة من اجل تقوية الجيش العراقي،فوصف الشاه من جانبه العراق من خلال حديثه مع الرئيس الأمريكي جن كنيدي"أنظر فقط إلى العراق إنها دولة بائسة كالأقزام بين العمالقة والتي كادت أن تضربنا ضربة قوية في عبادان لولا قوتنا العسكرية".
وكان هذا التشبيه للعراق للدور الذي بدأ يلعبه في المنطقة لاسيما في منطقة الخليج فيشير اسد علم انه في الخامس من تشرين الأول 1969"كان يوماً فضيعاً لقد استقبلني الشاه وكان مكتئباً للغاية فقد أعلن بدون مقدمات أن العراق أعلن أنه ليس لنا الحق في التدخل في شؤون الخليج أنا أنظر دائماً لليوم الذي أستطيع أن أنهي حسابي مع هؤلاء الناس الى الأبد"،جاء رد العراق بعد الانسحاب البريطاني من منطقة الخليج العربي ومحاولة ايران احتلال بعض المناطق الاستراتيجية كما حصل باحتلالها الجزر الثلاث.

محاولة انقلاب عبدالغني الراواي
في ظل الوضع المتردي في العلاقات بين الجانبين حرك الايرانيون من جانبهم لقلب نظام الحكم فقد بدأ السافاك بدعم مؤامرة لمجموعة من الضباط العراقيين الساخطين والغير راضين عن الحكم وقد تمكنت وكالات الأمن العراقية والتي يرأسها صدام حسين من كشف المتآمرين ونجحت في القضاء على اجتماعاتهم السرية،ونتيجة لذلك تم القضاء على الانقلاب في 23 كانون الثاني وكان قائد الانقلاب عبدالغني الراوي قد خطط للهرب الى إيران وتركت المحاولة الانقلابية الفاشلة بظلالها في تدهور العلاقات غير المستقرة بين إيران والعراق من جديد.
ان خبر المحاولة الانقلابية قد وصل للشاه في 22 كانون الثاني 1970 فقد اتصل بنا سفيرنا في بغداد في منتصف الليلة واخبرني أنه لديه تعليمات من الشاه أن يوقظه إذا تصاعدت الأزمة ثم قال بان هناك محاولة انقلاب فاشلة في بغداد سيطر عليها العراق وتم اعدام 9 أشخاص وان سفيرنا في العراق الذي كان على اتصال بالمتآمرين طلب منه المغادرة خلال 24 ساعة،مما دفع الجنرال دجام رئيس اركان الحرب ببرقية موصياً بضربة وقائية ضد مهبط الطائرات العراقية فقال الشاه"أساله إن كان لا يدرك الحقيقة بالمرة؟ مالذي يجعله يفكر بأن العراق يخطط لهجوم إلا إذا كان رداً على تحركنا أو ضد الانقلاب ولا يمكن لأحد رجالنا أن يتحرك بدون موافقتي .
في خضم القضاء على المؤامرة بلغ عدد الذين اعدموا الان حوالي 29 شخصاً وخلال الليل من يوم 23 كانون الثاني استمرت أنباء الاعدامات تصل إلينا أكثر من 40 شخص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القادة الأوروبيون يبحثون في بروكسل الهجوم الإيراني على إسرائ


.. حراك تركي في ملف الوساطة الهادفة الى وقف اطلاق النار في غزة




.. رغم الحرب.. شاطئ بحر غزة يكتظ بالمواطنين الهاربين من الحر


.. شهادات نازحين استهدفهم الاحتلال شرق مدينة رفح




.. متظاهرون يتهمون بايدن بالإبادة الجماعية في بنسلفانيا