الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
في التمثيل والتمثيل المناطقي اللامتكافئ – المجلس الوطني الكردي نموذجاً
علي مسلم
2014 / 5 / 24الثورات والانتفاضات الجماهيرية
لم تكن الثورة السورية بمثابة الحالة الطارئة على الواقع السوري أو تعبير عن شكل من الحالات الثورية المستوردة بتحريض من جهات تقف بالضد من الطموح الوطني السوري كما يسوق له النظام او تعبير عن حالات من ردة الفعل الكامنة على سلوكيات قمعية مارسها النظام بحق بعض فئات الشعب السوري في ثمانينيات القرن الماضي كحالات طائفية محددة كما يروق لبعض الجهات في المعارضة السورية تسميتها , انما كانت بمثابة التعبير الحقيقي عن تلك الحالات الثورية المتراكمة والكامنة في الوجدان الوطني السوري والذي استطاع النظام طمسها بالقوة طوال سنين خلت جرى فيها تغييب وتهميش كل المجتمع السوري المتعدد الانتماء سواء على المستوى الاثني أو الطائفي الديني وجرى كما هو واضح بناء الدولة القومية ذات الطابع العربي والتي تحولت خلال عقود قليلة الى دولة الطائفة ثم الى دولة العائلة .. حيث لجأ الشعب السوري بكل مكوناته القومية والدينية بعد انطلاقة الثورة السورية في 15-3- 2011 الى بناء مؤسساتها الخاصة بغية استنهاض محيطها الخاص ودفعها نحو الانخراط في الحالة الوطنية العامة الثائرة بهدف انهاء المظالم وإبراز المظاهر التي تم من خلالها السطو على الطموحات القومية والاثنية في دولة البعث الشوفيني كحالة الشعب الكردي في سوريا والذي دفع ابنائه القسط الاكبر من تركات التعسف والظلم والاستبداد حيث تعرض كما هو معروف الى جملة من الاجراءات والقوانين والمراسيم الاستثنائية التي كبحت تطوره الاجتماعي بحيث تؤدي مع الزمن الى طمس المعالم القومية لهذا الشعب العريق , لعل ابرزها تجريد مئات الالاف من ابنائها من حق المواطنة والتملك وبعض الاجراءات الشوفينية الاخرى . وبناء على ذلك تم عقد المؤتمر الوطني الكردي الاول في 26- 10 – 2011 والذي استطاع بحق جر واستقطاب غالبية القوى السياسية والاجتماعية من أحزاب وتنسيقيات وحراك شبابي ومنظمات نسوية الى جانب الفعاليات الاقتصادية الاخرى , ورغم تحفظ بعض القوى على شكل ونسبة تمثيل المناطق الكردية في جسم المؤتمر والذي انبثق عنه المجلس الوطني الكردي لاحقاً الا انه شكل بحق في مراحله الاولى تلك المؤسسة القومية الكردية الفاعلة والتي مثلت الشعب الكردي بنجاح في بعض المحافل الوطنية والدولية واخرها تمثيل الشعب الكردي في مؤتمر جنيف2 في ................. لكن ما جرى ويجري من اجتماعات مصيرية للمجلس الوطني الكردي في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة , خصوصاً في الآونة الاخيرة حيث تم عبرها استبعاد كل مكونات المجلس الوطني الكردي في محافظتي حلب والرقة والتي تشكل الغالبية العظمى من الوجود العددي الكردي في سوريا (حوالي 60% من الاكراد يعيشون في تلك المحافظتين ) بحجة تقطع اوصال المناطق الكردية وسيطرة القوى المتشددة والمتطرفة على بعض المناطق التي تفصل مناطق التواجد الكردي في سوريا وبغض النظر عن الابعاد السياسية لتهميش تلك المناطق والتي تعبر بشكل او بآخر عن إرادة سلطوية بغية اسقاط البعد الكردستاني عن تلك المناطق وتغييب التواصل الجغرافي عن الاقليم الكردي الواحد والذي يبنى عليه المفهوم السياسي لوحدة الاقليم الكردي في سوريا . لذلك وجدنا ان جملة القرارات التي صدرت في الآونة الاخيرة عن المجلس الوطني الكردي جاءت في نفس السياق خصوصا بعد انضمام المجلس الوطني الكردي الى الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة وتشكيل الحكومة المؤقتة حيث تم عن دراية تغييب أي حضور كردي من محافظة حلب ومحافظة الرقة عن أي شكل من التمثيل في مؤسستي الائتلاف والحكومة المؤقتة وبالتالي تم وفقها حرمانهما من أي شكل من الدعم السياسي والمالي والاغاثي والتعليمي بصورة فاقت مظالم النظام البعثي الشوفيني واستفرد ابناء شعبنا الكردي في محافظة الجزيرة بكل المقدرات والمكاسب على حساب ابناء الشعب الكردي في تلك المحافظتين وانسحب ذلك على تشكيل المجالس المحلية للمناطق والتي تم تخصيص مبالغ مالية طائلة لكل مجلس محلي . ومن الجدير ذكره ان أي مكسب يحققه المجلس الوطني الكردي هو مكسب لكل ابناء الشعب الكردي في سوريا بل لكل السوريين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم لكن ما يجري يفوق هذا التصور حيث تم تمثيل المجلس الوطني الكردي في ائتلاف المعارضة ب11 عضواً تم انتخابهم شكليا وينتمون بمجموعهم الى محافظة الجزيرة واعتقد ان هذا الاجراء وما سيليها من اجراءات مماثلة سوف يقوض الوحدة السياسية المتشكلة على المستويين القومي الكردي والوطني السوري لذلك يجب العمل على تدارك هذا الاجحاف الخطير بحق ابناء الشعب الكردي في محافظتي حلب والرقة واعادة توزيع الحقائب في كافة المؤسسات القومية والوطنية بما فيها الائتلاف والحكومة المؤقتة وكذلك في المجلس الوطني الكردي بالتساوي تمثل الغالبية العظمى من ابناء شعبنا الكردي في كل المناطق والعمل على عقد اجتماعات وفعاليات المجلس الوطني وكل الفعاليات السياسية الاخرى خارج البلاد اسوة باجتماعات المعارضة ليتسنى للمجتمعين اتخاذ القرارات بإرادتهم لأنه من غير الممكن ان تكون القرارات مستقلة في ظل سيطرة النظام على مفاصل الحياة السياسية والامنية علي مسلم – عضو المؤتمر القومي الكردي الاول في سوريا والعضو القيادي في pdk-s اسطنبول في 23- 5- 2014
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. Read the Socialist issue 1268
.. Socialism the podcast episode 130 The fight for worker’s pol
.. المحكمة الابتدائية في تونس تقضي بإعدام 4 أشخاص أدينوا باغتيا
.. حكم بإعدام 4 مدنيين والمؤبد لشخصين بقضية اغتيال شكري بلعيد ف
.. شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني