الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الكاتب : نصوص تبحث عن قارىء
سعدي عباس العبد
2014 / 5 / 24الادب والفن
الكاتب : نصوص تبحث عن قارىء
_________________
• ... الكاتب ضمير .. ولسان عصر ما .. وبوصفه عقلا فاعلا.. يحرك الراكد والسكان عبر
• إثارة الاسئلة .. المتلقي بوصفه منتجا للنص حسب البنيوي رولان بارت .. يعيد ما انتجه الكاتب
• على وفق رؤيته ..اي رؤية المتلقي .. المتلقي الذي يتمتع بقدر ما , من المعرفة .. هو من يعيد
• خلق النص عبر التأويل , محتكما بذلك لذائقته وثقافته ..بقطع النظر عن مدى تطابق او اختلاف
• زاويتيّ النظر , بين الكاتب والقارىء
• الكاتب ليس معني بالقارىء عديم الموهبة .. او القارىء العابر , الباحث عن المتعة الآنية
• او تزجية الفراغ .. انما يخاطب قارئا , لا يقل موهبة عن الكاتب, في طرح الاسئلة الاشكالية
• وانا هنا لا اعتمد القارىء ولا الكاتب حسب المفهوم البنيوي ..
• بل اقصد الكاتب على نحو عام .. وتحديدا الكاتب الذي ينشد قارئا مثقفا , متفاعلا مع النص
• قارئا يشير إلى بواطن الخلل التي اربكت النص او اخلت بتوازنه .. قارئا مصححا لمسار
• النص ....قارىء من هذا النمط , .. هو من يبحث عنه الكاتب . قارىء لايخضع لمعايّير
• التعصب والمزاج المحكوم بجملة عوامل طارئة ومتحولة .. ولايخضع لتصنيفات وسائل
• الاعلام المغرضة والمشوّهة .. والتي للاسف هي من باتت اليوم يتحكم ويقيم الكاتب
• عبر وسائل غير مهنية , تعتمد المحاباة والاخوانيات ..اصبحت تلك الوسائل بمثابة هوية مرور
• نحو النجومية والشهرة المختلقة قسرا .. فكم من المواهب المتواضعة تتسيّد المشهد الثقافي
• وتتصدّر الواجهة الثقافية ..وبغياب القارىء الجاد اتسعت مساحة المواهب المتدنية ... وحتى
• النت بات عرضة لاختراقات الكتّاب او ممن يسمّون بالكتّاب .. اقصد هولاء الطارئين الذين
• يفتقرون إلى العمق في ما يكتبون وينشرون في مايسمّى بالشذرات والشعر .. فليس من المعقول
• ان يكتب احدهم بالساعة 4 قصائد
• المهم لست اقصد الهولاء . فهم مغمورون وليسوا بذوي نوايا مريبة ..ولن يبغوا سوى المتعة
• العابرة فهم يكرّرون انفسهم باستمرار .. كما لو انهم لم يقولوا شيئا على الاطلاق !! ولن يطمحوا
• ان ينالوا شهادة من احد تقيّم منجزهم ..!! ولن يسعوا لبريق النجومية
• فالمناط بالكاتب الجاد انّ يثير الاسئلة الاشكالية كما اسلفنا .. ويتفاعل عبر اثارتها مع القارىء
• في تلمس الحلول والاستنتاجات من خلال التحليل الذي يعتمد الموضوعية والفضاء الحر في
• تبادل الاراء ..فالكاتب الذي يطفو فوق قشر الاسئلة ولا يذهب بعيدا في الحفر والتنقيب . لن
• يبلغ جوهر الاشكال ..يبقى على تماس من القشور والسطح .. كاتب من هذا النوع سوف
• لن يحظى باهتمام القارىء الجاد .. وسوف تذهب كتاباته ادراج النسيان , كما ذهبت كتابات
• اخرين ..اخرين مضوا طوال سنين يكتبون . وفي نهاية الامر , غادروا , دون انّ يتركوا اثرا
• كما لو انهم لم يقولوا شيئا .. طواهم النسيان
• بينما الكاتب الموهوب تبقى كتاباته عالقة في الذاكرة الانسانية ..خالدة على مر السنين
• .. فمن منا يستطيع انّ ينسي تشيخوف ..او لا يتذكر ابو العلاء المعري او تولستوي
• او بوشكين او المتنبي او بابلو نيرودا .. او اراغون ..او الجواهري او السياب
• كتاب من عصور واجيال مختلفة لم تزل اسماؤهم ونصوصهم خالدة في الذاكرة
• بقيت خالدة بسبب من الحفر العميق في وجدان القارىء وفي اشكالات العصر والضمير
• الجمعي .. فعلاقة القارىء بالنص هي المعيار .. فالكتّاب راحلون .
• ولن يبقى منهم سوى الاثر الفني ..فمنذ متى غادر المتنبي ..؟ ............. بيد انه
• لن يغادر .. او هكذا يبدو الامر .. كما لو انه لم يزل موجودا يحيا بين ظهرانينا
• فالقارىء الجاد واحد .. اقصد النوع . في كل زمان ومكان .. وهو من اسهم في
• خلود النصوص ومنتجيها .. فالعلاقة بين النص والقارىء .. تنتمي للمعرفة والذائقة . ولا
• وشيجة تصل بين القارىء والكاتب محرر النص , سوى النص .. فالخلود نتاج النص كما
• ان النص نتاج المحرّر والقارىء .. فالنصوص التي تقول شيئا .. تحظى باهتمام القارىء
• ثمة نصوص تقول شيئا يوحد قراء من مشارب متباينة .. يوحدهم في نقاط التقاء اثارها
• النص .. نص من هذا الطراز , ينتمي كونينا , للانسانية برمتها .
• ... ثمة قارىء لم يقرأ الافكار في النص .. بل يبحث عن النوايا المضمرة في تضاعيف
• النص .. فيشرع بالتنقيب والحفر والسبر في الاغوار بقصد الامساك بنوايا الكاتب
• دون انّ يستغرق ذهنه في افكار النص .. او ماراد النص معالجته .. قراء من هذا
• النمط المريض سيئيّ النوايا .. لا يفتشون عن مكامن الجمال ولا ينشدون المتعة السحرية
• التي يتوافر عليها النص .. وهناك انماط متتعدّد من القراء , سوف اشير اليهم في
• مقال لاحق
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بيع -الباب الطافي- الذي حدد نهاية فيلم تيتانيك بسعر خيالي
.. الفنان #محمد_عطية ضيف #قبل_وبعد Podcast مع الاعلامي دومينيك
.. الفنان عبد الرحمان معمري من فرقة Raïm ضيف مونت كارلو الدولية
.. تعرّفوا إلى قصة “الخلاف بين أصابع اليد الواحدة” المُعبرة مع
.. ما القيمة التاريخية والثقافية التي يتميز بها جبل أحد؟