الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معضلة السجينين ...في التحالفات السياسية العراقية

ميثم مرتضى الكناني

2014 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


من الاساليب الناجحة التي يستخدمها المحققون هو مايعرف ب (معضلة السجينين) وذلك بفصل السجينين المشتبه بتورطهما بجريمة ما فصلهما عن بعضها تماما في غرفتين مستقلتين لاستجوابهما وعرض ثلاث خيارات امام كل سجين الاول يقضي بالحبس ستة اشهر في حالة الاصرار على الانكار من قبل كلا السجينين , والثاني الافراج لاحدهما في حالة الاعتراف فيما يعاقب الاخر بالسجن عشر سنوات والخيار الثالث بالسجن خمس سنوات لكل منهما في حال اعترفا ضد بعضهما , وهو اختبار لقياس مستوى التعاون ودرجة الثقة بين الطرفين واثبتت التجارب بان الغالبية تتجه نحو الخيار الثاني لانه افضل الممكن في جو اهتزاز الثقة الذي يعيشه كلا السجينن, لو راجعنا المشهد الانتخابي والغلة التي خرجت بها الكتل السياسية على اختلاف توجهاتها نجدها تعيش بحق محنة ومعضلة السجين من ناحية تقاطع المصالح واهتزاز الثقة وانفتاح المشهد على كل الاحتمالات ,ولو جاز لنا التصنيف سنجد ان الخارطة السياسية التي افرزتها انتخابات ابريل نيسان الماضي قد وضعت فرزا للكتل على اساس (مع او ضد )المالكي في الولاية الثالثة دونما الخوض في تفاصيل البرامج او الرؤى السياسية او الاقتصادية او ما الى ذلك من نقاط يمكن ان تكون موضع خلاف وحتى تلك الخلافات المزمنة والتي تطفو وتخفت بين الحين والاخر من قبيل صلاحيات الاقليم والفيدرالية وصلاحيات المركز تجاه المحافظات والاقاليم فضلا عن ملفات الاصلاح الاقتصادي والعلاقات الخارجية ...الخ لم تعد مطروحة باكثر من كلام في السياق الذي يتصدره موضع المالكي من العملية السياسية برمتها, كلا الطرفين يعيش ازمة حادة ,فالمالكي وقائمته التي تربو (مع حلفائها الصغار) على المئة ونيف من الاصوات ليست قادرة على تشكيل الحكومة بدون حلفاء شيعة او سنة او كرد وكذلك الامر مع الكتل المعارضة للمالكي ففي الوقت الذي يمكن ان ينجح نظريا تحالفهم (الاحرارمع المواطن مع الوطنية ومتحدون مع القوائم الكردية) في تحقيق النصاب المطلوب لتشكيل الحكومة الا ان الخلافات والتناقضات بينهم تحول بينهم وبين السير بعيدا في هذا الشوط فضلا عن اختلافهم على تقاسم الكعكة بعد اقصاء المالكي من سدة الوزارة, مع خشيتهم المتعاضمة من اي فرضية يذهب فيها طرف من هذا التجمع خلسة ويتفاوض من تحت الطاولة منفردا مع المالكي ليقطف اكبر جزء من الكعكة لاسيما مع اصرار الاخير على تشكيل حكومة اغلبية اي ان من ياتلف مع المالكي في هذه المرحلة الحرجة سينال حصة دسمة من الامتيازات لاسيما مع استعداد المالكي في ظل اجواء الاختناق التي يعيشها لتقديم مايسيل له لعاب الكتل الصغيرة الباحثة عن المكاسب والمغانم ومن شان هذا السيناريو المرعب ان يعصف بمن يتخلف عن هكذا اتفاق ليرميه في خانة المعارضة والتي وبناء على حسابات الوضع العراقي ستكون معارضة بلا اسنان وبلا مخالب ومن المحتمل ان تجرد حتى من سيارات الحماية لان المالكي متميز بانتقاميته ممن يعارضه , في الجانب الاخر يعيش ائتلاف دولة القانون نفس اجواء المعضلة رغم انه يراهن على تماسك كتلته التي حافظت على نفسها في حين عانت كل الكتل الاخرى تصدعات وانسحابات في الدورة البرلمانية السابقة اظف اليه انتهازية الكتل المتوسطة والصغيرة والباحثة عن الربح السريع من خلال الصوت المرجح للكفة والذي يمكنها التلويح به مع نسب فائدة متوقعة مع المالكي اكبر مما يمكن الحصول عليه من خصومه لاعتبارات عديدة فوق ماذكرنا وهي ان المالكي يفاوض بكتلة واحدة متجانسة الى حد ما بخلاف خصومه والذين تتباين اهدافهم ومطامحهم , على ماييدو فان ائتلاف دولة القانون قد استوعب وتحسب لدرس انتخابات مجالس المحافظات العراقية للعام الماضي عندما تحالف خصوم المالكي سويا وجردوا ائتلاف دولة القانون من موقع الصدارة في محافظات عديدة منها المحافظات المركزية مثل بغداد والى حد ما البصرة على الرغم من تصدرهم قوائم الفائزين , الا ان الموقف الان يبدو اكثر صعوبة في تنبؤ ما ستسفر عنه التحالفات لتشكيل الحكومة المركزية مع افضلية واضحة لائتلاف المالكي في تشكيل الحكومة المقبلة , وللايام قول .
د.ميثم مرتضى الكناني
ناشط مدني عراقي
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن