الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدنان إبراهيم وعدالة الصحابة.. تعقيب على ردود الشيخ نجيب الزروالي 1/3

محمود بلحاج

2014 / 5 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عدنان إبراهيم وعدالة الصحابة.. تعقيب على ردود الشيخ نجيب الزروالي 1/3


انتابتني الدهشة والحيرة وأنا استمع إلى الهجوم الشديد على الدكتور عدنان إبراهيم من طرف الوهابي المدعو نجيب الزروالي - إمام مسجد باصو ببني أنصار / شمال المغرب – لما احتواه (الهجوم) من الشتم والسب من جهة، ومن نفاق وتضليل من جهة ثانية. وما أدهشني ليس الهجوم في حد ذاته وإنما افتقاره إلى الدقة والموضوعية التي يتطلبها العمل النقدي البناء والجاد، الهادف إلى التحرر والتغيير الايجابي لمعارفنا بشكل عام، ولثقافتنا الدينية بشكل خاص، نظرا لما للعنصر الديني من الأهمية في حياة المؤمنين، ومن ثم مساهمته في تحصين ثقافتنا الدينية من الأساطير والخرافات التي تعرقل طريقنا نحو الحداثة الثقافية والازدهار الحضاري والمعرفي من جهة، ونشر ثقافة الاختلاف والتعايش من جهة ثانية.

وقبل أن أخوض غمار تحليل وتفسير ما سبق ذكره ، أود أولا أن أسجل اعتراضي ورفضي لكل أشكال العنف ( اللفظي/ المعنوي والجسدي). وثانيا أبحثت كثيرا في محاضرات ( خطب) الشيخ الزروالي كي أستدل على دقته وموضوعيته في معالجة الخلاف القائم بينه وبين الدكتور عدنان إبراهيم فلم افلح في ذلك حيث أن الشيخ الفاضل - هداه الله - نهج سلوك وأسلوب لا علاقة له بأصول الحوار والجدل المنصوص عليهما في الإسلام (1)، كما أن أسلوبه هذا يظل بعيدا عن قواعد النقد العلمي، المعروفة والمتداولة في العمل النقدي الايجابي كما قلنا. وهو العمل القائم على أسس وضوابط موضوعية علمية حيث يتوخى المساهمة في التغيير الثقافي الذي ينشدها كل أحرار الوطن بعيدا عن لغة العنف والشتم وتلفيق التهم، وبالتالي مراعاة قيم الحوار والاختلاف التي تعتبر من سنن الله في خلقه . لهذا كنا ننتظر، ونتمنى، أن يتجاوز فضيلة الشيخ ( نجيب الزروالي ) منطق الشتم والتنديد، وبالتالي النفاذ إلى صميم الإشكاليات التي يطرحها الدكتور عدنان إبراهيم بكل طاقاته وقوته المعرفية والمنهجية ، وذلك عبر تفكيكها وإذابتها بالكشف عن متناقضاتها وعن لامعقوليتها أن كانت كذلك، لكن مع الأسف الشديد لا شيء حصل من هذا القبيل.

انطلاقا من هذه الحقيقة يمكن لي أن أقول: أنني وجدت في محاضرات الشيخ المذكور أعلاه أراء أجرؤ أن أقول إنها ظالمة ومغلوطة فيما يخص موقف عدنان إبراهيم من الصحابة عموما، ومن الخليفة الثالث (عثمان بن عفان) وأبو هريرة خصوصا. علاوة على مجموعة من المغالطات الفقهية والتاريخية التي سنتعرض لها في الحلقة الثالثة من هذه المقالة النقدية.

ومن جهة أخرى، لا نروم من خلال هذه المقالة المتواضعة، وبأي شكل من الإشكال، الدفاع عن الدكتور عدنان إبراهيم ومواقفه الإصلاحية والتجديدية ، قياسا ومقارنة مع مواقف معظم شيوخ الوهابية وغيرهم من شيوخ التقليد والنقل، وفي مقدمتهما مواقف ضيف حلقتنا هذه الشيخ نجيب الزروالي الذي يسهر – كما يبدو لي شخصيا من خلال تتبعي لمحاضراته المنشورة على اليوتوب - على اجترار مواقف شيوخ الوهابية لا غير، خاصة إذا عرفنا أن رده على عدنان إبراهيم جاء في سياق تنفيذه لطلب تقدم به احد الشيوخ، وهو ما يفقد له مصداقيته طبعا. (2) وليس من تفسير لهذا الأمر سوى التملق والخوف، ولا باس من القول أن شيوخ الوهابية يخافون كثيرا من الفكر النقدي الموضوعي الذي يعطي الأهمية للعقل والعلم، حيث يتم إخضاع النصوص الدينية – القرآن وما يسمى بالحديث - للنقد والتمحيص مع إمكانية عدم قبول بعض ما جاءت به، ولاسيما النصوص المتعلقة بالمعجزات والسحر ..الخ. وقد يكون من المفيد الإشارة هنا إلى الاختلاف الجوهري القائم بين طبيعة النصوص الدينية نفسها ؛ أي : بين طبيعة القرآن والحديث ، فإذا كان النص القرآني هو نص صحيح في نظر المؤمنين به، حيث يعتمد على عصمة البلاغ، وهو لا يحتمل إلا الصدق، فإن النص الثاني – الحديث – هو ليس كذلك تماما، حيث يمكن الاختلاف حوله، وبالتالي فهو نص يحتمل الرفض والقبول لعدة اعتبارات موضوعية وتاريخية سنتعرض لها في الخلقيتين المقبلتين من هذه المقالة.

وإنما نسعى إلى المساهمة في النقاش الدائر الآن إزاء شخصية عدنان إبراهيم وموقفه من الصحابة وعدالتهم المزعومة. (3) لهذا فالهدف الأساسي من أعدادنا لهذه المقالة هي المساهمة – ولو بقسط بسيط - في الكشف عن الحقيقة الغائبة في الصراع المعرفي والفقهي الدائر الآن بين الدكتور عدنان إبراهيم وشيوخ الوهابية في مشارق الأرض ومغاربها، وبالتالي المساهمة في تنوير الرأي العام بحقيقة وطبيعية الخلاف والنزاع القائم بين عدنان إبراهيم وشيوخ الوهابية التي يمثلها في هذا المقام الشيخ نجيب الزروالي، سواء عبر طرحنا لمجموعة من الأسئلة الاستفسارية والاستفزازية كذلك، أو عبر طرحنا أيضا لمجوعة من الملاحظات النقدية بشأن موضوع الصحابة، وذلك في أفق تحفيز القارئ المهتم بالبحث والتنقيب عن الحقيقة بنفسه، من أجل تجديد ثقافته ومعارفه الدينية.

ومن الطبيعي جدا أن يختلف المرء مع عدنان إبراهيم ، سواء كان هذا المرء هو الشيخ الزروالي نفسه أو غيره، وبالتالي من حقه أن يمارس اعتراضه ونقده العلمي أن كان بمقدوره أن يفعل ذالك انطلاقا من حقه في الاختلاف المكفول للجميع، هذا ما لا نختلف عليه أطلاقا. لكن علينا أن نحدد لماذا نختلف وننتقد بعضنا البعض ؟ هل نفعل ذلك من أجل التقويم والتوجيه الايجابي لبعضنا البعض، ومن ثم العمل على الإنتاج والإبداع الفكري والعلمي الهادف إلى أنتاج ثقافة دينية جديدة عصرية خالية من التقديس والعنف من جهة، وخالية من الإقصاء والانحياز من جهة ثانية، وبالتالي حماية مجتمعاتنا من الفوضى والحروب الأهلية، وصيانة قيمنا الثقافية والاجتماعية من الخرافات والأساطير الدينية ، أم أننا نختلف من أجل الحفاظ على ما هو قائم وموجود في مجتمعاتنا من التخلف الحضاري والاستبداد الديني والسياسي، وبالتالي تكريس سيادة الخرافات والأساطير التي تعج بها ثقافتنا عموما، والثقافة الدينية خصوصا؟ إن الثقافة التي ننشدها هي إنسانية العلاقات الاجتماعية وعدالتها وتفتحها المعرفي والديمقراطي على التجدد والإبداع الجماعي في مختلف الفعل والتعبير. وما يجب الانتباه إليه واستحضاره، ونحن نتحدث عن النهضة الثقافية والتغيير الثقافي هو أنه : لا تنمية ثقافية في ظل سيادة القمع والقهر السياسي والفكري والديني والقومي، وحول هذا يقول محمود أمين العالم " لا مستقبل للثقافة بغير ثقافة مستقبلية مغايرة للثقافة السائدة ".

وحتى نضع الأمور في سياقها الطبيعي نشير هنا إلى أن تفاصيل هذه المقالة تأتي على ضوء سلسة من المحاضرات ( خطب) التي ألقاها الشيخ نجيب الزروالي خلال الأسابيع القليلة الماضية حول مواقف عدنان إبراهيم بشكل عام،(4) وحول موقفه من الصحابة بشكل عام، بل وتحديدا حول موقفه من الخليفة الثالث (عثمان بن عفان) وأبو هريرة الذي يعتبر من أكثر الشخصيات " الدينية " إثارة للجدل في التاريخي الإسلامي عندما يتعلق الأمر بموضوع تدوين الحديث، فرغم قصر مدة مصاحبته للرسول (ص)- التي لم تتجاوز في ابعد الحدود ثلاث سنوات حسب شهادته الشخصية ( أبو هريرة) – يعتبر هذا " الصحابي " من أكثر الرواة للحديث عن النبي، وهو الأمر الذي يطرح جملة من الأسئلة بخصوص شخصيته الغامضة .(5) سنعود للموضوع فيما بعد.

ولعله من المناسب – قبل الدخول في تفاصيل هذه المقالة المتواضعة – أن تستعرض بإيجاز الأهداف والغايات المرتقبة من أعدادها (المقالة) . عموما، وباختصار شديد، نقول: تسعى هذه المقالة إلى تحقيق هدفين أساسيين، الأول هو: تسليط الضوء على كيفية تعامل أئمة الوهابية مع الاجتهادات الفقهية المخالفة لقناعاتهم العقائدية و الفكرية. والثاني هو محاولة الإجابة عن السؤالين التاليين : الأول هو : ما هو جوهر الخلاف القائم بين الدكتور عدنان إبراهيم وشيوخ الوهابية أمثال: الشيخ نجيب الزروالي ؟ والثاني هو : هل يطعن الدكتور عدنان إبراهيم بالفعل في الصحابة- وفي عثمان وأبو هريرة تحديدا - أم أن الأمر يتعلق بالمزايدات والافتراءات السياسية التي يمارسها الإسلاميون تجاه كل من يخالفهم الرأي والانتماء حتى ولو كان من يخالفهم ينتمي إلى نفس عباءتهم الدينية والمذهبية؟

نصوغ هذا السؤال رغم معرفتنا المسبقة بأن الدكتور عدنان إبراهيم ( طبيب وإمام مسجد الشورى في العاصمة النمساوية / فيينا) لا يطعن في عثمان بن عفان، ولا في أبو هريرة، أو غيرهما من الصحابة، وإنما يميز ويفرق بينهم وفق المنهج القرآني حسب تعبيره.(6) وفي هذا السياق يؤكد المتهم بتحقير الصحابة ( عدنان إبراهيم) انه لا يطعن في الصحابة أطلاقا ، وإنما ينقل فقط كلام النبي بخصوص الصحابة ، وبالتالي فهو – حسب كلامه دائما – لا يلعن الصحابة وإنما يلعن كل من العنه النبي لا أكثر ولا أقل. (7) وربما، قد يتساءل البعض هل لعن الرسول (ص) معاوية بن أبي سفيان الذي العنه عدنان إبراهيم بدوره وغيره من فقهاء وعلماء الأمة ؟ والجواب على هذا السؤال الافتراضي الذي قد يتبادر إلى دهن البعض – كما قلنا - هو بالإيجاب؛ أي : نعم الرسول (ص) لعن معاوية بن أبي سفيان وفق الحجج والأدلة التي اعتمدها الدكتور عدنان إبراهيم في لعنه لمعاوية، وهي حجج وأدلة صحيحة حسب صاحبها دائما. (8) والغريب في موقف شيوخ الوهابية، ومن يناصرهم، هو انزعاجهم البين من لعن معاوية - من قبل عدنان إبراهيم أو غيره - ولا ينزعجون بتاتا من لعن علي ابن أبي طالب في عهد الأمويين بأمر من معاوية نفسه لمدة مائة وعشرين سنة ، كما يؤكد ذلك صحيح مسلم.(9)

وبناءا على هذا التوضيح الموجز، والضروري في تصورنا، يمكن القول أن كل ما هنالك في موضوع الخلاف الدائر بين أئمة وأنصار الوهابية والدكتور عدنان إبراهيم هو أن هذا الأخير ينتقد بشدة، وبشكل موضوعي وعلمي، العديد من المواقف والآراء الدينية التقليدية التي تعتبر في نظر الأغلبية الساحقة من المسلمين، وخاصة أنصار وفقهاء الوهابية ، من المسلمات الإيمانية المطلقة في الفكر الديني الأموي السني، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر، انتقاده الشديد لفكرة صدق وعدالة الصحابة جميعا دون استثناء كما هو الأمر لدى أهل السنة والجماعة !!. (10) فالرجل(عدنان إبراهيم) يؤكد في هذا الجانب معتمدا على حجج دامغة من القرآن والأحاديث الصحيحة، وهي حجج لا تفسح لنا مجالا للشك في ما يقدمه ويعرضه علينا من الآراء والمواقف المبنية على التحليل المنطقي المقنع، بخصوص قوله أن الصحابة ليسوا جميعا عدول وصادقون في إيمانهم وصحبتهم للرسول (ص)، وبالتالي مساهماتهم في الدعوة النبوية. ففي القرآن الكريم نقرأ في الآية 10 من سورة الحديد (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل، أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى )). هذا كلام الله وليس كلام عدنان إبراهيم أو غيره من البشر. والسؤال المطروح هنا هو: لماذا ينزعج شيوخ الوهابية من الدكتور عدنان إبراهيم عندما يقوم بتوظيف هذه الآية الكريمة في تعامله وتقييمه لمواقف وسلوك الصحابة الذين يظلون بشرا مهما كانت مقاماتهم الدينية والمعنوية؟

انطلاقا من المرجعية القرآنية الواضحة في التعامل مع الصحابة - المحددة في الآية السابقة الذكر ، نرى أنه لا يمكن التساوي على سبيل المثال بين أبو بكر الصديق الذي انفق قبل الفتح وقاتل وهاجر مع الرسول (ص) مع أبو هريرة الذي اسلم في السنوات الأخيرة من حياة الرسول ولم ينفق، ولم يقاتل مع الرسول ولم يهاجر معه ؟ أما الأحاديث والوقائع التاريخية التي اعتمدها الدكتور عدنان إبراهيم في صياغة موقفه الرافض لعدالة جميع الصحابة كما هو شاع لدى أهل السنة والجماعة، فهي كثيرة جدا، بحيث لا يتسع لنا هذا المقام المحدد سلفا لكتابة مقال صحفي، لذكرها جميع وتناولها بالتفصيل، لكن ما هو أساسي ومهم في تناول الدكتور عدنان إبراهيم لهذا الموضوع هو طرحه لمجموعة من الأسئلة المستفزة والمقلقة، ومن بينها مثلا: من هم أصحاب رسول الله؟ وما هو الصحابي؟ وما هي الفئة المعنية من الصحابة التي قصدها النبي بقوله " لا تسبوا أصحابي" ؟ وهل يندرج أبو هريرة ومعاوية أبن أبي سفيان مثلا ضمن لائحة الصحابة الذين يعنيهم الرسول(ص) بكلامه السالف؟ ما هي أسباب و خلفيات قول الرسول (ص) لهذا الكلام ؟ وإذا كان رسول الله لا يفرق بين أصحابه كما يدعى أغلبية أهل السنة والجماعة، فلماذا قال صلوات الله عليه لخالد بن الوليد " دعك من أصحابي "؟ ومن هم هؤلاء الصحابة الذين يقصدهم النبي؟ ولماذا لم يحتج خالد بن الوليد على كلام رسول الله ويقول له مثلا : ألست من أصحابك يا رسول لله ؟ (11)

بناءا على التحليل المنطقي الذي يقدمه عدنان إبراهيم – في تقديرنا الخاص - يؤكد هذا الأخير أن الصحابة فيهم من هو حقير، وفاسد، وفاسق، ومنافق وملعون الوالدين ..الخ، مع تأكيده في ذات الوقت على أن معظم الصحابة عدول وصادقون.(12) وللأمانة العلمية نقول أن الرجل لم يقول حسب اطلاعنا الشبه الكامل على محاضراته الشيقة بأن الخليفة الثالث - عثمان بن عفان - حقير وخائن كما جاء على لسان الشيخ الزروالي، وإنما قال أنه ( = عثمان بن عفان) ارتكب أخطاء كبرى أثناء حكمه، (13) وهذا ما يؤكده أيضا أكثر من كاتب وباحث إسلامي سني معاصر، ومن بينهم على سبيل المثال فقط الكاتب والباحث الإسلامي المتميز خالد محمد خالد في كتابه "خلفاء الرسول " ( ص 151 -224)، واحمد الكبييسي وحسن فرحان المالكي وغيرهم ، أما مسألة تبذيره للمال العام ودعمه للأمويين( أقربائه) على حساب الفئات الأخرى من المسلمين، خاصة ضد صحابة رسول الله، فهذا معروف في كتب التاريخ بشكل مفصل، بما فيها الكتب والمراجع السنية نفسها، وبالتالي فالدكتور عدنان إبراهيم لم يفترى على الخليفة بهذا الخصوص. وارتباط بهذا الموضوع يقول مؤلف كتاب " تاريخ صدر الإسلام والدولة الأموية" الدكتور عمر فروخ ما يلي " ومع مجيء عثمان إلى الخلافة كثر بنو أمية في مناصب الدولة. ففي أوائل سنة 24 ه (أواخر 644م ) عزل عثمان المغيرة بن شعبة عن الكوفة وولى مكانه سعد بت أبي وقاص. ثم عزل سعدا وولى مكانه الوليد ابن عقبة أخاه من أمه. وصلى الوليد مرة صلاة الصبح وهو سكران فاضطر عثمان إلى عزله، وقد ولى مكانه أحد أقاربه سعيد بن العاص، وكان شابا لا تجارب له. وكان على البصرة أبو موسى الأشعري مند أيام عمر، فعزله عثمان وولى مكانه(سنة 29 ه = 655 م) ابن خاله عبد الله بن عامر، ولع من العمر خمس وعشرون سنة. واستبد عبد الله بن عامر بالعراق وفارس وعين فيها رجاله. وفي اشتراك ابن عامر، فيما بعد، في الفتنة التي قتل في أعقابها عثمان. وفي أثناء ذلك كان عثمان قد عزل عمرو بن العاص عن مصر وولى مكانه عبد الله بن أبي سرح، أخاه من الرضاعة ". (انظر ص 113-114)

أما محمود شاكر فيقول في كتابه: التاريخ الإسلامي – ( الجزء الثالث الخاص بالخلفاء الراشدين) : ما يلي " فلما قامت الفتوحات، وجاءت الغنائم والفيء، وأصبحت الدولة بحالة غنى وثراء التفت عثمان إلى أقربائه يعطيهم ويتقرب إليهم ويقربهم". (ص 240) ومن المعروف لدى كل من له إلمام بالتاريخ الإسلامي – والو إلمام بسيط جدا - أن هذا المشكل؛ أي : انحياز الخليفة(عثمان) إلى أقاربه ، يعتبر من ابرز المشاكل (= الأسباب) التي أدت إلى قيام الثورة ضد الخليفة (عثمان) واغتياله على يد الثائرين(14) وهو الحدث الذي أسس لبداية الفتن والصراعات السياسية الدموية ( الثورات والحروب الأهلية) والمذهبية المستمرة إلى يومنا هذا. وبعد هذا التوضيح الموضوعي نطرح الأسئلة التالية على شيخنا الفاضل (= الزروالي) لعله يتواضع ويقدم لنا إجاباته وإيضاحاته بالإجابة، إذا ما تواضع واستمع إلى الآراء المخالفة له واحتكم إلى سلطة العقل والحق وهي : هل يستطيع فضيلة الشيخ الزروالي إنكار هذه الحقائق التاريخية الساطعة ؟ وإذا كان لا يستطيع إنكارها – وهو لا يستطيع إنكارها بطبيعة الحالة - فلماذا يتهجم على الدكتور عدنان إبراهيم بخصوص هذا الموضوع بالذات؟ وما هو هدفه من إنكار هذه الحقائق؟ وهل يمكن اعتبار كذلك كل من محمود شاكر وخالد محمد خالد وعمر فروخ - على سبيل المثال - زنادقة مثلهما مثل عدنان إبراهيم لكونهما قالوا بأن عثمان بن عفان انحاز أثناء حكمه إلى بني أمية؟

هذا من جهة، ومن جهة أخرى كون أن الخلفية( عثمان) من أصحاب رسول الله وصهره، واحد العشرة المبشرين باللجنة ..الخ، لا يعنى بالضرورة انه منزه ومعصوم عن الخطأ، وإنما هو مجرد بشر في نهاية المطاف مثله مثل جميع البشر، والأخطاء التي ارتكبها الخليفة وفق مختلف الدراسات والمراجع – القديمة والحديثة – هي أخطاء إدارية وسياسية ومالية بالدرجة الأولى. وفي هذا يقول الكاتب العراقي الراحل هادي العلوي " فلعل عثمان تاجرا أكفا منه سياسيا. ولم تسجل نشاطاته في أيام الدعوة وما بعدها علامة كفاءة سياسية تقارب ماسجله مضمار العمل التجاري. ويمكن اعتبار عهد عثمان نموذجا للحكم على أساس الفئة. إذ لما سكن له منزع مستقل عن رفاقه وأقربائه الذين تعاونوا معه لصيانة وتوسع مكاسبهم المتأتية عن الفتوحات " .(15)

وللأمانة العلمية أيضا نقول أن عدنان إبراهيم لم يقول بأن أبو هريرة حقير وملعون الوالدين، بل أن كل ما في الأمر هو أن الشيخ الزروالي يوظف كلام عدنان إبراهيم خارج سياقه وإطاره العام لأهداف محددة سلفا وهي النيل من قيمة الدكتور عدنان واجتهاداته التي تلقي استحسان وقبول واسع لدى فئات الشباب المتعلم، وهو ما يشكل تهديدا حقيقا لمشايخ التقليد أمثال الشيخ الزروالي الذي يبدو لي شخصيا أن خطابه ومنهجيته في التعامل والرد على مخالفيه متجاوزة جدا، وبالتالي فإنها لا تساير تقنيات العصر في مجال الخطاب ، شكلا ومضمونا. كما أنني متيقن ، إلى درجة كبيرة، لو أن شخص ما في العالم استمع للمرة الأولى إلى محاضرة وخطاب الدكتور عدنان إبراهيم في موضوع عدالة الصحابة مثلا ، واستمع في نفس الوقت إلى ردود فعل الشيخ نجيب الزروالي ، لاقتنع هذا الشخص مباشرة بصحة وموضوعية ما يقوله الدكتور عدنان إبراهيم.

ومما تجدر الإشارة إليه أن وجهة نظر الدكتور عدنان إبراهيم فيما يخص الصحابة ليست جديدة على الفكر الإسلامي، حيث هناك من الفقهاء والباحثين المسلمين - عبر التاريخ الإسلامي - من تبنى نفس الرأي والقناعة.(16) وهو الرأي الذي تؤكده مختلف الدراسات التاريخية المتوفرة الآن حول الصحابة،(17) وبالتالي فلا يمكن اعتبار جميع الصحابة عدول، ومن ثم التراضي عليهم جميعا دون تمييز، فهل يمكن مثلا - دينيا وأخلاقيا - دون الحديث عن الجانب العلمي في الموضوع ، وضع الصحابة في سلة واحدة وميزان واحد؟ بمعنى آخر هل يمكن التساوي بين دور ومكانة أبو هريرة في الإسلام على سبيل المثال مع أبي بكر ؟ وهل يمكن التساوي كذلك بين مكانة محمد بن أبي بكر الصديق - الذي يعتبر من طليعة المقتحمين بيت الخليفة الثالث ( عثمان) وفق رواية الطبري وغيره من فقهاء السنة - مع مكانة عمر بن الخطاب ؟(18) وهل يمكن مقارنة مكانة علي بن أبي طالب مع معاوية ؟ وهل يعتبر احترام الصحابة مع إضفاء هالة من الصدقية والقدسية المطلقة عليهم ، شرط من شروط الإيمان والتقوى، ومن ثم هل يمكن اعتبار كل من ينتقد الصحابة، ضالا ومناهضا للإسلام بالضرورة ؟ (19) وهل يمكن التراضي على الصحابة الذين ساهموا في اغتيال الخليفة الثالث ( عثمان) بشكل مباشر أو غير مباشر، ومنهم على سبيل المثال، وليس الحصر، علي ابن أبي طالب الذي يعتبر وفق بعض الآراء زعيم ومنظم الثورة ضد عثمان، (20) وطلحة والزبير وعائشة وفق ما أورده عمر فروخ في كتابه المذكور أعلاه ؟ (انظر ص 118) وهل يمكن التراضي كذلك على معاوية ابن سفيان المعروف بالفاسد وفق العديد من الدراسات الإسلامية السنية قبل غيرها؟(21)

وفي سياق دفاعه المستميت عن الصحابة دون تمييز، ولا تفريق بينهما، فيما يخص علاقاتهم وصحبتهم للرسول (ص) من جهة، وبين أفعالهم الدينية والسياسية كبشر من جهة ثانية ، أكد الشيخ الزوالي " أن كل من يطعن في معاوية ابن أبي سفيان إيمانه ضعيف جدا " (22) وهو يضع بهذا " الاجتهاد " الغريب والعجيب شرطا جديدا في الإيمان: وهو الإيمان بعدالة معاوية ابن أبي سفيان، بالرغم من أن الدراسات التاريخية تؤكد أنه كان طاغية سواء بالمنطق الديني أو بالمنطقي السياسي. !! (23) لا ندري كيف عرف الشيخ الفاضل بهذا الخبر؟ هل أضحى شيخنا - هداه الله - إلى طريق الحق يعلم الغيب أم أنه يعاني من اضطرابات نفسية ؟ أما أن أموال البترودولار تدفقت على حسابه البنكي من الخليج ؟


فهو؛ أي: معاوية ، " لا يتورع عن أي إجراء يخدم مخططاته. وقد قام بتنفيذ اغتيالات سياسية عديدة أملتها مصالح حيوية منها اغتيال مالك الاشتر، الذي سهل عليه انتزاع مصر من علي، واغتيال الحسن بن علي الذين كان عقبة في طريق البيعة لولده يزيد. وقد نفذت الاغتيالات بطريقة جبانة استخدم فيها السم، ثم صارت هذه الطريقة عادة متبعة في حياة الإسلام السياسية ". (24) وبعد تقديمنا لهذه الحجج التاريخية( نستطيع تقدم عشرات أخرى) التي تؤكد أمرين جوهرين في موضوع حديثنا هذا، أولهما هو أنها تؤكد صحة وصواب رأي الدكتور عدنان إبراهيم فيما يخص مسألة تبذير الخليفة الثالث لمال المسلمين وتقربه من أقربائه، والثاني هو تأكيدها كذلك لرأي عدنان إبراهيم بخصوص فساد حكم معاوية. قلنا، بعد هذا التوضيح لا ندري كيف سيرد فضيلة الشيخ الزروالي على هذه الحجج التي لم نأتي بها من عندنا ؟


يتبع ...

محمود بلحاج كاتب مغربي مقيم بهولندا
للتواصل: [email protected]

بعض الهوامش الضرورية:

1: نشير هنا إلى أن القرآن الكريم يؤكد في أكثر من آية على مبدآ الحوار والتعامل بالتي هي أحسن مع المخالفين له ومنها الآية التالية: " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" سورة النحل / الآية125 .
2: انظر ما بين الدقيقة الرابعة والسادسة من الرابط التالي: http://www.nadorcity.com/نجيب-الزروالي-يحذر-من-زندقة-عدنان-إبراهيم-في-خطبة-الجمعة_a22562.html

3: يمكن مراجعة خطب الشيخ نجيب الزروالي حول عدنان إبراهيم ومواقفه من الصحابة على الموقع الالكتروني التالي : http://www.nadorcity.com ( انظر ركن : دين ودنيا).
4: سوف نكتفي هنا بمناقشة موقف عدنان إبراهيم من الصحابة دون تطرقنا إلى مناقشة القضايا والإشكالات الأخرى التي آثارها الشيخ نجيب الزروالي في ردوده، وهي القضايا والمواقف التي تعرضنا إليها في دراسة خاصة حول شخصية الدكتور عدنان إبراهيم، و التي نتمنى أن تنشر في اقرب وقت ممكن إذا أمكن ذلك، ستنشر ضمن مشروع كتاب نحن بصدد أعداد لمساته الأخيرة قبل تقديمه للنشر.
5: انظر كتاب الدكتور مصطفي بوهندي " أكثر أبو هريرة : دراسة تحليلية نقدية " الطبعة الثانية – ص 31
6: يمكن في هذا الصدد مراجعة محاضرة الدكتور عدنان إبراهيم تحت عنوان " سلسلة الصحابة وعدالتهم " انظر مثلا الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=Kg-NkcaNJwQ
http://www.youtube.com/watch?v=2Cj5VGR06b4
7: نفس الرابط المذكور أعلاه حول : سلسلة الصحابة وعدالتهم.
8: راجع هذا الرابط : http://www.youtube.com/watch?v=aRqjWWUklPk أو كذالك الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=QC8vcdAuARE
9: للمزيد عن الموضوع انظر الرابط التالي:
10: يعتبر موضوع الصحابة وعدالتهم من بين ابرز محاور الخلاف القائم بين الفرق الإسلامية عبر التاريخ الإسلامي، فبينما تعظم فرقة " أهل السنة والجماعة " على سبيل المثال جميع الصحابة دون أي تمييز وتفريق بينهما، نجد أن الشيعة والمعتزلة والقرامطة والخوارج وغيرها من الفرق الإسلامية لها مواقف أخرى من الصحابة، الذي يصل في بعض الأحيان إلى حد الطعن في عدالة أغلبية الصحابة كما هو الأمر مع موقف الشيعة. وهذا الأمر يقودنا إلى طرح السؤال التالي: هل موقف الفرق الإسلامية من الصحابة هو موقف ديني أم موقف سياسي بالأساس؟
11: للاطلاع على إجابات وإيضاحات الدكتور عدنان إبراهيم بخصوص الأسئلة التي طرحنها أعلاه يرجى مراجعة الرابط التالي:http://www.youtube.com/watch?v=rEi44nREdDk
12: انظر الرابط المذكور أعلاه حول: سلسة الصحابة وعدالتهم .
13: راجع الرابط التالي بخصوص موقف عدنان إبراهيم من الخلفية الثالث – عثمان بن عفان - http://www.youtube.com/watch?v=JbFJAF_IwFU
14: نفس الرابط المذكور أعلاه :http://www.youtube.com/watch?v=JbFJAF_IwFU
15: انظر كتاب " خلاصات في السياسة والفكر السياسي في الإسلام " ص86/87 - منشورات المدى – الطبعة الثانية سنة 1999
16: من الباحثين المعاصرين الذين لهم نفس الرأي في الصحابة نشير هنا على سبيل المثال إلى الراحل خليل عبد الكريم، أحمد صبحي منصور، محمد شحرور، مصطفي بوهندي، طه حسين، حسن حنفي وغيرهم من المفكرين والباحثين المسلمين المعاصرين.
17: يمكن في هذا الصدد مراجعة دراسة خليل عبد الكريم ( ثلاثة أجزاء) تحت عنوان " محمد والصحابة " منشورات سينا – القاهرة
18: يروي الطبري في كتابه " تاريخ الأمم والملوك " تفاصيل اغتيال الخليفة الثالث بدقة، ويقول عن دور محمد بن أبي بكر الصديق في اغتيال للخليفة: " ان محمد بن أبي بكر اخذ بلحية عثمان فقال له: قد أخزاك الله يا نعل،فقال عثمان: لست بنعل، ولكن عبد الله وأمير المؤمنين. فقال محمد: ما اغني عنك معاوية وفلان وفلان، فقال عثمان:يا ابن أخي دع عنك لحيتي فما كان أبوك ليقبضى على ما قبضت عليه، فقال محمد: ما أريد بك اشد من قبضي على لحيتك. فقال عثمان: استنصرك الله عليك وأستعين به. ثم طعن جبينه ب مخالفة صريحة لسنة رسول الله بالذات مشقص في يده .." – انظر المجلد الثاني –ص 676
19: من الأمور الغريبة في الفكر الديني لدى أهل السنة والجماعة اعتبار كل من يخالف الصحابة ضالا حتى ولو كان هذا الصحابي فاسد وفاسق بشهادة أعماله ومواقفه، ففي كتاب " شرح العقيدة الطحاوية" لصاحبه ابن أبي العز الحنفي – تحقيق ومراجعة الشيح محمد ناصر الدين الألباني – ما يلي " السنة: طريقة الرسول صلوات الله عليه، والجماعة: جماعة المسلمين، وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين. فتباعهم هدى، وخلافهم ضلال " ص 372
20: المرجع السابق هادي العلوي –ص 88
21: انظر في هذا الصدد كتاب " صريح البيان : في الرد على من حالف القرآن" تأليف الشيخ عبد الله الهرري، الصادر عن دار المشاريع . يقول صاحب الكتاب في صفحة 351 " وما يروى في معاوية من الفضائل فانه لم يصح من شيء " .
22: انظر الرابط التالي
23: قال ابن كثير في كتابه المعروف ب " البداية والنهاية "ما نصه : (( وهذا مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قتله أهل الشام. وبان وظهر بذلك سر ما اخبر به رسول صلوات الله عليه ، من أنه تقتله الفئة الباغية، وبان بذلك أن عليا محق وان معاوية باغ، وما ذاك من دلائل النبوة " انظر المجلد7 – ص 276
24: المرجع السابق هادي العلوي –ص 102








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ايمان الصحابة ايمان نفاق لاغراض سياسية.
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2014 / 5 / 30 - 18:14 )
اتفق مع الاخ خالد مصطفى بان الصحابة لم يومنوا بنبوة محمد وكان ايمانهم ايمان مصلحة فقط هدفه الحكم والسيطرة وما الاقتتال الذي جرى بينهم الا دليل دامغ على ذالك.
اما الامويون فلم يومنوا الا عند فتح مكة خوفا من السيف وعندما استتب الامر لهم غدوا ينتقمون لقتلاهم من أل بيت نبيهم ولقد قالها يزيد بن معاوية صراحة بع قتل الحسين بن علي:
لعبت هاشم بالملك فلا *** خبر جاء ولا وحي نزل.
اما دفاع السلفية عن معاوية هو دفاع عن حكم آل سعود لانه نسخة طبق الاصل من الحكم الاموي.اما الفتوحات التي قاموا بها هي احتلال وليس فتوحات وكان هدفها الغنائم والاسلاب فقط . لم يقدموا اي شيء مفيد للبلاد المحتلة بل هم استفادوا من خيراتها.عندما احتلوا البلدان لم تكن لهم ادلة على ما يدعون اليه لان القرآن لم يجمع بعد وكان دليلهم على الاسلام هو السيف لاخضاع الشعوب المحتلة باسم الاسلام.الصحابة ليسوا عدول بل ان بعضهم زناة وارهابيون. واخيرا لا خير في امة تتبجح و تفتخر بموتاها واحياؤها في الحضيض.


2 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 5 / 30 - 23:03 )
أولاً : نحن نحترم د. عدنان إبراهيم , و نراه رجل على نيته , كما أنه موسوعه علميه و فلسفيه .
ثانياً : د. عدنان إبراهيم ؛ اخطأ عندما تطرق لمسائل تخص الصحابه -رضوان الله عليهم- , فماله و مالهم؟! .
ثالثاً : عدالة الصحابة - والرد على الشبهات المثارة حولها :
http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=36201

اخر الافلام

.. الجزائر | الأقلية الشيعية.. تحديات كثيرة يفرضها المجتمع


.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف




.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية


.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في




.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو