الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ديمقراطية التوحيد الإسلامية
عبد المجيد إسماعيل الشهاوي
2014 / 5 / 31مواضيع وابحاث سياسية
ربما قد سقط الإسلام السياسي المعتدل بقيادة الإخوان المسلمين في شرك قاتل حين هيأوا لأنفسهم والآخرين حتى قبل عدة سنوات من حراك الربيع العربي أنهم أصبحوا يرتضون الاحتكام إلى المبادئ والآليات الديمقراطية، وبالأخص صناديق الاقتراع؛ وقد يكون الشرك الأخطر الذي نصبوه للآخرين المختلفين معهم في أغلب القيم والتطلعات الأخرى عدا المساعي الصادقة لتوطين الديمقراطية في البيئة العربية أن الإسلاميين المعتدلين بعدما تنازلوا وقبلوا أخيراً بشرعية حاكمية البشر على البشر من خلال ممثليهم في البرلمان كبديل عن حاكمية الله على عباده من خلال أصفيائه العلماء بكلمته وحكمته أنهم كانوا واثقين من امتلاك أغلبية مريحة في النظام الجديد تسمح لهم بفرض إرادتهم التي هي في النهاية إرادة الله، وبالتالي يختزلون مبدأ ’التعددية‘، أحد المبادئ الجوهرية في الديمقراطية، في مفهوم ’الإرادة الشعبية‘ الحرة المنتخبة ديمقراطياً. ثم بسلطة هذه الأخيرة تحت قبة البرلمان يستطيعون العودة بالحاكمية إلى حيث يجب أن تكون: في شرع الله. بمعنى آخر، هم اعتقدوا أن باستطاعتهم تسخير العملية الديمقراطية بعد إعادة صياغة مفاهيمها بما يتطابق مع شروط الخصوصية الإسلامية إلى وسيلة فعالة لاستعادة الحاكمية لله، بعدما أخفقت في تحقيق هذه الغاية النهائية كافة وسائلهم الأخرى، شاملة العنف المسلح.
لكن هذا القبول الظاهري على الأقل بالاحتكام إلى نتيجة صناديق الاقتراع من قبل تيار الإسلام السياسي المعتدل بقيادة الإخوان المسلمين كان يحمل في طياته منذ البداية نقطة ضعف خطيرة سيكونون هم أنفسهم أول ضحاياها. فإذا كان لتيار الإسلام السياسي رجاله الذين ينظرون ويعملون ويبررون له، ويدافعون عنه ساعة المحنة، كذلك لن تعدم الديمقراطية رجالاً ينظرون ويعملون ويبررون لها ويدافعون عنها وقت الضرورة أيضاً. فوق ذلك لم يكن العلمانيون هم الذين قد قدموا تنازلات عن مواقفهم المبدئية الرافضة لإقحام الدين في السياسة، بل الإسلاميون المعتدلون هم الذين قد عادوا أدراجهم إلى حضن العلمانيين خصومهم السابقين معلنين لهم، باللسان على الأقل، توبتهم عن مواقفهم السابقة الرافضة للديمقراطية واستعدادهم لقبول الاحتكام إليها كآلية لفض نزاع طويل وشاق ضد الاستبداد. منذ هذه اللحظة وجد الإسلاميون أنفسهم يقفون على أرض غريبة غير أرضهم الأصلية، لا يفقهون شيئاً عن شعابها وتضاريسها، أو مسالك النجاة والهلاك الكامنة فيها. لذلك، حين بدأت تنكشف نواياهم الحقيقية من وراء حجاب الديمقراطية الشفاف لم تكن هزيمتهم عملاً صعباً وسرعان ما لاذوا بالفرار إلى بيئتهم الأصلية حيث يتمترسون على أرض صلبة ويستطيعون دحر العدوان.
التعددية تعني المساواة التامة أمام القانون بين كافة أشكال ودرجات الاختلاف والتناقض، بشرط عدم التحريض على كراهية الآخر المختلف أو ممارسة العنف ضده بأي شكل من الأشكال. وفق المبادئ الديمقراطية، لا تجوز التفرقة أبداً بين المسلم والآخر المسيحي، أو بينهما الاثنين والآخر اليهودي، أو بينهم الثلاثة والآخر الكافر أو الملحد. جميع الأديان، وانعدام الأديان، متساوية أمام القانون، سواء في مسائل الاعتقاد والتنظير أو في الممارسة الفعلية على أرض الواقع. ليس من حق البوذي أو الشيعي أو الكونفوشي أو الكافر أو الملحد أن يعتقد ويفكر بينه وبين نفسه فيما شاء وكيفما شاء بشرط أن لا ينشر ما يفكر ويعتقد فيه على الآخرين فحسب، إنما وفق التعددية الديمقراطية يكون له حق أصيل لا يقبل المساومة ولا التفريط في أن يعبر عن أفكاره ومعتقداته هذه بكافة وسائل التعبير، وأن يطبق ويمارس هذه الأفكار والمعتقدات فيما يشاء من مؤسسات دينية أو علمانية أو خلافه. فهل يقبل ممثلو الشعب من نواب إسلاميين معتدلين منتخبين ديمقراطياً للمجلس التشريعي الموافقة على مشروع قانون يقترح، على افتراض أن مواطناً مصرياً تقدم بهذا الطلب، إنشاء دار للملحدين أو معبد بوذي أو حسينية شيعية، مثلاً، قبالة مسجد سني وضمان معاملتها بالمثل تماماً مع المسجد في كافة الامتيازات والتسهيلات والإعانات الحكومية وخلافه؟!
حتى يقدم الإسلاميون المعتدلون إجابة شافية ومقبولة ديمقراطياً على أسئلة من هذا النوع سيظلون في أحسن الأحوال يلعبون خارج أرضهم وبعيداً عن جمهورهم، تحت شروط بالغة القسوة توقعهم رغماً عنهم في أخطاء كثيره، وهو ما يسوغ مواجهتهم بالبطاقة الحمراء وإخراجهم من الملعب بالقوة إذا لم يقروا بأخطائهم وينسحبوا في هدوء.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - ديمقراطية
ناس حدهوم أحمد
(
2014 / 5 / 31 - 15:58
)
من حق أي مواطن أن يكون ما يشاء مؤمنا أو ملحدا أو غيرهما فهذه الحرية غير مشروطة لأنها حق لكل إنسان وذلك حتى في الإسلام نفسه كما عرفناه وتربينا عليه بصفته دين تسامح لأن من يحاكم المخلوقات هو الله وليس البشر . لكن بعض المذاهب الإسلامية وبعض الإجتهادات المتطرفة هي من خلقت العدوان وفرضته على الناس بمختلف أفكارهم . والديمقراطية هي النظام الذي يعمل به الناس ويتقبلونه إلا المرضى من الإسلاميين الذين يريدون جر الناس بالسلاسل نحو معتقدهم المتشدد . وهذا السلوك هو من خلق واختلق الإرهاب والعنف لفرض هذا التشريع المزمن بالقوة والإكراه وصل حد فرضه حتى على الأجانب . فالحياة إذا ما تعاملنا معها بهذه البساطة وبهذا التسامح وقبول الرأي المخالف فلن يكون هناك إرهاب وعنف . وستكون حياتنا أفضل مما هي عليه الآن .
2 - تعليق
عبد الله خلف
(
2014 / 5 / 31 - 17:10
)
هل تعلم ماذا يعني الإلحاد (الذي تُطالب به)؟... الإلحد = مرض نفسي , الإلحاد = لا أخلاق , راجع :
فضائح الدروانيه وفضائح اخلاق الملاحده الاجراميه (متجدد) :
http://antishobhat.blogspot.co.uk/2012/11/blog-post_2522.html
3 - لو أسقطتم الاخوان بالديمقراطية لصدقناكم
عبد الله اغونان
(
2014 / 5 / 31 - 21:57
)
لكن أسقطتم الاخوان بالدبابات والانقلابات
وقد انتخبهم الشعب
الاخوان لم يطرحوا تحكيم الشريعة ولاحق لأحد أن يحاكم نواياهم
أدخلوا الأقباط الى مجلس الشعب منة منهم وجعلوا قبطيا نائب رئيس حزب الحرية والعدالة
كلامكم يفتقد الصدق لسنا سكان المريخ نعرف مايقع في أرض مصرالأرملة المستباحة
يضحكني قولهم أم الدنيا...باييييه؟ بالفوا المدمس وغرف القرافة وانقلاب العسكر وانقطاع الكهرباء والمعارك في الجامعات ووسائل المواصلات الكارثة والزبالة وسجن ومحاكمة الأحرار وانتخابات ب99 في المئة ماتكملوها بأى
كم ذا بمصر من المضحك----ت ولكنه ضحك كالبكا
تلاااااااااااااااااااااح
4 - مصر مجرد دولة قديمة ذات إنجاز حضاري جدير بالاحترام
عبد المجيد إسماعيل الشهاوي
(
2014 / 5 / 31 - 23:08
)
الأخ عبد الله أغونان،
كنت أتمنى رداً أعقل وأرصن من ذلك. مصر في الحقيقة ليست أم لأحد ولا تدعي ذلك، لكن لا شك أبداً في أن لها إسهاماً وتأثيراً لا ينكره أحد منذ بدء الحضارة إلى اليوم، سواء على العالم الخارجي أو داخل محيطها العربي.
عبد المجيد الشهاوي
5 - لمصر اسهام بناء قبور الفراعنة وتحنيط الجثث .. بس
عبد الله اغونان
(
2014 / 6 / 1 - 10:59
)
كل تراث الفراعنة هو في تمجيد الموت لهذا بنيت الأهرامات كقبور للفراعنة الطغاة
كم أنفق في بنائها؟ واشتهرت مصر بتحنيط جثث الفراعنة كل حضارتها حول الموت
لاأدري ماهو الرد الأعقل الذي تنتظره منى ياعبد المجيد؟
أتريد أن اعترف بالانقلاب وانتخابات صورية مزورةأعطت نتيجة 89في المئة؟
6 - القبور والأهرامات والجثث المحنطة تحدي للموت
عبد المجيد إسماعيل الشهاوي
(
2014 / 6 / 1 - 13:32
)
عزيزي عبد الله،
ليس صحيحاً أن ثقافة الموت قادرة على البناء، حتى تبني قبور وأهرامات الطغاة كما تدعي مخطئاً. في الحقيقة، تحنيط الجثث بعد الموت إن كان له مدلول ثقافي معقول فهو الإصرار على التمسك بالحياة وهزيمة الموت ذاته في عقر داره (داخل القبر). إذا كنت لا تعلم، المصريون القدماء لم يروا القبر كما تراه أنت محلاً للموت، إنما كان بالنسبة لهم دار حياة وخلود أخرى ولذلك أرفقوا جثث موتاهم بما تحتاج من زاد ومؤن وزينة لهذا الغرض. المحترم عبد الله أغونان، الثقافة التي تعمر القبور والأهرامات وتحنط الجثث حفاظاً عليها من الفناء لا يعقل أبداً أن تكون ثقافة موت كما تدعي؛ لكن تلك التي لا تستطيع أن تعمر قبراً ولا أن تشيد هرماً ولا تحفظ حتى للجسد الحي كرامة ولا حرمة فتسوغ قتل النفس والآخرين كجهاد في سبيل الله، مؤكد أنها ليست ثقافة حياة وتعمير أبداً.
.. فيتو روسي ينهي النظام الأممي لمراقبة العقوبات على كوريا الشم
.. وضع -كارثي ومرعب- في هايتي مع تواصل تدفق الأسلحة إلى البلاد
.. المرصد: 42 قتيلا بقصف إسرائيلي على حلب بينهم عناصر من حزب ال
.. -بوليتيكو-: محادثات أميركية لإنشاء قوة حفظ سلام في غزة | #ال
.. العدل الدولية: على إسرائيل زيادة عدد نقاط العبور البرية لغزة