الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دنيا جرح جديد ينزف من كردستان

منى حسين

2014 / 6 / 1
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


فتاة في الخامسة عشر من عمرها تتزين برائحة الجبال وتنام بحضن الربيع في كردستان..دنيا طفلة ضحية لجريمة ذكورية جديدة.. مأساة أضطهاد المرأة سلبتها حقها في الحياة.. وكأني لا زلت اسمع صوتها وكأني ولا زلت ارى خطواتها وهي تتمسك بالحياة وتبتهل لمستقبل وغدا جميل.. لكن مرصاد التخلف ومرصاد التملك والبيع والشراء الذي نعرفه نحن النساء صادر كل احلامها واغتال ببشاعة كبيرة الاستهتار حياتها وأحلامها, دنيا صفحة وسطر وقصة تتكرر وستبقى تتكرر يوميا بكل مكان من العراق.. في كل مكان من العالم.. ستزرع قطرات دماء وتثمر وتطرح بذور التخلف والتسيد الاف القصص لمثل حالة دنيا والاف الثمار العلقمية المذاق والمتقيحة ضيم واضطهاد واستبداد.. تلعب جريمة قتل النساء لعبتها الكبرى وتخطف بناتنا بليالي كسيرة يسودها القلق والخوف والعتمة..
دنيا فتاة من كردستان واجهت القتل ولم ترتكب جرم سوى أنها فتاة.. باعها الفقر والعوز بميزان الذكورية والتخلف واشتهراها مالك جديد بعملة الهمجية والأنحطاط.. لم تقترف مبررا يستدعي بها الاجرام.. خاض بها زوجها والبالغ من العمر 45 عام جولة من الجريمة والأستهتار.. بتر اجراء من جسدها وأتلف أجزاء أخرى من وجهها.. وأكملها بأطلاق الرصاص على ما تبقى منها.. وهو يعلم انة سيفلت من العقاب ويعلم ان قتل النساء مخفف وليس جريمة تدرج ضمن قانون العقاب.. انها طفلة صغيرة تبلغ خمسة عشر من الاعوام ابحرت بعمق بعيد.. وابتلعها زورق الرحيل وهي لا تزال تحن وتنام باحضان احلام الدراسة والتعليم.. واستكمال طريق القمر الهاديء بنجومة المتللئة.. وتحلم بتلك الالوان القرمزية الربيعية الخضراء الداكنة الجميلة.. غدر بها كل شيء وكل حضن وغدر بها ما هو اقسى مما يذكر او يقال
القتل المتعمد للنساء كفاك دكا بنسائنا.. وكفاك استخفاف بحياة المراة فينا, الانتهاك الواضح والصريح يصول ويجول على خيول الصحاري.. وفي خيام العشائر يستبيح دماء وحياة بناتنا.. دنيا فتاة من كردستان او شيماء من الناصرية او ليلى من البصرة او غيرهن من بغداد او من الفلوجة.. او من كل ارض ومكان.. اوقفوا هذا الحصاد لبناتنا والنساء.. وقبل موسم الحصاد اوقفوا هذا القتل والاقصاء والامر برحيل حياة الانسان..
دنيا اخذتها موجة الموت التي اوجدها ارهاب المجتمع وارهاب العائلة والعشيرة وارهاب الدولة والقانون.. احاط بموتها كل هذا الارهاب الذي اباح للجاني الفتك بها ومنحة الجراة للانقضاض عليها ومضغها.. بل واستطعام هذا النوع من الجرائم بنكهة غسل العار او جريمة الشرف.. دولايب تلف وتدرج ظفائر وفساتين البنات.. دولاليب القتل المتعمد للنساء تغلق ابوابها على اجساد النساء.. وتصادر حياتهن ببخس ورخص واستخفاف.. الغضب وكل الغضب من اجل دنيا ومن اجل ايقاف جرائم القتل بحق النساء..
.. فلا عالم أفضل للبشرية بشكل عام وللمرأة بشكل خاص في عالم اسمه الراسمال.. ان المقهورين لا يحررهم الا تحرر المراة والمساواة.. تحرر المراة والمساواة ليست منحة او امضاء او ختم تمنحة حكومات الراسمال حكومات الاغتصاب والأستغلال.. لن نفرض التحرر والمساواة بمنظمات تحمل يافطة النساء.. لن نحصل على التحرر والمساواة بمؤتمرات يدعمها الراسمال وأنظمته.. الأن علينا نتولى مهمة نقل قضية المراة الى مراحل متقدمة ومتصدرة القوة والثبات.. صار من الضرورة تنظيم النساء وتوحيدهن وعدهن اعداد جوهري متين.. لمواجهة اعتى مشاكل العصر التي ينتجها كل هذا الاختناق.. واخطر نوباتها المتكررة هي القتل المتعمد للنساء.. بل علينا كجهات نناضل من أجل تحرر المراة ومساواتها الانتباه الى منزلق يجرنا أليه أنظمة الرأسمال ويوهمنا بدعم وانصاف المراة والانتصار لها.. أن المشاركة معهم تعني وبشكل اساسي دعم وتفعيل الضدية لقضايا المراة..
لنخرج من هذا الوهم فلا تحرر هناك ولا مساواة في نظام العبودية نظام العمل المأجور.. علينا أن نتسائل.. لماذا تميل قضية المراة وتصاب بكل هذه الجروح النازفة وتسقط للاسفل.. لماذا كلما تنهض تحتضر اين حصونها وتحصنها ضد كل مد يحاول الانقضاض عليها ويلفها بكفن وتوابيت الموت والرجعية..
هل نترك قضية المراة جثة هامدة في مختبرات الطب العدلي تشرح بمشارط العشيرة والدين.. وفي نهاية كل تقرير يكتب أن القاتل مجهول الهوية أو أنه جاء لتنظيف الشرف المهدور بين أنياب الذكورية ليسجل بمسمى قبيح يدعى غسل العار..
ووعدا وعدا يا دنيا ووعدا لكل امراة قتلت.. اننا سننتصر ولن نسمح بتشييع أجساد النساء اكثر..
لن نسمح لثقافة العبودية الغوص بنا اكثر.. لن نسمح للطبقية وغدرها ان تسلبنا نضالنا واصرانا وثورتنا..
سنواجه كل فروع وجذور القهر والأستغلال وكل مخلفاتها اينما وجدت..

*************
الامضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحقيقة هي؛
أحمد حسن البغدادي. ( 2014 / 6 / 1 - 22:47 )
تحية أخت منى.

أنت تكتبين وتكتبين، عن مأساة المرأة في العراق وهي نفس المأساة في جميع الدول الإسلامية، وتقولين في مقالك هذا مايلي؛

(..دنيا طفلة ضحية لجريمة ذكورية جديدة.. مأساة أضطهاد المرأة سلبتها حقها في الحياة.. ).

لكن الحقيقة التي لم تقوليها، وأعتقد إن وضعك لايسمح بقولها، وهي؛

إن دنيا هي ضحية أخرى، من ضحايا الشريعة الإسلامية، وليست ضحية ذكورية، فالذكور الغير مسلمين لايفعلوا هذه الجرائم مع النساء، إلا ّ في حالات ودوافع إجرامية أخرى، وهي نادرة في الدول الغير إسلامية، وشائعة في الدول الإسلامية بسبب تعاليم الإسلام التي تحتقر وتصغر المرأة.

إن لم يشار إلى المجرم الحقيقي، وهو تعاليم الإسلام، من قرآن وحديث، فسوف يستمر مسلسل الإضطهاد للنساء وكذلك غير المسلمين، في جميع الدول الإسلامية.

تحياتي، وأرجو من الناشر مشكورا ً، أن ينشر الحقيقة المرة التي قلتها في تعليقي.


2 - الاستاذة منى حسين المحترمة
امال طعمه ( 2014 / 6 / 2 - 12:32 )
سمعت بالخبر وذهلت من كم الاجرام والتعذيب الذي مارسه ذلك المدعو انسان هو زوجها
يا ترى اي جرم فعلت واي خطيئة لتحاسب بهذا الشكل
بل لتنتهك ويجرم بحقها
شاهدت الصور على صفحتك على الفيس فعلا
شيء فظيع الى متى نسكت على تلك الفظائع؟
القوانين يجب ان تكون رادعة وايضا غير مفصلة على مقاسات البعض
لا يوجد جرائم شرف وغيره في بلاد اخرى غير بلاد هذا الشرق التعس
اصبح الشرف شماعة تعلق عليها كل اوساخ المجتمع
وحيوانيتهم
تقديري لك


3 - دنيا .. ليست ضحية الشريعة الإسلامية
ليندا كبرييل ( 2014 / 6 / 2 - 16:04 )
الأستاذة منى حسين المحترمة

جاء الإسلام وورث النظام القبلي بحاله وتبناه، إنها الأخلاق القبلية، مدعومة بالجهل والتسطّح الإنساني التام

نعم نحن نجد في الدين سندا لرجالنا في شذوذهم الإنساني، عندما نرى مثلا زوج الضحية دينا في 45 من عمره وهي فتاة قاصر لم يخجل رجل الدين أن يعقد زواجهم، ولم تردعه مشيخته لفت نظر القائمين على أمر الضحية أن ما يفعلونه مسنود دينيا لكنه مرفوض ضميريا

نعم.. لا تنتشر هذه الحوادث في البلادالغربية، لأنها محكومة بصرامة القانون الذي لا يعرف رئيسا من خفير
وتنتشر هذه الحوادث في البلاد الإسلامية لأن القانون الديني ترعاه أخلاق القبليين العشائريين

وأنوّه هنا إلى حادثة اغتصاب فتاة باكستانية من قبل أربعة شبان أمام أنظار أهلها بقرار من محكمة قبلية، انتقاما من أخ المغتصَبة الذي تحرّش بالقول فقط بفتاة من قبيلة كبيرة أخرى الحادثة جرت قبل سنتين أو ثلاث وذكرت مرارا في المقالات
بلد إسلامي كبير لم يردع الدين رجال القبيلة

ليس الدين هو السبب، هو الساند والداعم، ويوم ينهار أساس هذه الثقافة الخرقاء المتخلفة ستنهار معها كل مقولات الدين التي لم تعد تناسب عصر حقوق الإنسان

تحياتي واحترامي


4 - الرجل الشرقي هو السبب
سيلوس العراقي ( 2014 / 6 / 2 - 17:02 )
سيدة منى حسين المحترمة
تحية
ان سبب كل معاناة الشرق العربي والعالم الاسلامي هي أزمة انسانية عميقة وكارثية
ولنستخدم عباراتنا من دون مراوغة
انها أزمة رجال الشرق
ان الرجل الشرقي منتقص في انسانيته وفي أخلاقه وفي قيمه
ان الرجل الشرقي لا غيرة لديه الا على ما وجد بين الفخدين
الانسانية وقيمها ليست بين الفخدين يا سادة
ان الانسانية في الفكر وفي العقل الذي ينقص الرجل الشرقي
ولا ينقص المرأة مثلما يشتمها القرآن
حينما سيولد الرجل الانسان في هذه المجتمعات سيكون هناك امكانية لوجود مجتمعات انسانية بشرية
وطالما بقي الرجال الشرقيين والمسلمين
عبيدا لما بين الفخدين والعوبة بيد شريعة دينية صحراوية قبلية
لا قيمة لها في عالمنا المعاصر
ستبقى مجتمعاتنا تعاني من نقص في كرامتها وستبقى منتقصة انسانيا
سيدتي ان حقوق الكلاب والقطط في الغرب أكثر انسانية وحالها اكثر تمدنا
من الانسان في الشرق
اعذروني لكلامي القاسي
لان الحقيقة جدا قاسية
ووضع الانسان عامة في العالم الاسلامي مزريا مزريا مزريا
تقبلي تقديري واحترامي لانسانيتك ومواقفك الكبيرة
اتمنى أن يشعر الرجال العرب بمذلة مجتمعاتنا ونسائها
ليجعلوا منها مجتمعات بشر


5 - الحقيقة ان الاديان كل الاديان تنتهك الانسان
منى حسين ( 2014 / 6 / 2 - 18:17 )
عزيزي احمد حسن البغدادي اهلا بك وبحروفك وافكارك الرائعة
ان ماساة المراة واحدة على صعيد العالم اجمع وليس في المجتمعات الاسلامية فقط انها تعامل بدونية وانتقاص
اما اذا كنت تقصد او تتصور ان المجتمعات المتقدمة انصفت المراة فاقول لك لا
لاتزال المساواة في ازمة ومثلا في امريكا المراة العاملة لا تتقاضى نفس اجور الرجل وكذلك الراتب التقاعدي للنساء اقل من الرجال وهناك الكثير لا بسمح المكان هنا لذكر كل ما يحدث مع النساء في كل مكان بالعالم ... ودائما اقول الحقيقة ولا اتفق معك اني لم اقلها .. ولو كنت قرات مقالي بتمعن وتدقيق اكثر ستجدني ذكرت ان ارهارب الاديان والمجتمع والحكومة وارهاب القانون العشائري وارهارب القانون قتل دنيا انا معك ان الدين الاسلامي اشد الاديان عداوة للمراة لكن هذا لا يعني ان بقية الاديان تنصفها واذا لن ترحل الاديان بكل تخاريفها بعيدا عنا سيبقى الظلم والارهاب والاضطهاد يعشعش بحياتنا
شكرا لك وتحياتي الكبيرة صديقي البغدادي


6 - الاستاذة المحترمة امال طعمة اهلا بك
منى حسين ( 2014 / 6 / 2 - 18:29 )
عزيزتي دنيا ذبحها التخلف وذبحها الاضطهاد لقد ساقتها عائلتها في زواجها الاول كفصلية او دية ودفعت في زواجها الثاني الثمن حياتها وهي بعمر خمسة عشر فقط ..
دنيا لم ترتكب جرم بل ارتكب بها الاجرام فحسب تصريح والدتها انه بسبب الفقر قاموا ببيعها لرجل اكبر منها ومتزوج من امراة اخرى وكل ما في الامر انها طلبت الانفصال عن زوجها فكان عقابها القتل واتهامها بالخيانة
لان القانون لا يحاسب جرائم الشرف ولا يعتبرها ضمن قانون العقوبات نعم عزيزتي اصبح القتل غسلا للعار شماعة لستر الجريمة وحماية المجرم ودائما طالبنا وقلنا يجب تجريم قتل النساء ومعاملة الجريمة في القانون من جرائم الدرجة الاولى وعقابها عقاب قانوني شافي لكن من يضع القوانين ويصنفها كلنا نعرف الاستهتار الذي بلغ اشدة في انتهاك النساء


7 - اهلا عزيزتي ليندا طالما افتقدت حضورك
منى حسين ( 2014 / 6 / 2 - 18:42 )
الاديان وكل الموروث المدعوم بالجهل شارك ولا زال يشارك بهذه الجرائم ... انه التسلط الذكوري المدعوم من الاديان والذي تغذية انظمة الراسمال بل وتحمية لقد تحولت المجتمعات الى ساحات اقتتال وتحولت العلاقات الانسانية الى فراغ وعدم في كل مكان مستوى الجريمة عالي استغلال واغتصاب ونصب واحتيال وشعوذة وانتقامات همجية لا تنتهي
لا يجب ان نعزل الشركاء بتدمير الانسانية ان الاديان والنظام الراسمالي شركاء وحلفاء جمعتهم مصلحة واحدة والنتيجة ما وصلت له حياة الشعوب معك كل الحق ليس الدين وحدة وكما شخصت عزيزتي يوم تنهار الراسمالية والعمل الماجور ستنهار كل طقوس الاديان الخانقة والمقيتة التي لا جدوى منها الا الخراب والدمار
عالي التقدير والاحترام للمتالقة دوما ليندا كبرييل


8 - جواب غير موفق.
أحمد حسن البغدادي. ( 2014 / 6 / 2 - 23:52 )
مع الأسف أخت منى، أستغرب من جوابك، إننا نتحدث هنا عن جريمة تحدث كل دقيقة تقريبا ً في جميع الدول الإسلامية، ونحلل دوافع الجريمة، ومن هو المجرم الحقيقي، وماهي خلفيات القوانين الإسلامية وشريعتها النكراء، التي تتماهي وتساند هذه الجرائم، ولسنا نتحدث عن مطالب بزيادة الرواتب، وبهذا إنك تساهمين بإستمرار حكم قوانين شريعة الغاب الإسلامية وفكرها الدموي.

أعذريني، يجب أن نقول الحقيقة كما هي، لتعرف شعوبنا طريقها الصحيح لتلحق بركب الإنسانية.

تحياتي...

اخر الافلام

.. اعترضتها شرطة الأخلاق.. امرأة تفقد وعيها وتنهار خارج محطة مت


.. مها أبو رسلان شقيقة شاب توفي تحت التعذيب




.. معرض --We Can صوت الأطفال النازحين من قطاع غزة


.. معلمات السويداء تشاركن في الصفوف الأولى للاحتجاجات




.. المحتجة إلهام ريدان