الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قل لها في اللقاء الاول

جان برو

2014 / 6 / 2
الادب والفن


قل لها في اللقاء الاول


اليَومَ يَبْدَأُ التَّارِيخْ..
هُنَا.. يَبْدَأُ التَّارِيخْ،
إِنِّي كَمَنْ يَشْهَدُ وِلَادَةَ أَبَوَيْهِ،
إِنِّي كَمَنْ يَرَى الشَّمْسَ فِي اللَّيْلِ الأَكْحَلْ،
هَذَا هُوَ لِقَاؤُنَا الأَوَّلْ..
سَتَتَفَاجَئِنَ بِتَارِيخِي يَا أَمِيرَتِي،
هُنَاكَ الكَثِيرُ مِنَ المُغَامَرَاتِ لِأُحَدِّثَكِ عَنْهَا،
لَكِنَهَا بَعْدُ لَمْ تَحْصَلْ،
مُخَيِّلَتِي حُبْلَةٌ بِحُبِّكِ يَا غُفْرَانِي،
مُخَيِّلَتِي حُبْلَةٌ..
كَمَا الأَشْجَارُ بِأَزْهَارِهَا الأُولَى تَحْبَلْ،
كَمَا النَّحْلَةُ بِالرَّحِيقِ تَفْعَلْ،
كَمَا الثَّورَةُ، قَبْلَ دَقَائِقٍ مِنْ أَنْ تُشْعَلْ،
أَنَا لَا تُهِمُنِي الأَسْئِلَةُ كَثِيرً،
وَلَسْتُ هُنَا لِأَسْتَجْوِبَ رَحِيقَ وَجْنَتَيْكِ،
وَلَن أَسْأَلَكِ عَنْ سِحْرِ الهَوَى،
حَتَّى تَأْذَنِي لِي أَنْ أَسْأَلْ،
وَرُغْمَ أَنِّي رَتَّبْتُ أُمُورِي جَيِّدً لِهَذَا اللِّقَاءِ،
إِلَّا أَنِّي لَمْ أَعُدْ أَذْكُرُ مَا قَدْ رَتَّبْتُهُ،
فَقَدْ نَسِيتُ كُلَّ شَيئٍ فِي حَيَاتِي السَّابِقَةِ،
وَكَأَنَّ شَيئً فِي التَّارِيخِ لَمْ يَحْصَلْ،
هَذَا هُوَ لِقَاؤُنَا الأَوَّلْ..
فَسَامِحِينِي عَلَى جُرْأَتِي،
وَعَلَى فَرْحَتِي بِكِ،
وَسَامِحِينِي عَلَى حَدِيثِي المُطَوَّلْ،
هَلْ أَتَتْكِ أَوْرَاقِي المَكْتُوبَةَ بِمَاءِ الذَّهَبِ،
هَلْ زَارَتْكِ فَرَاشَاتِي،
أَلَمْ يُزَقْزِقُ لَكِ البُلْبُلُ الشَّامِيُّ قُرْبَ الجَّدْوَلْ،
إِنَّهُمْ رُوسُلِي يَا عَزِيزَتِي، أَرْسَلْتُهُمْ إِلَيكِ،
قَبْلَ عَيْنِي لِجَنَّةِ عَيْنَيْكِ أَنْ تَوصَلْ،
سَامِيحِينِي عَلَى جُرْأَتِي،
وَأَنَا رَضِيعٌ إِبْنُ لَحَظَاتٍ،
بَيْنَ يَدَيْكِ، ألاَنَ قَدْ تَفَضَّلْ،
وَلَيْسَ لِي سِوَى قَلْبَكِ، حَتَّى رُوحِي،
بَينَ أَضْلَاعِهِ، وَجُذُورِهِ تَتَجَوَّلْ،
وَكَأَنَّ رُوحِي تَصْرُخُ أَنْقِذِينِي أَنْقِذِينِي،
وَمَنْ غَيْرُكِ مِنَ اليَمِّ يُنْقِذُنِي،
وَمَنْ غَيْرُكِ مِنْ حُزْنِي العَمِيقَ يُوقِظُنِي،
إِنَّ نَارَ الشَّوْقِ لِشَفَتَيْكِ تُصْلِينِي،
تَقْتُلُنِي، تُنْهِينِي..
وُأُقْسِمُ بِأَنِّي لَمْ أَعُدْ أَتَحَمَّلْ،
أَنْقِذِينِي مِنْ ضَيَاعِي،
مِنْ هَلَاكِي، مِنْ جُنُونِي،
أَنْقِذِينِي..
إِنِّي لِدِفْئِ عَيْنَيْكِ أَتَوَسَّلْ،
أَنَا رَجُلٌ لَيْلَكِيُّ الهَوى،
أُنْشُودَةُ حُبٍّ، مُوسِيقَى أَحْلَامٍ،
سَتَعْزِفُهَا لَكِ اُركسْتَرَا قَلْبِي،
اِسْأَلِي اللَّيْلَ عَنِّي، اِسْأَلِي شَفَتَيْكِ،
لِمَا أَمَامَ المِرْآة، وَفِي كُلِّ مَسَاءٍ،
بِحُمْرَةِ الشَّوْقِ لِشِفَاهِ تَتَجَمَلْ،
لَمْ أَكُنْ أَعْلَمْ مَتَى سَأَلْقَاكِ،
وَلَا أَينَ سَأَلْقَاكِ، وَلَا لِمَا سَأَلْقَاكِ،
وَلَكِنِّي كُنْتُ عَلَى ثِقَةٍ،
بِأَنِّي فِي لُقْيَاكِ لَنْ أَفْشَلْ،
أَشْكُوكِ؟ أَمْ أَشْكُوُ نَفْسِي؟
أَمْ أَشْكُوُ قَسْوَةَ الزَّمَانِ الَّذِي،
فِي لِقَائِنَا لَمْ يَتَعَجَّلْ،
أَمْ أَشْكُو الطُّرُوقَاتِ الَّتِي كَانَتْ تُفَرِّقُ خُطَانَا،
وَتُبْعِدُ الحُلُمَ عَنْ الحُلُمِ،
حَتَّى الحُلُمُ إِلَى هَذِهِ اللَحْظَةِ قَدْ تَأَجَّلْ،
هَذَا هُوَ لِقَاؤُنَا الأَوَّلْ..
وَإِنِّي أَشْعُرُ خَجَلً،
أَنِّي أَطَلْتُ الحَدِيثَ عَلَيْكِ،
فَتَفَضَّلِي، تَحَدَّثِي..
فَأَنْتِ مِنِّي فِي الحَدِيثِ أَفْضَلْ.

جان برو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع


.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر




.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته


.. بشرى من مهرجان مالمو للسينما العربية بعد تكريم خيري بشارة: ع




.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 22 أبريل 202