الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
في انتظار غوتو العراقي
سعدي عباس العبد
2014 / 6 / 2الادب والفن
في انتظار غوتو العراقي
_______________
• اسطورة الجثث , .. حكاية اغرب من الخيال .. لكنها تروى عند حلول كلّ صباح
• ومساء , بل في كل ساعة واقعية .. ساعة من ساعات اليوم البغدادي .. ساعة مجتزءة من
• دورة الزمن العراقي .. الزمن المشحون ..المتوكأ على عصا موسى الساحرة ......
• الزمن القادم في ساعتهِ , المستعارة من طوفان نوح ...
• حكاية ينتجها القدر البغدادي وتروى على لسان الشوارع ..يعدّها ويخرجها القدر العراقي
• ويمثّلها , نحن الشعب ..نمثّلها على مسرح الحياة ..تمثيلا حيا متجسدا على الارض...
• ... وبوقائع مختلفة واشكال ومضامين تراجيدية .. تفوق في مصداقيتها وفنّها وتسارع احداثها
• ما انتجه طوفان نوح .. وفيل ابرهة .. وقوم عاد وثمود .. وسائر اساطير العرب البائدة
• لو قيض لنا .. نحن شعب الجثث المتفحمة والرؤوس المقطوعة انّ نرحل او نغادر باتجاه
• المستقبل..
• مستقبل الاجيال اللاحقه , و نستمع لما ترويه تلك الاجيال المستقبلية المفترضة , عنا وعن
• اسطورة موتنا الغرائبي .. لما كنا استغربنا اسطورة عاد وثمود وابرهة وحتى اصحاب الكهف
• وكل حكايات تاريخنا الاسطوري الموغل في الخراب والرعب ..
• ما يحدث لنا نحن شعب الله المنحوس , المشؤم , المنكوب , السيء الحظ والطالع . لم يحدث
• سوى في مرويات التاريخ الخرافية ..
• تدرّجنا في موتنا المجاني , عبر عقد من السنوات , من الموت الواقعي الخاضع لسنن كونية
• مسلّم بها , إلى الموت الغرائبي الخارج عن مدار المعقول .. الخارج عن قانون الطبيعة والله
• ومنطق الاسوياء وحتى شرائع الغابة .. ارتقينا في موتنا ابعد قمة شاهقة في سفح اللامعقول
• ......... ما من يوم مرّ , طوال عشر سنوات , دون انّ نتساقط اوصال واشلاء ونتف , نتطاير
• في الريح والفضاء كالحجارة ... نخر صرعى .. نهوي على ارضنا مضّرجين بفقرنا وقحطنا
• نهوي متسربلين باحلامنا الشحيحة ... واسمالنا .. وخوفنا .. نتساقط اغتيالا .. او رميا بالرصاص
• الطائش والتائه , والمقصود .. نحلّق رميا بالاحزمة الناسفة , والسيارات المفخّخة ..
• ما من عام مرّ , دون انّ نحتفي بموتنا المتكرّر , ناحبين على ذكرى ماض لن يعود , لاطمين
• على اعمارنا التي ذهبت وستذهب قبض الريح , .. لاطمين على احلامنا اليافعة وهي تمسخ
• وتؤول إلى رماد .. ما مرّ يوم , دون انّ تتوارد اخبار موتنا , تتناقلها وكالات الانباء والجرايد
• والفضائيات , والمعتوهين والقتلة ........
• تمرّ السنوات جارحة , تنؤ باثقال ذكرى موتنا .. تمرّ متثاقلة متباطئة , ويمرّ معها الطغاة
• واللصوص والقتلة والمأجورين , متعاقبين على حكم البلاد والرقاب والعباد .. يمرّون
• على جثثنا المفتّتة .. وعلى شوارعنا العازلة.. وعلى بيوتنا التي عاث فيها الجوع
• والخراب .. ونحن ساكتين .... مستغرقين في صمتنا العجيب .. المدوّي .. نكفكف دموعنا
• وحسراتنا ولوعاتنا .. ننتظر اللاحد , انّ يجيء لإنقاذنا من هوّل الورطة التي مابعدها
• ورطة .. ننتظر اللاجدوى .. نتتظر غوته .. في مسرحية بكيت , : في انتظار غوته
• ...ما من يوم مرّ , يرفل بالسلام والطمأنينة .. كلّ ايامنا تمشي وتمرّ على جثثنا .. كل شموسنا
• واقمارنا تشرق وتغرب على اشلاءنا المرمية في الشوارع والمزابل والبرك وتخوم
• الضواحي والمدن والارصفة ........... ونحن بلا ملاذات .. بلا عزاء .. بلا امل
• عزاءنا الصمت والانتظار !!!! ليس في حوزتنا غير انتظار الفرج الوهم .. لانملك من
• حيلة سوى خداع الروح والنفس , بفرج قريب , الفرج الاكذوبة.. وحكام البلاد مستغرقين في نهب
• اموالنا ..موغلين في اشاعة الخوف والاحتراب الداخلي .. والفوضى ..
• فيما مآتمنا تملاء الشوارع ..واصوات النادبات والامّهات تتصاعد الى عنان الروح
• والقلوب ...
• هل تبلّدت احاسيسنا ..؟ .. وبتنا نألف مشهد موتنا المنظور .. وموتنا الكامن في
• تضاعيف الغيب والقدر .. هل ألفنا مشاهد الخراب تحوطنا من الجهات كلّها
• أجل , ألفنا منظر موتنا وخرابنا .. حتى بات الضمير شيء من ماض الروح
• البعيد .. بات في عداد الاموات .. يغط في سباته الابدي
• اذا ما مات الضمير وتبلّدت الاحاسيس . مسخ الانسان , واستحال إلى مخلوق
• خاو .....
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح
.. هذا ما قالته الممثلة مي سحاب عن سبب عدم لعبها أدواراً رئيسية