الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية -جمول-

جاك جوزيف أوسي

2014 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان ودخول قوات الاحتلال للعاصمة بيروت عام 1982 تداعت القوى الوطنية اللبنانية المؤلفة من الحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي في لبنان والحزب السوري القومي الاجتماعي يوم 16 أيلول من نفس العام وأعلنت تأسيس جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية المعروفة اختصاراً باسم "جمول". وقد وقع بيان التأسيس كل من جورج حاوي ومحسن إبراهيم وكُلِّفَ الياس عطا الله بقيادة عملياتها. وقد قامت الجبهة بعدة عمليات ضد الجيش الإسرائيلي ومليشيا جيش اللبناني الجنوبي وقدمت العديد من الشهداء كان أخرهم في عدوان تموز 2006.
بعد تأسيسها بأربعة أيام قامت الجبهة بأولى عملياتها، ثم قام أحد أفراد الحزب السوري القومي بعملية أخرى في الأسبوع ذاته لتتوالى العمليات القتالية التي اتخذت شكل حرب عصابات أجبرت القوات الإسرائيلية على الانسحاب من بيروت إلى منطقة جبل لبنان، لكن المقاومة تصاعدت ولم يتوقف وجرت خلال السنوات اللاحقة عشرات العمليات التي ألحقت بالإسرائيليين وأعوانهم خسائر جسيمة.
ولم تقتصر هذه العمليات - بما فيها العمليات الاستشهادية - على فئة أو حزب معين من بين القوى الوطنية والإسلامية اللبنانية بل إن المقاومة جمعت فئات شتى من كل الطوائف والمناطق اللبنانية، كما أن هذه العمليات شملت قوات الاحتلال في مختلف المناطق بدءا من بيروت باتجاه الجنوب، الأمر الذي أجبر إسرائيل على الانسحاب من معظم الأراضي اللبنانية في عام 1985 لتستقر قواتها في الشريط الحدودي في أقصى جنوب لبنان.
جوهر حركة المقاومة وأهدافها
لقد كان الهدف المباشر والمهمة الأولى للمقاومة التي هو تحرير الأرض من الاحتلال دون قيد أو شرط، وبالتالي تحقيق السيادة الوطنية الكاملة على تراب الوطن. إلا أن التلازم بين الاحتلال ومشاريعه وأهدافه في لبنان والمشاريع الداخلية المرتبطة به أدى إلى رفع شعار التحرير إلى جانب التغيير الديمقراطي، أي تلازم النضال ضد الاحتلال من جهة مع النضال ضد عملائه في الداخل من جهة ثانية.
ومنذ اللحظة الأولى، كانت الجبهة تعي، أن هذه المهمة تحتاج إلى قدرات وإمكانيات تفوق إمكانياتها، فالمواجهة مع عدو قوي، لديه أطماعاً توسعية، وهو سيدافع بشرسة عن أهدافه ومشاريعه. لذا كان لا بد لأجل نجاح المهمة، من العمل على أن تنخرط كافة القوى السياسية والشعبية في المقاومة والعمل على حشد طاقات الشعب اللبناني كله وراءها، هذا من جهة، ومن جهة ثانية كان لا بد من استخدام كافة أشكال المقاومة، وفي مقدمتها المقاومة العسكرية، ضد المحتل للنيل منه.
دور الحزب الشيوعي اللبناني
لا يمكن الحديث عن المقاومة الوطنية اللبنانية دون الحديث عن الدور الرائد والطليعي للحزب الشيوعي اللبناني. فمن الوجهة التاريخية والعملية شكل الحزب منذ تأسيسه عام 1924 نموذجاً حياً للنضال المعاصر لسكان بلاد الشام. فبرنامجه وسياسته شكلا دوماً التعبير المباشر عن طموحات الجماهير ضد الانتداب الفرنسي والبريطاني والرجعية العربية وإسرائيل. حتى يمكننا القول أن تاريخه الخاص يشكل نموذجاً مختصراً للتاريخ المعاصر لهذه المنطقة، لذلك لم يكن مفاجئاً أن يكون هو المبادر في رفع شعار المقاومة وممارسة هذا الشعار.
هذه المقاومة التي جسدها الشيوعيون بصمت وعطاء متواصل طوال عقد من الزمن. نمت وكبرت واتسعت دائرتها وتحولت إلى مقاومة شعب بأسره وصنعت الانتصار عبر مسار تصاعدي لم تنجح لا بالمصادفة ولا بشكل عفوي، بل بإرادة واعية من الشيوعيين الذين عملوا على بناءها والتكيف مع مجريات عملها وأوضاعها بتفانٍ ونكرانٍ للذات في كافة المجالات السياسية والعسكرية والجماهيرية.
انجازات جبهة المقاومة اللبنانية
كان للعمليات الأولى في بيروت وكثافتها أهمية مزدوجة معنوية وعسكرية، فقد أثارت الرعب في قلوب جنود العدو الذي سرعان ما أدرك إنها مقاومة منظمة وقادرة تخوض حرب أنصار حقيقية، لذلك عجل بانسحابه من بيروت منادياً بمكبرات الصوت ومعلناً عجزه أمامها، وكانت هذه المقاومة الرافعة المعنوية للقوى الوطنية اللبنانية وباعثة على الأمل لديها بإمكان تغيير الواقع، والذي تُرجم عملياً على أرض الواقع بإلغاء اتفاقية 17 أيار المشئومة.
وبعد أن أثبتت هذه المقاومة أنها قادرة بوسائلها البسيطة على هزيمة جيش الاحتلال المدجج بالسلاح وبالآلة العسكرية المتطورة، بدأت بمطاردة العدو من حدود بيروت الجنوبية إلى أقاصي الجنوب اللبناني مروراً بالجبل وإقليم الخروب والبقاع الغربي ملحقةً قي صفوفه الخسائر الفادحة.
في بيانها التأسيسي الذي أكّدَ على أن «واجب الدفـاع عن الوطن هو أقـدس واجب، وأن شرف القتال ضد المحتل هو الشرف الحقيقي الذي ينبغي لكل وطنيٍّ أن يفاخر به». قدمت الجبهة قوافل من الشهداء دفاعاً عن تراب الوطن، وضحى أفرادها بالغالي والنفيس دون أن ينتظروا تكريماً أو عرفاناً من أحد. لم يبحثوا عن منصب ولم يُطالبوا بجزء من كعكة السلطة في لبنان، لقد مروا بصمت على طريق تحرير الوطن ولسان حالهم يقول: «ما قمنا به ملك لشعبنا العربي والأحرار في كل مكان ... وسنكرّره لو تطلّب الأمر ذلك».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي