الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف جبهة الوطنية للانقاذ الجزائرية من قضايا الديمقراطية والعنف

صلاح الصادق الجهاني

2014 / 6 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


موقف جبهة الإنقاذ الوطني من بعض القضايا المختارة:

1- موقف جبهة الإنقاذ الوطني الإسلامية الجزائرية من قضية الديمقراطية
يعد كتاب عباس مدني، " حازمة الفكر الحديث ومبررات الحل الإسلامي "، المصدر الأساسي الذي قام عليه برنامج الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وهذا أهم ما في الكتاب, أما مضمون الكتاب نفسه، فليس فيه جديد، إذا يكرر مقولات انحلال الحضارة الغربية نفسها، وإفلاس كل الأيديولوجيات، ولم يبق غير الحل الإسلامي الذي يتمثل في حاكمية الله، أو التشريع الرباني مقابل الجاهلية، ويقع في الخطأ الشائع لدى الإسلاميين، حين يقصر أزمة الحضارة الغربية على الجوانب الأخلاقية فقط، وبهمل المشاكل الاقتصادية والسياسية، أو يرجعها إلى الأخلاق فقط.
لذلك نلاحظ أن الديمقراطية لا تحتل موقعاً مناسباً في الحل الإسلامي للجبهة ، ويكتفي الكاتب بالدعوة إلى دولة الخلافة التي يمكن أن تنقذ العالم العربي والإسلامي، بل والعالم كله، ويرى أن تقوم على الشورى، التي يقتبس لها بعض آليات من الديمقراطية، مثل الانتخاب والمجالس، ويغيب في هذه الخلافة التعدد الحزبي، وهذا طبيعي بحسب المنطق الداخلي لفكرة الخلافة: " فلماذا يتعدد المسلمون وهم أمة واحدة؟" كذلك يعلمون أن الأمة الإسلامية لا تجتمع على ضلالة.
كما حذرت من الفرقة والتشتت، إذ لا تنجو غير فرقة واحدة، وتقترب تسمية الإنقاذ من مفهوم الفرقة الناجية، فالجبهة هي ملاذ للناجين الملتزمين بالإسلام، ويرى أحد المعلقين على الكتاب أن هذا ما يجعل اتهام مدني والجبهة من طرف الأحزاب الأخرى، بأنه في حالة وصول حزبه إلى السلطة، سوف يلغي التعددية، اتهاماً صحيحاً ومعقولاً"( ).
مثل هذا الكتاب، يتحمل الكثير من الآراء إلى القياس الفقهي بطريقة لا تاريخية، يضاف إلى ذلك فوضي المفاهيم، ولكن مسلسل الديمقراطية في الجزائر، فرض ضرورة التعبير عن المواقف، خاصة الحوارات واللقاءات والمناظرات في التلفزيون.
وفي رد لسؤال لزعيم الحركة عباس مدني، يقول بشأن فهمه الديمقراطية، يشترط إطاراً إسلامياً، مما يعني بطريقة غير مباشرة إقصاء غير الإسلاميين. ويتفق الإسلاميون حول شرط عدم الاختلاف، أو بحسب لغتهم معاداة المشروع الديمقراطي؛ لذلك تتعايش نظرتهم إلى الديمقراطية، مع تناقض أساسي لا يظهر بوضوح، إلا عند استلامهم السلطة، كما حدث في إيران والسودان، وعندما سيطروا على البلديات في الجزائر، يقول عباس مدني: " إننا نقول أن الانتخابات حاسمة بالنسبة للجميع، أياً كانت نتائجها سنحترم الأغلبية صنعها صوت واحد، إننا نعتبر بالفعل أن الذي ينتخبه الشعب يعكس رأي الشعب، وعلى عكس ذلك، لن نقبل أن يقوم هذا الشخص المنتخب بالإضرار بمصالح الشعب، ولا ينبغي أن يكون هناك تناقض بينه وبين الشريعة ومذهبها وقيمها، ولا ينبغي أن يناهض الإسلام، ومن يعادي الإسلام فهو عدو الشعب.
وهذا الخطاب غير الشفاف والمغلف فموقف حركة الإنقاذ يبدو واضحاً على لسان على بالحاج، نائب عباس المدني، الذي يقول عن الديمقراطية: "كلمة الديمقراطية كلمة كفر، الديمقراطية تقوم على السيادة للشعب معنى ذلك أن الشعب هو الذي يحكم، وفي كتاب الله من الحاكم؟ سبحان الخالق.. فكيف تكون سيادة الشعب، والكتاب يأمر بأن الحكم لله وحده لا سواه، ليس في الإسلام ديمقراطية، الإسلام فيه شوري فقط، وشوري لها ضوابطها.. نحن لا نحترم إلا قوانين الله"( ) ،فالديمقراطية تتناقض مع أحكام الشريعة الإسلامية.
ويسود خطاب الحركة الخطاب السائد على الساحة الإسلامية حيث يعتقد العلماء والدعاة المسلمين، أن الديمقراطية التي يسوقها الغرب إلى بلاد المسلمين، هي نظام كفر لا علاقة لها بالإسلام، وهى تتناقض مع أحكام العقيدة الإسلامية، وبذلك فهم "يحرمونها"، سواء بالأخذ بها، أو تطبيقها والدعوة لها.
فالحكام في أوروبا، يزعمون أن الحاكم هو وكيلا لله في الأرض، وهو يحكم البشر بسلطان الله، فكانت لهم سلطة على البشر، يتحكمون فيهم كما يشاءون، فأهلكوا الحرث والنسل، ودخلوا في صراع، فقام الفلاسفة والمفكرين بالبحث في موضوع " الحكم"، واخترعوا " نظاماً" سموه النظام الديمقراطي، يكون القرار بيد الشعب، باعتباره صاحب الأغلبية، وصاحب السيادة، له الحق في ممارسة إرادته بنفسه، وله الحق في تعيين الحاكم عن طريق مجلس النواب.. ومن هنا ان بثقت الديمقراطية، حسب كاتب المذكرة عن عقيدة فصل الدين عن الحياة، وبالتالي عن الدولة والحكم.
وجاءت هذه العقيدة بعدما كان الملوك والقياصرة يتخذون الدين وسيلة لاستغلال الشعب، ويرى العلماء المسلمون، أن ما بليت به الإنسانية في النظام الديمقراطي و هي فكرة "الحريات العامة"، أي ( حرية الاعتقاد، التملك والحريات الشخصية)، هذه الأخيرة البشرية إلى مستوى الانحطاط والإباحية، مثلما يلاحظ في المجتمعات الديمقراطية، التي أباحت تشريعاتها ممارسة الجنس، بمنتهى الحرية، إذا ما بلغ الشخص ثمان عشرة عاماً، دون تدخل الأسرة أو الدولة، كذلك الزواج بين الشواذ، ونتج عن هذه الديمقراطية، أخطر الأمراض ألا وهو: "السيدا ".
واستطاع الغرب أن يسوق ديمقراطيته إلى البلاد الإسلامية، عن طريق الغزو التبشيري، والغزو الثقافي، معتمدة في ذلك أسلوب التضليل، كالقول بأن الحضارة الغربية لا تتناقض مع الحضارة الإسلامية وأنها من الإسلام؛ لأنها بمثابة " الشورى"، وتمكنت هذه الدول من التأثير على المسلمين؛ بسبب جهلهم بالإسلام، وعدم فهمهم له"( )، أما أتباع عباس مدني، القائد الروحي لجبهة الإنقاذ الوطني، فيرون أن الدين في ظل الديمقراطية، أصبح سلاحاً سياسياً فهم يرون أن الديمقراطية مكنتهم من الانتشار بمختلف الوسائل الشرعية، وبكل الإمكانيات مثل إصدار المجلات، الجرائد، الحراك السياسي، التجمعات والملتقيات، واستعمال وسائل الإعلام السمعية والبصرية، جعلت الشعب الجزائري يقف إلى جانب " الحل الإسلامي"، ولكن حدث ما حدث؛ لأنه في ظل الديمقراطية، برز عامل الدين كسلاح سياسي، ولكن رجال الظل حفروا " جُبًّـا " للحركة الإسلامية، وهى تزحف إلى تحقيق مشروعها الإسلامي، ومن هنا أعلنت الديمقراطية في الجزائر عن فشلها بل موتها، وتأكد للجميع. أن الديمقراطية شجرة لا تنبت في البلاد الإسلامية"( ).
ويكمن أن يقول كل متتبع لجبهة الإنقاذ أنها مقسمة بين شق عاجز عن الحسم، لقبول الدولة المدنية بمؤسساتها، وشق متشبث بمفهوم الحكمية والشورى المشروطة، ولعل الأحداث الأخيرة في الجزائر التي حدثت على شكل انتفاضة كانت تعبير عن فشل النظام في الجزائر، في إيجاد مخرج لها، بشكل يتناسب مع مطالب الشعب الجزائري والتي تعتبر الديمقراطية أحد مكوناتها، والمحور الرئيسي الغائب في الجزائر، والذي تدور حوله المطالب الأخرى للشعب الجزائري من عدالة ومساواة ومجتمع مدني، وما خلقه النظام من إقصاء يجعل الساحة خالية.
وفي الديمقراطية يقول الشيخ محفوظ نحناح، رئيس حركة المجتمع السلمي، الديمقراطية في الجزائر أراحت الشعب من النظام الاشتراكي، فالديمقراطية عند الشيخ نحناح، بما تحمله من معاني التعددية السياسية، التنوع الفكري، حرية التعبير، حقوق الإنسان، الحريات الأساسية، التداول على السلطة، واحترام إرادة الجماهير، واختيار الشعب، هى الديمقراطية التي ناضلت الحركة الإسلامية لإرساء قواعدها في الميدان الاجتماعي والساحة السياسية، ويرى الشيخ محفوظ نحناح، أن الحريات كفيلة بإقامة الحجة على الحاكم، والكشف عن جماعات الضغط التي تصنع القرار، إذ يقول: إن التجربة الديمقراطية في الجزائر أراحت الشعب من النظام الاشتراكي، فكان لفصائل الحركة الإسلامية في الجزائر مع الديمقراطية، تقاطع وتواصل وتصادم مع السلطة، لكننا يضيف النحناح، نحث أتباعنا من الإسلاميين على أن يعضوا على هذه الديمقراطية بالنواجذ؛ لأنها جسر العبور إلى غد أفضل، حتى لو كانت الضريبة الجمركية غالية، ولن تكون أغلى من الإسلام، ويرى أتباع الشيخ "عباس مدني"، القائد الروحي للجبهة الإسلامية للإنقاذ أن الديمقراطية مكنتهم من الانتشار بمختلف الوسائل الشرعية.
في ظل هذا وذاك"، يرى الشيخ راشد الغنوشي أن الإسلاميين ارتكبوا "خطأ"؛ لأنهم أهملوا القيمة النوعية "العدد"؛ لأن العدد في العملية السياسية مهم جداً؛ لأن الديمقراطية تعامل الناس على أنهم متساوون، أي أن كل إنسان له صوت واحد، ومن هذا المنطلق رفضت "النخبة" منطق الديمقراطية، بأنه مهما كانت قيمتك، فإنك تساوي الآخرين.. ويعتقد الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية، أن التراث الثوري العظيم للجزائر، قادر على أن يؤسس عليه ثورة ديمقراطية جديدة، وأن تؤسس عليه تجربة رائدة في عالم العروبة والإسلام، وتعطي شهادة للعرب والمسلمين أيضاً أنهم هم أيضاً أهل الديمقراطية.
ولكن الضعف الاقتصادي من جهة وضعف الخبرة السياسية للجبهة الإسلامية منعت الجزائر والجزائريين من أن ينعموا بنموذج ديمقراطي، يُعطي شهادة للعرب والمسلمين أيضاً ويشرف الجزائر، ولكن يضيف الشيخ الغنوشي: ما يزال "الأمل" قائماً ولم تنطفئ شمعته والمسيرة لم تنقطع ولم تجهض التجربة الديمقراطية بتقدير بل هي متوقفة في معبر طرقات، وستستأنف مسيرتها عندما تتفق النخب، ويقصد بها: )الجبهة الإسلامية للإنقاذ، جبهة التحرير الوطني، المؤسسة العسكرية وجبهة القوى الاشتراكية)، ويتخلوا عن مخاوفهم، وتبحث لها عن معادلة للتعايش والاشتراك في إنقاذ الجزائر، وأن يتجنبوا إقصاء الآخر والانفراد بالسلطة، هذه ما يسمي بالمرض القاتل للديمقراطية"( ).
"ورغم ذلك، فإن حركة الانقاذ لها إفادتها من الديمقراطية، وهى كبيرة قد جاءت من بدايتها بأسباب التهديد من كل المستويات، ابتداء من مستوى الجماعة نفسها، صعوداً إلى مستوى النظام الدولي، وهذا يعني أن الخطوط الدفاعية للإنقاذيين تجعل من السهل اختراقها، فالإنقاذيون أقل انفتاحاً على الآخرين، وأكثر ميلاً للاستثناء في ما يتصل بالحقوق والحريات، وهم رغم نجاحهم على صعيد العمل الاجتماعي، إلا أنهم على ما يبدو لم يحسموا سياسياً التناقض في داخلهم بين الدعوة إلى الديمقراطية، وصعوبة التعايش مع موجاتها"( ).
يحدث ذلك في وقت تتحرك فيه قوى عديدة داخل البلاد وخارجها، وتأتلف على اختلافها، للتقنين والاقصاء الاستبعاد للإنقاذين وبعمل جهده علي ذلك، فهل ياترى يضمر الغد لمكتسبات الإنقاذيين يون في مجال المشاركة، مصيراً مختلفاً، وخاصة في ظل موجة الديمقراطية للثورات العربية؟

2- موقف جبهة الإنقاذ الوطني الإسلامية الجزائرية من العنف
رغم تصريحات زعيم جبهة الإنقاذ الوطني الجزائرية عباس مدني، عن رفض العنف، ويوضح موقف الجبهة من العنف فيقول: " ينفي الدكتور عباس مدني زعيم الجبهة، صفة العنف وعدم التسامح، مؤكداً أن الجبهة تقبل التعايش والتكامل والتعاون الذي دعا اليه الإسلام، ويقول أيضاً إن الجبهة تقبل الديمقراطية كسبيل للحوار، وأسلوب للحكم، ومجال للتعبير عن إرادة الشعب الجزائري، وتعرض الحل الإسلامي في هذا الإطار، ويؤكد عباس مدني أيضاً، الحاصل على الدكتوراه من جامعة لندن في التربية المقارنة، على أن التعددية ضرورية؛ لكي ينتقل الحكم من فعالية لأخرى؛ لأن الجبهة الإسلامية لو كتب الله لها أن تشكل الحكومة، فإنها ستبدأ أمضى جهدها وتوظف عبقريتها، ولكن هل ستبقي دائماً في شبابها؟ ويجيب بقوله: أن يجيء وقت تشيخ فيه وتضعف وتحتاج البلاد إلى طاقة أخرى جديدة"، وربما تعكس المنطلقات الفكرية المتنوعة للتيارات التي تجمع بينها، بحكم تعددها، إذ إن الجبهة الإنقاذ تشمل: الاتجاه السلفي، واتجاه التكفير والهجر، واتجاه " الجزارة "، وهو اتجاه يبني تصوراته على بناء دولة إسلامية في الجزائر، تتماشي مع البيئة الجزائرية، تختلف عن غيرها من الدولة الإسلامية في المشرق العربي، وهو اتجاه فرانكفوني، يمثله المثقفين الفرانكفونيون، المتأثرون بالثقافة الفرنسية، وأخرى متأثرة بالجهاد المسلح من الجماعات التي قضي عليها في الثمانينات، ورغم هذا التنوع الذي يمثل فسيفساء، إلا أن التوجهات الفكرية المهيمنة على الجبهة، تميل لصالح تيار التكفير والهجرة، واتجاه الجهاد يمثله على بالحاج، الذي يبلغ الثلاثين من العمر والذي تأثر بفكر ابن تيمية، والسيد قطب، ففي أحد تعليقاته يقول:
" المبادئ التي لا نضحي في سبيلها بأنفسنا، لا تعيش ولا تترعرع ولا تعرف النور".
وفي هذا السياق يمكن القول إن الاتجاه الغالب في الجبهة الإسلامية للإنقاذ، هو اتجاه التشدد، حيث إن معظم أنصار الجبهة من قطاع الشباب، الذي عادة يميل لاعتناق التشدد، من خلال الأسهم التي تتصاعد لزعيم الاتجاه في الجبهة، وهو على بالحاج، الذي عين نائباً لرئيس الجبهة، ولقد كان لغلبة النسق الفكري المتشدد على الجبهة الإسلامية للإنقاذ، آثاره الواضحة في ممارستها ومواقفها تجاه قضايا مطروحة على المستوى المحلي والعربي ففي الصعيد المحلي نرى موقف المتشدد الذي عولج بالعنف وحمل السلاح.
فكان موقف الجبهة تجاه قانون الانتخابات متشدداً، مما أدى إلى تصعيد الموقف إلى ما آلت إليه الأحداث، فعلي الرغم من معارضة بعض الأحزاب الأخرى لقانون الانتخابات، إلا أن زعيم الجبهة الإنقاذ صعد الموقف بالدعوة إلى الإضراب العام اللامحدود، وأكد على أن الإضراب لن يتوقف إلا بقرار من الثنائي عباس المدني أو على بالحاج.
ظل هذا الموقف المتشدد والإضراب من 25/5/ 1991، حتى 8/6/1991، حيث اجتمع عباس مدني مع رئيس الوزراء، وناقش معه مراجعة قانون الانتخابات، والقيام بانتخابات الرئاسة، ولكن حتى بعد أن أعلن مدني أنها الإضراب.
فقد ظلت بعض الفئات من أنصار الجبهة، تحمل السلاح وتعلن الجهاد واستخدام العنف في حين طلبت الأحزاب الأخرى من الجبهة أن تعلن براءتها من الذين يستخدمون السلاح، حفاظاً على مبدأ الديمقراطية الوليد، إلا أن عباس مدني لم يستطيع التصريح بذلك وقد نتج عن ذلك انهيار داخلي للجبهة وانسحاب ثلاثة من زعمائها، وهم الهاشمي السحنوني عضو مجلس الشورى، ورئيس اللجنة الوطنية للدعوة والإرشاد، ومن مؤسسي الجبهة، الشيخ الفقيه بشير، والشيخ أحمد المرني، من مؤسسي الجبهة، ورئيس اللجنة الاجتماعية، وعضو الشورى، وصرحوا بذلك في الإذاعة المرئية، وحملوا عباس مدني المسئولية، التي سمحت للجيش بالتدخل وحدوث أعمال عنف".
لازالت الجزائر تعاني من أهوالها إلى اليوم وقد أثار ذلك أنصار التيار المتشدد في الجبهة الإسلامية، بقيادة عبد القادر حشاني، وعلى حمداوي، اللذان دعيا إلى الجهاد واعتبروا تصريح الأعضاء الثلاثة أعضاء مجلس الشورى لا يعبر عن الجبهة، وهم لا يمثلوها، ولكن ربما كانت الجبهة أو فصائل منها كانت المبادرة في حمل السلاح ولكن الحركة ليست الوحيدة المسئولة عن العنف، أو هو وليد للفكر المتطرف وحده في الجبهة، فهناك من يوجه الاتهام للسلطة، فيقول محمد مصطفى ممثل لمنظمة الهجرة الدولية: "إن أغلب المجازر المرتكبة في حق العُزل بالنسبة -إلى كثير من الموصوفين- يقوم بها جنرالات النظام".
فبعد سياسة الجوع يستعملون سياسة الخوف، إذ يقتلون أنصار المشروع الإسلامي بصفة عامة، وهذه هى نُسخة من كتيب لفريقنا العامل في سويسرا، عبارة عن شهادات غربية، وأقلام نزيهة مُلاحظة وغير إسلامية بالمرة، تضم.. تجتمع كلها في نقطة واحدة، مضمونها أن 90% من المجازر يدبرها النظام ومُرسل باللغة الفرنسية وباللغة الإنجليزية وخرائط لأماكن المذابح. ويقول عبد الكريم أبو فاطمة، عضو الجيش الإسلامي للإنقاذ، يقول: "نؤكد أن الجيش الإسلامي للإنقاذ، بريء من جميع هذه الاغتيالات التي تخالف الشراع والمعروف أن هذه هُدنة مُعلنة منذ 15سنة، فهناك هدنة معلنة منذ شهر أكتوبر 97".
وهناك شهادة من جمعية الدفاع عن ضحايا المجازر في (كوبنهاجن)، من السيد (وغانم عبد الواحد)، يقول فيها: هو أرفق عدة شهادات من بينها، أن مجزرة (بني مأسوس) بالعاصمة، التي راح ضحيتها أكثر من مائتي شخص، حسب الشهادات التي وصلتنا أن المجرمين قدموا على متن شاحنات عسكرية، يرتدون لباساً عسكرياً، وكان عددهم يفوق 500 شخص، مدججين بالأسلحة الأوتوماتيكية، ويحملون أجهزة اتصال.
مع العلم أن المكان الذي وقعت فيه المجزرة يقع على بعد ثلاث دقائق فقط من ثكنة المخابرات العسكرية، ومجموعة من الثكنات العسكرية، مع العلم أنني كنت أسكن على بعد كيلو متر واحد من المجزرة، هذا بعض ما وصلنا وهذا السؤال الخاص بالجيش الإسلامي للإنقاذ، الذي أعلن الهُدنة، وأود –
الحقيقة هنا- أن أسأل سؤال: فضيلة الدكتور: الآن حينما أجتمع الكل على أن الجيش في الجزائر قد انتهك الديمقراطية أو حقوق الانتخابات التي تمت ولكن الآن خرج الإطار إلى قتال، وأطلقوا عليه أو سموه جهاداً ضد الدولة، وهذا يُعتبر خروج على الدولة، وكان هذا بداية الدماء التي سالت في الجزائر، ثم بعد ذلك حدث ما أشرت له، من بعد تاريخي من عمليات الاختراق التي تمت، سواء لهذه الجماعات أو لغيرها وحدث ما يحدث الآن في الجزائر"؟ ومن خلال استعراض هذه الشهادات والتيارات التي تكون الجبهة، مما يساعد على معرفة موقف الجبهة من العنف وما تشكله الفصائل المقاتلة التي لا تزال إلى اليوم تعلن الجهاد على السلطة، ووصل تطرف بعضها ليكفر كل المجتمع الجزائري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بيت الإرهاب
جمالة بدر ( 2014 / 6 / 5 - 20:46 )
كل دولة دينية فهي دولة عنفية بالضرورة،الجزائر أزمتها مع الجبهات الإسلامية انها تدعي الوصاية من طرف الله،و اعتقد ان كبح الحريات لازال موجودا في ذهنيات الشباب فتراهم يسبون النساء الغير متحجبات فهذا يدل على ان الفكر العنفي لازال موجودا و حله يتم بالردع من طرف الحكومة،،،،
اشكرك سيدي على هذه المقالة القيمة التي تصف جبهة الإنقاذ الإسلامية السافلة المنحطة المجرمة،وارجوا ان تبهرنا بالمزيد من مقالاتك التحليلية الرائعة التي تعري العهر باسم الدين و حب الله و الوطن،،،،،،جزائرنا الحبيبة فوق كيد الكائدين

اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53