الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العراقي الحلقة التاسعة عشرة

سيف عدنان ارحيم القيسي

2014 / 6 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


الحلقة التاسعة عشر
أحداث بشتاشان 1983
انا اعتقد انه ما كان قدر للشهداء بل مفتعل،انا لم اكن مع الأسف الشديد موجود في كردستان كنت وقتها في الشام فقال احدهم لو كنت موجود لما حدثت تلك الأحداث المأساوية ولكني لا أريد أن اتعكز على ذلك الرأي وممكن أن يكون الرأي صحيح.
انا باعتقادي انه ممكن تجنب احداث بشتاشان ولكن الخطيئة الكبرى تقع على الاتحاد الوطني الكردستاني فالرفاق يلاحقون حتى بعد تركهم بشتاشان وتراكم الثلوج وفي مناطق صعبة التنقل وكان على راسهم كريم احمد الداود وعمر علي الشيخ،وكان لنا ان نتجاوزها بطريقة أو أخرى ولكن أكرر أن الخطيئة تقع على الاتحاد الوطني الكردستاني.
السبب المباشر لبشتاشان
ان سبب احداث بشتاشان هو ان الاتحاد الوطني الكردستاني رفض تحالفنا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني(البارتي)ودخولنا مع في جبهة عرفت بـ(جود)بالرغم من البارتي لم يكن بقتال مع الاتحاد الوطني وفسر الاتحاد الوطني من جانبه اننا منحازين للبارتي وهو عدوهم لكونهم كانوا اعداء فيما بينهم؟
فهم من جهة أخرى رفضوا دخول البارتي لـ(جوقت)مما اضطرنا لإقامة تحالف ثنائي مشابهة لبنود(جوقت)،ان علاقاتنا الطيبة مع كل الاطراف السياسية وليس بحجم ما نملكه من قوة بشرية وعسكرية قوتنا كانت تصوراتنا السياسية ومواقفنا علاقاتنا المتوافقة مع كل الاطراف السياسة الأخرى.
مثلاً موقف الاتحاد الوطني الكردستاني من البارتي نحن لم نكن نشاركهم الرأي حتى عندما عقدنا(جوقت)في الشام تمنيت ان يكون البارتي موجود من ضمن الجبهة وهم كانوا معارضين لوجودهم ولكننا سجلنا موقفنا.
نحن بعقدنا(جود)لم نعقدها مناكفة من الأخرين ولكنها من منطلق الحاجة الصرفة كنا نعتقد ان البارتي لازال قوة وطنية وزخم للحركة الوطنية ضد النظام الاستبدادي في العراق،كيف نشطب هذه القوة بقرار من طرف اخر فنحن لم نماثل الاخرين عندما وقعنا على (جود)لم اكن في كردستان آنذاك ولكني أيدت عقد (جود) لأننا بعلاقاتنا مع البارتي لم نختلف مع اهداف (جوقت)خلافنا كان بدخولنا التحالف مع البارتيون الامر الذي مرفوض من الاتحاد الوطني الكردستاني فلوا اطلعوا على بنود(جود) فأنهم ما كان ان يعادونا وممكن يعاتبونا لو كان الأمر مخالف لبنود التحالف معهم.
وهذا الأمر اذكره عندما كنا في (نوكان)أصدرنا أحد البيانات مع البارتي وعبرنا من خلاله عن الفكرة القائلة أنه ما ان ينضم البارتي لـ(جوقت)فلم تكن هناك حاجة لـ(جود)،هذا دليل على تشابه بنود الجبهتين،ولكن اسباب خلافهم انعكس على مواقفنا.
وفي سوريا التقيت بمام جلال الطالباني بعد احداث بشتاشان وما سببته تلك الأحداث من صدمة كبيرة علينا،فمام جلال كان متألماً من ذلك التحالف الذي عقد مع البارتي قلت له أنت يجب ان تأتمن في علاقتك معي لكن لا تصادر رأيي وقلت له اللي يريد ان يستهدفك يمر على جنازتي فعلاقاتنا يجب ان تكون هكذا وقلت له لا تصادر رأيي فبعد ذلك أنا لا أخدمك بشيء وقلت له وأنت كذلك يجب أن يكون موقفك تجاهنا هكذا.
ففي احد اجتماعاتنا كتب مام جلال رسالة لنا قال يجب ان يكون تحالفكم بعلم الاتحاد الوطني الكردستاني ونحن لم نرد عليهم بذلك لكونهم ارادوا ان يكونوا مطلعين على نشاطاتنا وعلاقاتنا.

المؤتمر الرابع وتكريد الحزب الشيوعي
بعد خروجنا من العراق وانهيار الجبهة الوطنية والقومية التقديم اصبح من الضروري عقد مؤتمر للحزب واتفقنا على تقليص أعضاء اللجنة المركزية الى(15)عضواً وهذه في الحقيقة رأي جماعي ومع هذا الرأي تطعيم اللجنة المركزية بعناصر جديدة وان تكون بمثابة قيادة الظل وعددهم يكون(10)أعضاء وكلفت باختيار العشرة انا بدوري وضعت قائمة في اجتماع اللجنة المركزية قبل تقليصها وطلبت منهم أن نضعهم في قيادة الظل وهم طلبوا مني ان اختارهم ولكني عرضت الامر عليهم للإطلاع على الاختيار.
في ذلك الوقت كنا نريد ان تكون الهيئة القيادية سرية ،بالرغم من انه كانت هناك نزعة انتشرت هو ان محاولة التقليص هدفها(تكريد الحزب)ما كان يجري ان الحزب الأممي عندما يختار لقيادة الحزب لم يكن على حساب ديانته وقوميته لم نفكر بهذا الموضوع مطلقاُ.
ولكن مآسي العراق لاسيما بعد انقلاب 8 من شباط 1963 أستهدف العناصر العربية،لكونهم كانوا تحت حكم المركز فخلال الانقلاب لم يستهدف من الكرد بقدر ما استهدف من العرب ومن القيادة الحزبية استهدف من الكرد سوى جمال الحيدري ونافع يونس وانا كنت في كركوك وسرعان ما انتقلت الى كردستان وطالبت كل القياديين بالانسحاب نحو المنطقة الكردية من اجل تقليل الخسائر وهو بالفعل ما حدث من تمكن من الانسحاب وعدم الوقوع في قبضة الأمن.
ولكن هؤلاء الذين أبيدوا هم من العنصر العربي على الرغم من الوشاية التي جاءت من عناصر كانت محسوبة على الشيوعيين ولكنها لم تطال المنطقة الكردية بسبب خصوصيتها السياسية والجغرافية.
وباختلال التوازن لغير صالح العنصر العربي نحن لم نكن نفكر بهذا الموضوع بهذا الصورة فلذلك العشرة التي فكرنا بها لقيادة الظل في ظل العمل السري وكل واحد ان يقع الاختيار عليه ان يكون بموافقة اللجنة المركزية وكان اختيارهم كالأتي:
1-العمر الحزبي 2-قوميتهم لكي يعاد التعادل القومي في الحزب
3-مستواهم العمري 4-مستواهم الثقافي
من هؤلاء نختار (10)وقسم منهم صار عضواً في المكتب السياسي واللجنة المركزية ومن بينهم حسان عاطف ولبيد عباوي وغيرهم.
وفي ضوء ذلك أنا أخذت برأي قيادة الرفاق الشيوعيين فسألته كيف يمكن ان نتعامل مع هذه الظاهرة وبالأسماء السرية قال احدهم ان حتى رفاقنا أسمائهم غير معروفة سرية في الظروف يقول الدين الحاجة والاضطرار يحلل الحرام،اخترنا هؤلاء على ان يقترن بموافقة اللجنة المركزية.
في حينها ترك كحمل ثقيل على عاتقي ولكني لم أخن هذا الحمل الثقيل وكان بعضهم قياديين وقلنا يجب ان يكونوا بهذه المواصفات وإنا كنت قد عملت هذا الجرد واخترت الذي فيه المواصفات اعلاه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وجهة نظري الآن
جاسم الحلوائي ( 2014 / 6 / 4 - 01:55 )
أعتقد أن رغبة قيادة الحزب الشيوعي العراقي في الوقوف على الحياد بين القوتين المتنافستين والمتصارعتين (حدك) و (اوك)، لم يتحوّل إلى موقف سياسي صارم في التعامل مع هذا الموضوع الحساس والخطير منذ البداية. كما أعتقد بأنه كان على الحزب أن لا يدخل في أي جبهة يكون طرف واحد من طرفي الصراع (حدك واوك) مساهماً فيها. وكان من شأن مثل هذا الموقف أن يصون موقف الحزب الحيادي ويجنبه التذبذب والأخطاء جراء قصر النظر السياسي أو ميول وأهواء بعض الكوادر بمن فيهم بعض قادة الحزب المتحيزين نسبياً إلى هذا الطرف أو ذاك، وهي أهواء ونزعات مشروعة، كوجهة نظر، ولا يمكن تجنبها أو إزالتها. فهي انعكاس لواقع موضوعي تعيشه كردستان.
يتبع


2 - بقية
جاسم الحلوائي ( 2014 / 6 / 4 - 01:58 )
و يمكن أن تتخذ وجهة النظر تلك طريقها للتطبيق العملي عند توفر هامش الاجتهاد أو التمتع بصلاحيات في اتخاذ موقف معين. ويوفر الموقف الصارم للحزب إمكانية التعاون والتعامل والتوسط بدون حساسية وبمصداقية واضحة بين الطرفين المتصارعين والتأثير عليهما لوضع حد لصراعهما، بما في ذلك السعي لإبعاد (اوك) عن التعاون مع السلطة. كما يوفر هذا الموقف كذلك وضع أفضل للحزب الشيوعي للتأثير على الأطراف الأخرى ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة بهذا الصراع. وإذا كانت ذرائع الاحتكاك والاصطدام بين الحزب الشيوعي والقوى الأخرى عديدة ومتنوعة وبعضها من دسائس العدو، فالموقف الحيادي الصارم سياسياً كان من شأنه أن يوفر إمكانية أفضل للسيطرة على تلك الصراعات وتحجيمها.
مع تقديري


3 - ملاحظات ومتابعة
اّلان ( 2014 / 6 / 4 - 22:39 )
السيد عزيز محمد الملاحظ عنه وعلى الدوام ومنذ اكثر من اربعة عقود وفي مختلف مواقعه القيادية الحزبية فأنه يتهرب دائما عند ذكر الاحداث والوقائع المهمة فيقول كنت غائبا او كنت في الخارج او لم يخبرني احد او ليس لي علم بذلك ...وهكذا ! ولدى امثلة كثيرة وهناك استنتاجات ان نصف الدماء التي تجري في عروقه هي للشيوعية ونصفها الاخر للحزب الديمقراطي الكردستاني ( البارتي ) على الرغم ما لاقاه حزبه منهم عام 1973 حيث طاردوهم واجبروهم للالتجاء الى الحكومة البعثية ثم عادوا عام 1979 الى مناطق البارتي والقتال معا ضد الاتحاد ضمن جبهة عسكرية وليست سياسية سميت بجبهة ( جود ) وللتعرف على سايكلوجية السيد عزيز محمد يلاحظ عنه عند وجوده ومكوثه في اقليم كوردستان انه يقضي اغلب امسياته واوقاته في بيوت الاغوات ودواوين رؤساء العشائر والذين كانوا يسّمون في الازمنة السابقة بالاقطاعيين ! ..


4 - تصحيح معلومة
جاسم الحلوائي ( 2014 / 6 / 5 - 09:21 )
تصحيح معلومة
وردت المعلومة التالية في الحلقة السابعة عشر: -فكان يدير الحزب في بغداد كل من مكرم الطالباني وباقر إبراهيم-، المقصود في عام 1979. هذه المعلومة غير دقيقة، فمكرم لم تكن له علاقة بإدارة الحزب، فقد كان يدير وزارته وفي نفس الوقت كان حلقة الوصل بين حزب البعث والحزب. أما الذين كانوا يديرون الحزب آنذاك مع باقر إبراهيم فإنهم كل من عبد الرزاق الصافي وكاتب هذه السطور وعايدة ياسين. الصافي يؤيد معلوماتي ويضيف -كما ان اجتماع ل م في تموز 1979 كان في برلين وليس في براغ-.
مع تقديري


5 - رد على الاستاذ جاسم الحلوائي
د.سيف عدنان ارحيم القيسي ( 2014 / 6 / 6 - 22:26 )
عزيزي السيد الحلوائي نشر السيد مكرم الطالباني بمذكراته باللغة الكردية والتي لدي بعضها باللغة العربية يشير الى انه كان من ضمن الكادر انه سلم بنادق الحزب الى لمقر الجبهة الوطنية في شارع المغرب واخذ الوصولات بذلك وهو لا يزال حي يمكن الرجوع اليه مع مودتي

اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير