الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات على انتخابات الرئاسة

اسلام احمد

2014 / 6 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


ثمة اتفاق على أن هذه الانتخابات الرئاسية هي من أهم الانتخابات التي جرت في تاريخ مصر إن لم تكن أهمها على الإطلاق لذا فقد حرصت على متابعتها بشكل مباشر من خلال مروري على اللجان وتفقد سير العملية الانتخابية وبشكل غير مباشر عن طريق متابعة وسائل الإعلام وقد لاحظت أن إقبال النساء على التصويت في الانتخابات فاق بكثير إقبال الرجال كما أن معظم المشاركين في التصويت كانوا من كبار السن وأغلبهم من بسطاء الناس بينما لاحظت عزوف كثير من الشباب عن المشاركة , هذا في ظل غياب تام للإسلاميين بمختلف تياراتهم وعلى رأسهم السلفيون , وبشكل عام فقد كان الإقبال في هذه الانتخابات أقل نسبيا من انتخابات الرئاسة الماضية 2012

وعقب انتهاء الانتخابات تشير النتائج الأولية إلى حصول المرشح عبدالفتاح السيسى على ٢-;-٣-;- مليونًا و٥-;-٤-;-٨-;- ألفًا و٧-;-٧-;-٢-;- صوتًا، بنسبة ٩-;-٦-;-.٩-;-%، من إجمالي عدد الأصوات الصحيحة , فيما حصل منافسه حمدين صباحي على ٧-;-٤-;-٢-;- ألفًا و٣-;-٠-;-٨-;- أصوات، بنسبة ٣-;-.١-;-%. كما بلغت الأصوات الباطلة مليونًا و٢-;-٨-;- ألف صوت من إجمالي عدد المشاركين الذي بلغ ٢-;-٥-;- مليونًا و٣-;-١-;-٩-;- ألفًا و٨-;-٩-;-٧-;- صوتًا، لتصل نسبة المشاركة الإجمالية إلى ٤-;-٧-;-.٧-;-%

ورغم بعض التجاوزات التي شابت العملية الانتخابية والتي كان أبرزها قرار اللجنة العليا بمد يوم ثالث للتصويت إلا أن الانتخابات في مجملها كانت جيدة بشهادة المراقبين الدوليين , صحيح أن قرار اللجنة العليا بمد يوم ثالث للتصويت قانوني تماما من الناحية القانونية ولكن غاب عنه الحس السياسي , وتفسيري لقرار اللجنة العليا أنه لم يكن لجلب أصوات إضافية للمشير السيسي الذي لم يكن في حاجة إليها وإنما هدفها ارتفاع نسبة المشاركة الإجمالية لتقارب 50% إذ كلما ارتفعت نسبة المشاركة بغض النظر عن الفائز كلما اكتسبت الانتخابات شرعيتها , وقد كان لها ما أرادت

والحقيقة أن فوز المشير السيسي بتلك النسبة كان متوقعا بالنسبة للكثيرين ولكن المفاجأة كانت في حصول حمدين صباحي على نسبة ضئيلة للغاية لم تتجاوز حتى نصف عدد الأصوات التي حصل عليها في انتخابات 2012 , ولئن كان مفهوما أن تصل نسبة المشاركة الإجمالية الى ٤-;-٧-;-.٧-;-% , وهي نسبة معقولة بالنظر الى طبيعة الشعب المصري , في ظل مقاطعة الإخوان المسلمين وحلفائهم الإسلاميين للانتخابات فالمفاجأة تمثلت في ارتفاع نسبة الأصوات الباطلة التي بلغت مليونا و28 ألف صوت وهم بالتأكيد ليسوا إسلاميين

والحقيقة لقد سبق أن حذرنا إبان الاستفتاء على الدستور من عزوف كثير من الشباب عن المشاركة السياسية بسبب إحساسهم بضياع الثورة نتيجة التباطؤ في تحقيق أهدافها والقبض على بعض شباب الثورة ناهيك عن محاولة تشويهها من قبل الإعلام! , فضلا عن الحملة الإعلامية المكثفة التي دفعت الناس سابقا للتصويت بنعم وتكرر الأمر بصورة أكثر فجاجة في الترويج للمشير السيسي , مما استفز كثير من الشباب ودفعهم إما لمقاطعة الانتخابات أو إبطال أصواتهم

ولا شك أن غياب روح المنافسة عن تلك الانتخابات وإحساس كثير من الناس أن نتيجتها معروفة سلفا قد دفع أيضا كثير من الناس إلى العزوف عن المشاركة , بعكس انتخابات الرئاسة السابقة في 2012 التي لم يكن بوسع أحد آنذاك التكهن بنتيجتها

ولا جدال في أن حصول حمدين صباحي (مرشح الثورة) على تلك النسبة الضئيلة مقارنة بعدد الأصوات التي حصل عليها في انتخابات 2012 والتي وصلت الى 4 مليون يعكس إلى حد كبير تغير المزاج العام لدى الشعب المصري الذي لم يعد ثوريا على الإطلاق بسبب حالة الفوضى والانفلات التي نجمت عن الثورة وإنما بات يميل إلى الإصلاح والبناء

والمؤسف أن السلفيين قاطعوا الانتخابات رغم إعلان الدعوة السلفية وحزبها النور تأييد المشير السيسي وهو ما يضعنا أمام أحد احتمالين , إما أن الدعوة السلفية وحزب النور لم يعد لهما سيطرة على قواعد السلفيين أو أنهما يمارسان فن المناورة السياسية بإعلان موقف في العلن واتخاذ موقف آخر مخالف له في الواقع! , وفي تقديري أن الاحتمال الثاني هو الأرجح بالنظر إلى تجربة الاستفتاء السابقة وبالنظر أيضا إلى عقيدتهم التي تبيح لهم الكذب باعتبار أن الغاية لديهم تبرر الوسيلة!

نعم نجح المشير السيسي في إقناع 25 مليون بأنه الرئيس الأفضل لمصر في تلك المرحلة بينما فشل في إقناع كثير من الشباب فضلا عن التيارات الإسلامية المقاطعة ليس فقط للانتخابات وإنما لمجمل العملية السياسية , وهو تحدي خطير يواجه الرئيس القادم , كيف يمكن استيعاب هؤلاء الشباب مجددا ودمج الإسلاميين في العلمية السياسية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك