الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المهنية، إنسان... !!! ؟؟؟

مريم الصايغ

2014 / 6 / 5
الصحافة والاعلام


نتاج العبقرية، أكثر دهشة وإثارة وعمقا من نتاج الموقف العارض.. فهو مشبع بالمغزى اللانهائي للمعاني والتجارب والخبرات.
فالإدراك بحد ذاته، ليس لحظة عارضة! بالرغم من أنه قد يبدأ بلحظة فارقة!
الإدراك، إذا لحظات محورية ممتدة فارقة! فعندما ندرك ماهية الأشياء عبر تراكيب متماسة من التفصيلات متناهية الصغر
والتماسك تكونت داخلنا عبر السنوات، تختلف مشاعرنا وأفكارنا واتجاهاتنا.
فسلوك إنسان، أمضى حياته.. يتبع الحكمة، ويحكم العقل، ويكتشف أغوار الكون،
يختلف كل الاختلاف عن إنسان آخر.. يطلب ظاهر الأشياء للتباهي ببعض المعلومات والقدرات.
لذا، لا نستطيع يوما أن نتحدث.. عن أن جميع الفلاسفة أو الإعلاميين أو الأساتذة يتشابهون ويتبعون نفس السياق!
بوصفهم جميعا ينتمون لذات المجال! - فالتعميم هنا غير عقلاني!-
فكيف أقارن بين إنسان يؤمن انه ليس قزما مفكرا، و ذو عمق وروح حرة، وجذور متعمقة تمتد نحو الداخل والخارج..
حيث الوعي اللانهائي والسعي الدائم نحو الاستنارة ..
بآخر يتصفح الشبكة العنكبوتية ويكتب عبارات آلية أو فجة ويقتبس أرواح وأفكار الآخرين فيتلاشى لديه كل فكر وإبداع ويتحول لمسخ!!!
في محاضراتي لتدريب الإعلاميين والدبلوماسيين ورجال الدولة والاقتصار والفنانين..
يتكرر سؤال وحيد بصيغ مختلفة أكثرها شيوعا صيغة..
لماذا تجاربك كثيرة، وقصيرة المدى بالرغم من سنك الصغير!؟..
فقد بدئتِ حياتك كأديبة ثم صحفية ثم مقدمة برنامج ثم تفرغتِ للدراسة والتدريس وتخلل كل ذلك العمل التطوعي والأعمال التجارية؟!
من أنتِ في هؤلاء؟! كيف تأتيكِ كل هذه الأفكار المتدفقة؟!
كيف تتنوع أفكارك؟! كيف تحاضرين في الطاقة الحيوية والتأمل والغيبيات؟ بمثل الكفاءة التي تحاضرين بها عن اتيكيت العقل والتفكير؟!
وبالطبع إجابتي تتخللها دعباتِ: * قد أكون في حياة سابقة طائر مغرد صغير عشق الإبحار في دروب الكون! ولما لا!!!
ونبتسم جميعا ويستمر انتظار الإجابة فأقول:
لأنني طفلة بدائية ذات روح حرة لذا أمتد داخل ذاتي وأتواصل مع جذور الكون وكل قواه غير المرئية، وامتد لمتسع الكون واحلق في سماءه واكتشف أغواره!
ببساطة لست قزما مفكرا ضئيل، بل كائن روحاني يتبع الحكمة والاستنارة ليصل للوعي.
لذا، أصاب بالامتعاض عندما يكرر بعض الأشخاص كلمات مثل.. المهنية والوعي والإدراك..
كحليات كلامية لتزين عباراتهم وليظهروا للآخرين بمظهر المثقفين!
-يا إلهي، مؤلم للغاية التشدق بالكلمات دون فهم-.
وأن يتعامل معك -بعض عباقرة هذا العصر- وفقا ليقينهم المؤكد غير القابل للنقاش أو التغيير!
ع الرغم من أن أولى محددات!المهنية أو الوعي والإدراك وكل تلك المفاهيم هي..
المرونة والقدرة ع تغيير الذات وتطويرها، كما اللياقة واللباقة والفهم العميق لمعاني المفردات!
لذا أحرص في جميع محاضراتي عن المهنية واتيكيت العمل الإعلامي ع تدريب طلابي والتركيز ع عدة نقاط منها..
للتحلي بالمهنية في أي عمل نعمل وخاصة الإعلام والدبلوماسية..
• ع الممارس أن يكون أولا إنسان يتميز بالمرونة ويعلم أنه في الموازين نحو الخطأ والإجادة وليس من الآلهة!
• عليه أن يكتسب الخبرة المباشرة بالممارسة وتصويب الأخطاء، كما يكتسب الخبرة غير المباشرة بالقراءة والمعلوماتية والتطبيق والإفراز وإعمال الفكر.
• يفهم أن الحياة لعبة مشتركة، يحرص ع الآخرين ومنفعتهم لكي يحقق المنفعة لنفسه.
• يعتنق المباديء الإيجابية ليتواصل بعذوبة ويترك انطباعات جيدة.
• يهذب ويدرب لغة جسده.. ويراقب التواصل، ولغة العينان، و انفعالاته ويتوازن مع إيقاع من يتعامل معهم
ليعطي صورة الالتزام والذكاء ويخطف الأبصار والقلوب بالكاريزما والجاذبية.
• يعتنق علامات النجاح ومنها المرح والمجاملة الابتسام -فابتسامة هادئة في موقف مشدود تبعث ع الود والراحة أفضل من مئات الكلمات-.
• ينتهج الثناء ع كل بارقة أمل دون مبالغة أو تطويل أو إهمال لجهد أحد.
• يدير وقته ووقت من حوله بأفضل الطرق ليحقق أهدافه وأهداف الآخرين.
• يتعامل كاحترافي لا ينتظر عقود ومواثيق تحدد له دستور المهنية بل يكون له ناموس خاص ينبع من ضميره وقناعته.
لذا، من أكثر الكلمات التي تسعدني عند تدريبي لشخصية عامة –تحديدا- عندما يقول لي:
أعلم أنني غير محتاج لإمضاء هذا التعاقد لسرية المعلومات، وعدم تسريب صور وأخبار فأنتِ الأكثر احترافية.
نعم، أنا بئر أسرار.. ولا أنزعج كثيرا عندما ينعتوني بالغموض، ولا اهتم ع الإطلاق بالتباهي بعلاقاتي بأولي الأمر!
فأنا لا احتاج منهم شيئا، ولا أرغب في نجومية الميديا ووسائل الاتصال واليوتيوب!
أعشق الهدوء، أمارس السلام الداخلي، أدمن النجاح، وأعيش السعادة بكل رفاهية...
لذا أسعى نحو الاستنارة والحكمة، ولا التفت للكثير من المغريات الوقتية. كليوباترا عاشقة الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عزيزتي كليوباترا، عاشقة الوطن،مريم الصايغ المحترمة
ليندا كبرييل ( 2014 / 6 / 6 - 09:39 )
طموح يحلّق في السماء

منذ أن عرفتك وأنا أشعر بهذه المرونة على تغيير الذات

النقاط التي أوردتِها للتحلي بالمهنية في أي عمل ، خاصة الإعلام والدبلوماسية.. تدلّ على حرفية في التعامل مع أمور الحياة فعلاً

وأرى أن هذه النقاط تنطبق على كل سلوك في حياتنا، وخاصة( النقاط الثلاث الأولى)
المرونة: فلا بدّ أن نكون مستعدين لتقبّل الخطأ في حساباتنا، فالإنسان ليس من الآلهة
طلب المنفعة للآخرين لتحقيق منفعته أيضاً يدلّ على شخصية معانقة للحياة
الإيجابية وتهذيب النفس

كل ما أوردتِه عزيزتي وجد صداه بقوة في نفسي
هنيئاً لطلابك بأستاذة تحمل الروح الإيجابية المتصالحة مع النفس

كليوباترا.. لك التحية والتقدير


2 - الق دائم
هنوف الحسيني ( 2014 / 6 / 6 - 16:07 )
عساكي بخير يا كلوباترا الفاتنة والله ما بعرف ليش تعشقين البعاد عن محبيك نحنا على عهدنا معكي رغم الغياب لكن لا تطولي الغيبة وكوني هون بكلماتك المضيئة يلي عهدناها


3 - المميزة ليندا كبرييل
مريم الصايغ ( 2014 / 6 / 6 - 16:38 )
المحبة، التي منحتني إياها.. هي ما تجعلني دائما انتظر تعليقك، لأنه كلمسة حانية ع الكتف وبه الكثير من التشجيع
دمتِ قلبا حانيا يسع الجميع وسامحيني لتقصيري وعدم متابعتي سأتعلم من محبتك صدقيني.


4 - هنوف
مريم الصايغ ( 2014 / 6 / 6 - 17:24 )
أشكرك جدا هنوف.. واعدك بعدم الغياب وإن قصرت سامحوني


5 - كليوباترا، عزيزتي الصائغة من الحياة فنّاً
ليندا كبرييل ( 2014 / 6 / 7 - 03:04 )
منذ زمن لم أعلق في صفحتك، وهذا لا يعني أني لا أتابعك.. لأ يا مريم، هذا حكي عدوّين هاهاها

عزيزتي.. أنا أسعى دوماً إلى الصفحات التي تنحو إلى إيجابية النظرة في الحياة، والإنسان المرن القابل لأن يتعلم من الآخر حتى لو كان أقلّ منه علماً
وقد لمست هذا في تعاملك مع الأمور

أصبحت أغيب لوقت ليس بالقصير لأسباب تتعلق بمنْ حولي والإشراف عليهم، لكني ما أن أعود حتى أبادر إلى البحث عن كل ما يضيف لي
كلامك يفتح أبواب الحياة

تحية وسلاما للأستاذ هنوف الحسيني الذي افتقدك، وداومي على شحن قرائك بنظرتك المتفائلة
أتمنى لك تواجداً أكثر كثافة

وشكراً عاشقة الوطن


6 - فيض كلماتك
هادي الجسار ( 2014 / 6 / 10 - 04:48 )
خبيرة الاعلام واستاذ المهنية الاعلامية والدبلوماسية دكتورة مريم الصايغ فيض كلماتك ينبع من فكر ذو طاقات وقدرة لهيك يؤثر في من تتعاملين معه تحياتي الك ولفكرك النابض

اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح