الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضرورة التوجه الثقافي في الساحة العراقية

حسنين جابر الحلو

2014 / 6 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ضرورة التوجه الثقافي في الساحة العراقية.
حسنين جابر الحلو
ان تطور الثقافات الانسانية هو من اجل الوصول الى هدف اتباع الحاجات الاساسية للانسان ولضمان استمراريتها سواء الحاجات الثقافية او الاقتصادية او الاجتماعية كل حسب توفرها لذلك نجد ان التوجه الثقافي من الاولويات لاشباع هذه الحاجات رغم ما يمر به العراق الان من ازمة وما يعانيه من مشكلات على المستوى العالمي, ورغم هيمنة الثقافة الغربية على العالم وما تطرحه من تحذيرات متعلقة بهذه الثقافة او تلك او المقترحات المقدمة لهذه الهيمنة والتحذيرات المضادة لهذه المقترحات ذاتها تأتي كلها من مصادر غربية والاعلام ادرى بها ولكن تارة يضهرها وأخرى يخفيها بحيث نحتار في معرفة ما نصدق ومن نصدق لقد قدمت لنا الثقافة الغربية نماذج للتسمية على غرار نمطها التصنيعي واقتصاديات نموه ونظامه البرلماني ومعاييره الخاصة المتعلقة ببنية الدولة ونظام عملها. لذا نجد الثقافة جل همهم ايصالها بصورة تكون لصالح الغرب على اكتاف المجتمعات الاخرى والعراق خير دليل لذلك. فأنها لم تنجح دائما في أي دولة اذا لم يكن هناك تعتيم على مظاهر تستحق الظهور حتى لا تخفق الهيئة الاعلامية في نتاجها الغامض وظهرت اليوم اشارات وتحذيرات فيما يتعلق بفشل هذه النماذج حتى في الغرب نفسه وهذا لاننا نعيش وسط ازمة عالمية معقدة تتعلق بمظاهر عدم الامن وهيكلية السكان وآلية الحوار والفقر والجوع وتأثيراتها على المجتمع العراقي بما يوجهه الغرب من حيثيات واقعية في ذلك. ان ثقافة المجتمع العراقي معروفة لانها ثقافة ممنهجه بالفكر السليم وموطرة بإطار الدين ومحاطة بالعرق الاجتماعي والعادات والتقاليد وهي مرتبطة ايضا بنهج الحاجات الاساسية التي من شأنها التقدم والحقيقة ورفع مستوى المعيشة واسلوب الحياة ضمن ظروف تمكن كل فرد من اعالة نفسه والاستمتاع بالحياة بالصورة اللائقة وهنا نجد بأن التوجه في ثقافة الغير هو من الامور الخاطئة لانها بتوصلنا بالضرورة الى الوقوع في مهالك نحن بعيدون عنها وذلك من خلال واقع فهمي يمكن ادراكه من خلال الممارسة الواقعية لكل تصورات المجتمع ولك طبقاته وملائمة الظروف لتلك التوجهات التي يتوجهون بها سواء اكانت محسوبة ام غير محسوبة ولكنها ستؤدي الى فهم وتصور يمكننا ان نبين على غراره في معرفة ما تحتاجه الساحة العراقية من ثقافة لتكون هي الاساس في برمجة الحياة على غرارها باعطاء كل فرد من المجتمع توجهاته الثقافية سيكون بابا لتطبيق الديمقراطية في العراق ولكن بشرط ان تكون متوطدة بموازين الشارع العراقي واذا ما دققنا النظر في التوجهات الموجودة على الساحة لوجدنا انها ثقافات قد تصدر بفعل المماس او التعاطف مع اطراف معينة من خلال ترويج هذه الثقافات بين المعطي والمتلقي ويد الغرب تكون الطولى في ترويجها ولكن سرعان ما تذوب وتتلاشى بفعل غياب المصداقية في فعل هذه الثقافات لذا يجب ان تكون التوجهات لثقافة المجتمع والتي تكون ضمن اعتبارات مهمة كالاتي:
أ-أختيار ثقافة بموجب عقائدي ومن حيث موقفها من قضايا المجتمع وتأثيرها عليه ونظام التعايش معه.
ب-ضرورة التوسع في افق الثقافة بحث تشمل كل الساحات ولكل فرد ولا تكون حكرا على افراد بل تكون للجميع وعلى مستوياتها سواء اكانت ثقافة حضارة او دين او مجتمع او غيره.
ج-أختيار العناصر الكفوءة لتوجيه المجتمع بشرك ان يكونوا ذو تأثير على المتلقي وعلى جميع الاصعدة والمواقع من حيث الموقع الاجتماعي والثقافي والادبي والا لا فائدة بثقافة تكون مدعومة من اناس لا يملكون أي وزن وليس لهم تأثير في وسطهم.
د-وضع آلية لتطوير هذه الثقافة ونتاجها بأسلوب يقبله الرأي العام في تلك الساحة.
هـ- تأمين غطائين لتلك الثقافة.
1-غطاء معنوي بحيث تكون هذه الثقافة مدعومة من قبل كل افراد المجتمع.
2-غطاء مادي بحيث تكون هذه الثقافة مدعومة ماديا لاجل سد احتياجاتها الضرورية كعقد الندوات والمؤتمرات واللقاءات والبرامج والصحف والكتب المعنية.
وبطبيعة الحال فأن الموقف الحالي عرضة لان يجري تقويمه من جانب المثقفين الذين يمكن ان نستخلص فوائد عديدة منهم وانها لمسؤولية الموجهين لذلك بأن يشرحوا لمواضعهم كيف يحتوون كل ازمة ثقافية يمر بها الشارع العراقي والمواصلة في ايجاد تحسينات جوهرين في سلوك الافراد ولا يعني ذلك انه يتعين اهمال هذه النتائج وخصوصا في وقت يكون الشارع العراقي بامس الحاجة للتوجه الثقافي وبأنه مستعد للانصات لان الثقافة هي من حقائق الحياة التي لا سبيل الى انكارها فاذا استمرت روح الثقافة تسري في شرايين المجتمع فسوف يتعزز الامل في تهيئة جو جديد من التفاهم والتفهم للفائدة المتبادلة بين المعطي والمتلقي لان المعطي بدوره سيوجه المجتمع الى ثقافة عالية المستوى وبدوره سيستفيد من المتلقي يتفهم ما يحتاجه الشارع العراقي وتلبيته بكل حال من الاحوال مما يؤدي في النهاية الى الاشباع الدائم للحاجات الانسانية الاساسية لكل الاطراف, وهنا يجب ان يلتفت مثقفي الشارع العراقي بالاشراك التي تنصبها بعض البلدان سواء على صعيد عالمي او عربي وسواء منصوبة بوعي او دون وعي كلها تسهم بطريقة مشابهة وان كانت اكثر خداعا في تضييق فرص احراز تقدم حقيقي في اتجاه الاتباع الدائم لثقافة انسانية موحدة.
وربما كان اكبر هذه الاشراك هو الاشراك الداخلية من حيث وجود اغلبية واسعة من الغير مثقفين او من الطبقة النصف متعلمة فهذا الموقف هو المسؤول في التحليل الاخير عن انتشار العاطفية واللاعقلية وعجز المجتمع وانتشار النزعة الزائفة والشعوذة وعبادة البطل وسهول التصديق او السذاجة المفرطة والتطرف والتعصب ضد التعددية وضعف المشاركة الجماهيرية في صنع السياسات واتخاذ القرار كل ذلك هو من الخصائص الحقيقة للاشراك التي وضعتها بعض البلدان ليعيش العراق في تخلف وركود ولكن هناك ثقافة التغيير هي القادرة على فك هذه الاشراك لان هذه الثقافة قادرة على احداث تغيير ملحوظ في الشارع العراقي من صميم العراق وبتضامن داخلي مع ثقافته واحترامها وتضامن خارجي من قبل البلدان للوصول الى مقاييس اكثر عدالة وانصافا في التعامل مع هذه الثقافة لانها سليمة في آلية التوجيه والتوجه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الهجوم على إسرائيل: كيف ستتعامل ألمانيا مع إيران؟


.. زيلينسكي مستاء من الدعم الغربي المحدود لأوكرانيا بعد صدّ اله




.. العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية: توتر وانفراج ثم توتر؟


.. خالد جرادة: ماالذي تعنيه حرية الحركة عندما تكون من غزة؟ • فر




.. موقف الدول العربية بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم