الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحملة ضد شباب الثورة في تونس: جزاء الثوار من جزاء سنمار
يوسف بوقرة
2014 / 6 / 6الثورات والانتفاضات الجماهيرية
شنّت قوات الأمن التونسية بمختلف تشكيلاتها و سياراتها المصفحة منها وما دون ذلك في الآونة الأخيرة عدّة حملات استهدفت العشرات من شباب الحراك الثوري الذين سطّروا خلال الأيام الأولى لثورة 17 17كانون الاول ديسمبر2010 وما تلاها ملاحمَ دخلت التاريخ المعاصر من بابه الواسع ولن تفلح «جهود» المشككين في محوها من ذاكرة من شاهدها فما بالك بمن شهدها وساهم فيها.
لم تقتصر هذه الهجمة الشرسة على مناطق بعينها بل شملت مختلف مناطق البلاد وجابت قوات «أمننا الجمهوري المنشود» - الذي يشترط للانتماء إليه «القدرة على العمل بكافة مناطق الجمهورية ليلا نهارا» - البلادَ طولا وعرضا من حي السيدة في ضواحي العاصمة التونسية مرورا بمدينة الشابة الواقعة على ضفاف البحر و التي مازالت تدفع ثمن شقها لعصا الطاعة بقائمتها المستقلة صيف 1990، و صولا كالعادة إلى قفصة وسيدي بوزيد وتحديدا درّتها منزل بوزيان حيث سقط من سقط شهيدا و سار من سار مشيا على الأقدام باتجاه القصبة في ليلة شتوية خالدة، مسيرة أسست تقليدا نضاليا فريدا في عالمنا المعاصر أزاح أنظمة وزلزل عروشا أخرى ودفع بالبعض الآخر إلى تغيير معالم أشهر ساحات مدنها.
أما التهم الموجهة إلى هؤلاء النشطاء فقد كانت في أغلبها إحراق مقرات أمنية زمن الحراك الثوري وتنظيم وفاق لقلب نظام الحكم وهي تُـهَم غطاؤها «القانون» واسترجاع «هيبة الدولة» وإعادة الاعتبار لها وتجاهل من رماهم بهذه التهم أنّ من قُبِـض عليهم ومن هم في حالة فرار هم من أعادوا الهيبة لهذا الشعب ونخبه و ساسته.
بدأ المهمة جهاز الأمن الذي أضحت «إنجازاته» وندوات نقاباته الحدث الأبرز في نشرات الأخبار الجهوية والوطنية وأتمها القضاة بإصدار أحكام وصلت إلى عقد من الزمن خلف القضبان على من استهدف مركز أمن في حين نال خمس العقوبة من اعتدى على سفارة صاحبة الريادة في الحرب على ما يسمى الإرهاب.
هذه المفارقات تعكس عقلية التشفي من رموز الثورة وهي حرب معلنة هدفها تجفيف منابع الثورة و القضاء على من مازال محافظا على هيبتها أو ما تبقى منها، حرب تستهدف جهات كانت تمنّي النفس بغارة توفر سبل العيش الكريم وهي أمنية لا يتطلب تحقيقها معلومات استخباراتية أو تنسيقا محليا أو دوليا أو مجالس أمن تنعقد أسبوعيا للنظر في التحديات «الأمنية» التي تواجه بلدا يقع على مسافة عدة أميال من القارة المأسوف على أمجادها و مع ذلك يتباهى رموز نظامه بربط إحدى مناطقه بشبكة الهاتف الجوال خلال الألفية الميلادية الثالثة.
في الأزمان الغابرة وفي مشارق الأرض و مغاربها صفة ثائر عزة له ولذويه أما في هذا الزمن «الأمني» السعيد فقد أصبح الثوار أوراما استئصالها هو الهدف المنشود.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. Read the Socialist issue 1268
.. Socialism the podcast episode 130 The fight for worker’s pol
.. المحكمة الابتدائية في تونس تقضي بإعدام 4 أشخاص أدينوا باغتيا
.. حكم بإعدام 4 مدنيين والمؤبد لشخصين بقضية اغتيال شكري بلعيد ف
.. شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني