الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولة في التأمل : العقل العراقي الشعبي في اجازة

سعدي عباس العبد

2014 / 6 / 8
الادب والفن


** ........... العقل العراقي الشعبي في إجازة .. او في غيبوبة ...
او منوّم بجراعات متجدّدة على مرّ الخراب . جرعات من افيون الشعوب .......
.. ذلك الافيون الشديد السحر والفاعلية والاغواء .. الذي تنتجه وتصدره للعقل
الشعبي معابد الحاخامات والكهنة المستترين وراء جدران الورع والصمت ووصايا
الرب والطواويس المقدّسة ..الائذين بكنف الخرافات ومحميّات الاساطير ومرويات التاريخ الشعبي
الشفاهي الحافل بالامثال والفلكلور المخدّر للعقل الجمعي الشعبي ...المتسلّحين بالتمائم والرقي والتعاويذ
....... العقل الشعبي في سياحة تخديرية , على شواطىء الخرافة والخوف والاكاذيب , .......... سياحة
استغرقت قرابة السنوات العشر .. ولا يزال الحبل ممدودا ...
العقل الشعبي اعمى بالولادة والتربية .. او صار اعمى بالترويض والتدّجين .. او بالرعب والخوف
او كان العمى مكتسبا ..... عقل بهذه المواصفات او بهذه الخاصية ..بطبيعة الحال لا يرى ولايفقه
ولا يحلل , ولا يفسر , ولايعي كلّ مايحيط به من فواجع , وحتى لو افترضنا على سبيل الرمز
انه يقرأ المشهد .. فما جدوى القراءة انّ لم يلازمها فعل على الارض ..
مدن تتأجج فيها الحرائق .. مدن تكاد تمحى .. تستأصل من الجذور في إبادة مروّعة .. والعقل الشعبي
يتفرج .. يرى كل تلك الحرائق تتصاعد إلى السماء , إلى هناك عند الرب او الله ..وهو راكد في مستنقع
من السكوت والبلادة , لا تحرّكه قوّة الحرائق الصادمة.. العقل اذا لم يستيقظ الآن .. اذا لم ترجّه الصدمة الان
اذا لم ينهض من سباته وغيبوبته وخرافاته الآن .. اذا لم تحترق مشاعره واعصابه غيضا ورفضا وسخطا
الآن , اذا لم يفيق ضميره من الخدر والبله والنوم الآن .. فمتى يستيقظ .. !! ؟ اذا لم تستطع كلّ تلك الإبادات
التي تحصد المدن والشجر والبشر والحجر ... ان تحرك فيه ساكنا ..فالويل لإنسان هذه الارض ....... تلك
البقعة المنحوسة .. الموت يمشي في الشوارع بكامل طوله وعرضه .. يخطو بكامل قامته المرعبة
يمرّ بنا في كلّ حين وباستمرار , ونحن نرى اليه ذاهلين مستسلمين .. القتلة ورسل الموت هناك في الضفة
الخضراء , على بعد مسافة من القوّة والشجاعة وصحوة الضمير
لو نستعير يوما من ايام الحشود المليونية العاشورية ..ونوظفه للذهاب إلى الضفة الخضراء .. يوم واحد فقط
.. ولكن للامور شؤون تختلف عن الرغبات والاحلام ..
العقل الآخر المدجّج بالوعي , يعرف ملامح الموت , ويعلم بما يدور في فضاءات المعابد القتلة من مؤمرات
ودسائس وضغائن ونوايا مبيّته.. يدري من هم رسل الحرائق
والموت .. يعلم من يبعث رسائل الإبادة .. يعلم ويعرف وعلى دراية ثاقبة بالقتلة المأجورين
بيد انه لا يستطيع انّ يفعل شيئا , .. ذلك انّ مهندسي الموت اقوى من انّ يلاحقهم وعيه .. اكبر من انّ
يتصدى لهم وعي مسلّح بالخوف والشكوك والملاحقة .. وعي يعوّل على التضامن الشعبي المفقود
يعقد الآمال على تحالف قوى الضحايا ...وعي من هذا النمط .. يدرك ويرى مخططي الموت
ولا يدرك استحالة تحالف وتضامن الضحايا ... الرهان على تحالف قوى العقل الشعبي او تحالفة
الضحايا في تضامن حميم , كما لو انك , تؤسس لبيت على الهواء .. انت لا تستطيع الامساك
بالريح ...العقل الشعبي معطّل ... مصاب بفقدان رؤية ما يجري على الارض او بمعنى اكثر دقة
يرى ما يحدث , غير انه , عاطل عن البحث في الاسباب والتعليل والاستنتاج.. فهو يعيش في
عطالة مستمرة , تمنعه عن ان يكون سويا . في النظر والرؤية والبحث ..........
ولهذه المسوغات مجتمعة .. جعلت تتنامى قوى الإبادة , وتسترخص قتلنا وحرق مدننا وإشاعة
الخوف والفوضى ... انها تؤسس لتقاليد وقيم تعترف بالقتل كبدهية مسلّم بحدوثها لاحقا او
على المدى القريب .. وتجهد إلى عدّها جزء من تراثنا الصحراوي الحافل بالسلب والنهب ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها


.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع




.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض


.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا




.. الفنان أيمن عزب : مشكلتنا مع دخلات مهنة الصحافة ونحارب مجه