الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احاديث تؤسس لدونية المرأة (6)«لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ المَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا»

حسام الحداد

2014 / 6 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


احاديث تؤسس لدونية المرأة (6)
«لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ المَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا»
حسام الحداد
هذا هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقبل الخوض في تحليل الحديث سوف نناقش سريعا ما حدث في ميدان النحرير يوم تنصيب " السيسي" رئيسا لمصر ، فقد قام مجموعة من الشباب بالتحرش بفتاه بل باغتصابها على حد تعبير تقرير الطب الشرعي ، وسط الآلاف من البشر وهناك اقاويل كثيرة على انتماء هؤلاء الشباب للجماعات المتأسلمة ، وهنا لا يفرق الامر شيئ سواء كانوا منتمين الى احدى هذه الجماعات ام لا فقد قاموا وجميعهم مسلمون بارتكاب فاحشة الاعتداء على انثي امام الجميع وفي ميدان عام، دون وخذ لضمير او شبهة حياء لاحد منهم وان دل هذا على شيئ انما يدل على ان الذين يدعوا الاسلام سواء كانوا منتمين لجماعات ام لا متفقين على ان المرأة لا قيمة لها ، وانها جنس ادنى من الرجل وتأسس هذا في ذهنيتهم من تلك الأحاديث التي تناولناها بالنقد والتحليل في السابق ، هذا بجانب التأويلات الشاذة وغير الحقيقية لبعض الآيات القرآنية والتي تمتلئ بها كتب الفقه . ولكي لا نتعرض مرة اخرى لما حدث ويحدث يوميا من حالات التحرش بالانثى وامتهان المرأة علينا ان نعيد صياغة الذهنية المصرية ، ان نعيد ترتيب تفكيرنا وان ندرس بكل جد ونقد تلك الافكار الغريبة المنتشرة في كتب التفسير والحديث والفقه ، فلابد من انتاج خطاب ديني يتناسب ومتطلبات عصرنا ، وظروفنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
فنظرت العربي " البدوي " للمرأة لاشك انها تختلف عن نظرة المدني المتحضر ، فالرسول (ص) قد فعل هذا ليس فقط في خطابه حول المرأة وهو في مكة ، والمدينة فقد اختلف ايضا خطابه حول الحرب ، وشكل الدعوة الى الله وهذا ما يؤكد على اختلاف الخطاب مع اختلاف السياق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
فما بالنا ونحن نعيش في القرن 21 ونناقش علاقاتنا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية احيانيا بافكار دينية تتعلق بالقرن السابع او الثامن الميلادي ،
هذا ما يؤكده الحديث الذي بين ايدينا :
حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ المَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا» وَفِي البَاب عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَسُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، وَعَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، وَطَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَأَنَسٍ، وَابْنِ عُمَرَ.: «حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» نعم صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فلابد للمرأة ان تسجد لزوجها حسب البيئة الاجتماعية والاقتصادية التي انتجت هذا الحديث حيث يقول علماء الحديث : يتبين لنا عظم خطأنا حين استغربنا وانكرنا على المعصوم هذا الحديث فالحكمة من هذا القول واضحة جلية فعظم حق الرجل عليها لما يقوم به من اجلها :
1- النفقة: وهي تأمين كل ما تحتاجه من طعام وشراب ولباس وغيرها من الحاجات الضرورية
2- المعاشرة بالمعروف وعدم الاساءة لها والصبر عليها
ولم نجد شيئ اخر في كتب الحديث لاباحة قول الرسول الكريم او تعظيمه حق الرجل على المرأة الى حد السجود له ، وسؤالنا لأهل الحديث فيما لو كانت المرأة الان تساهم في دخل الاسرة بما لا تستطيع الاسرة العيش دون اسهامها " هل تسج للرجل ايضا ؟" وفيما لو كانت المرأة هي التي تنفق على الاسرة من مالها الخاص هل تسجد للرجل ايضا؟ ام ان الرجل هو الذي يسجد لها؟
الحديث ايها العلماء الأجلاء في عموم اللفظ فلم يحدد الرسول الكريم اسبابا لتكريم حق الرجل على زوجته ، الا اذا استندنا الى النقطة الثانية التي اهتممتم بها وهي "المعاشرة الحسنة" فماذا لو كان الرجل يعاني من ضعف جنسي ، او اي خلل عضوي يمنعه من المعاشرة هل وجب على زوجته ايضا تكريمه الى حد السجود ؟ ام انه هنا هو الذي سوف يخضع لها ،
الزواج يا سادة كما بينه القرآن الكريم في سورة البقرة الاية (187) " هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ" وفي سورة الروم يقول الله عز وجل "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) فالقرآن الكريم يؤكد على المساواة بين الزوج وزجه في الحقوق والواجبات وفي كل ما يتعلق بالرجل والمرأة لافرق بين الاثنين كما اوضحنا ذلك في الاحاديث السابقة بينما حديث الرسول هذا ان صح عنه فهو يفرق بين الرجل والمرأة ويؤكد على دونية المرأة ويرقى بالرجل الى مقام الألوهية ، وهنا هل نستمع ونعمل بالقرآن قطعي الدلالة والثبوت أم بالحديث ظني الدلالة والثبوت ؟ يا سادة لابد لنا من افاقة ومراجعة مواقفنا من التراث والدين والأخلاق , علينا ان ننتج خطابا يتناسب معنا ومع لغة عصرنا وليس منفصل في الوقت ذاته بقيمنا الجميلة .
__________
1159 – سنن الترمذي باب الرضاع(3/457)

[حكم الألباني] :
حسن صحيح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف


.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية




.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك