الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش العراق وحرب الفتاوى

محمد السيد محسن

2014 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية




ما ان اعلن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" دخوله الموصل شمال العراق حتى بدأت فتاوى سنية بتحريم التعامل معه وحرمة الانضمام للقتال في صفوفه وأول فتوى كانت للشيخ أحمد الكبيسي الذي أوجب مقاتلة هذا التنظيم وقال انه لايمثل الاسلام الحقيقي
ومن ثم تبعتها فتوى السنة والجماعة في العراق التي أهابت باهالي الموصل بعدم التعامل مع هذا التنظيم ووصفته بالتنظيم الارهابي مستفيدة من القرار السعودي قبل اشهر في اعتبار هذا التنظيم ضمن لائحة الارهاب
وبعد البيان الاول للتنظيم من الموصل والذي اذاعه عبر شبكة الانترنت المتحدث باسم التنظيم ابو محمد العدناني الشامي وقال فيه " ان المعركة ستحسم في مدينتي النجف "الاشرك" وكربلاء "المنجسة" ثارت حفيظة الشيعة في العراق فانبرى زعيم الطائفة الشيعية ومرجعها الاكبر علي السيستاني بفتوى الجهاد الكفائي للدفاع عن البلد والشعب في العراق ممن وصفهم بالارهابيين وكانت الفتوى تقصد بلا ادنى شك تنظيم الدولة الاسلامية في العراق الذي دعا الى تهديم جميع المراقد والمقامات المقدسة لرموز الشيعة في العالم وأكثرها في العراق كما دعا الى العفو عن اهل السنة في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم لكن العدناني قال لاتباعه "ولاتأخذكم رأفة بالروافض " ويقصد الشيعة بلا شك
ما يلفت الانتباه ان فتوى السيستاني توجت كل الفتاوى التي سبقتها من سنة وشيعة وحازت على الاهتمام الكبير ولا أحسب ان الازهر بفتواه بحرمة الانضمام والقتال مع تنظيم داعش والتي صدرت بعد ساعات قلائل من فتوى السيستاني انها جاءت في وقت سيسمح ظرفه ان يتم الاهتمام بها ولكن المعطيات تشير الى انها فتوى مصرية للشباب المصريين الذين سيستفيدون من تقدم داعش وانتصاراتها في العراق والتطوع للجهاد كما كان يحصل سابقا
وفي مراجعة لفتوى السيستاني فانها لم تتضمن اي شق سياسي وانها ركزت على البلاد والشعب ولم تعط الامر بالجهاد الكفائي للشيعة فقط وانما جاءت عامة ليعطي مفتيها السيستاني صورة العمومية للجميع بيد ان الفتوى فهمت انها فتوى شيعية خالصة على اساس ان من سيجعلها في حيز واقعها التطبيقي هم الشيعة فقط
الفتوى تم استيفاؤها من قبل المؤسسة السياسية في العراق وفضائياتها التعبوية خلال هذه الفترة وتم وضع صورة السيستاني اعلى الشاشات الامر الذي اردفه السيستاني بأمر لهذه الفضائيات برفع الصورة ووضع خريطة العراق بدلا منها قاطعا نصف الطريق على هذه المؤسسة واحزابها في تجيير اسمه لمآرب مرحلية فقط
والسؤال هنا هل جاءت الفتوى لتعمق من الشحن الطائفي وتتناغم مع ما يبحث عنه تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام والذي لايخفي نصبه االعداء للشيعة في كل بقاع العالم استمرارا لعقيد المؤسس الاول لهذا التنظيم وهو ابو مصعب الزرقاوي الذي كان يجيز قتل الشيعة وان لم يذنبوا
ومن نافلة القول ان الزرقاوي حينما طبق فتوى "الترس" الذي اجازها ابو محمد المقدسي الاردني وكان مفتي تنظيم التوحيد والجهاد وهو الاسم الاول لتنظيم داعش كان التطبيق محل خلاف بين رجالات الافتاء من الجماعات المتشددة بسبب مقتل اكثر من خمسين تلميذا عراقيا كانوا يتجمعون عند جندي امريكي يوزع عليهم الحلوى وقتلهم انتحاري بتفجير نفسه بينهم فقال الزرقاوي حينها انهم بكل الاحول روافض ويجوز قتلهم وان كانوا تحت سن التكليف الامر الذي جعل المقدسي يسحب الفتوى فرد عليه الزرقاوي بجملته الشهيرة " لست شيخي " واستعان بأبي انس الشامي مفتيا للتنظيم
وفي العودة الى فتوى السيستاني وشبهة توقيتها فانه على ما يبدو احس ان الحكومة المتمردة على فتاواه وتوصياته والتي امتنع من استقبال اي شخص منها خلال خمسة اعوام ماضية احس ان الشعب يجب ان يأخذ زمام المبادرة وان يلقي الكرة في ملعب النخب السنية المكفرين اصلا لعقيدة داعش التكفيرية وتنطوي الفتوى على امر خطير في الساحة العراقية حصرا وهو انها تشير الى عدم ثقة السيستاني بدور الطبقة السياسية التي تقود البلاد والمتمثلة بحزب الدعوة الذي لايلزم افراده بفتاوى السيستاني وكان يتبع محمد حسين فظل الله وبعد وفاته بدأ يستعين بفتاوى محمود الشهروردي الايراني بذريعة انه كان اقرب تلاميذ محمد باقر الصدر الذي استغل حزب الدعوة اسمه في انه بارك التنظيم واشرف على تاسيسه وهذا الادعاء محل خلاف بين الفصائل الاسلامية الشيعية , بل ان قيادات من الرعيل الاول من الحزب قالوا ان الصدر لم يتدخل في تأسيس الحزب لكنه لم يمنعه للظروف السياسية التي كانت تحيط المرحلة بدليل ان الصدر لم يكتب منهجا لحزب الدعوة وبقي الحزب يستعين بنظريات حسن البنا وسيد قطب كأدوات تثقيفية وتنظيمية لمنهجه طيلة اعوام نضاله السلبي للوصول للسلطة
ومن المثير اليوم ان يهتم حزب الدعوة والدعاة بفتوى السيستاني ليعبروا عن طريقة انتهازية في التعامل مع الاحداث ولا ننسى ان السيستاني كان وجه وعبر متحدثه الرسمي بعدم انتخاب المالكي واعادته للسلطة ووجوب التغيير في المشهد السياسي في العراق وقد اناط المهمة للشعب الامر الذي دفع حزب الدعوة لتعبئة كل امكانياته لتسقيط السيستاني سياسيا وتم الحديث عن تهديدات لنجل السيستاني بقضايا فساد لكن السيستاني لم يعتن بكل هذه التهديدات ووجه رديفه في المرجعية الشيعية وهو الشيخ النجفي وظهر الاخير عيانا بفتوى عدم انتخاب المالكي وكانت تلك اول فتوى في تاريخ الافتاء الشيعي تنقل بالصوت والصورة
وحينها فقد بعض الدعاة صوابهم ووصفوا النجفي بانه من ادعياء المرجعية واوصاف سلبية شتى وفي النهاية لم يلتزم الشعب الشيعي بتوجيهات المرجعية الشيعية وانتخبوا مصالحهم والوعود التي وعد بها رجالات حزب الدعوة الممسكين بتلابيب السلطة وجاءت النتائج لصالح المالكي لينتصر المالكي على السيستاني في معركة الانتخابات
اليوم وعلى الرغم من ان البعض يرى بأن فتوى السيستاني أسهمت بتقوية وضع المالكي القلق لكنها هدفت في حقيقتها الى سحب البساط عن المالكي ليعود السيستاني الاس الاعلى في المنعطفات الخطيرة في البلاد كما حصل في ازمة النجف وعودته الشهيرة من لندن الى محل سكناه في عاصمة الشيعة وانهى الامر وفق ما كان يراه وليس كما كان يبتغيه الامريكان ولا ما طمح له مقتدى الصدر يومها
كما أحرجت الفتوى النخب السنية في العراق وخارجه في التواكب مع ما اطلقته هذه النخب في رفضها للنهج الطائفي والتكفيري الذي ينتهجه تنظيم داعش لكن بعض هذه النخب اسست مواقف اشكالية على هذه الفتوى بدعوى توقيتها واهدافها الضيقة في هذه المرحلة
واعتقد ان الفتاوى المضادة لفتوى السيستاني ستستمر خصوصا وان المرحلة تستوجب الانحياز باشكال عدة لكنها ستتفق على شأن واحد ليعطي موقفها الرافض للفتوىدعما وحجة وهو تغييب داعش عن المشهد الميداني واضفاء صورة وابطال اخرين للنزاع الجديد في العراق
محمد السيد محسن
لندن
14/6/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل طريف فهد يفشل في معرفة مثل مصري ????


.. إسرائيل وإيران.. الضربات كشفت حقيقة قدرات الجيشين




.. سيناريو يوم القيامة النووي.. بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم


.. المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من الجليل الأعلى على محيط بل




.. كتائب القسام تستهدف جرافة عسكرية بقذيفة -الياسين 105- وسط قط