الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورات العربية والصراع العربي الصهيوني بين التحرر والتبعية

صلاح الصادق الجهاني

2014 / 6 / 16
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يعتمد الكثير من المحللين في تحليل المشهد لدول الثورات العربية، في الحدود الدول التي تحدث فيها هذه الثورات، أو بمعزل عن محيطها الإقليمي أو الدولي أو مدي ارتباطها بانعكاسات الوضع الدولي، وهذا يفرض رؤية تتسم بالقصور والعجز عن فهم طبيعة هذا الثورات ودوافعها وتداعياتها. يتطلب هذا منا فهم جيد للوضع الدولي وارتباطات المنطقة ومشاكلها ومدي تداعيات الظروف الإقليمية والدولية، وعلاقته بمشكلة العرب الرئيسية قضية فلسطين، وخاصة عندما عندما يتعلق الأمر بوضع عالمي تكون تغيراته في المنطقة نتيجة لمتغير دولية.

يقودنا هذا إلي ضرورة أن نضع مجمل عناصر الصراع، سواء الثورات العربية وما ينتج عنها من تغيرات في الواقع العربي والتي تكون نتيجة لهذه الثورات، أو ما يخص الكيان الصهيوني من تحولات دولية ووضع عالمي متغير، وعلي رأس ذلك الأزمة المالية العالمية وإثراءها علي كيان الصهيوني علي كافة المستويات، وهذا يتطلب منا فهم هذه التداعيات علي الصراع العربي الصهيوني .

الأهم ان نعرف أسباب هذه الثورات، والتي تأتي كموجات غير، قد يفصل بينهما نصف قرن مابين الثورة والثور، ذلك لكون عامة الشعب تميل إلي الاستقرار، وليس لديها ميل للفعل السياسي وتصادم المباشر مع السلطة، فان فهمها يحدد فهم طبيعتها لنعرف هل انتهت الثورات أما مازلت مستمرة والي أين ستصل؟ وماهية نتائجها؟ وما يمكن ان تحقق؟ وكذلك انعكاساتها علي الصراع العربي الصهيوني، وان كانت هذه الثورات لم يحين موعد تقييمها بفعل الزمن، ولكنها محاولة استشرافية التي نرصد فيها المرحلة التي تصل بنا الي مرحلة الهدوء واستقرار الثورة وصول الي تحقيق مطالبها.
الشعوب العكس ذلك تحاول ان تبتعد عن هذا الصدام، وتتكيف في إطار "علاقاتها الاجتماعية" (العلاقات الطبيعية)، لكنها تثورا حين تصبح على حافة الهاوية، بحيث تشعر بالعجز عن تجديد تلك العلاقات، لأنها تشعر بالعجز عن الحصول على أساسيات الحياة. هذا هو العنصر الجوهري الذي يحكم الأغلبية الشعبية، البعيدة عن السياسة والشأن العام، والذي يعتبر سقف لمطالب عامة الشعب، أو ما يسمي الشعب إلا سياسي. عند تحس بان ليس هناك تغيير قادم ليحسن هذا الوضع ويبدأ الشعور بالظلم بصبح سمة عامة لأغلبية أفراده، تكون ساعة الانفجار قد حانة" اللحظة الحرجة".

جوهر الثورات يتمثل في فرض نمط اقتصادي معين، وليس بالضرورة الشكل السياسي للحكم فقط، لان نمط الاقتصادي المنتج هو الذي يوفر فرص عمل ويوجد فائض يسمح بتحسن الأجور ويقدم خدمات لكتلة هائلة من العاطلين،في التعليم، وصحة، والبنية التحتية ،والاستقرار عكس نمط الاقتصاد ألريعي والذي يعتمد علي الخدمات والسياحة والاقتصاد النقدي متمثل في البنوك والعقارات غيرها من الأنشطة غير إنتاجية، وتخلق قلة مستفيدة وتعتمد علي الاستيراد والربحية، تختزل ثروة المجتمع ويكون هناك خلل في توزيع إجمالي الناتج القومي بشكل عادل، بشكل يترتب عليه خلق تنمية راسية تستفيد منها النخب وليس تنمية أفقية تستفيد منها كافة شرائح المجتمع.

يترتب علي ذلك انعدام الطبقة الوسطي الطبقة المبدعة في الوطن. والتي اتساعها يكون علي حساب الفقر المدقق والغني الفاحش، وتخلق توازن هام في المجتمع وانعدامها يشكل خطر يهدد الاستقرار وينذر بخلق علاقات ظالمة لغني بشتري وفقير يبيع، ويقسم الناس ألي أغنياء، وفقرا أصحاء، ومرضي متعلمين، وجهله وتترك المواطن ألي أن يكون صائد فرص علية الاستفادة من الفرصة ولو كانت علي حساب المجتمع والوطن.

الدولة في هذه الحالة يكون دور السلطة فيها أداة سيطرة لتلك النخب النافذة، التي تستمر في تحويل الاقتصاد إلي اقتصاد ريعي بزيادة في الربح ويستمر الهدم، في التعليم، والصحة، والبنية التحتية والتي تعتبر المطلب الأساسي للجموع، لذا فان هذه الثورات قد تحدث في مجتمعات ذات طابع استبدادي او ديمقراطي، وهذا يقود إلي ما يسمي اللحظة الحرجة للشعوب، التي تتمرد فيها علي السلطة وعلي هذه العلاقات الظالمة تكون










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح


.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز