الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولتان في دولة أم دولة في دولتين - الجزء الأول

علي مسلم

2014 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


دولة يقودها بشار الاسد حيث تفقد هيبتها شيئاً فشيئاً ويتقلص دورها , بالرغم من مهزلة اعادة انتخابه لولاية اخرى وتقدمه المهزوز في ساحات المعارك عبر تجاوز كل ما هو انساني في منطق الحروب ولغة الصراع وآداب التحارب . ودولة اخرى يقودها ابو بكر البغدادي والتي تنغمس في غموضها كلما حققت شيئا من التقدم في معاركها ضد كل شيء دون ان تحقق شيء وفق المعلن عن مبتغاها او المكشوف من صفحاتها المفرطة في السواد والغموض . ولعل النقطة المهمة التي وضعت كل الاطراف الداخلية منها والخارجية ذات العلاقة بمفاعيل الثورة السورية والتي مرت عبر منعطفات دموية خطيرة خصوصاً في الاشهر القليلة الماضية ,هي تلك العلاقة الغامضة والتحالف غير المعلن بينهما في اطار الدولة السورية والتي نتج عنها كما هو واضح تحرير المناطق المحررة من أي وجود فاعل للجيش الحر في كل من الرقة كمحافظة وكذلك الريف الحلبي الشرقي والشمالي ومحاصرة مدينة دير الزور, واحلال دولة داعش بدلا عن كل ذلك بالقوة كنتاج اولي لتلك العلاقة بالإضافة الى تصفية النشطاء والقتل اللامحدود للمدنيين وتهديم ما تبقى من بنى تحتية وفوقية في الواقع السوري , ويأتي القصف العنيف والمركز عبر الغارة الجوية الاولى للنظام على مقرات داعش في الرقة في ال15 من حزيران الحالي تلك الغارة النوعية بنظر المحللين والتي استهدفت حسب المراقبين مستقبل العلاقة بين الدولتين قبل استهدافها غرفة العمليات الاهم للدولة الاسلامية (داعش ) في مقر محافظة الرقة السابق وبعض المقرات المهمة الاخرى والتي تم تسليمها لداعش عبر فبركة استخبارية معقدة قبل سنة في صيف 2013 دون قتال, حيث كان من المؤكد ان اجتماعاً لأمراء داعش الاساسيين كان يعقد فيها باعتبارها المقر الرئيسي لهم وبغض النظر عن حجم الخسائر والدمار الذي نتج عن تلك الغارة فهي قد تمهد لحالة من نهاية للعلاقة بين الدولتين بعد سيطرة داعش على مدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق الى جانب سيطرتها على كامل محافظة نينوى وبيجي ومدن عراقية اخرى وتقدمها باتجاه مدن عراقية ذات غالبية شيعية بما في ذلك المراقد المقدسة للشيعة حيث اعتبر ذلك بمثابة بداية لنهاية الاتفاق غير المعلن او قد يكون انقلابا داعشيا على دولة الاسد بعد ان حققت لنفسها ما ارادت من سطوة وشهرة وبات الطريق مفتوحا امامها لتكمل مشوارها في تحقيق حلمها في بناء دولة العراق والشام الاسلامية واستقدامها لأسلحة امريكية نوعية ثقيلة كانت عائدة للجيش العراقي المتقهقر الى الداخل السوري , وكذلك ازالة الحدود القائمة بين الدولتين ( سوريا والعراق ) قد تكون بداية لإعادة انتشار وامتداد في سوريا الدولة المفترضة لبشار الاسد , وهذا ما يفسر استنفار المرجعيات الشيعية العراقية بدءا من السيستاني وانتهاءً بعمار الحكيم الذي ارتدى البزة العسكرية ومقتضى الصدر الذي استنفر بدوره جيش المهدي الذي يقودها روحياً في كل المدن العراقية ذات الاغلبية الشيعية بالإضافة الى أنباء عن دخول كتائب من الحرس الثوري الايراني الى الداخل العراقي بعد فتح باب التطوع لمقاتلة داعش في العراق . فما سر العلاقة بين الدولتين وماذا تغير في المشهد : في بداية عام 2012 ظهرت في سوريا منظمة تحت اسم جبهة نصرة اهل الشام بقيادة ابو محمد الجولاني السوري الجنسية والجولاني الاصل وذلك من مجاهدي اهل الشام والذي تم الافراج عنهم من سجون النظام في بداية عام 2011 بعد التطور الدراماتيكي في الجانب المسلح من جسم الثورة السورية وفق منهجية ان تخسر شيء خير من ان تخسر كل شيء , وذلك بغية خلق حالة من انعدام الثقة التي ستلصق بالمعارضة المسلحة والجيش الحر والتي حققت نجاحات باهرة في اغلب الميادين السورية , وكذلك تطبيع المعارضة بوصمة ارهابية امام الجهات الخارجية الداعمة للثورة وخصوصا في الوسط الدولي وبالتحديد مجلس الامن الدولي والتي انحازت حينها نسبياً للثورة السورية . وقد فاجأت جبهة النصرة الجميع منذ اعلان تأسيسها في 24 كانون الاول عام 2011 اثر تبنيها هجمات واعتداءات نفذت في دمشق في 23 كانون الاول 2011 أي قبل اعلانها حيث لم تردع هذه المفارقة اعلام النظام وقتها عن تركيز اهتمامها على الوليد الجديد مؤكدة بذلك عن غير قصد شبهة التواطؤ بين جبهة النصرة والمخابرات التي اعتبرت من ذلك الحين المدبرة الحقيقية لتلك الاعتداءات إن لم تكن المنفذة المباشرة لها . في 9 نيسان 2013 وعبر تسجيل صوتي اعلن ابو بكر البغدادي الذي عين زعيما لداعش في 19 نيسان 2010 عن دمج فرع تنظيم جبهة النصرة في سورية مع دولة العراق الاسلامية تحت اسم الدولة الاسلامية في العراق والشام , بعد ذلك بفترة قصيرة اعلن بدوره ابو محمد الجولاني رفض فكرة الاندماج واعلان المبايعة للقاعدة في افغانستان بقيادة الظواهري , حينها اعتقد بعض المحللين ان ذلك تم وفق ارادة استخبارية معقدة اشترك فيها مخابرات النظام السوري والمخابرات الايرانية وبعض اجهزة الاستخبارات الغربية والتي زرعت بين صفوفها عملاء لها بعد ان استقدم النظام السوري تلك الاجهزة الغربية للاستفادة من خبراتهم بغية تطويع داعش لمآربها والعمل على افشال الثورة السورية أو على الاقل التغيير في مساراتها وسط تطمينات سورية لتلك الجهات بان الاستخبارات السورية سوف تكون على الدوام بمثابة المتحكم بتحركات داعش على طول الخط وعرضها.....يتبع علي مسلم – كاتب من سوريا في 16 حزيران 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الصين يحمل تحذيرات لبكين؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط




.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم


.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات




.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس