الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحدة في مواجهة العدوان

محمد جوابره

2014 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


كلما اشتدت الأوضاع قساوة وازدادت حملات القمع الصهيوني على نحو أكثر تجليا ووضوحا رغم أنها مستمرة منذ 66 عام بحق شعبنا , تطلب ذلك من الشعب وقواه السياسية المعبرة عن أهدافه وتطلعاته السياسية والوطنية مزيدا من التماسك والوحدة .. لان صلف العدو وعنجهيته لا تواجه إلا بوحدة قوى الشعب الوطنية والتي بإمكانها أن تشكل رافعة للنهوض ومواجهة التحديات .
ولكن ما واكب عملية اختفاء المستوطنين الأخيرة أثارة جملة من التفاعلات بين أطراف الصراع كل حسب آليات التفاعل الداخلي والمتشابك مع طبيعة الصراع في كثير من الأمور والضوابط التي أنتجها اتفاق أوسلو وما تلاه من مفاعيل . وإذا كان الشعب الفلسطيني لا زال يقبع تحت نير الاحتلال بكل تجلياته الاستيطانية والعدوانية والعسكرية والحصار الاقتصادي وجملة المعارك السياسية التي تدور على الساحة الدولية والعربية والفلسطينية فان كل ما يحدث على الأرض الفلسطينية هو نتاج طبيعي ورد فعل موضوعي في مواجهة الاحتلال وممارسته وهو من يتحمل مسؤولية كل حدث مهما قل أو كبر شأنه .
إلا أن الجدل الدائر حول تحميل المسؤوليات والآثار الناتجة عن الحدث والتي تعكس إلى حد بعيد حالة من التخبط وانعدام التوازن لدى كافة الجهات الرسمية على صعيد كل من طرفي الصراع .فالممارسات الصهيونية المنفلتة من عقالها والتي تعكس نزعة انتقامية بحق كل فلسطيني موجود على هذه الأرض تعبر عن طبيعة هذا الكيان الغاصب والمعتدي على أرضنا وحقوقنا الوطنية الثابتة . وفي المقابل فأن رد الفعل الفلسطيني حتى اللحظة يعكس حالة الخلاف على المضمون السياسي للمرحلة القائمة بين خطين أحدهما يدعوا لاستمرار المقاومة بكافة أشكالها وتجلياتها والآخر يتمسك بالمنهج التفاوضي والعمل الدبلوماسي والنضال السلمي فقط ويدفعه ذلك إلى اعتماد خطاب مرتبك وغير مفهوم فبدلا من تحميل الاحتلال مسؤولية كل ما يجري , يسعى بكل جهد للعمل على برهنة براءته من الحدث وتقديم كل ما يمكن لتبرير ذلك .
وإذا كان الكل الفلسطيني معني دوما بالبحث عن تقاطعات تمكنه من الوحدة أو ما بقي منها , فان الواقع الراهن مدعاة للمبادرة وإعادة النظر بكل السياسات والبحث الجاد عن جذر الخلاف السياسي الذي أوصلنا إلى الوضع الراهن .. والحديث بكل وضوح وشفافية عن المراهنات ومنطلق المساومات والتوجه بشكل جاد نحو تعزيز مقومات وحدة وطنية فلسطينية قادرة على التصدي للهجمة الصهيونية وفتح آفاق لوحدة وطنية قادرة على اشتقاق برنامج فلسطيني يمكن من تحقيق الأهداف الوطنية العليا "العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي