الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجار الحروب ... تجار الازمات

جمال المظفر

2014 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية



ما ان تنشأ ازمة سياسية أو امنية في العراق حتى يبادر التجار الى رفع اسعار المواد الغذائية لتناسب سخونة الاحداث ودرجة اتقادها كما ترتفع معها كل المفردات والعناوين المتعلقه باسلوب معيشة العائلة العراقية من وقود الطهي والتدفئة والمياه المعدنية والخبز وغيرها من المستلزمات الاخرى .. فبعدما كنا قد تعودنا على تجار الحروب الذين لعبوا باعصابنا وتاجروا بقوتنا في زمن الحصار الظالم الذي فرضته امريكا على الشعب العراقي او ظروف الحرب العراقية الايرانية برز اليوم تجار الازمات الذين يستغلون تازم الاوضاع لرفع الاسعار بصورة جنونية لتناسب الفوضى السياسية التي يشهدها العراق ..
الارهاب يرفع السلاح مباشرة بوجه المواطن ، يفجر ويقتل ويرهب عباد الله بينما يرفع تجار الازمات سلاح التجويع والاحتكار اسوة بالارهاب ، اذن لافرق بين من يقتل بالسلاح ومن يقتل بسلاح الجوع ..
الحكومة لم تتخذ الاجراءات اللازمة لحماية الشعب من خطر الجوع ، لم تراجع سياستها الاقتصادية وحماية الامن القومي عبر تخصيص خزين ستراتيجي من المواد الغذائية في المخازن لحالات الطوارئ وهو ماتجاهلته رغم كل التحذيرات لان مايشهده العراق والعالم العربي بعد الخريف العربي في غاية الخطورة ويبشر بحروب داخلية طويلة الامد مصدرها صراع القوى بين التنظيمات والاحزاب التي تريد اثبات وجودها عبر اذرعها العسكرية على اعتبار انها كانت مهمشة ومضطهدة وهي الاحق باسترجاع حقوقها المستلبة حتى لو كان بقوة السلاح لاعبر صناديق الاقتراع ..
لسنا في سياق الحديث عن التنظيمات المسلحة بقدر ما نتحدث عن مسالة غاية في الخطورة وهو امن الشعب الغذائي ، فماذا يفعل المواطن حين يشعر ان عائلته محاصرة واطفاله عرضة للجوع والموت ، هل سيلف الحزام حول بطنه وبطون اطفاله لمقاومة الجوع والخضوع للارادة الالهية وفقا لماجاء في الاية القرآنية ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب ) ، الرزق هنا المادة ولكن قد لاتأتي المادة بالغذاء حين يحاصر المواطن في بيته لايمكنه ان يخرج رأسه كي لاتصيبه طلقة قناص او رصاصة طائشة من جهات متقاتلة عدة لان في العراق من التنظيمات المسلحة مايكفي لغزو دول وكواكب اخرى ..
مشكلة الحكومة العراقية انها لاتستمع للرأي الاخر ولا الى التحذيرات المتكررة التي يطلقها اقتصاديون او اعلاميون وترى فيها محاولات للتشكيك في ادائها وربما مؤامرات هدفها تشويه سمعتها والنيل من ادائها .. كثيرة هي التحذيرات التي اطلقناها عن الامن الغذائي وهو مصطلح مرادف للامن الوطني لانه يهدد حياة المواطنين مباشرة .. على اعتبار ان الأمن القومي شرط اساسي للحفاظ على بقاء الدولة من خلال استخدام القوة الاقتصادية ..
ليس هناك اهمية لشراء اسلحة ومعدات عسكرية بدون تعزيزها بمواد غذائية وتجهيزات تؤمن حياة المواطنين في وقت الازمات والحروب .. ماذا تفعل الرصاصة او الدبابة للمواطن ان حوصر في بيته ان لم تكن هناك صمونة تسد جوع عائلته او علبة حليب تبطل جوع الرضع الذين لايكفي حليب الامهات لاشباعهم او ربما الحالة النفسية قد تجف اللبن وربما تؤذي الطفل اكثر مما تفيده ..
نحن امام ازمة امنية وسياسية واقتصادية خانقة لانعرف الى اين ستوصلنا ، فالحكومة في الاوضاع الاعتيادية لم تتمكن من توفير مفردات البطاقة التموينية للمواطنين فكيف بامكانها توفير مايلزم المواطن في اوقات الحروب والعراق قد دخل مرحلة الحرب الاهلية التي تدمر اقتصاد البلد باكمله ؟!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مجرد راي
نصيرعزيز ( 2014 / 6 / 23 - 18:44 )
منذ متى وحكام اعراق عبر التاريخ القديم والحديث .. يحملون هم المواطن ؟؟
منذ متى وحكام العراق يهمهم امن واقتصاد وبحبوحت المواطن ؟؟
منذ متى وحكام العراق .. انبثقوا من رحم الوطن .. وعبر صوت المواطن المغلوب والمبتلى بساسة همج ونكرات وعنصريون ..ولا اذكر اسماء حتى لا الوث الصفحة بذكر قذارتهم ؟؟

اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح