الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنقف معاً وقفة حق من أجل أرامل العراق في اليوم العالمي للأرامل

عواطف عبداللطيف

2014 / 6 / 23
حقوق الانسان


لنقف معاً وقفة حق من أجل أرامل العراق في اليوم العالمي للأرامل
-
من أجل المرأة
ففي شهر كانون الثاني من عام 2011 وإنصافاً للنساء الأرامل ومعاناتهن بسبب فقدان أزواجهن، أعلنت جمعية الأمم المتحدة تخصيص يوم 23 من شهر حزيران من كل عام يوماً خاصاً بالأرامل .
العراق من الدول التي كثرت فيها الحروب والصراعات فالموت اليومي الذي يوزع بالمجان على العراقيين فأضحى النظر في عيون الفرد يشعرك بحجم المأساة الذي عاشها ويعيشها أبناء هذا الوطن,,وللنساء النصيب الأكبر من هذه المأساة ففي كل يوم وكل ساعة يعلن في العراق عن فقدان شخص مع كل عبوة ناسفة أو تفجير إرهابي أو إقتتال طائفي فيخيم شبح الحزن على البيوت وتنظم سيدة من جديد مثلي إلى سجل الأرامل تصفعها الصدمة دون أن تعرف السبب لتعاني الألم الذي لا يفهمه إلا من احترق بلهيبه.
تتضارب الأحصائيات الرسمية مع إحصائية المنظمات الدولية بشأن أعداد الأرامل والأيتام في العراق ، ففي الوقت الذي تصر فيه وزارة التخطيط على أن ” عدد الأرامل لايتجاوز المليون أرملة ، وعدد الأيتام يقترب من المليونين “، تؤكد منظمة “اليونسيف” المعنية بالأسرة والطفولة أن ” نحو 3 ملايين أرملة في العراق ، وأكثر من 6 ملايين يتيم “وقرعت “منظمة الصليب الأحمر الدولية” ناقوس الخطر بالنسبة للأرامل في العراق مؤكدة أن “الأرامل في العراق مازلن يكافحن يوميًا لتوفير الطعام لأسرهن” وذكرت الدراسة التي أجرتها منظمة الإغاثة الدولية ومقرها في مدينة لوس انجليس الأميركية و نُشرت الأحد الماضي أوضحت أن 59 في المئة من الأرامل العراقيات فقدن أزواجهن في أعمال عنف بعد عام 2003 وقد أكدت دراسة دولية أن عدد الأرامل يشكل نحو 10 في المئة من نساء العراق اللواتي يقدر عددهن بخمسة عشر مليون امرأة، في ظل غياب قوانين خاصة لحمايتهن وضمان حقوقهن ,وقال تقرير للامم المتحدة نقلا عن مسؤولين عراقيين ومنظمات مدنية ان ما بين 90 الى 100 امرأة عراقية تترمل كل يوم نتيجة أعمال القتل والعنف الطائفي والجريمة المنظمة في العراق، ويقول مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية من جنيف، أن هذه الارقام قد تكون أقل مما هي في الواقع إذا أخذنا بنظر الأعتبار جرائم القتل الخفية التي يتعذر تسجيلها وإحصاؤها .
وأشارت آخر المسوح السكانية التي نفذت في العراق من قبل وزارة التخطيط بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومعهد الدراسات التطبيقية النرويجي الى أن الحروب التي خاضها العراق أدت الى انخفاض عدد الرجال من عمر 35 عاما الى 49 عاما عن النسبة المتوقعة وهي ما بين %12.6 الى%13.7 من إجمالي عدد السكان, كما أشارت البيانات الأولية والتي تم تجميعها من بيانات البطاقة التموينية الى أن نسبة الرجال انخفضت عن نسبة النساء بحوالي%20 عما كانت عليه قبل الحروب التى خاضها العراق وأن مئات الآلاف من الذين قتلوا خلفوا وراءهم 11% من نساء العراق أرامل يقمن بإعالة عوائلهن الآن فأصبحت نسبة الأرامل في العراق 35% من عدد نفوس العراق و65% من عدد نساء العراق و 80% من النساء المتزوجات بين سن العشرين والاربعين هذه الأرقام تعكس الكارثة الحقيقة للوضع في العراق نتيجة الحرب الطائفية التي أحرقت الأخضر واليابس وتحاول أن تأتي على كل مفاصل الحياة بالتدريج وهي تتمدد ولو بقي هذا الإقتتال والعنف والتدهور الأمني سوف يطلق على بلدنا لا سمح الله بعد فترة من الزمن بلد الأيتام والأرامل.
الترمل داء يمتد إلى جميع نواحي الحياة الاجتماعية من فقر وعوز وتدهور أسري واجتماعي وأحيانا فساد أخلاقي، مما يعرض الأسرة والأطفال للضياع فمعاناة المرأة الأرملة معاناة مركبة وشديدة ..وبؤسها لا يقارعه بؤس والعنف الموجهه ضد المرأة يطالها بشكل أكبر بسبب وضعها الجديد وكثيراً ما يتأثر أبناء الأرامل، عاطفياً واقتصادياً ونفسياً على حد سواء,,فالمرأة العراقية ضحية السياسة والأحزان والتحزب الطائفي والفقد وما تمر به من ظروف قاهرة بعد فقدانها لمعيلها، يجعلها تقف عاجزة أمام عمق المأساة التي تواجهها، لأن فقدان المعيل يؤدي إلى انخفاض مستوي المعيشة قبل كل شيء وانعكاسات هذا الترمل تمتد إلى جميع نواحي الحياة الإجتماعية نتيجة غياب نظام اجتماعي مناسب يكفل لها ولأطفالها اليتامى عيشة كريمة لذلك فأن واقع الأرامل في العراق مخيف ومستقبله مجهول لها ولأطفالها اليتامى هذه المرأة التي لها الدور الكبير في بناء الأجيال وتطوير الوطن .
إن اليوم الدولي للأرامل فرصة للعمل من أجل إحقاق كامل حقوق الأرامل والاعتراف بهن -- بعد أن بقين لعهد طويل في الخفاء لا يحسب لهن حساب ويقابلن بالتجاهل.
وفي هذا اليوم تعالوا لنقدم تحية إجلال لهذه الشريحة التي ضحت كثيرا ومازالت تضحي من خلال تربية أولادها وتأمين لقمة العيش الصعبة لهم وتعويض فقدان الأب .
طوبى لكل العراقيات من الأرامل الحائرات والصابرات على مضض في إنتظارالحياة الكريمة في عراق الثروات والحضارات.
تحية لكل إمرأة روى زوجها بدمه تراب الوطن الغالي .
فلنقف معاً وقفة حق من أجل أرامل العراق
من أجل عدم إضافة رقم جديد إلى سجلهن
لنصرخ بوجع العالم وكل منظمات حقوق الإنسان في كل مكان للعمل من أجل إيقاف حمامات الدم في العراق والإلتفات لهن للعيش بهناء وأمان ..
.
كل عام زميلتي في السجل وأنت بخير.
-
23-6-2014









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح


.. اعتقال مؤيدين لفلسطين في جامعة ييل




.. الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟ • فرانس 24


.. وكالة الأونروا.. ضغوط إسرائيلية وغربية تهدد مصيرها




.. آلاف المهاجرين في بريطانيا يخشون الترحيل إلى رواندا