الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السعودية وعصر الخلافة الجديد

عبدالزهرة حسن حسب

2014 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


1- السعودية والاحتجاجات:- ثورة الاتصالات سهلت التواصل بين شعوب العالم. فوصول المعلومة المرتبطة بالحدث الى كل بيت على الكرة الارضية في زمن قد لا يحسب له حساب جعل هذه الشعوب وكأنها تعيش في مدينة واحدة، وسهل اطلاع كل منها على حياة الاخر، ووفر للشباب الذي يرزح تحت كابوس الدول المستبدة والمصادرة لحريته والسارقة لثروة بلده والمانعة لعقله من التحرر والخلاص من الموروث الاجتماعي الكابح لإبداعه.
الاطلاع أيضاً على ما يتمتع به شباب الدول المتحررة. قادته المقارنة الى الاحتجاجات التي شملت كثير من دول العالم المستبدة والدول التي لا يحقق نظامها الاقتصادي العدالة الاجتماعية.
تمركزت الاحتجاجات في معظم الدول الاسلامية بشكل عام والدول العربية بشكل خاص.
ثورة الاتصالات كونها ثورة علمية عجزت كل الدول المستبدة من منع تأثيرها على العوائل العربية. فخرجت الى ساحات النضال ومنها العائلة السعودية. اذ خرج الشعب السعودي مطالباً بالعدالة الاجتماعية والحياة الكريمة للانسان وتطبيق القانون الدولي لحقوق الانسان. الا ان خيانة الحاكم الغربي والصحافة المرتبطة به لمبادئ الديمقراطية جعل وصول الاحتجاجات الى شعوب العالم غير معبر عن حقيقتها. اذ امتنعت الصحافة المأجورة عن نقل اخبارها كاملة ولم تدافع عنها مثلما دافعت عن الاحتجاجات في ليبيا مثلاً. سهل هذا الموقف ضربها بقسوة جعلها غير قادرة على التواصل ولم تحقق اهدافها. الا انها شكلت ظاهرة غير مسبوقة في المملكة السعودية. ولأن السعودية اكثر دول العالم ظلماً لشعبها وسرقةً لثروته، فإن الاحتجاجات قد تتكرر مرة تلو الاخرى. وهنا يكمن الخطر على عائلة آل سعود التي تهيمن على اغنى بلد في العالم.
المسؤول السعودي يدرك هذه الحقيقة فقرر التصدي لخطرها لا كما تصدى له في المرة الاولى بل قرر الاستفادة من الحقيقة التي تقول ( لا سبيل لمنع تأثير العلم على الناس غير الجهل )
اذن التطلع الى عصر خلافة جديد بكل ظلامية عصور الخلافة السابقة بدأ يهيمن على عقلية المسؤول السعودي بعد ان فرضته الحاجة عليه.
من مجريات الاحداث ان المملكة السعودية خطت خطوات بهذا الاتجاه منها تحسين علاقتها مع تنظيمات القاعدة بكل مسمياتها المختلفة خاصة داعش اذ منحتها ما تحتاجه من الاموال وازدادت من رشدها لداعش فيما تقوم به والان داعش لا ترتبط بأيمن الظواهري بل ارتباطها الحقيقي برجل الامن السعودي. الى جانب هذا شراء ذمم كثير من صحفيي العرب وتمويل عدد ليس قليل من الفضائيات لصالح هذا المشروع وما ترحيبها بضرب الجيش للاخوان الا جزء من هذه الخطوات نحو تحقيق غايتها. لأن الاخوان الحزب المنافس الاقوى للسعودية في المناطق العربية.
ومن خطواتها لتحقيق مشروعها (عصر الخلافة الجديد) تدخلها في الشأن السوري والشأن العراقي وربما القادم لبنان.
هذه الممارسات مورست من اجل تهيئة الظروف اللازمة لعصر خلافة جديد.
ماهو عصر الخلافة الجديد الذي تعد العدة للوصول اليه؟
ان عصور الخلافة الاربعة التي سيطرت على الشعوب العربية قادتها الى الفقر والجهل والخوف والذل وانعدام الرؤيا الى المستقبل وتعطيل ابداع العقل مما جعل هذه الشعوب متخلفة عن شعوب العالم رغم امتلاكها لثروات طبيعية هائلة.
لست متجنياً فيما قلت عن تخلف الحضارات الاسلامية الاربعة التي مرت بها الشعوب العربية. بل ما قلته هو الحقيقة عينها.
والا فماذا تقول عن مجتمع لم يظهر فيه فيلسوف واحد في مدة تزيد عن تسعمائة سنة. مقارنة بعشرات الفلاسفة ظهروا في المدة نفسها في مجتمعات العالم الاخرى.
اذن العودة بالناس الى عصر الجهالة امر يتطلبه تجهيلهم، ولأجل ان تعيش العائلة المالكة بأمان عما حصل لحكام العرب الاخرين.
2- التدخل السعودي في الشأن العراقي:- لم يعد تدخل المملكة السعودية بالشأن العراقي وبصورته الحالية أمراً جديداً. فهي قد ناشدته العداء منذ 9-4-2003م. ولم يعد عداءها أمراً مخفياً بعد تصريحات السفير الامريكي الاسبق بخصوص علاقة السعودية بتنظيم القاعدة العاملة في العراق واشارته الى وجود مستمسكات تؤكد هذه العلاقة.
في حينها طرح المتابعون السياسيون سؤالاً: ما الذي تريده السعودية من تدخلها بشأن العراق؟ هل تريد اصلاح العملية السياسية ليصبح للطائفة السنية دور اكبر في صنع القرار وتنفيذه؟ أم تريد اسقاط النظام وافشال العملية السياسية وايجاد البديل المنسجم مع تطلعها في المنطقة؟
احداث الموصل اعطت الجواب الواضح واكدت ان السعودية تسعى لايجاد نظاماً داعشياً في العراق يعود بأهله الى القرون الوسطى بكل ظلاميتها.
في مؤتمر وزراء خارجية العرب المنعقد في جدة مؤخراً صرح سعود الفيصل بأن ما حصل في العراق هو ثورة عراقية اصيلة على شعوب العالم ودولها المتحررة التفاعل معها في اطار هذا المفهوم. غايته من هذا التصريح اعطاء الضوء الاخضر للافواه والاقلام المأجورة تزييف الحقائق وتصور ما قام به العراقيون دفاعاً عن وطنهم ماهو الا فعل طائفي. اثار تصريح سعود الفيصل اسئلة عديدة طرحها العراقيون منها: اذا كان ما حدث في الموصل هو ثورة عراقية اصيلة فما علاقة الشيشاني والافغاني والصومالي والباكستاني والسعودي والقطري.... بالشأن العراقي؟ فيدخل العراق لتغيير نظامه وماذا يسمى التغيير اذا تم على ايدي خارجية، هل يسمى غزواً ام ثورة؟ سعود الفيصل يعرف الجواب جيداً. واذا كان ما حصل في الموصل ثورة عراقية اصيلة فكيف تبرر اغتصاب النساء منذ الايام الاولى في المدن التي سيطرت عليها داعش. ولماذا هدمت واحرقت بعض الكنائس وما ذنب نبي الله شيت ويونس حتى يهدم قبريهما. هل يعبر كل هذا عن اصالة الثورة الشعبية.
من جانب اخر من الخطأ ان تعتبر سبب ما حدث تدخل دول المنطقة رغم دورها الفاعل في تهيئة ظروف ما حصل في الموصل.
ان فشل العملية السياسية وعدم قدرتها على بناء الدولة المدنية التي يحكمها القانون والصراع بين القوى المتنفذة على مصالحها الخاصة والانفراد بالسلطة وتهميش الاخر والابتعاد عن تبني الهوية الوطنية وفرت كل تلك المواقف الارضية المناسبة لما حدث في الموصل.
قد لا اكون مخطئاً اذا قلت ان الدول التي تدخلت في شأن العراق استغلت الاخطاء والممارسات التي اشرت اليها اعلاه اضافة الى الخلافات السياسية وضعف الحس الوطني عند كثير من سياسيي العراق الذين يعتبر وجودهم في البرلمان دفاعاً عن الارهاب وقد لا تستغرب من موقف هؤلاء من احداث الموصل وتوصيفهم لها بأنها ثورة شعبية اصيلة.
على جميع السياسيين ان ارادوا للعراق استقراراً ولشعبه اماناً ولدولته تقدماً. عليهم الارتقاء الى المواقف الوطنية والوقوف الى جانب العراق واهله والتصدي بحزم للتنظيمات التكفيرية وبقايا البعث من ضباط الجيش السابق.
وعليهم ايضاً ان يدركوا ان ما تريده السعودية من تدخلها في الشأن العراقي هو اسقاط العملية السياسية وايجاد البديل عنها وسيكون عامله ( واليه ) على العراق حجاجاً ثانياً لم يأتي للعراق بسيفين كما فعل الحجاج الاول بل سيدخل العراق ( او دخل العراق ) بسيف واحد هو سيف الانتفام من العراقيين جميعاً.
وعندئذ ستسيل دماءٌ على ارض العراق ويذبح اطفال وترمل نساء. واذا كتب للداعشيين الانتصار النهائي. واهم من يدعي مشاركته لانتصارهم بل سيخسر الطرفان لان والي العراق القادم سيكون داعشياً لا سنياً ولا شيعياً. والداعشية ترفض المذاهب الاربعة الكبرى ناهيك عن تكفيرها المذهب الجعفري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخلافـــــــة الاسلامية
كنعان شماس ( 2014 / 6 / 25 - 15:01 )
كانت مدى الحيـــــــاة وتبادل الســــــلطة يتم بالسيف اوالسم او الســــاطور هل هناك انسان سوي اليوم يحــــن الى هذه الهمجيــــــة ؟؟؟


2 - بعتبرون العراق وغيرها غنيمة من اكثر من 1400 عام
محمد البدري ( 2014 / 6 / 26 - 20:06 )
السعودية كنظام سياسي وكمنظومة ثقافية عربية / اسلامية تكن قدرا كبيرا من الكراهية للشعوب جميعا دون استثناء. فالجاهلية القديمة وفقر اهلها وكذلك مبررات الاسلام العقائدية كلها في عداء مع اهل الحضارات والرخاء ومع الافكار والمعتقدات التي تخالف الاسلام. تاريخ الاسلام يحمل في طياته هذا الطرح.

اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254