الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر (شركاء في تحدي البطالة وتأمين مستقبل أفضل للخريجين)..وغياب الشركاء

كمال هماش

2014 / 6 / 26
الحركة العمالية والنقابية


على الرغم من التحفظ الشكلي على شعار المؤتمر الذي يفتقد للجناس الوظيفي للكلمات، من خلال الاستجابة لتحديات البطالة وتحدي المؤتمرين لها بتأمين مستقبل افضل للخريجين، وذلك بدلا من الاستجابة المباشرة للبطالة بتأمين فرص عمل للخريجين ، مع انهم شريحة محدودة في صفوف ضحايا البطالة، ولا يجوز اعتبار التركيز عليهم بمثابة تحدي للبطالة بمفهومها الشامل.
واهمية الملاحظة على الشكل ، لا تكمن في حدود المؤتمر وانما في ثقافة تناول المؤسسات للمفاهيم والمصطلحات وارغامها على خدمة سياقات قد لا ترتبط بمحددات الموضوع الجوهري، وهذا ما يتضح تماما في الشراكة التي بلورها تنظيم المؤتمر لمواجهة تحدي البطالة من جهة، او تأمين مستقبل للخريجين (من خلال التنمية البشرية)، علما بأن مفهوم الشراكة في ثقافة العمل له تعريفه العلمي الذي يشتمل على اطراف علاقات العمل(ممثلي القطاع الخاص وممثلي العمال وممثلي الحكومة وتحديدا وزارة العمل).
الا ان ما تناقلته وسائل الاعلام لا يوضح حضور رسميا للشركاء غير الحكوميين في علاقات الانتاج وان حضر المؤتمر قيادات ادارية لشركات كبيرة راعية مهتمة بالقضية افتراضا،مع تغيب واضح للاتحادات النقابية المتعددة وهيئات القطاع الخاص التمثيلية كما وكيفا، مما يصبغ المؤتمر بصبغة القصور التمثيلي لتدارس تحديا بحجم البطالة ووضع حلول بحجم تامين مستقبل افضل للخريجين.
ورغم الاقرار باهلية المشاركين ومسؤوليتهم الكبيرة تجاه قضايا المتعطلين ، ومصداقية نواياهم للعمل على صناعة مستقبلهم الناجح ، الا انه لا يمكن الاعتداد بأي توصيات او نتائج لا يشارك فيها فعلا ممثلي العمال من جهة وممثلي القطاع الخاص الذين هم رافعة التنمية من جهة اخرى، عند الحديث عن استراتيجية متينة لمواجهة البطالة.
فالحضور الفاعل لممثلي القطاع الخاص كان يمكن ان يؤدي الى تفاهمات نظرية عبر الاوراق المفترضة حول قدرة هذا القطاع على التوسع الكمي في التوظيف بما لا يضر بانتاجية هذا القطاع الذي لم ينجح عموما في تحدي اسعار وجودة المستورد من السلع في غالب الاحيان، وانما ينافس المستوردين في مستويات الارباح والتحول الى انشطتهم ومغادرة النشاط الانتاجي، مما انعكس سلبا عبر السنوات الماضية على اداء الاقتصاد الفلسطيني وانتاجه الفعلي من السلع والخدمات المحلية.
وعلى سبيل المثال فقد تحمل القطاع العام مسؤوليات اثقلت كاهليه في سياسات التوظيف للمساهمة في مواجهة بطالة الخريجين تحديدا، وبحيث اصبحت هذه السياسات تستدعي تصحيحا هيكليا كمتطلب فلسطيني موضوغي من جهة ومتطلب من المانحين من جهة ثانية، الا ان هذا الدور الذي لعبته الحكومة تشغيليا لا يمكن ان يستمر.
ان التوجه بالتحية لكل من ساهم في عقد هذا المؤتمر بمواصفاته نرفقها بدعوة للمنظمين من اجل السعي فعلا لعقد مؤتمر الشراكة الحقيقية لتحدي البطالة وتنمية فرص العمل كميا ونوعيا ، ووضع الاليات العملية والملزمة لمؤسسات التعليم والتدريب باعتماد برامج تتواءم ونوعية الطلب في سوق العمل الوطني والاقليمي والدولي، والاستثمار في توفير الميزة التنافسية لهؤلاء الخريجين في بيئة الاعمال العالمية ، التي تتطلب مواصفات نعلمها جميعا .
ولعل الجهد الذي بذلته الكلية الاهلية الجامعية في سياق عقد مؤتمرات التنمية البشرية، يمثل مسارا طيبا وايجابيا في انعكاسه على موضوع المؤتمر الذي يجب ان تساهم فيه جامعات اخرى ذات صلة بموضوع البحث بحكم فلسطينيتها،
ان الخطر الذي يحيط بمؤتمراتنا العلمية والمهنية، يتمثل بالخلط الثقافي بين العلم والسياسة وطغيان خطاب وهاجس السياسة على مضمون المؤتمرات التي تعقد عادة دونما قياس وتقييم لمدى نجاعة توصيات ومقررات المؤتمرات التي سبقتها في الموضوع على مستوى الوطن .
ويتطلب هذا الامر مؤتمرا اضافيا للتعرف على مستويات التزام الجهات المؤتمرة بمقرراتها، وانعكاس ذلك على خططها ونشاطها التنفيذي على الارض دونما التذرع بالاحتلال وتراجع المانحين، حيث من المفروض ان توضع الخطط بشكل عملي قادر على استشراف القدرة الاستيعابية لسوق العمل بمجهوده الوطني، وليس على اساس وعود المانحين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجا على الخريطة .. انسحاب منتخب الجزائر لكرة اليد من موا


.. كالامار: في غزة سقط عدد هائل من الضحايا وقتل أكبر عدد من الص




.. حديث السوشال | فتاة تطلب أغلى كعكة للتصوير.. ورد فعل غير متو


.. الإسرائيليون يتعاملون مع الشهيد -زاهدي- أنه أحد أركان غرفة ا




.. لماذا يلوّح اتحاد الشغل في تونس بالإضراب العام في جبنيانة وا