الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فأراد معرفة اليقين فذاقه

محمد السيد محسن

2014 / 6 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


فأراد معرفة اليقين فذاقه
----------------------
محمد السيد محسن
لندن 2014
------------------------------------
قال الشاعر الاحنف العكبري وهو بغدادي عباسي , قال وهو يصف احد اصدقائه وكان اسمه جعفر ويقال ان اسمه احمد وكان فضوليا ووصف فضوله في بيتين من الشعر خلدتا حيث قال
اني وجعفر بعدما جربته
وبلوت في احواله أخلاقه
لكم توهم في خرا قد شمه
فاراد معرفة اليقين فذاقه
تذكرت هذه القصة الشعرية عندما خرج احد قياديي حزب البعث ملثما على شاشات احدى الفضائيات وقال ان حزبه ليس لديه اية علاقة مع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" ولكنه استدرك قائلا مادام "الاخوة" في تنظيم الدولة هم الذين يسيطرون الان على الموصل فلابأس ان نجربهم بعد ان جربنا قوات حكومة المالكي واذاقوا اهلنا الذل " الى هنا انتهى نص كلام اللواء الركن الملثم المتحدث ن على شاشة احدى الفضائيات وما يثير في الامر ان هؤلاء المسلحين القادمين من الشيشان والخلجان لايمكن ان يعتنوا باحد دون معتقداتهم وسرعان ما يتقاطعون مع الجميع اذا كانوا لاينصهرون مع معتقداتهم ....
جزء من عشائر جبور بايعوا الدولة الاسلامية في العراق والشام وقال احد اعيانهم اننا سنجرب "الاخوة" في تنظيم الدولة الاسلامية ويعتقد هذا العين الجبوري ان داعش من الممكن ان يبنوا لهم دولة امنة على اساس خطاب ابي محمد العدناني الشامي المتحدث باسم داعش والذي اوصى فيه مقاتلي التنظيم ان يعفو عن السنة "المرتدين"
نظرة الى الوراء قليلا تعطي بوارق ما سيجري في اية مدينة يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام حيث وبالعودة الى اصله فهو تنظيم التوحيد والجهاد بزعيمه ابو مصعب الزرقاوي الذي كفر الشيعة فقط لانهم شيعة وكفر السنة من يتعاملون مع الكفار واسماهم بالمرتدين وبعد مقتل الزرقاوي لم ينحسر التنظيم بل تغير اسمه الى الدولة الاسلامية ليتسع بعد الحرب في سوريا الى الشام والعراق وهو ما زال يحمل ذات الفكر في تكفير من هو ليس داعشي ولا يبايع مقاتليه في المناطق التي يحتلونها
لذلك فان الامثلة قريبة يوم استدعى اهل الرمادي مقاتلين اجانب ومن ثم باتوا اسرى لهم يفتكون بهم وفق شريعتهم حتى "صحوا" واسموا انفسهم ابناء الصحوات لينقضوا على التنظيم بمعونة امريكية وباشراف مباشر من قائد القوات الامريكية يومذاك ديفيد بترايوس وليطردوا مقاتلي التنظيم حتى عادوا مرة اخرى وسط جدل عشائري وتكفير واهدار دم من قبل بعض العشائر لبعض رجالات اعلنوا الولاء لداعش
اليوم بدأت علائم عملية الذوق التي قام بها بعض اهل الموصل المقتنعين تماما بان داعش جاءوا ليشيعوا الامان حيث بدأت حملات الجلد لشباب يتابعون مباريات كأس العالم ويهددون الموظفين الذين لايلتحقون بوظائفهم اليومية بالجلد مائة جلدة
واليوم بدأت حملة ازالة التماثيل من شوارع الموصل حيث ازال مقاتلو التنظيم تمثال الشاعر ابي تمام تبعه تمثال عثمان الموصلي
وما يلفت الانتباه ان الاصوات التي التي ظهرت عبر الفضائيات بعد 72 ساعة من دخول الموصل اخرسها ابو محمد العدناني الشامي حين قال ان الولاية لاصحاب الدم ونحن من فتحنا ولاية الموصل
واضاف العدناني ان هناك من يتحدث عن تعيين محافظ للموصل وانا اقول للجميع : ليس هناك شيء اسمه محافظة الموصل هناك ولاية الموصل ونحن من يعين واليها
العدناني قال ان مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام دخلوا الموصل بالتعاون مع مجموعة من الضباط "المؤمنين" البعثيين وقد مهدوا الطريق ليسطرتنا لكننا قلنا لهم ان لاراية ترفع في ولاية الموصل الا راية التنظيم .... وفي اشارة الى تفاهمات بين التنظيم وضباط بعثيين قال ان بعثيي العراق لايشبهون بعثيي سوريا فهؤلاء سنة مؤمنون ويصلون ويصومون وفي سوريا البعثيون مثال للفسق.
اليوم اذا كانت الامور تقاس بنتائجها فان مقدمات ما يجري في الموصل كمثال لما يجري في مدن اخرى فان بشائر الحرب ستنطلق اولا بين رجالات الطريقة النقشبندية وداعش على اساس الاختلافات في المعتقدات حيث يؤمن النقشبنديون بوجود المزارات والصالحين ويؤمنون بزيارة القبور ويؤمنون بالشفاعة والتوسل الى الله بالميتين من الصالحين فيما يحرم المتشددون من تنظيم داعش زيارة القبور وهم ينطلقون في قضية القبور من حديث للرسول محمد قال فيه "خير القبور الدارس والذي لاتستظل به حمامة"
وهو حديث غير ممتن حسب الفقهاء لكن المتشددين من اتباع ابي حزم ومن جايلهم من فتاوى الشيخ نوح الحلبي ومن ثم محمد بن عبد الوهاب مؤسس المذهب الوهابي يؤمن بحرمة زيارة القبور وبحرمة التوسل الا بالله ولايؤمنون بالشفاعة وهي ذات الامور التي اختلفوا فيها مع الشيعة
هذه الفوارق بين المعتقدات قد تنفجر في اية لحظة لان على داعش ان يطبقوا الشريعة وفق ما يؤمنون وهذا ما سيجر الى صدام مع الفصائل الاخرى وفي هذه ايضا امثلة ما جرى وما يجري في المدن السنية السورية التي سيطر عليها مقاتلون سوريون انشقوا عن الجيش السوري واسموا انفسهم الجيش الحر فيما قامت داعش بالسيطرة على بعض هذه المناطق وخاضت وما زالت تمارس اشد انواع القتال والتصفيات بحق الفصائل المعارضة وطبقت الشريعة القاسية وحكمت بقطع اليد والخنق وهذا بالمناسبة اول حكم في الاسلام طبقه مقاتلو داعش فقط وهو غير موجود عند كل المذاهب الاسلامية
واخيرا الى ان يتعرف بعض المبايعين والمروجين لسلمية داعش في مناطقهم الذين تذوقوا وتتيقنوا فانهم سيعلمون انهم يضحون باخر امل في الخلاص من التشدد ويعادون ابناء جلدتهم ولن يستفيد الا من هو يراقبهم وهم يذبحون بعضهم ويستقوون على بعضهم بداعش وداعش تنظيم لايؤمن بالاخر وهو يسير لوحده غير سائل بالاخرين

لندن
محمد السيد محسن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى