الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قدّاس المساء وصولة الأصلاء..

سامي الحجاج

2014 / 6 / 28
الارهاب, الحرب والسلام


أظهر لقاء قامت به إحدى القنوات الفضائية في منطقة قريبة جداً من الموصل,مع مجموعة من الفتيات والنسوة ذهبن لأداء قدّاس المساء في أحدى الكنائس وقد أعتراهن الخوف والهلع والفزع من أن تستولي عصابة داعش على مدينتهم وتهدم كنائسهم وتغتصب أعراضهم وتُبيد الحرث والنسل في دولة احتضنت مختلف الأديان والطوائف ومنذُ آلاف السنين،هؤلاء الناس يعرفون جيداً السلوك الوحشي المرعب لتلك العصابة الأجرامية المكونة من شراذمة البشر وشذاذ الافاق ومن السرّاق وقطاعي الطرق وممن يحترفون الخوف والعنف والخطف ويدّعون الأسلام ظلماً وزورا،لا غرابة في بشاعة الجرائم الكبرى التي أرتكبتها هذه العصابة ولا زالو يرتكبوها بأسم الدين والدين منهم براء،لكن منتهى الغرابة أن تطئ إرجل هؤلاء الأنجاس ارض الأنبياء والائمة وصنّاع الحضارة وعمالقة التأريخ...عارٌ علينا نحن كعرب وكعراقيين ان تدُنس هذه العصابة أرضنا وتسرق مصارفنا وتغتصب أعراضنا وتنتهك حُرماتنا وتعتدي على طوائفنا وأدياننا....في معمورية بزمن المعتصم ضُربت أمرأة في معصمها ،فصرخت (وامعصماه!)... تصور المعتصم أنها تستنجد به فقاد جيشاً جرارا وافتتح به معمورية....ربما يقول قائل،ذاك زمان وهذا زمان!سأقول له:- قبل أسبوع ودّع الثرى بأجلال أمرأة عراقية أصيلة من أب أصيل ومن عشيرة أل جبور الأصيلة، هذه المرأة لوحدها لقنت عصابة داعش درساً لا يُنسى ...درساً وقفت له الشجاعة والبسالة بأكرام واحترام..درساً تجسد فيه الآخلاص وحب الوطن والذود عنه بأعز ما يملك الآنسان.. ان هذه المرأة لم تكن جندية ولم تتعلم فنون القتال بعد وعلى الرغم من هذا قاتلت بشجاعة وبسالة منقطعة النظير أرهابيي داعش في مدينتها وكبدتهم خسائر في الآرواح واستولت على عدد من عجلاتهم قبل ان تأتي اليها رصاصة غادرة من احد القناصين الجبناء وتقع شهيدة ..انها البطلة المجاهدة الشهيدة أميّة الجبوري...هنا أتسأل عن طبيعة شعب انجب هذه المرأة وامثالها هل هو بحاجة الى مساعدة الآمريكان في التصدي للآرهاب ام الآمريكان بحاجة له؟ سلاما على أميّة الجبوري يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيةٌ...في الجانب الآخر ما يشهده الشارع العراقي من غليان جسْد الحس الوطني المرهف بأروع وأعمق اشكاله في تلبية نداء المرجع الآعلى اية الله السيستاني بالجهاد ضد الآرهاب ..فقد بلغ عدد المتطوعين زهاء الثلاثة ملايين متطوع والعدد بأزدياد...هذا الكم الهائل ممن يحمل روحه على راحتيه يدل بما لا يقبل الشك على حب الوطن والآخلاص له والتفاني من اجله..ولو استثمر هذا الحب والتفاني من قبل قادة العراق بالآتجاه الصحيح لآصبح العراق جنة من جنان الدنيا..اتمنى مخلصا ان يظهر قادة في العراق يقودون البلاد والعباد الى بر الآمان وأولى الخطوات وأهمها ان يكتسحوا اعشاش الخونة والآنتهازيين والمندسيين في رأس الدولة وفي مواقع القيادة ومفاصلها.....لست ممن يؤمن بنظرية المؤامرة لكن التأمر على العراق هائل وكبير ومرعب...وفي هذا الصدد وعلى سبيل المثال لا الحصر..يوم اول امس كان هناك برنامج رائع على قناة البي بي سي حول خطورة تمدد تنظيم داعش وكانت هناك اختيارات لمشاركات عشوائية على مواقع التواصل الآجتماعي شارك فيها عراقييون وعرب من مختلف البلدان العربية ومنهم من تمنى ان يتمدد داعش في نفس البلدان التي تدعمه وتؤيده وتسخر له كل الآمكانيات لكي تذوق شعوبهم الويلات من صناعتهم هذه فتنقلب عليهم..وكان اغلب اراء المشاركين ضد داعش..وكان هناك لقاء مع نائبة عراقية!هي نائبة بكل ما تعنيه النائبة من حزن وأسى ودمار وفاجعة ان يتولى الخونة قيادة الدولة!!تحدثت فيه هذه النائبة عما تشعر به من مرارة وألم عن الضربة الموجعة التي تلقاها تنظيم داعش من طائرة موجهة بدون طيار على المعبر الحدودي في القائم وقالت ان هذا يخل بسيادة وأمن البلد!!!سيدتي! أي بلد واي سيادة تلك التي مرغتموها في الدماء والآوحال أنتم واعوانكم الآرهابيين ..ألم تتحقق سيادتكم المنشودة بأن يكون حاكم احدى أهم المدن في محافظتكِ (أفغاني من قندهار!!)!،أم ان السيادة تكون منقوصة ما لم يكن رئيس الوزراء العراقي من قندهار!من الجدير بالذكر ان هذه النائبة في العام الماضي بذلت كل مافي وسعها وبالطرق المشروعة وغير المشروعة وقادت حملة واسعة لآلغاء حكم الآعدام الصادر بحق الآرهابي الذي سمي بوالي بغداد وحين لم تجد مناصا لذلك، أدعت ان نائب رئيس الجمهورية لا يملك الصلاحيات للتوقيع على حكم الآعدام!!
علينا ان نعترف ان في حكومة العراق من أساء الى الديمقراطية،لأن أحد أهم المقومات الأساسية للديمقراطية هو الوحدة الوطنية وهؤلاء شقوا الصف الوطني واغلبهم كانت أصواتهم مع الشعب لذر الرماد في العيون لكن سيوفهم مع الأرهاب!!،كذلك علينا ان نعترف ان هذه إحدى المآسي التاريخية الكبرى التي سوف يتحدث عنها الارث الانساني فيما بعد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: مقتل مسؤول في منظومة الدفاع الجوي لحزب الله بغارة إسر


.. قبيل عيد الفصح.. إسرائيل بحالة تأهب قصوى على جميع الجبهات| #




.. مؤتمر صحفي لوزيري خارجية مصر وإيرلندا| #عاجل


.. محمود يزبك: نتنياهو يفهم بأن إنهاء الحرب بشروط حماس فشل شخصي




.. لقاء الأسير المحرر مفيد العباسي بطفله وعائلته ببلدة سلوان جن