الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتفاقية الامنية تسقط في اول اختبار حقيقي

جمال المظفر

2014 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية



في اول اختبار لالتزام الولايات المتحده الامريكيه بالاتفاقية الامنية الموقعة مع العراق اخلت الادارة الامريكية ببنود تلك الاتفاقية وخصوصا المتعلقة بتزويد العراق بالمعلومات الاستخباراتية عن تحركات المجاميع المسلحة ومساعدة القوات الامريكية لنظيرتها العراقية في حال وجود اي شئ يهدد امن وسيادة العراق .. وبرز هذا التخلي في خطاب الرئيس الامريكي باراك اوباما بعد سقوط مدينة الموصل بايدي المسلحين بعدما اعلن وبالفم المليان انه لايفكر جديا بارسال قوات عسكرية الى العراق وحمل رئيس الوزراء نوري المالكي كامل المسؤولية عن الانهيار الامني الخطير لانه لم يستقطب كل الاطياف في حكومته وهمش الاخرين مما ساهم في توسع الخلافات السياسية وبالتالي الى زيادة النقمة الشعبية ، اي انه فرط بمكتسبات وضعتها له امريكا على طبق من ذهب وبتضحيات جسام كان ثمنها دماء الجنود الامريكيين ..
الادارة الامريكية لايعنيها العراق بقدر ماتعنيه مصالحها في هذا البلد ، امن السفارة الامريكية ودبلوماسييها والمصالح النفطية والتجارية ، فاعلان البنتاغون بعد يومين من خطاب الرئيس اوباما عن ارسال حاملة طائرات الى منطقة الخليج لم يكن لمساعدة العراقيين في التصدي لداعش وانما لحماية مصالحها واجلاء الرعايا الامريكان الذين يزيد عددهم على الخمسة الاف بما فيهم الدبلوماسيين العاملين في السفارة الامريكية ببغداد ناهيك عن شركات الحمايات الامنية الخاصة والشركات التجارية والمتعاقدين وغيرهم ..
والمثير للدهشة ان الحكومة العراقية راحت تستجدي الامريكان لمساعدتها في القضاء على داعش لان هناك اتفاقية تضمن طلب المساعدة رغم تصريحات اوباما بأن لاتورط امريكي في العراق بعد التفريط بتلك المكتسبات التي حققتها للعراقيين وعدم منح الجنود الامريكان الذين سيبقون في العراق حصانات من المساءلة القانونية ..
بالمقابل وبعد اعادة حسابات وجدت ادارة اوباما انها تفرط ايضا بامتيازات مهمه تتمثل بتواجد دبلوماسي واستخباراتي كثيف في العراق ، وان ادارة ظهرها للطلب العراقي يعني فسح المجال لايران كي توسع تواجدها في العراق ليصل الى التدخل العسكري بعدما اعلن الرئيس الايراني روحاني عن استعداد طهران فعل اي شئ من اجل حماية العتبات المقدسة في العراق ، وربما دخول قوي لروسيا على خط الازمة بعد اعلان رئيسها فلاديمير بوتين دعمه الكامل للحكومة العراقية في محاربة ماسماه الارهاب المتمثل بداعش ، عندها غيرت الادارة الامريكية خطابها واعلنت عن ارسال اول دفعة من المستشارين العسكريين يصل عددهم الى 300 ضابط .. كما ادركت واشنطن ان نشاط المليشيات الشيعية واستعراضاتها العسكرية كشفت عن قوة عسكرية وتسليحية قد تهدد التواجد الامريكي في العراق وتضع السفارة الامريكية في مرمى النيران وهي نفس النيران التي طالت سفارتها والياتها وجنودها اثناء فترة الاحتلال ..
الاتفاقية الامنية او مايسمى باتفاقية الاطار الستراتيجي ضمنت للولايات المتحدة مصالح طويلة الامد في العراق مع تواجد دبلوماسي استخباراتي كثيف تحلم به في دولة محورية مثل العراق المحاذي لايران الدولة العدوة لامريكا واسرائيل وهو ماكانت تحلم به منذ زمن طويل ..
الادارة الامريكية حاولت جاهدة ان تبقي العراق ضعيفا غير قادر على الدفاع عن ارضه وسمائه ومياهه وان يبقى بحاجة دائمة الى المساعدات الامريكية لايمتلك اجهزة رادار ولاطائرات حديثة ولااسطول بحري ولاغواصات وغير قادر على تامين اجوائه من اي اختراق معاد ، العراق الذي كان يمتلك ترسانة كبيرة من الاسلحة اصبح الان بحاجة الى الرصاصة الامريكية ..وللاسف الشديد لم تلجأ الحكومة العراقية الى تنويع مصادر تسليحها كي لاتبقى اسيرة الاهواء والرغبات الامريكية بان يكون التسليح امريكيا وعلى هواهم متى واين وفي اي وقت يتم تسليح العراق ..
يوم قلنا ان الاتفاقية الامنية تضمن مصالح امريكا وتنتقص من سيادة العراق استهزأ البعض من هذا الطرح ولكنهم باتوا امام الامر الواقع حين ظهر التراجع الامريكي عن الالتزام ببنود هذه الاتفاقية وتركت العراق يواجه خطر الارهاب والحرب الاهلية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات في بريطانيا لبناء دفاع جوي يصُدُّ الصواريخ والمسيَّرات


.. جندي إسرائيلي يحطم كاميرا مراقبة خلال اقتحامه قلقيلية




.. ما تداعيات توسيع الاحتلال الإسرائيلي عملياته وسط قطاع غزة؟


.. ستعود غزة أفضل مما كانت-.. رسالة فلسطيني من وسط الدمار-




.. نجاة رجلين بأعجوبة من حادثة سقوط شجرة في فرجينيا