الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين جهاد الأغتصاب الداعشي وقانون أغتصاب الطفلات الجعفري

منى حسين

2014 / 6 / 30
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


البداية والنهاية واحدة وللفتاوي تجارة كبيرة ورائجة وبصوت ليس رقيق تترفقه الحاجة الدائمة والتحالف السياسي والديني، من اجل حياكة ارض صالحة تحتضن القتل والعنف والاغتصاب وبصوت قديم جديد.. بصوت يدوي كلما ضاق الطريق.. بشعار حي على الجهاد بعد شعار حي على القتل وحي على السبي والاغتصاب.. مع بداية اقتحام داعش لمدينة الموصل تناقلت الاخبار عملية اغتصاب سبع نساء واجبارهن على الخضوع لامتاع رجال القتل والدمار باسم جهاد النكاح.. وتتلوها أخبار واخبار عن عمليات أغتصاب ممنهجة ومتواصلة بين دقة الأخبار وبين غاياتها وتصديرها..
حروب واقتتال كر وفر مد وجزر.. يعوي بنفس النبرة ونفس الصوت القبيح.. ومن نفس المكان تنطلق نفس الطقوس السياسية ونفس الوجوه التي تشهق وتزفر بالحقد والكراهية.. وباسمها الجديد اسمها المعاصر للجريمة والفساد والبربرية.. اسم داعش الذي يصول ويجول ويتوعد الزحف الى كل مكان وسور.. ويتوعد العبور بجمجمة ولثام وقناع وسيف وحصان.. لنشر الجهل والتخلف ونشر الطائفية وتقاسيمها المقرفة بتقسيم الأنسان والهدف التدمير وقتل الانسان للانسان.. وجبات فكرية سريعة التفاعل مع الجريمة ومع الانتهاك والاستغلال والتسلط.. منذ سنوات يقيم جيش داعش كرنفاله الدموي ويقيم حفلات الظلم والاستبداد.. والوليمة الدسمة هي انتهاك وتعنيف النساء.. ان حقيقة انتهاك النساء وتعنيفهن امر واقع لا نقاش فيه لكن ما بين السطور يرقد وجه اخر للحقيقية.. وجه تفعيل الحرب الطائفية باسم انتهاك النساء.. ان استخدام المراة كطعم وكوسيلة لتفعيل مفهوم الشرف الذي يرمى على كاهلها هم جديد ويرميها في قفص التشرد والانتهاك، ان الحرب الاعلامية تلعلع بطائفية وتستخدام النساء لتركيز مفاهيم الشرف والقبيلة والعشيرة تحت عنوان جلد المراة وفي كل تفاصيل حياتها.. ان النساء في العراق تعرضت لضربات موجعة وعانت المراة في العراق معاناة مركبة ومزدوجة وفي كل المراحل السياسية.. ولا زالت تلف بلفافات مهلكة اعاقت وشوهت مسيرتها.. وها هي ذا حرب المالكي داعش تلتهمها لغايات واهداف في نهاية المطاف تريد تشتيتها..
تحاصر المرأة نيران كثيرة، نار الحرب والتهجير والتشرد وفقدان الأهل أو الزوج والأبناء.. ونار التعرض للاغتصاب والتحرش الجنسي من قبل جهات عديدة كوسيلة لزرع الخوف. ونار الإجبار على الزواج من مقاتلين غرباء عنها جاءوا باسم نشر التخلف والرجعية.. ان استخدام النساء كسلاح حرب خلال الصراعات سيناريو يعاد اليوم وكل يوم.. وجديدنا اليوم جهاد النكاح يقابله ابواق الدفاع عن الحرائر وصون الشرف المقدس بين الأفخاذ.. والضحية هي المرأة بين فكين أحدهما جهاد الأغتصاب والتحرش الجنسي.. والأخر فك تركيز دونيتها بحصر وجودها سلعة وأعلام دسم لشحذ الهمم الطائفية..
ان جهاد النكاح والصراخ به ما هو الا مرحلة اغتصاب تستخدم على وجة التحديد من قبل هذا الطرف او ذاك وبشكل ممنهج.. ان جسد المراة وقضيتها يستخدم بشكل لا باس به لارسال رسائل هيمنة ولزرع التخلف وتاجيج العداء والطائفية واعلان الاوراق الخاسرة في هذا الجوكر السياسي.. نعم ان استخدام الدعاية للدفاع عن المراة بنفس الابواق التي تبوق لحجرها وألغاء انسانيتها. ما هي الا اعلان عن الخسارة والافلاس الكامل لجهتي حرب الفتك والقتل والتدمير..
ومن يطالب اليوم بايقاف جهاد النكاح او الترويج ضده.. هم جذر واحد لنفس مشرعي جهاد الأغتصاب ونكهة واحدة واصل واحد.. والسؤال الدائم والاكبر خطرا والاكثر ألما للمرأة في العراق.. هل تم اغتصابك هل تعرضتي للتحرش الجنسي؟؟.. والجواب طبعا اكيد.. فما الفرق بين جهاد الاغتصاب الداعشي وبين الاغتصاب في فرض الحجاب.. ما الفرق بين الاغتصاب الداعشي واجبار النساء على جهاد النكاح وبين دولة شرعت لقانون ييبح اغتصاب الطفلات.. ان فرض الحجاب الاجباري لايقل عن اغتصاب جهاد النكاح.. وأقرار قانون الاحوال الشخصية الجعفري أغتصاب بدرجة مساوية.. فما الفرق اذا؟.. ان نفس الجهات التي اقرت الحجاب الاجباري واقرت تعدد الزوجات واقرت اغتصاب الطفلات تلعلع اليوم ضد اجبار النساء واخضاعهن لممارسة جهاد النكاح.. بل وتعيد لباس عتيق جددته طائفيا وحاكته برداءة لتغلف به حياة المراة وجسدها وسيلة لتوثيق مفهوم الشرف القبلي.. ومع كل هذا التحدي يجب ان تكون المعركة من اجل المطالبة بالتحرر والمساواة.. يجب ان تكون معركة كل الجهات التحررية ويجب ان تتخذ بعدها السياسي.. ويجب ان يكون الهدف هو ايقاظ الوعي الطبقي من اجل انهاء التمييز.. ومن اجل انهاء كل ما من شأنه ان يدرج ضمن بند التعثر باسم المراة وباسم تكبيلها وترحيلها خلف جهات لاهم لها الا تطميس وتهميش وجودها..
**************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -اخترت الفن التجريدي كونه يحررني من كافة القيود-


.. تربية الحيوانات الأليفة جزء من الطبيعة التي تعتز بها الريفيا




.. تمثال اميلي سرسق


.. استشهاد امرأة فلسطينية وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهد




.. اعتقال ناشطات معارضات للحرب في قطاع غزة والسودان