الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تآمروا .. ولماذا لم يفضحهم الرسول...1 !!!

سلام صادق بلو

2014 / 6 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منقول عن الاستاذ حيران المحتارمنذ قديم الايام حيث قال: الاخوة الاعزاء..لكل من يبحث عن حقيقة رسول الاسلام اليكم هذا المقال..والامر متروك امام كل من يريد ان يفكر معنا ويستخدم عقله بالطريقة التي تبدو له صحيحة وعلى اتم التمام...فان اصبنا كان لنا اجران وان اخطئنا كان لنا اجر واحد...اي في جميع الاحوال لم نخرج كما يقول الاخوه المصريون من المولد بلا حمص.
من المعلوم أن الخلاف الرئيسي بين طائفتي المسلمين الرئيسيتين (أهل السنة والجماعة و الشيعة) يكاد ينحصر في مسألة الموقف من الصحابة عموماً ومن أبي بكر وعمر خصوصاً.
فموقف الشيعة في هذه المسألة هو أن كبار الصحابة (أبو بكر وعمر وعثمان وأبو عبيدة بن الجراح وغيرهم) قد تآمروا على محمد وأهل بيته للاستيلاء على السلطة أو الخلافة بعد وفاة محمد، والتي كان منوطاً بها أن تنتقل إلى علي بن أبي طالب، وفقاً لما أراده محمد بنفسه.
أما موقف أهل السنة فهو إنكار وقوع هذه المؤامرة، وإنكار رغبة محمد في تولية ابن أخيه وزوج ابنته الأثيرة فاطمة ووالد أحفاده، السلطة من بعده.
في رأيي أن موقف أهل السنة هنا ضعيف جداً ولا يبرره سوى التعصب المذهبي فقط، فالروايات المعتبرة لديهم والتي تتناول فترة ما قبل وما بعد وفاة محمد، تؤكد بوضوح على وقوع مؤامرة ما من قبل كبار الصحابة، وأن هؤلاء الصحابة الكبار حرصوا أشد الحرص على ألا يغيبوا عن مسرح الأحداث، وألا يسمحوا بوجود أي وثيقة تسبب لهم المشاكل بعد وفاة محمد أو قد تحول ودون وصولهم إلى كرسي الحكم.
ولنتذكر في هذه العجالة بعض المحطات الرئيسية التي رواها لنا الرواة والمتعلقة بالموضوع الذي نحن بصدده، فأثناء عودة محمد وأصحابه من الحج، توقف الحجيج بمكان يقال له "غدير خم" في الثامن عشر من ذو الحجة، وهو اليوم الذي يحتفل فيه الشيعة بعيد الغدير أو عيد الولاية، وفي هذا المكان وقف محمد خطيباً وقال فيما قال "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي" وقال أيضاً " أولست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى يا رسول الله، قال فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والي من والاه وعادي من عاداه، وإنصر من نصره وأخذل من خذله"، والروايات مشهورة ومنتشرة في العديد من الكتب المعتبرة لدى أهل السنة والجماعة.
وأظن أن هذا الموقف الذي أعلنه محمد أمام جموع الحجيج قبيل وفاته بأشهر قليلة جداً قد فهمه الجميع، حتى أن بعض الأخبار قد ذكرت أن المسلمين قد هنأوا علياً لتوليه هذا المنصب الرفيع حتى أن عمر بن الخطاب قد قال له "بخ بخ يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم".
لا أعرف أخبار موثقة ومؤكدة من مصادر سنية تشير إلى أحداث هامة وقعت في الفترة بين العودة من الحج وبين اشتداد المرض على محمد، لكن من المؤكد بالنسبة لي أن محمد قد أدرك أن كبار الصحابة لن يرضوا بخلافة على بل وأنه أدرك أنهم يعدون العدة لعمل شيء ما للاستيلاء على السلطة، وهو ما أضطر محمد لمحاولة تنفيذ خطتين منفصلتين لمواجهة مؤامرة أصحابه، ولكن كلا الخطتين قد فشلتا !
الخطة الأولى التي حاول محمد تنفيذها لمواجهة مؤامرة كبار الصحابة تمثلت في إخراج جميع الصحابة الكبار من المدينة بوضعهم جنوداً في جيش أسامة بن زيد، وبأوامره المتكررة بضرورة التعجيل بإنفاذ بعث أسامة بل وباستمطار اللعنات على من يتخلف عن بعث أسامة.
رغم ذلك فقد تمكن الصحابة من مراوغة هذه الخطة، فبعد أن شكك بعض المتشككون في أهلية أسامة بن زيد للقيادة، وإضطرارهم للانصياع للأوامر النبوية، فقد تمكنوا من تأخير تحرك الجيش الذي لم يغادر تخوم المدينة وظل معسكراً بالجرف، وكان كبار الصحابة يتركون موقع الجيش ويعودون إلى المدينة للتواجد بالقرب من مسرح الأحداث، وكانوا يتناوبون على ذلك فيما بينهم، ففي الموقف الذي يتواجد فيه أبو بكر، لن تجد عمر (كإمامة أبي بكر للمصلين في مسجد الرسول) وكتواجد عمر في المدينة وقت وفاة محمد مثلاً .. رغم أن كل منهما كان جندياً في جيش أسامه، ولم يكن مفترض فيهما التواجد في المدينة أصلاً.
أما الخطة الثانية التي حاول محمد تنفيذها فقد تمثلت في كتابة وصيته، ظناً منه أن ذلك سيحول دونهم ودون أي محاولة تمرد أو عصيان أو ما شابه، فالأوامر النبوية مدونة ومكتوبة، وربما تفتك بهم جماهير المؤمنين إذا ما عصوا تعاليم النبي هكذا جهاراً نهاراً.
وبالفعل، ففي إحدى الليالي (يسمي ابن عباس هذه الليلة بخميس الرزية كما في روايات البخاري) بينما محمد راقد على فراش المرض، وحوله جمع من الصحابة فيهم عمر، قال محمد لأصحابه "إئتوني بقرطاس وقلم أكتب لكم كتاباً لن تضلوا به بعدي أبدا"، وبدلاً من أن يتبارى الصحابة المؤمنون بالإسراع في إحضار ما أمر به نبيهم، ينبري عمر بن الخطاب معارضاً بقوله "إن النبي قد غلبه الوجع (وفي روايات أخرى "قد هجر")، حسبنا كتاب الله " وينقسم الصحابة المجتمعون عند محمد إلى قسمين، قسم يقول قربوا كتاب للنبي يكتب لنا ما لن نضل به أبداً وقسم يقول حسبنا كتاب الله، حتى كثر اللغط والإختلاف فيقول لهم محمد "قوموا عني!" .
هذه النقطة لها أهمية خاصة، وبغض النظر عن شهرة حديث "خميس الرزية" والنقاشات حوله في السجالات السنية الشيعية، وبغض النظر عن الدفاعات الواهنة التي يقدمها أهل السنة لتبرير ما فعله عمرفهي المرة الوحيدة حسب رأيي التي تحدث فيها مواجهة بين فريق المتآمرين وبين محمد وما أرغب في تسليط الضوء عليه هنا هو، لماذا استسلم محمد بكل هذه البساطة لرغبة عمر في منعه من كتابة كتابه الذي لن تضل الأمة به أبداً؟!
بل والطريف أن بعض المدافعين عن عمر (أظنه ابن حجر في فتح الباري) قد استدل بصمت النبي وإكتفائه بطرد الصحابة المجتمعين على أن الكتاب لم يكن بالأهمية التي تشير إليها الكلمات ! .. وكأنه يتهم نبيه بالكذب أو بالمبالغة أو بالمزاح والهزل في موضع جد خطير كهذا. فلماذا صمت النبي إذاً ولم يصر على كتابة ذلك الكتاب الهام جداً ، بل والشديد الأهمية، وبالله عليكم أخبروني كيف نصنف كتاباً يصفه مهبط الوحي والمصطفى المختار وحبيب الرحمن بأنه "كتاب لن نضل به بعده أبداً" ؟!
ثم تتوالى الأحداث المعروفة من وفاة النبي واللغط الذي أثاره عمر في مسجد المدينة مهدداً متوعداً من يقول أن محمداً قد مات منتظراً قدوم صاحبه الذي كان في معسكر الجيش، ثم إجراءات غسل محمد وعلم عمر بعقد الأنصار لمؤتمر في سقيفة بني ساعدة لاختيار خليفة منهم ، وكيف قام عمر وأبو عبيدة باستدعاء أبو بكر ليتوجهوا إلى السقيفة ولينتصروا على الأنصار بحجة قرابتهم من رسول الله !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 30 - 21:53 )
تم التعليق في خانة الفيس بوك , تحت مُعرّف (أبو بدر الراوي) , و السبب : سعة مساحة الكتابة .


2 - من أجل خلافة الأمس الملايين تموت اليوم
ليندا كبرييل ( 2014 / 7 / 1 - 04:26 )
الكتاب الذي لن تضل الأمة به أبداً، عبارة مهمة جدا يكفي موقف السيد عمر منها أنه يقول عن النبي إنه هجر،
النبي الذي اقترن اسمه وجاور اسم الله : هجر
الرسول الذي لا ينطق عن هوى هجر
نعم موقف السنة من الأحداث ضعيف، وكلهم تهالكوا على الخلافة
لكن .. كما نعلم التاريخ يكتبه الأقوياء ، وقد استطاعوا كتابته كما يريدون، والآن تبتلي أمتنا بأفاعيلهم وأطماع بالحكم مر عليها 1400 سنة ، وستمر مثلها ولن يكون قلب السني على الشيعي، وأحداث اليوم خير دليل

شكراً مع احترامي


3 - انسكلوبيديا الأحاديث المحمدية ، من قندهار !
ماجد جمال الدين ( 2014 / 7 / 1 - 08:41 )

ألأخ سلام صادق المحترم !

وددت الإستيضاح منك : هل تعرف أين هو الآن أخونا حيران محتار .. وأين يكتب أو تحت أي معرف ؟ ،، فقد إشتقت جدا له ولكتاباته البديعة ، ولا أعتقد أنه توقف عن الكتابة تماما ..

تحياتي


اخر الافلام

.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف


.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب




.. مأزق العقل العربي الراهن


.. #shorts - 80- Al-baqarah




.. #shorts -72- Al-baqarah