الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحوة الإسلامية: صحوة البترودولارات

مجدى خليل

2014 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


الصحوة الإسلامية: صحوة البترودولارات
مجدى خليل
بعد قفزة أسعار البترول عقب حرب 1973 بدأت حقبة جديدة تماما فى الشرق الأوسط،وكانت أبرز نتائج هذه الطفرة البترولية ظهور ما تسمى بالصحوة الإسلامية والتى أنتهت إلى داعش وجبهة النصرة وبوكوحرام. ومن ثم لن ينتهى هذا التطرف والإرهاب إلا بنهاية عصر البترول. ورغم أن هذه الحقبة البترولية العربية بدأت فى الأفول ،إلا أنه على ما يبدو لن تنتهى هذه الحقبة إلا ومعها دمار الشرق الأوسط باكمله وربما اندلاع حرب مائة عام جديدة هذه المرة فى الشرق الأوسط بين السنة والشيعة. وسيندم سكان الشرق الأوسط على ما يطلقون عليه سايكس بيكو، التى صنعت من مقاطعات وولايات كانت تحت رعاية الخلافة العثمانية دولا وطنية،بعد أن يتحول الشرق الأوسط إلى شظايا من جراء الاقتتال الاهلى على يد داعش واخوتها.
لقد دخلت الدول البترولية فى سباق حول من يمول الإرهاب أكثر،وما الخلاف القطرى السعودى إلا على قيادة الحركة الإرهابية الدولية. كل مناطق التوتر التى رأينا فيها ضلوعا للجماعات الجهادية كان البترول حجز الزاوية فى تمويلها،سواء كان ذلك فى أفغانستان أو باكستان أو الشيشان أو كوسوفوا أو نيجيريا أو الصومال وحتى مالى وأدغال أفريقيا مرورا بغزة ومصر والعراق وسوريا ولبنان واليمن... العامل المشترك فى كل هذه البؤر المتوترة التمويل البترولى، والإرهابى الجوال الذى يتنقل من دولة لأخرى ممولا من البترودولارات ومغسول الدماغ من شيوخ حقبة النفط. لقد تحول هذا النفط إلى نقمة كبيرة على المنطقة. هل يتصور أحد أن ضلوع قطر بهذا المستوى فى تمويل جماعات إرهابية تماهى مع طفرة الغاز التى حدثت هناك فى السنوات الأخيرة؟ هل إلى هذا الحد صارت الأموال نقمة؟. أما الخاسر الأكبر فهى الدول الزراعية مثل مصر التى هبت عليها رياح الصحراء فغيرت كثيرة من روح مصر وقيم شعبها. ولكن الخطورة فى هذه الصحوة البترولية المخربة هذا التغير الخطير فى عقول سكان الشرق الأوسط،فحتى لو حصلت المنظمات الإرهابية مثل داعش واخوتها على أموال بترولية فمن أين تأتى بهذا الكم الكبير من المتطوعين إلا من سكان المنطقة؟. كيف تقنع هذه المنظمات أعضائها بقتل وذبح وسلخ البشر؟، كيف يحلل أعضائها قتل الاطفال وسبى النساء إلا إذا كان هناك استدعاء للمقدس التاريخى؟. إن هذه المجموعات الاجرامية تمثل تجسيدا أمينا لفترات طويلة فى تاريخ الدولة الإسلامية فى المنطقة، وما البترول إلا عاملا مساعدا فى أنتعاش هذا الفكر التاريخى المدمر. الغريب فى منطق السعودية التى تمول أعتى الحركات الإرهابية وفى نفس الوقت تجرم الاخوان وتعتبرها جماعة إرهابية؟، إن دل هذا أنما يدل على أن الخلاف السعودى الاخوانى ليس خلافا فكريا وأنما خلافا سياسيا،كما أن الخلاف القطرى السعودى هو خلاف بين جناحى الوهابية على قيادة الحركة الإسلامية دوليا.
فى ظل هذه الفوضى العارمة يتفق الجميع على كراهية مسيحى الشرق وعلى ذميتهم وعلى إضطهادهم،فالفكر الدينى عند كافة جماعات الإسلام السياسى ينطوى على ظلم مسيحى الشرق واضطهادهم ومحاولة تهجيرهم من أوطانهم.
لقد تحول البترول إلى لعنة، وهذه اللعنة بالتأكيد ستنصيب من قادوا هذا الفكر سواء كانت السعودية أو قطر أو إيران وكل من دار فى فلكهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 30 - 20:33 )
جرائم و إرهاب المسيحيين في افريقيا الوسطى :
https://www.youtube.com/results?search_query=%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%85+%D9%88+%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%8A%D9%86+%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B3%D8%B7%D9%89


2 - تحليل جيد ومنطقي
مجدي سعد ( 2014 / 7 / 1 - 07:36 )
تحليل جيد ومنطقي وبمثابة انذار .. المؤكد فيه ان لا احد سيلتفت اليه

اما ما يدعو الي بسمة سخرية ان لم يكن الامر مأساة انسانية فهو التعليق او بالاصح الرابط الذي اتي به السيد عبد الله متخلف والذي هو مجموعة من الفديوهات تدعي ان اعمال العنف وبالتحديد الذبح التي جرت في افريقيا الوسطي بين المسلمين والمسيحيين ما هي الا فظائع ارتكبها طرف واحد وهو المسيحيين

هذا بلا ادني دليل علي ذلك وكلها مجمعة ومعنونة تقريبا بنفس العنوان .. الواضح انها حملة فديوهات منظمة واكاد اجزم ملفقة

كلمة اخيره للمعلق ولغيره

ليس من ممارسات المسيحيون حتي وان لجأوا للعنف الذبح

الذبح خصلة اسلامية تكاد تكون بمثابة البصمة المميزة لهم.. لانها سنة عن نبيهم

فالنفس البشرية غير ذات قيمة في عقيدتهم خاصة اذا كانت غير مسلمة او اعتبروها كذلك

وحتي وان ارتكبها مسيحيوا افريقيا واشك في ذلك فهم بذلك قد قلدوا مسلميها وربما للكيل بالمثل


3 - الصحوة
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 7 / 1 - 22:55 )
هذا الوباء الذي يسمونه صحوة ظلما وعدوانا . جاءنا من الخليج . أولا على يد الخميني في إيران
وثانيا على يد إخواننا البدويين في الخليج أصحاب حقول النفط
لكن هذه النعمة ليست نقمة فحسب وإنما إرتقت إلى مستوى النكبة . إضافة إ لى كون الغرب هو نفسه ساهم بشكل قوي في هذه المصيبة التي أصابت العرب والمسلمين ليصبح الإقتتال ليس من أجل تحسين ظروف الجماهير العربية ماديا ومعنويا بل من أجل فرض السلطة والقمع على الجماهير وتكبيلها إلى صارية بؤسها وتخلفها وحشو عقليتها بأفكار تقول لهم بأن جنتهم الحقيقية هي في الآخرة وليس في الدنيا وذلك كله من أجل أن يعيشوا هؤلاء الحكام في جنتهم الواقعية بهذا العالم . والغرب دائما يبحث عن مصالحه أي عن بؤر التوتر لكي يساهم هو في صنع الأحداث على الطريقة التي تضمن له عملاء يخدمون مصلحة الغرب . أما الشعوب 70 في المائة منها أميون ولن يصنعوا ثورة حقيقية تخدم أهداف الشعوب . والخليج نفسه يصرف ملايين الدولارات فقط لكي ينحصر الصراع في الشرق الأوسط ليبقى بمنأى عن الشعوب الخليجية التي تنعم ف ي بلدها بفتاة المائدة بينما العائلات الحاكمة تحتكر الكعكة لنفسها كاملة
ا

اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو