الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما قولكُ فيه: انتحاري أم استشهادي!؟

عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)

2014 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


(ريبوتاج)

- لماذا ينتحر الشخص؟
لأنّه سئم من حياته ربما أو يئس
- فلماذا يقتل معه أشخاصاً آخرين؟
(...) دخلنا في المعتقدات، ما يؤدي بنا إلى باب مقفل إقفالاً شديداً لا يملك مفتاحاً له إلاّ من أقفله، على عقول مؤدلجة... وقلوب عامرة بالإيمان.

وعلى أساس المعتقدات تختلف النظرة بحسب كلّ "مؤمن" إلى شاب في ربيع العمر يعمد إلى تفجير نفسه بأشخاص آخرين.

الدم الطازج في ضهر البيدر والشياح والروشة وقبلها الكثير من الحوادث في لبنان وسواه، تقسم الآراء وتعقد لواء التعصب من كلّ أطرافه. لماذا يفجر شاب نفسه في آخرين؟

بعيداً عن النكات الكثيرة بهذا الشأن ومعظمها طائفي يدخل في موضوع الجنة والنار، والنساء، والأكل السماوي، يجيب كارل "لأنّ هنالك أيادي خفية"، ويؤكد أنّ "أجهزة دول معينة تقف وراء مثل هذه الأحداث". كما يؤيد يوسف فكرة تشجيع أطراف محلية وأجهزة وتسهيلها لمثل هذه الأفعال، وهو ما يؤسس لأرضية جيدة لكلّ مخلّ بالأمن.

رأي كهذا يجد رواجاً كبيراً خاصة في ظل اصطفافات سياسية قائمة في لبنان أسبابها محلية وسورية، لكنّ طلال يرفض التعميم في هذا الشأن ويرفض اتهام شعب بكامله باعتناق فكرة ما، كأن يقال أنّ "كلّ أبناء جنسية كذا إرهابيون يسعون لعمليات انتحارية".

ويدخل آخرون في عمق تفكير الإنتحاري، لكنّهم لا يبتعدون عن فكرة تدخّل أشخاص معينين في "غسل مخ الشاب" وهو ما يذهب إليه سلمان، الذي يسعى في الوقت عينه إلى تخفيف الذنب ولو قليلاً عن انتحاري "يعيش حرماناً من كلّ متع الحياة ومستقبلاً قاتماً ويقرر الإنتقام من حياته بالدرجة الأولى مع التسبب بأكبر ضرر للآخرين... والذهاب من بعدها إلى الجنة!".

هناك من يدافع عن تفكير الإنتحاري أو "الإستشهادي" في رؤيتهم، خاصة من مؤيدي الحركات "الجهادية" في كلّ الدول العربية، ويبرز ذلك عبر وسائل التواصل الإجتماعي بشكل كبير، خاصة في هاشتاغات "دولة الإسلام في العراق والشام" و"دولة الخلافة في العراق والشام". فها هو أحد الحسابات الناطقة باسم داعش "خطاب الجزيرة" الذي لا يتوانى عن شتم كلّ العائلات الحاكمة العربية دون استثناء، يوجه تحية لانتحاري الروشة لحظة وقوعه وينشر خبراً عاجلاً الأربعاء الماضي لحظة الحادثة يعلن فيه عن "استشهادي يفجر نفسه في فندق بالروشة في بيروت".

ويبارك متابعو مثل هذه الحسابات كلّ ما يقوم به "المجاهدون" بالمطلق. لكن آخرين من بينهم لديهم رؤية يريدون الترويج دائماً أنّها "منطقية" وتقوم على أساس أنّ "الإستشهادي" إنّما يقوم بما يقوم به "لرفع الظلم" والإنتقام من "جرائم الآخرين" بحق فئة ما، وهو ما تذهب إليه الملقبة بـ "ذات النطاقين" في كثير من مشاركاتها عبر تويتر.

وبين هذا وذاك نجد رأياً يرفض الفداء بالنفس لقتل الآخرين مهما كان اسمه؛ استشهاداً أم انتحاراً، وهو الموقف الذي يتخذه مالك الذي يقول عن العملية الأخيرة في الروشة: "عالفاضي... فجر نفسه عالفاضي... لم يتغير شيء أبداً، وكلّ شخص ما زال متمسكاً بموقفه كما هو... لأنّ الإرهاب لا يصنع سياسة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة