الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هناك حاجة لإبتكار توصيف جديد لحاملي الفكر والثقافة

جاسم الصغير

2014 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


منذ نعومة اضافرنا ومنذ ان عرفنا للقراءة طريقا وللثقافة منهجاً اقترنت هذه الأنساق في ذهننا بوجود حامل لهما يجسدهما على صعيدي المنجز والممارسة وهو المثقف الذي يحمل تجسيد ذلك على هذين المستويين فكلا الأمرين يرتبطان بصورة مباشرة بوجود المثقف كتوصيف فكري يحدد حامل هذا النوع من الثقافة وعلى مستوى كل الأمم ومنذ ان تم تحديد سمة ووصف المثقف في الادبيات والدراسات الاوروبية التي بينت ذلك فالثقافة العربية لم تتداول صفة المثقف قبل ان يتم تحديده في الثقافة الغربية لان الثقافة العربية عرفت اوصاف الكاتب والشاعر والناثر والاديب والمؤرخ وغيرها من الاوصاف بعد عصر التدوين المهم ان صفة المثقف ترسخت في الكتابات والادبيات وعلى مستوى الممارسة في عصرنا الحديث والمعاصر ومنها الثقافة العربية نتيجة فاعلية من يحمل هذا التوصيف الذي يعبر عنه في الدراسات الوصفية والنقدية باعتبار المثقف رجل الاستراتيجيات الكبرى الذي يرسم ويحدد مسارات الأنساق الفاعلة في الفكر والمجتمع وهو الأمر الذي بموجبه اكتسب المثقف اهمية وجوده باعتباره لايؤدي وظيفة معينة ومحددة بخلاف باقي العناوين الموجودة التي تؤدي وظيفة تقليدية معينة تتقاضى بموجبها أجراً محدداً لهذا ومن هنا اكتسب المثقف صفته واهميته نتيجة الفاعلية في اداء مهمته فالمثقف حسب الدراسات الفكرية والأنثروبولوجية يقوم بمهمة كبيرة من التشخيص والتحريض والتعبئة او التحشيد في قضايا تخص مصير الامة ويسهم فكريا وعمليا فيها وهناك من الاحداث على مستوى الامم والعالم يشهد بمشاركة المثقفين فيها واحداث التحولات الفكرية والاجتماعية بل الامر يكتسب اهمية اكثر للمثقفين عندما يعملون وعبر تأملهم الفكري للاحداث في ابتكار مفاهيم جديدة تساعد عتلى بلورة واقع جديد للمجتمع يشجعهم على المشاركة في التغييرات الجديدة كما حصل عندما ابتكر المفكر الفرنسي جان جاك روسو مفهوم المواطنة وجعل الناس سواسية امام القانون بدون اي تمييز أو عندما تحدث المفكر فولتير عن الحرية وغيرهم من المفكرين الذين يستشرفون المستقبل بقيم جديدة انسانية وحضارية الطابع غير مألوفة للمجتمع ومن هنا اكتسبوا اهمية وجودهم كمنبهين لواقع جديد وحسب هذه الرؤية تم النظر لوجود شريحة المثقفين في المجتمع باحترام وتقدير عالي من قبل باقي الشرائح الأخرى في المجتمع وتطرقنا لأهمية شريحة المثقفين في المجتمع عندما إنبروا وقاموا بواجبهم الفكري وحسب سيمائيات هذا الدور وكما بينا في رؤيتنا في مقدمة هذه المقالة ومن نفس هذه الزاوية النقدية نتطرق اليوم لرؤية مغايرة للمثقف ودوره في المجتمع وتبعا للمتغيرات العديدة التي طرأت والتي ألقت بتبعاتها على مفهوم المثقف ودوره في المجتمع وحصول تغير في الصورة النمطية لمفهوم المثقف التي كانت معتادة في اذهان الناس عنه من انه يتصدر الاحداث علىمستوى المفاهيم والممارسة معاً في آن واحد لكن الاحداث الاخيرة في المنطقة العربية وحصول مايسمى بثورات الربيع العربي وتغيير وسقوط العديد من الانظمة السياسية العربية المتسلطة والمشاركة الشعبية الهائلة في هذه الثورات من كافة طبقات وشرائح المجتمع العربي بصورة كبيرة وواضحة المعالم الا إن الملاحظ هو غياب شريحة المثقفين عنها او ضعف المشاركة فيها كمؤشر سلبي بل إن احد المفكرين التونسيين الذي اصدر كتابا بهذا الشأن ذكر فيه ان شريحة المثقفين دورها كان ليس على المستوى المطلوب أبداً في الاحداث السياسية التيب جرت في المنطقة العربية في الفترات الاخيرة بل ان الكثير من المثقفين العرب تفاجأ بهذه الثورات وان الذي تحمل عبأ الثورات هو الشرائح الشعبيية بالتعاون مع ناشطي ومنظمات المجتمع المدني وان المثقفين لم يتنبأوا بحصولها أصلاً فأين الحس والنزعة النقدية المفترض انها موجودة لدى شريحة المثقفين و التي تستوجب ليس التعبئة والتحشيد للاحداث بل التنبؤ بها والتهيئة الفكرية لها بما يناسبها من مفاهيم جديدة تشجع الشعب على المشاركة وتبني المفاهيم والتغييرات الجديدة وهذا هو دور شريحة المثقفين في كل بقاع العالم لهذا ارى ان غياب عنصر التنبؤ بالاحداث والعجزعن إتيان مفاهيم جديدة تتناسب مع التغيرات الجديدة وضعف المشاركة يسحب البساط من تحت اقدام شريحة المثقفين باعتبارهم الشريحة الكبرى والاساسية المعول عليها احداث التغييرات الايجابية في المجتمع بل ان العديد ممن يحسبون على شريحة المثقفين ومع ظهور علامات للطائفية والتشدد المقيتين انحدروا بسلوكهم الثقافي الشخصي لمنحدر لايليق بهم بصفتهم يحملون عنوان او سيمياء المثقف عندما تبنوا طروحات طائفية مقيتة تؤشر انحدار هؤلاء المثقفين لمستويات بائسة لاتنسجم مع اهداف الثقافة والفكر التي تؤكد على الإنتماء والثوابت الوطنية كل هذه المتغيرات التي طرأت على سيمياء المثقف تبرز الحاجة لابتكار مفهوم جديد معاصر يصلح كحامل صادق لقيم الفكر والثقافة يستطيع القيام بمهمات وأعباء الفكر والثقافة ومتطلباتها والتفاعل مع المتغيرات الاجتماعية وضرورة التفاعل التام معها وعكس الجوانب الإيجابية للفكر والثقافة كرسالة سامية تتناغم مع حاجات وهموم شرائح المجتمع الاخرى ونأمل ليس من زاوية الوعظ الثقافي بل من حاجة الفكر الفعلية اما ان يستعيد المثقفون وشريحة المثقفين دورهم الرياديالمطلوب ويلبون متطلباته او المباشرة بإبتكار مفهوم جديد يصلح كموجه فكري يقترن سلوكه بالممارسة فالساحة الفكرية لاتقبل الفراغ أبداً ولابد من مفاهيم تشغل حيزها والتفاعل مع متغيرات المجتمع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - القرصان أكلة شعبية سعودية بطريقة الإيطالية مع قمر


.. صنّاع الشهرة - لا وجود للمؤثرين بعد الآن.. ما القصة؟ ?? | ال




.. ليبيا: لماذا استقال المبعوث الأممي باتيلي من منصبه؟


.. موريتانيا: ما مضمون رسالة رئيس المجلس العسكري المالي بعد الت




.. تساؤلات بشأن تداعيات التصعيد الإسرائيلي الإيراني على مسار ال