الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجلس النواب يتعثر

ماجد زيدان

2014 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


انتهت الجلسة الاولى لمجلس النواب واصبح لدينا مؤسسة تشريعية ملأت الفراغ الدستوري ولكن من دون انتخاب رئيس له وللسلطة التنفيذية ، اي ان جدول عمل الجلسة لم يكتمل ، فتم تأجيلها الى الثلاثاء المقبل وذلك لاستمرار الخلاف بين الكتل وعدم التوافق في داخل كل كتلة على حدة على مرشحين للرئاسات الثلاث .

لم يكن المواطنون ينتظرون انجازاً اكثر من ذلك فعشية انعقاد الجلسة النيابية الاولى والاجتماعات المتوالية لكل الائتلافات والتحالفات لم تثمر عن نتائج مهمة وكل طرف منها يلقي اللوم والكرة في ملعب الآخر في محاولة لاعفاء نفسه من المسؤولية عن هذا التأخير والعرقلة غير المبررين .

لم تكن الاجتماعات منتجة ، فالخلاف داخل اتحاد القوى الوطنية العراقية الذي يمثل المكون السني مازال مستمرا بشأن مرشحه لرئاسة مجلس النواب وانحصر الترشيح بين اسامة النجيفي وسليم الجبوري وبالتالي انسحب تحت مبررات بعيدة عن هذا الواقع الذي لايريد ان يقر به ، كما ان التحالف الكردستاني هو الآخر منقسم على نفسه بخصوص من يرشح الى رئاسة الجمهورية ، بل على ذمة دولة القانون انه يريد رئاسة البرلمان وليس رئاسة الجمهورية .

اما الحال فأكثر تعقيدا مع التحالف الوطني فبعد تسريبات في البحث عن بديل للمالكي لرئاسة مجلس الوزراء وقرب انفراج الازمة في داخله اتضح ان المشكلة ماتزال قائمة ، وربما اختيار البديل اكثر صعوبة ، وهناك احتمالات عديدة سواء بخصوص البديل الذي سيوسع من شقة الخلاف داخل دولة القانون ، او القبول بشخصية من خارجه .. والصراع في مجمله صراع على المكاسب والمغانم بامتياز والا ما معنى هذا التشبث بالمناصب بين الجبهة الفكرية الواحدة وتعطيل المصالح العليا للبلاد .

كل الاطراف المعنية باستكمال هياكل السلطة والنظام تعاني من مشاكل وحالة استعصاء في الاقدام على حلول ترتقي الى مستوى المصالح الوطنية وتجنيب البلاد المزيد من الازمات التي قد تطيح بكيانها التهديدات الصارخة والتي لاتبعد سوى بضعة كليومترات عن مركزها في المنطقة الخضراء .

يستشف في التصريحات التي القى كل طرف فيها اللوم على شريكه ان الامور لا تبشر بخير وتكشف بجلاء عن ان القوم لم يتغيروا وان تغيرت وجوهم وارديتهم واماكن جلوسهم ، فما زالوا يتعاملون على اساس المحاصصة ويتصارعون على اقتسام الكعكة والامتيازات ، ولم تلسعهم نار الارهاب والتحديات للاخرى كفاية ، والمهم ان تكون المنطقة الخضراء أمنة ومحصنة والرواتب جارية والوجاهة الاجتماعية مؤمنة ومحفوظة .

على اية حال خاب أمل الناس في نوابهم وشاهدوا ممثليهم على قاعة مسرح النواب بوضع لايسر احداً ،ولا يطمئن على مصالحهم ، لقد ازداد قلق الناس مما هو قادم ، فاذا جرت الامور بمثل ماجرت عليه في الجلسة الاولى فانهم سيقرؤون الفاتحة على كل الوعود والامال التي علقوها على المجلس الجديد .

لاحد اخبرنا ماذ كانت الكتل تفعل منذ انتهاء الانتخابات الى يومنا هذا من الاعداد والتحضير لهذه الجلسة والتي يعرفون ان الانطباع المتكون عنها سيكون له رمزية وانعكاس لايمحى من الاذهان .

واخيرا نقول الله المستعان على هذا المجلس في جلساته المقبلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيل في شمال قطاع غزة هو الأعنف منذ إعلان خفض القوا


.. طفل فلسطيني برفح يعبر عن سعادته بعد تناوله -ساندويتش شاورما-




.. السيناتور ساندرز: نحن متواطئون فيما يحدث في غزة والحرب ليست


.. البنتاغون: لدينا بعض المخاوف بشأن مختلف مسارات الخطط الإسرائ




.. تظاهرة مؤيدة لفلسطين في بروكلين للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل