الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الساعة الاخيرة لعبدالكريم قاسم 9 شباط 1963

سيف عدنان ارحيم القيسي

2014 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


كان لتوقيت الانقلابيون غاية في الدقة لكون الثامن من شباط يصادف يوم الجمعة وهو عطلة رسمية ونزول الضباط العسكريين الى منازلهم وبهذا اصبحت الفرصة مواتية لتحركهم للشروع بانقلابهم وهذه التحركات للانقلابيين لم تكن بعيدة عن تجمعهم في المعسكرات التي اخلاها غريمهم الشيوعيين لهم بعد ان اقصائهم من قبل قاسم في فورة مخاوفة من محاولة الشيوعيين الاستئثار بالحكم،فكان الاخير يعلم بنية البعثيين والقوميين بالاطاحة بحكومة قاسم وقبل شهر من انقلابهم نشر الحزب بياناً شخص فيه الوحدات التي قد تتحرك لاسقاط نظام حكم قاسم،وهو اشعار لقاسم لاتخاذ الحيطة والحذر ولكنه بدلاً من ذلك ابدى هواجسه من تحركات الشيوعيين فعين احد اقطاب البعث وهو صالح مهدي عماش مساعداً لقائد القوات الجوية جلال الاوقاتي المحسوب على الشيوعيين وكان يحث عماش على مراقبة تحركات الاوقاتي،ولم يكتفي بذلك فحسب بل عين مساعداً من البعثيين للواء الذي يقوده الضابط الشيوعي العميد هاشم عبدالجبار واحال العميد الركن داود الجنابي على التقاعد وامر بحجزه،واحال العقيد سلمان حسان وهو آمر اللواء المدرع المرابط في بغداد على التقاعد لأنه اتخذ اجراءات وقائية لحماية بغداد فعد عبدالكريم قاسم ذلك محاولة للاستيلاء على الحكم وجمد المقدم الركن غضبان السعد.
ولابد من الاشارة ان احد المواقف السلبية لقاسم من الضباط الشيوعيين لكونهم كانوا معارضين للحرب الحكومية على الكرد،مما حدا به الى اعادة المعارضون من بينهم البعثيون والقوميون الى الخدمة للاستفادة منهم في الحرب على الكرد.
فيشير مكرم الطالباني احد اقطاب الحزب الشيوعي العراقي انه في لقاء جمعه مع حماد شهاب في عام 1969 وجرى نقاش عن كيفية الاطاحة بحكم قاسم ومن هي الجهة التي تقف ورائها فاشار حماد شهاب ان الولايات المتحدة الامريكية بدأت تحرك الملا مصطفى البارزاني لاسقاط قاسم،فقلت له وهل تمكن من اسقاطه فقال لا،ولكن يدل على عمالة الملا مصطفى البارزاني،فقلت له وعندما لم يتمكن البارزاني من اسقاط حكم عبدالكريم قاسم،فحركوا عليه البعثيين والقوميون .
وعندما شرع قادة الانقلاب بانقلابهم والسيطرة على المعسكرات وتحريك القوات العسكرية للاطاحة بقاسم الذي تحصن بدوره بمنى وزارة الدفاع رفض تزويد الشيوعيين بالسلاح للدفاع عن الجمهورية خشية من اندلاع حرب اهلية مما حدا بالانقلابيين لمحاصرته بعد ان تحصن بمنبى بهو الامانة القريبة من المبنى لليوم الثاني من الانقلاب بعد اشتداد القصف منها،وطالب قاسم عن طريق الصحفي يونس الطائي عن رغبته بالاستسلام لهم ان ضمنوا حياته والسماح له بالخروج من العراق ولكنهم اصروا على استسلامهم من دون قيد او شرط ،وعندما احتشدت الجماهير امام مبنى وزارة الدفاع مطالبين بالسلاح ،والتي قابلها قاسم بأن لايعطيهم السلاح لأنه يريد تكرار ما حدث في كركوك والموصل،ولكن عبدالكريم قاسم يجهل ان الانقلابيين قد رتبوا كل شيء،فقد سحبوا المدافع المضادة للطائرات التي كانت موجودة بوزارة الدفاع وكذلك مقادير كبيرة من الاسلحة منها بحجج مختلفة قبل الانقلاب،وقد تواجد آمر القوة المدافعة عن وزارة الدفاع وهو المقدم سعيد مطر ومن المحسوبين على الحزب الشيوعي وكشف بدوره انه لا توجد اسلحة كافية بوزارة الدفاع وان لديه مئات من الجنود والمراتب لا يملك السلاح ليسلحهم.
ولكن يبدو ان حسم تلك المواجهة بتسليم قاسم نفسه لقادة الانقلاب فيشير الفريق سعدون غيدان احد اقطاب البعث بدوره ما حدث لقاسم ورفاقة بعد القاء القبض عليهم"كنت مع عبدالسلام عارف ورفاقه في مبنى الاذاعة والتلفزيون عندما جيء بعبدالكريم قاسم والعقيد فاضل عباس المهداوي والعقيد طه الشيخ احمد مدير الاستخبارات العسكرية ورئيس المرافقين العقيد وصفي طاهر وهم مكبلين واجلسوا على الكراسي امام رئيس المحكمة الخاصة العميد عبدالغني الراوي،فوجه عبدالسلام عارف كلامه لعبد الكريم قاسم بقوله:أرأيت يا عبدالكريم كيف قمنا بالثورة عليك؟ أجابه قاسم:انا قمت بالثورة ضد الاستعمار والحكم الملكي العميل،ولكنك قمت بالثورة ضد الحكم الوطني المعادي للاستعمار،فقال له عبدالسلام عارف:انك قمت بالثورة لمصلحتك الخاصة،فقال له قاسم:أية مصلحة شخصية لي؟ فاخرج من جيبه ثلاثة دنانير وربع القاها بوجه عبدالسلام عارف،قائلاً له هذا كل ما املك وهو ما تبقى من راتبي،وهنا انهال الانقلابيون بالضرب على المعتقلين وعلى الخصوص على المهداوي وقد وضعوا اصابعهم في فمه وهو يصرخ بوجههم"مجرمون فاشست عملاء الاستعمار"،وهم ينهالون عليه بالضرب المبرح،ثم اعلن عبدالغني الرواي الحكم عليهم بالاعدام وعندما ارادوا عصب عيني عبدالكريم قاسم ورفاقه لاعدامهم رمياً بالرصاص ،جابههم عبدالكريم قاسم بقوله:هذا عيب الجندي لا يخشى الرصاص وهذا اهانة للجيش العراقي وهل كنا نعصب اعيننا عندما كنا نقاتل في فلسطين؟،ثم اخذ الانقلابيون بما فيهم رئيس المحكمة الصورية عبدالغني الراوي ينهالون عليهم بوابل من الرصاص فاردوهم قتلى ومن ثم ليعرضوا على شاشات التلفاز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل يبرئ الأنروا، وإسرائيل تتمسك باتهامها


.. بتكلفة تصل إلى 70 ألف يورو .. الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل ي




.. مقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف سيارة جنوبي لبنان


.. اجتماع لوكسمبورغ يقرر توسيع العقوبات الأوروبية على إيران| #م




.. استخراج طفلة من رحم فلسطينية قتلت بغارة في غزة