الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول رسالة كاترين ميخائيل الى المرجعية

الخليل علاء الطائي

2014 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


حول رسالة كاترين ميخائيل الى المرجعية
الخليل علاء الطائي

ملاحظة (1)
تقدم لنا السيدة كاترين ميخائيل النصائح المطلوبة لحل مشاكلنا, والمعروف أنها مشاكل سياسية ومعقدة. وتأتي النصائح في أوقاتها المحرجة. كحالات الإنتخابات حيث قدمت مقترحات لإنتخاب هذا المرشح دون سواه مع بيان أسباب المفاضلة. ومن بين النساء اللواتي ميّزتهن لكسب أصوات النساء إسم ميسون الدملوجي وسيدة ثانية لا أستطيع الحكم عليها لعدم معرفتي بسيرتها الإنتخابية. وقتها صُدمت لذكر ميسون الدملوجي وتزكية كاترين على النحو التالي: أنها من عائلة دملوجية عرفت بالتجارة والنزاهة. وقتها تساءلت مع نفسي ما علاقة نزاهة العائلة تجارياً بالسيرة الشخصية للمرشح. وقدّرت أن السيدة كاترين, وهي كاتبة متابعة للأوضاع السياسية ولها تأريخ نضالي تعتز بذكره على الدوام, لايمكن أن تكون بعيدةً عن تصريحات ميسون الدملوجي الناطقة الرسمية بإسم القائمة العراقية ومن بعدها الوطنية قائمة إياد علاّوي. آخر ما صرحت به ميسون حول أوضاع الموصل بعد سيطرة داعش وإعلان مايسمى " الدولة الإسلامية" قالت من على فضائية الحرة عراق ( أن أقاربنا في الموصل يعيشون بسلام وأمان والحياة تسير بصورةٍ طبيعية.. وهم يشعرون بالقلق علينا في بغداد..) وللحديث تتمة نقرأُها لاحقاً.
ملاحظة (2)
الأخبار ذات الصلة بالموضوع :
( أكد مصدر ل سي أن أن إختفاء خمس فتيات مسيحيات بينهن راهبتين من أحد ملاجيء الأيتام في محافظة نينوى بشمال العراق.... وقال محافظ نينوى وشهود عيان أن الراهبتين اللتين يُعتقد أنهما تحت الإقامة الجبرية من قبل مسلحي "داعش" إضافةً الى ثلاث يتيمات, تم الإبلاغ عن إختفائهن من دار الأيتام التابعة لمطرانية السريان الأرثوذكس بوسط مدينة الموصل الخميس. ) قبل ذلك إغتصاب أربع فتيات مسيحيات وأدى ذلك الى إنتحارهن. جرائم الإغتصاب والقتل شملت الأقليات من التركمان الشيعة في تلعفر وقرية البشير وطوز خرماتو. هذا غيض من فيض لم تذكره ميسون في تصريحاتها.. وكنت أحلم بموقف إنساني تضامني تنهض به كاترين ميخائيل برسالة الى الأمين العام للأُمم المتحدة ومجلس الكنائس العالمي ومنظمات حقوق الإنسان والمرأة والطفولة للتدخل ووقف هذه الجرائم. وقبلها جرائم قتل مئآت الشبان من طلبة القوة الجوية في تكريت ومئآت الجنود الذين سلّموا أنفسهم للبعثيين والإرهابيين... أولئك الذين أطلقت عليهم ميسون لقب الثوار وأنكرت وجود " داعش" والظاهر ان الكذب في السياسة مهنة المنافقين.. أمّا المدافعة عن حقوق الأقليات والنساء المضطهدات فلم يرف لها جفن ولا صحوة ضمير تذكرها بأن الضحايا من الأبرياء, راهبات وثلاث يتيمات, ومن طوائف وأديان مسالمة وإن القتلة هم شذاذ الآفاق من الوحوش الكاسرة. وما زال مسلسل الجرائم يتواصل مع تهديم الأضرحة ونسف التماثيل وإزالة الآثار الحضارية التأريخية. الدولة الطالبانية الجاهلية في نينوى قامت بفضل ومساندة الحواضن البعثية فرقهم المتحالفة مع داعش. وقبل يومين أُعلنت الخلافة بمبايعة أمير المؤمنين الجديد المدعو أبو بكر البغدادي وبهذا الإعلان قصم الخليفة ظهر من تحالفوا معه وفتحوا له أبواب نينوى كالبعثيين ومايسمى ثوار العشائر... أقول الموصل بخير وسلام والله أعلم.
----------

تعقيب على مقال كاترين ميخائيل بعنوان [رسالة عراقية الى سماحة السيد( السستاني) والسيد عمّار الحكيم.]
إبتداءً لماذا يُحشر إسم السيد عمار الحكيم مع المرجعية؟ وما دوره في حل المشاكل وهو الطرف غير الحيادي فيها؟ أم إن وراء الدعوة قصد خبيث وساذج أرادت فيه الكاتبة,داعية حقوق النساء, أن توسع جبهة معارضي السيد المالكي إن لم تُفلح مناشدة المرجعية..؟ وهذه الجبهة باتت مفضوحة بعد سقوط الموصل وزيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية واللقاء الذي جمعه بالسيد نوري المالكي. وظهر فيه السيد كيري وزيراً للخارجية (السعودية) ومتحدثاً بإسم ثوار العشائر والقوى السنية المهمشة وضرورة تشكيل حكومة ( لاتستثني أحداً!)؟
نفهم الإشارة من كاترين وهي تعزف على نفس الوتر المتناغم مع زعيق المتآمرين في الهجوم على الدولة الديمقراطية والدستور الذي صوّت عليه الشعب. والأبشع من ذلك السكوت على جرائم البعثيين والدواعش, ولم يرد في خاطرها ذكراً لداعش وجرائمها ولا لأطراف المؤامرة القابعين في (واحة السلام) أربيل كما تسميها كاترين في مقالات سابقة.
وتبدأ بالسؤال ( هل يُرغم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على التنحي؟)
وتعقيباً على ذلك نسأل لماذا أجريت الإنتخابات إذا كان الحكم على مصير الدولة مقرراً خارج صناديق الإقتراع؟..
لماذا نطالب الفائز الأعلى أصواتاً بالتنحي؟ ومن يمتلك هذا الحق ؟ وما قيمة الأصوات ال( 721000 ) صوتاً عن محافظة بغداد فقط؟ ولمصلحة من؟ ومن يقف وراء هذا التحدي لإرادة الشعب العراقي ويقرر له قراراً خارج إرادته؟. الغريب أن أصحاب هذه الدعوات هم أكثر الناس صياحاً بالديمقراطية.
كشفت إنتكاسة الموصل واقعاً سياسياً وعسكرياً وأخلاقياً كان غامضاً ومدفوناً في ثنايا الدعوات المشبوهة التي كانت تطلق من على منابر الطائفية وتركيز الدعاة على البند الأول الذي تبدأ به الإطاحة بالعملية السياسية بالكامل وهذا البند هو إرغام السيد نوري المالكي على التنحي. عبرت عن هذا الهدف ميسون الدملوجي في اللقاء الذي أشرنا اليه..فقد[ حددت وأكدت ما تريده جحافل قوات داعش بكل أصنافها ومسمياتها, والتي أوجزتها بعدد من المطالب وعلى رأسها إلغاء نتائج الإنتخابات وعدم تولي السيد المالكي رئاسة الوزراء مهما كانت أصواته ومقاعده وإلغاء قانون إجتثاث البعث, وإلغاء قانون 4 إرهاب, وإلغاء قانون المخبر السري.....هي في لبنان والوطن تهدده الذئاب..] – رفعة رافع الكناني –[نريد رئيس وزراء عراقي طرطور] قد نحتاج الى تحليل هذه المطالب, لاحقاً, في مقال خاص, على ضوء تطوّر مراحل المؤامرة بعد أحداث الموصل ودور السياسيين الناطقين بإسمها. ونعتقد إن جميع القوى الداخلية والخارجية دولاً وأحزاب ورؤوس خيانية إتفقت على البند الأول فقط وهو إزاحة السيد نوري المالكي. وإشتغلت منذ ما يسمى إعتصامات المحافظات السنية القوى المشاركة في العملية السياسية ومن خلال حملات التسقيط والتي لعب فيها المحسوبون على اليسار أحط الأدوار في موالاة المتآمرين والدفاع المزيف عن مطالبهم (المشروعة) وما زال بعضهم يخصص أسلحته الثقافية البائسة لتنفيذ هذا المشروع الصهيوني السعودي القطري التركي والذي يبدأ بالتخلص من الرجل الذي إنتخبه الشعب لقيادة المرحلة القادمة نظراً لوقفته الشجاعة بوجه المؤامرة منذ أن لاحت مؤشراتها البعثية والطائفية, وإستطاع أن يشخص إمتدادات المؤامرة سواءً في داخل العملية السياسية أو في مصادرها الدولية ووقف ضدها بحزم وقوة. وما يُثير الإستغراب أن الكتّاب ( الديمقراطيين) يدعون للديمقراطية إذا وفرت لهم موطيء قدم في السلطة, وإن حصل غير ذلك فينبغي الإلتفاف على ما أفرزته العملية الديمقراطية, حتى وإن تطلب الأمر الإصطفاف مع أعداء الديمقراطية كما يحصل الآن من مواقف إنتهازية يسارية في الوضع العراقي.
تقول كاترين ( كانت جرأة فائقة عراقية وطنية عندما طالبت الزعامة الدينية " آية الله العظمى السيد علي السستاني" بتغيير القائد والمقصود المالكي وأيّد هذا الكلام جهات أجنبية) وتعليقاً على هذا الهراء السخيف نقول أن المرجعية ليست بحاجة الى المديح من قبيل الجرأة الفائقة العراقية الوطنية. وإن المرجعية لم تطلب تغيير الأشخاص وقد سبق لإثنين من خونة العراق هما إياد علاوي والنجيفي أن زارا المرجعية وطلبا التدخل لتغيير هذا القائد أو ذاك قبل الإنتخابات وكان الرد قاطعاً ورسمياً وهو أن القرار يعود للشعب.أما الجهات الأجنبية التي أيدت هذا الكلام, فهي الجهات المشاركة في مشروع تدمير العراق وتقسيمه وإبادة الشيعة والأقليات والطوائف وتدمير حضارته. بعدها عبّر العراقيون عن خياراتهم في إنتخابات شهد العالم بنزاهتها وشفافيتها. تُضيف الكاتبة ( اليوم حصل المالكي كنائب عن بغداد عل 721 ألف صوت محققاً بذلك أعلى نسبة تصويت فردي لأي سياسي عراقي ومتخطياً عدد الأصوات البالغ 622 ألفاً الذي فاز به عام 2010..) ونضيف لمعلومات الكاتبة وغيرها أن قانون الإنتخاب إعتبر كل محافظة دائرة إنتخابية منفصلة عن غيرها. ولو تغيّر هذا القانون على وفق مطالب الديمقراطيين وإعتبر العراق دائرة واحدة لزادت أصوات المالكي على الملايين الخمسة أو الستة. ( من الناحية التقليدية يبقى السيد المالكي مرشحاً محتملاً, المرشح الأفر حظاً لرئاسة الحكومة. لكن أقولها بأعلى صوتي " بانه عاجز عن توحيد وإرساء الإستقرار في العراق , يجب السماح بمشاركة السلطة مع معارضيه من الأحزاب والتحالفات الموجودة على الساحة اليوم ) . من الناحية التقليدية وتعني من الناحية القانونية كإستحقاق إنتخابي لايحق لأحد الإلتفاف عليه وإلغاء نتيجته الإنتخابية. وكان قرار الشعب قراراً تأريخياً فقد أدرك خطورة المرحلة التي يمر بها العراق وقد تكشفت الأمور بعد مؤامرة الموصل. ونتوقف عند مشاركة المعارضين السلطة..
ومن هم بدون لف ودوران؟
فإن كان المقصود بهم السنة والأكراد فهم يحتلون مواقعهم داخل السلطة ومراكزها ويؤدون أدوارهم التخريبة داخل المؤسسات الحكومية والبرلمان ويتلقون التعليمات من مصادرأحزابهم ودولهم وكشفت خيانة الموصل أدوار العديد منهم وفي مقدمتهم مسعود برزاني؟ أما غير هؤلاء فهم داعش والبعثيين والنقشبندية وهم لايؤمنون بغير إحتلال العراق وتقسيمه وإبادة الشيعة عن بكرة أبيهم.. وقد بثت المواقع كلمة للمدعو أبو محمد العدناني الذي يُعرِّف نفسه بالناطق الرسمي بإسم الدولة الإسلامية ( إن وطيس المعركة لم يحم بعد ولن يحمي إلاّ في كربلاء.... ودعا العدناني من أسماهم بجنود الدولة الإسلامية لأن يتحزموا ويتجهزوا للزحف نحو العاصمة العراقية وكربلاء...)- موقع الأخبار-( أتباع الصرخي خلايا داعش النائمة... نفذت ساعة الصفر ووئدت بسرعة ) ولهذا فإن قرار المرجعية كان محسوباً في درجة الخطر ولابد من الإستعداد لملاقاة هذا العدو البربري بجيش المتطوعين وبتقديري أن هذا الجيش الرديف يجب أن يتمتع بقدرات الحرس الثوري الإيراني عدةً وإستعداداً.( يعوِّل المالكي على مؤازرة "جيشه الإحتياطي" الجديد " المليشيات" على حفظ أمن بغداد والمناطق الشيعية من العراق. لكن إعادة بسط سيطرة الحكومة على شمال وغرب العراق يتطلب مساعٍ جديدة على مستوى الوحدة الوطنية التي تمر الى الوراء الآن على حساب الوحدة الوطنية العراقية..) – النص كما هو ولا نعلق على ضعف التعبير السائد في مقالات الكاتبة – نلاحظ أن دعوة المرجعية للجهاد قد غيّرت حسابات المتآمرين . فالجيش الإحتياطي الجديد من أهم عوامل التصدي للمؤامرة وسيكون قوةً رادعة وليست مليشيا. بعدما بات الخطر يهدد العراق من شمالهِ الى جنوبه. وبات الإرهابيون يتوعدون بإحتلال بغداد والنجف وكربلاء وإبادة الشيعة. لقد بسطوا سيطرتهم على الموصل وتكريت ومناطق أخرى وأعلنوا دولتهم الهمجية وكشفوا عن جنسياتهم السعودية والأفغانية والليبية والشيشانية ومن شتى بقاع الأرض ومولتهم السعودية وقطر وتركيا وساندتهم إسرائيل علناً وأعلنت عن دعمها لإقامة الدولة الكردية كجزء من مشروع تقسيم العراق. كان دور المرجعية أن توقظ الغافلين عن الخطر..
فلمَ الخوف من هذا الجيش الجديد؟
نلاحظ أن الكاتبة تبث هواجس الآخرين من وجود جيش عراقي قوي يستطيع الدفاع عن أرضه وشعبه.
لقد عبّر أكثر من طرف عن خشيته من جيش المتطوعين ومنهم وزير الخارجية الأمريكي ومنهم حكومة الإقليم والتي تراهن على الإنفصال قبل أن يستعيد العراق عافيته وينهض بجيش جديد وسلاح جو ومن مصادر مختلفة وأسلحة نوعية, كان مسعود يراهن على إبقاء العراق بلا جيش ولا غطاء جوي ولا قيادة تقف بوجه مخططاته كقيادة المالكي.
وعلى أثر دعوة المرجعية إنطلقت أصوات المخططين والممولين للإرهاب بتصدير مقولات جديدة كالحرص على الوحدة الوطنية يتردد صداها في الفضائيات السعودية والخليجية وحتى في الكونكرس الأمريكي وتجلى ذلك في الشروط الأمريكية لمساعدة العراقيين المشروطة... كما عبّر عنها مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية بقوله إن أمريكا قد تلجأ لضرب مواقع داعش لكن ذلك سيكون بعيداً إذا لم يتفق العراقيون على تشكيل ( حكومة وحدة وطنية).
تكرر السيدة كاترين ميخائيل هذه الإسطوانة بمقترح أو مهمة مكلفة بطرحها من قبل المتآمرين القابعين في أربيل بإزاحة السيد نوري المالكي (وإقامة حكومة شيعية أخرى بديلة أكثر دبلوماسيةً أقل طائفيةً أكثر وطنيةً..) الإخفاق في التعابير أضاع المعنى من هذه الدعوة. ماذا تقصد بحكومة شيعية أكثر دبلوماسية هل المقصود التنازل للإرهابيين والدواعش والتفاوض معهم؟ لقد قرأت مثل هذا الكلام لبعثيين بدأ دورهم في التشكيك وكسر المعنويات بالتزامن مع إنتصارات الجيش على الأرض.؟ أم التنازل عن حقوق الشعب أمام إنتهازية مسعود والتجاوز على كركوك وسرقات النفط وغيرها حتى تكون حكومة ( أقل طائفيةً وأكثر وطنيةً)؟ لقد تراكمت تجاوزات حكومة مسعود على الدستور وعلى الإقتصاد العراقي والإقتصاد الكردستاني, وما عليه إلاّ خلط الأوراق, ويتم ذلك بإسقاط حكومة المالكي, حسب إعتقاده.
المضحك في هذه الرسالة ما تبديه الكاتبة من حرص على ( تماسك البيت الشيعي)( ربما يصل الأمر بالسيد المالكي الى التصدي عسكرياً بخصوص رئاسة الحكومة, قد يترتب على ذلك تداعيات مدمرة على تماسك البيت الشيعي.. الأمر الذي يفتح خطر وقف تنفيذ العملية الديمقراطية.)
إحتوت رسالة كاترين على أمثال هذه الخبطات الساذجة من قبيل الحرص على وحدة العراق والخوف على الديمقراطية وتتناسى جرائم داعش والبعثيين ضد الشيعة والشبك والمسيحيين ولم يرد في خاطرها كيف حصل هذا الغزو ومن ساعد وتواطأ ومهّد الطريق .
يقول الكاتب محمد ضياء عيسى العقابي [ بدايةً, تحقق أمر هام جداً تمثل بكشف, أمام الجماهير العراقية وأهل السياسة في الخارج , جميع من سعى لإلحاق السوء بالديمقراطية بهدف تشويهها أو تدميرها لمصالح ضيقة باتت معروفة حتى بلغ بهم الحقد واليأس معاً الى تمكين داعش من إحتلال الموصل كجزء من محاولة إنقلابية واسعة هي الأخطر ولكنها لم تكن الأولى ولا الأخيرة حسب توقعي...]- تفادوا الإبادة وفعّل الديمقراطية فقد إنتصرت 1|4- الحوار المتمدن-......
لقد بُنيت العملية السياسية في العراق, وبرعاية أمريكية معروفة بعد إسقاط نظام البعث, على مبدأ المحاصصة والتي أعطت للأطراف الأساسية الثلاثة , الشيعة السنة الأكراد, حقوقهم بما يرضيهم. ولهذا المبدأ عيوبه المتقاطعة مع مسار الديمقراطية والدولة المدنية, ولكنه يضمن حقوق السكان القومية والمذهبية. فلا توجد مطالب سنية لدى السنة ولا شيعية عند الشيعة تتعارض مع نهج المحاصصة. كذلك لا إعتراض لدى الأكراد على هذا النهج ولا القوميات والأديان الصغيرة. فالمحاصصة, بتصميم بريمر, هي خارطة طريق تسبق الدولة الديمقراطية المتكاملة المدنية. وحتى لا أبتعد عن موضوع مشاركة المعارضين للمالكي في السلطة, وليس دفاعاً عن نهج المحاصصة لابد من توضيح الحقائق.. لم يطرح (معتصموا المحافظات السنية )مطلب إلغاء المحاصصة؟ وقد طرح هذا المطلب من قبل أطراف علمانية ويسارية فقط..لماذا؟ لأن المحاصصة, بإشراف أمريكي, وفرت الحقوق للطوائف وبشكل خاص للسنة خوفاً من إستيلاء الشيعة على السلطة بكاملها, بدعوى حماية الأقليات والوقوف بوجه التمدد الإيراني, الأمر الذي أنتج نظام الحكم التوافقي أو مايسمى حكومة المشاركة والذي ما زال سارياً حتى الآن وسوف يستمر, والدليل على ذلك جلسة البرلمان الجديد والمباحثات الجارية في السر والعلن لتوزيع المناصب الرئيسية الثلاثة.
فمن الذي حرم من المشاركة في الحكم؟ وأين التهميش إذا كانت مراكز القرار والحكم موزعة على جميع المكونات وحسب التمثيل النسبي للسكان؟ المجالس الإدارية, منصب المحافظ ومجالس المحافظات ورؤساء المجالس يجري إنتخابهم في عملية ديمقراطية خاضعة للمراقبة والشفافية والتدقيق وبدون تدخل الحكومة المركزية.
ونتساءل هل يوجد في المحافظات السنيّة موظف بدرجة محافظ أو نائب محافظ أو مجلس محافظة أو موظف بدرجة مدير عام من غير أبناء المحافظة؟ أمّا في الموصل بشكل خاص فيشمل حتى الشرطة المحلية والتشكيلات العسكرية. وقد أدت هذه الإستقلالية الديمقراطية الى إحداث شرخ في منظومة الدفاع عن أمن المحافظة ومن ثم إنهيارها أمام الإرهابيين. والقائمة تطول حول الميزانيات وتفضيل المحافظات السنية في المشاريع والتنمية والتي غالباً ما تصطدم بالمخططات الإرهابية لإفشالها.
الإستقلالية تتحول الى فوضى في حالات التطرف والتمادي في إنتاج قيادات محلية عشائرية خارج الأسس الدستورية كما في تصرفات محافظ الموصل الهارب عنها.
أمّا في كردستان فمبدأ العلاقة مع المركز هو( آخذ ولا أعطي) وغالباً ما يتبجح القادة الكرد بأن زمان أخذ القرار من بغداد قد ولى.كما إتضح دور القيادة البرزانية في مؤامرة الموصل وتواطؤ البيشمركة مع الإرهابيين قبل 9- 6-2014 فقد كشف موقع (المسلة) يوم 4- 7 – 2014 عن تلك الإتفاقات وأسماء القيادات البعثية الموجودة في أربيل عشية تنفيذ المؤامرة ( وكانت مصادر مطلعة كشفت عن إتفاقية سرّية أُبرمت في أربيل بين قيادات كردية وتنظيم داعش... بحضور أعضاء في حزب البعث المنحل تقضي بعدم التعرض لقولت البيشمركة الكردية المتواجدة في المناطق المختلف عليها بين الأكراد والحكومة العراقية الإتحادية وإعادة فتح مقرات الأحزاب الكردية في المناطق التي يستحوذ عليها داعش..).
في هذا الجانب يحاول الكتّاب الأكراد والمرتزقة معهم التمظهر بالغباء حين يحصرون الأزمة مع المركز بالميزانية أو الرواتب ويغضّون الطرف عن المخِّرب الأساسي في العملية السياسية وفي كردستان خاصةً وهو مسعود البرزاني وسياسة حزبه.
السيدة كاترين ميخائيل ليست بريئة في عباراتها الضبابية وحرصها الزائف على الوحدة الوطنية وتماسك البيت الشيعي, في وقت أعلن فيه الداعشيون والبعثيون أن هدفهم الوحدة الوطنية العراقية وإبادة الشيعة وتقسيم العراق. وقد إتحدت أطرافهم في جعل جلسة البرلمان مفتوحةً أو مؤجلة لإطالة أمد الفراغ السياسي الذي يمهد لزحف داعش والبعثيين وصولاً الى بغداد والنجف وكربلاء حسب ما يتوهمون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي