الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أتقنتُ أقرأ كالكفيف

مالك الكاتب

2014 / 7 / 18
الادب والفن


حال الامنيات يسبق الحروف ,وينادي من جوف الخواء ,بضمائر شتى يراجع عقاربه ,لا يستثني شيء ,يفضفض عن ملته المشؤومة مرات ومرات , صار لا يرمي الزمن على مرماه الآخير ,يحلق عالياً في فضاء نحو حرية ,يراوغ أهداب عيونه ويستفيق ,يمشط شجرة الزيتون باوراقها ,ثم يزحف لا محال ,والحب ايضاً يمكن تعلمه ,لا ضير عليك ... لا مشكلة في ذلك ...
تلك الفتاة السومرية التي أعطت درساً لموناليزا بوقفة فنية ,وضعت يديها بابتسامة قيثارية ساهريه ,كيف انت ترسمين عيونك الباسمات ,يا بنت يا جنية الحلوات يا القاً وطيناً ,ما يغدو الجميل الى الجمال بوحاً ,ما يراقب اشيائك الملساء ,متى ما يشق دروبك غسق او تَزِني حقائب الفتيات اجمعهن ,ما يأخذني ما يشبه أمراة تضاحكني وفي العنق الطويل حبل وراء زجاج نافذتي ,أو جارة بيد تقص حكاية عبر الحجار !
انا كنت مذ كنت الفتى .., هل انتِ اروع أمراة ؟ هل انتِ حلم يراودني ؟ فلم أختضاضي كلما دقت كوى أيدي الرياح ,أو هز كتفي الندل كي اصحو ,على لوحات من شبابيك الغروب تغفو كالنمل يطفو في طريق ,ثم يسير في شراشيح مبحبحة .....
الليل كالقروي آبَ من المدينة ,وقدميه كراحلتين بلا ضوء , وكأنما الكلمات الجراء ,في مثل هذا الطقس تلتقف البغايا , متقاعدات , صفرة تعلو محيا كل واحدة منهن ,وكأنما الدنيا بغاء ,هنا يسفكن بذريعة شرعية من وزن اعلام الفتاوى ,وفي الجمهورية حلال ,عينها الكلمات تطلق لكن بتوجيه الفقيه تصبح حلالاً ,ما الفرق الا ما يقال والعمر لا يعدو خواطر ,هنالك يسمى (زواج متعة ) له قدسية ووجوب ,وهنا بغايا سوق تذبح كالخراف , قل اي شيء غير ما قلت اتقاء مبهماً , أنا قبل كنت ارى الصبايا قُمُصاً على صغر الحنايا والحروف وزواج الامنيات ,وتذهب الايام والشمس آفلة وللقصب التفاف , ما اوحش المترو ( ولم تعد الصبايا يضحكن أو يقربن بائعة الورد ) , انا ضحكت علي مني وانا ابيع الحب ,وانا ارسم لوحة من زهر القرنفل او الياسمين ,لا شيء سواك انت تبتسم الصباح ,والموت قد أخذ الخطى يدنو مع الفراش ....
افلحت يا عصفورة الكلمات ,يا من تواعدني الليل حلم لا يزال , بيديّ هاتين التقطت قلبي , وكان هناك ملقى حيث الحثالة من ثمار السوق تلقى , وعلى جفنيّ ضباب الصوت من برد خجول , وفي مقلتيّ السحب تومض بالبروق ,وكانما انقضت الحياة ,وانا الى قدحي اعود مسارعاً ,دون ان اتفقد الحانات ولو بنظرة , ضيفاً ادق على بيتي ..,يا ايها الماء كن خمرةً ,وكانما انعطف المسيح متجولا يعلو به الدرب الفسيح ,من دون صوت , يا من هناك أين الصليب , أراف بمخلوقك المطرود شطراً , بالله عليك ولو جزء بسيط ,بخيط من وشائعٍ وخذ حتى الانين , اني سئمت هذه الطرقات , حتى الصليب ... كان أرحم ممّا ارى ....
الشمس كأمراة تجيء الى سريري ,بخيوط متداخلة حد العويصة لا تُحل ,تلمس أذيال الغروب بروح لا اراها , وكانما الفتاة لا تحبذ الرحيل أو البقاء ,وعينها كالقدح المهزوز ,وتاخذني دائرة معها حيث الغروب ....
يا قلب لم تفتا تبصبص ممطراً متجهماً , وترسم نفسك متجهاً للجنون الابدية ,كدمية الخريف ,يا زهرة الحزن ! مت , وضاع اريجك خلف الضباب ,كم علقت ايام الشيوع ,عمر حكيم من العشق ,تطعمها بشفاهك ,تسمع نبضاتها ,تتضور قبل تضورها ,تحرث الارض والطب والصيدليات ,تبحث عما يداويكما ,ترسم صمتا نظيفاً ,من وراء العيون والنظرات ...
والقوارب بيضاء في اخر النهر ,كانها باستعداد لسفرةِ بلادِ الجن , أذ وجدوا القلب دائرتي وحده ,اكتب برشامتي الازلية , واتقنت أقرأ مثل الكفيف , واقرا ثانية بالاصابع خصراً تعشقته ,لا يغيب عني ملمسه الناعم كصوت فتاة حسناء , كفى..كفى تنفخين رمادي ,تقصدتُ ان احرقَ القلبَ مستعجلاً , أصفاتُ الحريق السريع ذميمة ؟,أم ان روحي لا تزال رهينة ؟ , لقد خربش الحب امسي ,ما زال قلبي يتهجأ , واتقنت أقرأ مثل الكفيف ثانيةً .....يا قلب هل كنت تعرف ان الرجال قليل , والموت لا يشتكى , واشتريت دروب المتاعب ؟ ...
في السحب الاخرى من سحبي ,كنت باعلى النهرين اساقي القمح ,لا افهم ما المفهوم ,لا اعرف اي شيء , او ندخل بالعشق وتخرجنا الصيحات بالعطب وحركات التنوين ,فرح الاجراس ياتي من بعيد , وصهيل الفتيات الشقر يستنهض حجم الزمن المتعب , وزلوفهن المتدلية كنخيل الجنة بين شفاه الحوريات , وأنا بأقصى الحاجة أن أذهب واداعب رمز الشك المنفي ,وألونُ رقعة الشباك التي تشبه جوعي ,وصفير الامعاء وسوق النخاسة ...
امارسُ في هذه الايام هواية خطيرة ,أخطرُ من ايةِ مؤامرةٍ قلبت التاريخ الاعمى , وهي ان اتحدث عنك الى النساء ,بكل شوق وانفتاح , أبدأ بِكُلِّ الجزئيات ,وحروف التحرير ,أمارسُ اللعبَ بأجزائِكِ كُلّها ,خارج صدري انت لا توجدين ,خارج كلماتي وحروفي انت لا تُكتبِين ,انفضي عنك الدثار وتجملي لي , لا خوف ,ما يمنع القمر ان يُقبلَ موجاتِ البحر ؟ , العالم العاري كما يتهجأ الشيخ الكفيف ,وانا اتقنت اقرأ ثانية مثل الكفيف ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و