الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الذي يجري على الأرض؟

مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)

2014 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


ما الذي يجري على الأرض؟

لقد جرت عدّة تحوّلات في المنطقة وتسارعت بشكل واضح المعالم من إندفاعات بعد تعيين بندر في السعودية وارجاع تكليفه بعمالات جديدة ومنهج سياسي وميداني جديد والكثير من الناس تصوّر وصدق في تصوّره الى ان الاحداث ستصعد الى ما يشبه التحدّي الكبير الذي يضغط به على جهات اريد لها ان تحقق نصرا على مستوى المنطقة. في هذه الاثناء تستمر المحادثات بين ايران والدول 5 زائدا واحد لترتيب اتفاق سمي بالنهائي او بعيد زمنا لترتيب بعض الاوراق في المنطقة منها البرنامج النووي الايراني والذي شهد تطورا ملفتا للنظر وللمتابع بعد تطوير وزيادة عدد اجهزة التخصيب وبالتالي زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم الى مستوى اكبر ليسمح لايران بالتفرع في اندفاعها الى خطوات مهمة في هذا المجال وقد اجّلت المحادثات لاربعة اشهر وهذا دليل على السير في هذا الاتجاه الصحيح (لا داعي لذكر تفاصيل تتعلق بالبرنامج النووي الان لانني ذكرت تفاصيل حول البرنامج النووي المذكور في مقالات سابقة لمن يريد ان يطّلع عليها).
وقد حدثت احداث مصر خلال سنوات ثلاث وتمخّضت الى الان عن نظام لا يختلف كثيرا عن الانظمة التقليدية في الاطار العام ولعلّه يختلف عنها في الاطر الداخلية المصرية! علاوة على الازمة السورية التي اخذت ابعادا متقدمة تشير الى طي الصفحة بشكل كبير وبقاء النظام وتطوير كبير في قدرة الجيش السوري ، وهذه القدرة واضحة من الانتصارات التي تحققت وتتحقّق على جميع الجبهات. علاوة على استمرار المقاومة في نهجها دون تراجع في لبنان وفلسطين الى حدّ كبير. حيث بقيت الساحة الفلسطينية ساخنة ولا اعتقد ان زمانا قريبا قادما ينذر بنهاية أو ضعف هذه المقاومة. اما على الصعيد العراقي فتوضّحت الصورة اكثر حينما اندفعت جيوش التكفير ومن بقي على نهج حزب ولّى وانقرض! من البعثيين من عبيد صدام! حيث اريد لهم ان يندفعوا ليكون ورقة جديدة ضاغطة على النظام السياسي العراقي القادم حينما تتغيّر الحكومة في نهجها بعد ان حقّق هؤلاء بعض مراميهم في دفع بعض البعثيين الى العملية السياسية لنخرها من الداخل وهي بالفعل نجحت الى حدّ ما في نخر حكومة هي اصلاً ضعيفة بسبب السياسات الفوضوية التي تسير عليها. ويأتي ذلك بعد أن أريد لأشخاص معيّنين الصعود والتسلّق الى الواجهة السياسية عبر الانتخابات ولكنّ هذه الوجوه الكالحة لم تحقّق ما ارادت!! لذلك فيتمّ الانتقال الى طريقة أخرى في العمل! فلا عجب من تخلي اكثر من خمسين الف من الشرطة والجيش عن واجبهم وتسليم الموصل وعموم صلاح الدين والقسم الكبير من ديالى الى الارهاب بكل اشكاله. لتتعمّد العملية باضافة طابع سياسي جديد على منوال المعارضة السورية بمؤتمر عمّان والدور الاردني الذي كان مفضوحا منذ سنوات عديدة لولا عناد الحكومة العراقية وتوجهها الى الاردن بسياسة خاطئة واضحة الخطأ بل واضحة الكارثية! فالمؤتمر التآمريّ كان يحضّر له منذ أشهر عديدة فما بال السفارة العراقية في عمّان لم تحرّك ساكناً وتوصل ما يحصل الى حكومة هي أصلاً منشغلة فيمن سيكون رئيس الحكومة في القادم من الاسابيع؟! ماهي التقارير التي وصلت الى الحكومة من قِبَل من عقدت معها اتفاقية امنية للحفاظ على النظام الجديد والدفاع عنه؟! ام الاتفاقية لم تتضمّن حماية البلد والمواطنين والنظام السياسي الجديد؟! إذن فما هي فائدة هكذا اتفاقية قد تبيّنت معالمها واغراضها حينما خذلت سلطة البيت الاسود العراق حينما استبيحت عدّة مدن والسلطة السوداء مازالت تدرس الردّ المناسب والناس تقاد الى مصير مجهول والضحايا باللآلاف! بايدي خبرتها السلطة السوداء من اجرام وفتك بالناس الابرياء.


ماهي النقاط الاساسية في الموضوع؟
لقد قامت بعض الدول المستفيدة من الفوضى في العراق والمنطقة بدفع الاقساط الواجبة! لتدريب اللآلاف من المقاتلين القادمين عبر تركيا والاردن ولبنان والعراق ودول اخرى الى معسكرات تدريبية اشرفت عليها غرفة واحدة من السعودية والولايات المتحدة وتركيا والاردن وقطر وكيان اسرائيل ليكون حينها جيش قوي يُضغَط فيه على الدول الممتنعة عن الرضوخ الى الاملاءات الامريكية الصهيونية. فقد كان مقررا ان تندفع هذه الأعداد الكبيرة الى معركة كبيرة من جنوب سوريا لتشتبك مع الجيش السوري وتدمير دفاعاته والتقدم الى دمشق وتدمير ما تبقى من مدنية فيها. ثمّ اندفعت هذه القطعان الى العراق لتدمير ما فيه من مدنيّة وثروة بشرية واقتصادية.
لا مفرّ الان من ردّ سريع على كلّ المتآمرين من عرب وغيرهم واول الغيث القيام بطلب من البرلمان القادم الغاء الاتفاقية الامنية مع سلطة البيت الاسود وبلا تردد وطرد (الخبراء!!) الجواسيس الامريكيين من ارض العراق والاّ ماذا ننتظر لنحقّق لبلدنا العزّة والمنعة والسيادة الكاملة. والقيام بتسوية سياسية يبدأ بها التحالف الوطني لاختيار رئيس الحكومة المناسب ووضع برنامج عمل للتحالف لمساعدة رئيس الحكومة القادم. والانفتاح على القوى الوطنية التي تصدّت وتتصدّى بكل شجاعة للمتآمرين. وبناء الجيش القوي بالاعتماد على التسليح من الدول التي تقف مع البلد وخاصّة روسيا والصين(ونظرة لموقف هاتين الدولتين مع سورية ينبيك مستقبل من يقفون معه!).
الاستفادة القصوى من فتوى المرجعية الرشيدة بالجهاد الكفائي بشكل واضح وبناء المجتمع على الاسس الوطنية الاصيلة خاصّة وان الكثير من العراقيين وقفوا صفّاً واحداً ضد الاعداء في هذه المحنة بلا اي طائفية ولا غير ذلك. حيث يؤكّد السيد العميدي وكيل السيد السيستاني على رؤية السيد السيستاني الشاملة للوضع الحالي بالقول(المرجعية الدينية العُليا في النجف الأشرف لها رؤية واضحة وبيّنة تجاه الأحداث التي تجري في البلد قبل سقوط النظام وما بعد ذلك الى يومنا هذا، وهذه الرؤية ثابتة لا تغيّر فيها وهي تعمل وفق هذه الرؤية بخطوات ثابتة وواضحة فليس هناك ما هو خفيّ أو ما هو لغز في عمل المرجعية الدينية العليا). وتظهر الصورة جلية واضحة لرؤية المرجعية لشكل الدولة العراقية المطلوبة والتي تتفق مع تطلعات الاغلبية العراقية إذ يقول( المجتمع العراقي باعتبار أنّ فيه أطيافاً متعددة ومتنوعة من الأديان والمذاهب والقوميات فإنّه لا يصلح شأن هذا البلد إلّا بإقامة دولةٍ مدنيةٍ يتوافق عليها جميع العراقيين ويتّفقون على إدارة هذا البلد بالشكل الذي يخدم مصالحهم جميعاً ومصالح العراق، وبالتالي فإنّ دعوتها ثابتة على تكوين دولة قوية في العراق تقوم على احترام مؤسساتها ولا تقوم على زعامة الشخص كما كانت في الأنظمة السابقة، وبالتالي يجب على الجميع أن يعملوا على إقامة هذه الدولة وإسنادها وتقويتها حتى تكون حِصْناً لهم وتؤدّي المهام الموكلة اليها).
ولذلك يكون لزاما على القائمين على الحكومة فهم وادراك ما تتطلّع اليه المرجعية وليس ذلك بخلاف الدستور كما يتصوّر البعض باعتبار وضع الكتلة الاكبر! فهناك الكثير من التفسير في هذا الاطار ولكن يبقى العراق وتبقى وحدته هي الاهم ولا يمكن القول ان من يتراجع خطوة الى الوراء دليل على رفض او تراجع انّما من اجل الوطن تهون الكثير من الامور! وحول الفردية والزعامة يقول السيد الوكيل(أنّ الدولة المدنية لا تُبنى على تملّكات الزعامة الفردية أو الزعيم الأوحد أو القائد الضرورة أو غير ذلك ممّا ألفناه في الأنظمة السابقة، إنّما تقوم على بناء مؤسسات قوية تبقى صامدة مع تغيّر الحكومات وتغيّر الأنظمة، فالدولة ليست في نظام الحكم فهنالك كيان اسمه الدولة وهي غير الحكومة، فالحكومة تدير الدولة وعلى الجميع إقامة هذه الدولة بكافة منشآتها، والاقتصاد جزء من الدولة إن كان اقتصاداً عاماً أو اقتصاداً خاصّاً، يجب على الجمهور أن ينسى ما ألفه في الأنظمة السابقة ومفهوم أنّ الدولة تعني الحاكم). لذلك اصبحت الامور واضحة يجب ان نتدارك فيها وضع البلد العزيز بالايثار وبناء ما خرّبتنه الدواعش السياسية والارهابية الميدانية وقطعان الحزب المشؤوم المنقرض ولنقف صفّاً واحداً صلباً مع ابناء بلدنا ومع الدول الصديقة التي تقف معنا في محنتنا ونتطلع الى الامام لبناء العراق العزيز، بلد المقدّسات والتنوّع الجميل!
د.مؤيد العابد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة