الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لهجة عفلقية عن حقوق الإنسان -1-

الخليل علاء الطائي

2014 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


[ لهجة عفلقية عن حقوق الإنسان ] (1)
_الخليل علاء الطائي _


تشتد الحملة العدائية ضد رئيس الوزراء السيد نوري المالكي مع إقتراب العملية السياسية من عتبتها الثانية ( إنتخاب رئيس الجمهورية) وعتبتها الثالثة, الأهم ( تكليف رئيس الوزراء بتشكيل الحكومة الجديدة). ولأن الإنتخابات الأخيرة أظهرت دولة القانون كتلةً أكبر ومرشحها السيد المالكي أعلى الأصوات فمن حقه وحق كتلته وحق المصوتين له أن يُرشح لمنصب رئيس الوزراء للسنوات الأربع القادمة. لايهمنا سيل المقالات التسقيطية الهابطة والتي إنساق كُتابها الى الرداءة والبذاءة والشتائم, بل تهمنا الأصوات الخفية التي آن لها أن ترتفع بالتناغم مع أصوات ومؤتمرات الإرهابيين وما حلموا بتحقيقه على الأرض. ومن هذه الأصوات ماهو يُذكِّر بالديماغوجية العفلقية والتعكز هذه المرة على حقوق الإنسان..
ولست أعلم إن كان البعثيون يعترفون بالإنسان ومتى أدركوا قيمته؟
أحد المقالات بعنوان ( نحو تقديم المالكي ومن يُثبته التحقيق الى القضاء)
كاتبه المدعو طالب الداوود .
ولأن المقال خُصص ليتوافق مع الفترة الزمنية الحالية السابقة لجولة البرلمان القادمة وترشيح رئيس الوزراء كما أشرنا, ولضيق الوقت, فقد بانت العجالة على أسلوب المقال بإختصار العبارات فظهر على شكل قصيدة نثر! إذ يجب أن تُلقى الإتهامات والحجج والمزاعم مرةً واحدة والهدف المعلن هو منع المالكي من الولاية الثالثة بأي ثمن ورغم أنف الجماهير التي صوتت له. يقول الكاتب ( من يعتقد أن المالكي لم يعمل شيئاً خلال ثمان سنوات فإنه ومن دون علمهِ يُبرؤه من جميع الجرائم التي قام بها في هذا البلد) وسنعقب على فقرات المقال ونحافظ على نصِّها بحصرها بين قوسين :-
( القتل الجماعي في زمنهِ)
أين ومتى حصل هذا القتل الجماعي؟
فالمقابر الجماعية التي فاقت الأربعمائة لحد الآن كانت من إنجازات العهد البعثي وحكم الدكتاتور المقبور. وبعد الإطاحة بسلطة البعث الدموية بدأ العمل البعثي بالتوافق مع جميع الخاسرين والطائفيين بالإنتقام من الجماهير الفقيرة والشيعة بشكل خاص, وبأسماء عدة كجيش محمد وجيش النقشبندية وجيش الراشدين وأنصار السنة والجيش الإسلامي... وأسماء وألقاب أخرى وقيادات من الجيش السابق إرتكبوا جرائم الإبادة الجماعية وقد كشفتها الإعترافات والوثائق الخاصة بحقوق الإنسان والمنظمات الدولية. أمّا مسلسل الجرائم التي تطال الأسواق وعمال المساطر الشيعة والقوى التي كانت تتبناها وتسجلها, بالصوت والصورة, كإنتصارات وتوزع على فضائيات القاعدة وآل سعود..فقد كانت من صنع وتدبير البعثيين وبهدف إشعال الحرب الأهلية الطائفية. لكن وتيرة هذه الجرائم أخذت بالتراجع يدريجياً منذ عام 2008بعد أن كانت تُشغل مساحات واسعة من الأرض لقطّاع الطرق من العصابات البعثية الإرهابية.. وبفضل قيادة المالكي للقوات المسلحة تحررت هذه المناطق وأغلبها كانت حواضن بعثية للإرهابيين. وهل يتذكر الكاتب أعداد السيارات المفخخة التي كانت تنفجر يومياً في بغداد وفي جميع المحافظات – عفواً اقصد الشيعية الوسطى والجنوبية – وهل يتذكر الكاتب كواتم الصوت ومن يخطط لها وينفذها, قل علمها عند الهاشمي المحكوم بالإعدام وأفراد حمايته ويتبعه العيساوي والعلواني وغيرهم , وكانت الجرائم تُنفذ بسيارات الدولة وهويات الموظفين الرسمية وكيف يعبر الإنتحاريون نقاط السيطرات مع مواكب المسؤولين من وإلى بغداد والمحافظات. كان مشهد الجثث مجهولة الهوية مألوفاً بالعشرات يومياً حتى بدأ يتلاشى وينحسر. وكانت بغداد تُغلق متاجرها قبل الثالثة عصراً قبل أن تُعاد لها الحياة وتتحدى الظلاميين البعثيين وإرهابهم ولنا أن نعترف بفضل المالكي في تحقيق هذا الإستقرار الأمني للمواطنين. إن تحقيق الأمن للمواطن لاينحصر في مسؤولية قائد أو وزير لأنها معركة شرسة بين قوى تعمل ليل نهار على تدمير أمن المواطن وتهدف الى تعطيل الحياة اليومية, بغية إظهار الوضع العراقي بعد سقوط البعث على أنه غير قابل للإستمرار, وإن قدر العراقيين هو البعث فقط وحكم الطائفة الواحدة التي حكمته لألف وأربعمائة عام. وقد كشفت إعترافات الإرهابيين عن أدوار السياسيين البعثيين داخل العملية السياسية. فاضطر البعض منهم للهرب خارج العراق وهم الآن في عمّان يعقدون مؤتمراتهم ويعيدون هيكلة فلولهم التى تتشرذم في البوادي مع تواصل زحف الجيش لتحرير الأرض من دنسهم والقضاء يلاحقهم.
(أوسع تهجير عرقي وطائفي في زمنهِ )
(تحويل بغداد الى كانتونات طائفية في زمنهِ)
التهجير شمل الشيعة فقط من أحياء بغداد ومن الموصل والأنبار وديالى وقد شهدت مناطق اللطيفية ذبح العوائل بالجملة وإعدام الأسر بما فيها الأطفال ومثلها ماحصل في بهرز والمقدادية وطوز خرماتو ومناطق حزام بغداد التي توصف بأنها لأهل السنة. ولاتوجد هجرة معاكسة للسنّة بعد 2008 وما حصل في أعوام 2005- 2006 فتمثل في إلتحاق البعثيين في صفوف ( المجاهدين) في الموصل والأنبار وبتخطيط مدروس لتنظيم فلولهم هناك في ما سمي ( المقاومة). وقد نشطت العصابات البعثية على نهج تقطيع أوصال بغداد وتحويلها الى كانتونات طائفية, وبأساليب دموية لتهجير سكان بعض المناطق وغلقها ولكن هذا المسعى البائس إصطدم بجهد القوى الأمنية وقيادة المالكي, لتعود بغداد في فترة رئاسته, لثمان سنوات, الى طبيعتها الإجتماعية التعددية, رغم أن بؤر الجريمة البعثية لاتزال تعمل في مفاصلها. في الواقع أن بغداد تؤرق نوم البعثيين, بغداد التي فقدوا سلطتها ويعتقدون ويروجون لمرتزقتهم بأنهم ( قادمون يابغداد!) وكان ذلك شعارهم في مخيمات تخلفهم الطائفية.
( توسعت السجون السرية, وتم تغييب الآلاف في زمنهِ)
لم يترك البعثيون من ورقةٍ خاسرة إلاّ وألقوا بها على طاولة القمار في معتقدهم السياسي. المستهدف هو شخص المالكي فإن توجه لضرب البؤر الإرهابية قامت الدنيا على حقوق المهمشين والمظلومين. أما ضحايا الإرهابيين فلا يذكرهم أحد. وإن أطلق سراح البعض منهم أو أصدر عفواً إتُهم بالضعف ومسايرة البعثيين وإعادتهم الى القيادات الأمنية والجيش, وفعلاً حصل ذلك ومن نتائجه الفساد الذي ينخر المراكز التي أعيدوا لها. ومن أخطر النتائج الدور الخياني لهؤلاء الجبناء في مؤامرة الموصل وكركوك وصلاح الدين.. ولابد أن يكون ذلك الدرس الخياني فاصلة في تأريخ العراق.
( إعتقال عشرات الآلاف, بدون محاكمة, وإجراء محاكمات صورية في زمنهِ)
غالباً ما يسقط البعثيون في التناقض المكشوف لعدم الإستناد الى الوقائع وأسبابها ودوافعها, ولأن مقاييسهم نفعية فلا يرون من الوقائع إلاّ ما يخدم الهدف الوحيد الذي ينشدونه حتى لو كان على قلب الحقائق وخلط الأوراق. فهل يستطيع الكاتب أن يفيد القاريء, ومنهم منظمات حقوق الإنسان التي تذَكَّرها الآن, بالأعداد الموثقة من تلك الآلاف أو عشرات الآلاف, أو بعض من هذه الأعداد وأسباب الإعتقال وما يسميها المحاكمات الصورية.؟ وأن لاينسى عبارة (في زمنهِ!). ونضيف أن قول الحقيقة يستوجب كشف الظروف المحيطة بالمجرم ومكان وزمان تنفيذ الجرم. فهناك ضحايا من الأبرياء ومعظمهم من المدنيين, نساء وأطفال وشيوخ وأرامل, غُدروا وتحطمت روابطهم الإجتماعية بأيادي القتلة البعثيين ورجال التفجيرات والكواتم تحت مسميات ( المقاومة والجهاد والثورة والإسلام...) وقد إتُهمت الحكومة وشخص رئيس الوزراء بضعف الأداء في الجانب الأمني بعد كل جريمة وإبادة جماعية تحصد أرواح الفقراء. بينما يتعالى صراخ البعثيين والمرتزقة حول الإعتقالات بالآلاف ومطلب إطلاق سراحهم... وأخيراً توصلوا, في مخيمات العار, الى شعار العفو العام الشامل لجميع المجرمين. وأعادوا ترديده في إجتماع المتآمرين في عمّان يوم الأربعاء الماضي 16- 7- 2014.
ومن زاوية إحترام حقوق الإنسان يجب أن نستعيد الأوضاع الإنسانية في عهد النظام البعثي الساقط, وكيف كانت الإعتقالات والمحاكمات إن وجدت؟ وما تركه النظام من مقابر جماعية ووثائق وأفلام سجلت أقبح فتره دكتاتورية حكمت العراق في الزمن البعثي منذ شباط 63 وفي عودتهم في 68 لغاية سقوطهم في 2003. وأخيراً فالكاتب يتحدث عن ضحايا الإرهاب البعثي من المدنيين ويوجه الإتهام الى الحكومة. وإن هذا حصل في زمن السيد نوري المالكي.
( العقاب الجماعي للمدنيين على أساس طائفي)
( القتل على الهوية تزايد في زمنهِ)
( فقدان الأمن لملايين العراقيين)
( تفاقم الإرهاب الذي يطال المدنيين العراقيين في زمنهِ)
السطور الأربعة تفيد بأن الضحايا من المدنيين تحديداً ولنقف عندها وهي ليست غير شعارات جوفاء ومزايدات ترددها الأبواق المختصّة بقتل المدنيين العراقيين بالجملة. الجرائم الإرهابية والقتل على الهوية مورست في المناطق السنيّة ضد الشيعة بينما كانت السيارات المفخخة ومثلها الدراجات والأحزمة الناسفة تحصد الأرواح في المناطق الشيعية وتطال مواكب الأعراس, كجريمة عرس الدجيل التى لم يذكر التأريخ مثيلاً لوحشيتها والغريب أن دعاة حقوق الإنسان وأحزابهم لم يذكروها لخسةٍ ورداءة في مواقفهم. وقد تبجح الإرهابيون وما زالوا بهذه الجرائم ووثقوها في أفلام لتعرض في فضائيات الدعارة والسقوط السعودية والقطرية. مارسوا الجريمة في مخيمات العار وأمام أنظار أصحاب العمائم. وبعد جريمة الموصل قتلوا على الهوية مئآت السجناء الشيعة في ليلةٍ مظلمةٍ وأطلقوا سراح السنة . أعادوا تكرار سيناريو الجريمة في صلاح الدين بقتل مئآت الجنود الشيعة على الهوية وقتل ألف وسبعمائة طالب من طلبة القوة الجوية في قاعدة سبايكر من الشيعة وعلى الهوية وتواصل مسلسل الإبادة الجماعية في مناطق تلعفر وقرية البشير وما أدراك ما قرية البشير إن كنت حريصاً على حقوق الإنسان...سأنقل فقرة من هذا المقال الموسوم [ قرية البشير العالم لايستحي] للكاتب جعفر الونان في صحيفة –صوت العراق- 17- 7- 2014[ هل سمعتم بما يحدث في قرية البشير التركمانية العراقية؟ بإختصار الموت الداعشي وحده الحاكم والسيد والأمير الذي ينتشر مع الهواء, فكل متحرك مقنوص على يد ثوار العشائر من الأفغان والشيشان والمغاربة والسعوديين واليمنيين الذين دخلوا البلاد بلا موعد, قرية البشير تحولت الى أطلال بفضل الصمت على إبادتها, فهي بين مطرقة الدواعش وسندان ميليشيا البرزاني.....
لو حدث ما في البشير في أي بقعةٍ من بقاع العالم لإنقلبت الدنيا وما قعدت, ولأصبحت قضية رأي عام ولحجَّ المتضاهرون من بقاع العالم منددين بما يحدث من مجازر بشرية, الحقيقة واضحة إن كل جريمة إنسانية ما عدا تلك التي تُصيب طائفة معينة, فعند البشير ومن يسكنها فقط يتبخر الناشطون وتهجرها وسائل الإعلام وتجف الأقلام ويُبَح صوت السياسيين ويخرس المجتمع الدولي....].
يتبع ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص