الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجربة مع التشدد

عدنان الصباح المقداد

2014 / 7 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في ظل تجربة مع التشدد:
لم اجلس يوما في ظل شجرة إلا وشكرتها ..
ولم أتناول ثمرة من ثمارها الا وشكرتها ..
ولم أشم وردة إلا وقدرت قيمة الوردة ..
ذلك يذكرني بجدتي (رحمها الله) كنت أراها وهي تتحدث دوما مع الزرع ومع الحيوانات، وتخاطبها ، وكنت أعجب منها ولا اعرف كيف لها ان تخاطب الأشياء، وكنت أظن أنها تثرثر مع نفسها ، ولم أفهم كم كانت لطيفة إذ تقدر قيمة كل شيء حي، والذي ينبع من تقديرها للرب والحياة. جدتي لم تنهرني يوما على حماقة ارتكبتها ولم تؤنبني ...إنما كانت ترى في الحب شكلا من أشكال التربية. وأعجب لأولئك الذين ينعمون بالحياة، ويستمتعون بها ولا يقدرون قيمتها، تحكمهم فكرة واحدة هي قتل الحياة والحضارة الإنسانية واجتثاثها . وكيف يقيمون علاقة مع الحياة إذا قرروا اجتثاث الأعناق والمعرفة الإنسانية ؟ وكيف يحترمون ذواتهم إذا تحولوا إلى مجرد مجرمين؟ وأي شرع هذا الذي يسمونه شرع الله؟ ... بهدف أن يحكموا الخلق باسم رب الخلق .. ويتحكمون بحياتهم وبحريتهم وحقوقهم ويستعبدونهم ، والله بريء منهم.
اريد ان اقول للجميع ، من خلال تجربتي في السجون السورية ، ان مسألة الإيمان هي مسالة نسبية ، فالنسبة الكبرى من الذين يمارسون العبادة، يمارسونها بحكم العادة والعدوى، والنسبة القليلة منهم هم من يمارسون التشدد والتزمت والمزاودة على الآخرين بهدف الظهور والتميز، وحين يجد الجد هم أول من يتخلى عن قضيتهم وقضية شعبهم. كل متطرف لا قضية له. وهذا نتاج اجتماعي لا يعبر إلا عن المرض والحالة غير السوية (الطغيان) فكل الطغاة إما أنهم كانوا أربابا أو حكموا الناس باسم الرب.
بعد أن كتبت مقالة عن التشدد الديني ..تعثر بي أحد اللذين يتخذون من الدين تجارة وراح يهاجمني كوني اتحدث بالشأن العام السوري .. فأنا بكل تجاربي ومعرفتي لا أساوي شيئا في نظره.. أحد (الشيوخ) الذي ندب نفسه لخدمة الرب ولخدمة قومه ورعايتهم يحتج علي ((وينعتني بالشيوعي الذي يريد أن ينظر على المسلمين ويعلمهم كيف يكون مسلم غير متشدد وهو لا يعرف الوضوء والتافه من الناس يتكلم بامور العامة ويحدد طريق الاجيال والفاجر الذي يتحدث عن العفة والشرف. ويتوعدني))
حسنا ..هذا الشيخ (الفاضل) وهو اصغر مني سنا (وهو مجرد شخص لا يعرف من الدنيا الا صبة البيتون)...هذا غير سيرته التي اتعفف عن سردها ..ينكر علي أفكاري عن الحياة ويقارن نفسه بي والجميع يعرف اني معلم للغتين العربية والانكليزية وأنني كاتب وشاعر وناشط ومهتم بالشأن العام ..يقدرني ويحترمني الجميع ولم يصدر عني أي سوء تجاه اي انسان ولم أسرق ولم امارس اي نوع من أنواع الفساد.. وأنني احترم وأحب الجميع .. ولم اخن قضية شعبي وأنني سجنت وعذبت وشاركت بالثورة ولوحقت .. ربما لا أكون متدينا ((وهذه الزاوية التي يهاجمني من خلالها)) ولكن هذا شأني وليس له ان يكفرني .. لأن الله ليس ملكه وحده ..ان الله لكل الناس.. إن كلامه عني يشكل اعتداءً علي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية: نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية في غزة لتقديم المساعدة ل


.. تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل




.. العقيدة النووية الإيرانية… فتوى خامنئي تفصل بين التحريم والت


.. العالم الليلة | ليست نيتساح يهودا وحدها.. عقوبات أميركية تلا




.. شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ