الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع هيرمان هيدجر ابن مارتين هيدجر

حميد لشهب

2014 / 7 / 27
مقابلات و حوارات


تحدث مؤلفات هيدجر في ترجمات الكثير منها للغات متعددة عن فيلسوف القرن العشرين بامتياز. حلقت به أجنحة شهرته العالمية في فضاءات اختلطت فيها الأسطورة و الواقع عن حياة فيلسوف من الريف الألماني، عاش في قلب الغابة السوداء في الجنوب الغربي لألمانيا، كناسك وهب حياته للتأمل و التفكير الفلسفين. و كانت النتيجة هي غزارة مؤلفاته و تنوعها في المجال الفلسفي، جمعت في أعمال كاملة من أكثر من 90 مجلد إلى حد الآن، لم تكتمل بعد.

في هذا الحوار الشيق مع الإبن الغير البيولوجي لمارتين هيدجر، هيرمان هيدجر، تسلط أضواء خلفية على حياة الأب "المتبني"، الذي كلفه بالسهر على إرثه الفكري بعد موته. و هي مسؤولية ليست فقط مشرفة، لكنها كبيرة، كبر فكر الواصي عليها. يعيش هيرمان هيدجر بعد حصوله على التقاعد من الجيش الألماني، الذي اشتغل فيه و وصل إلى درجة كولونيل، في بيت والديه غير بعيد عن مدينة فرايبورغ، واهبا ما تبقى من حياته لنشر ما خلفه مارتين هيدجر. تجاوز هيرمان عيد ميلاده 93 و لم يستطع إلى حد الآن نشر كل ما تركه والده، و سيتكلف ابن له بإتمام المأمورية.

- "الزمن": ما هي أقدم ذكرى لكم عن والدكم؟
- هيرمان هيدجر: أول ذكرى لدي عن والدي هي أنني ركبت معه على الدراجة الهوائية و ذهبنا لنتجول. و قد كان ذلك عام 1923.
- "الزمن": ما هو الدور الذي لعبه والدكم في العائلة؟
- هيرمان هيدجر: كان كما يجب على أي أب أن يكون عليه. كان يلعب معنا و نذهب معا للسباحة في نهر "لان Lahn " و كنا نذهب سويا للتزحلق على الجليد.
- "الزمن": كان والدكم يدافع في محاضراته على فكرة ضرورة زعزعة الفلسفة لكل الزجود الإنساني. هل أثر هذا في الحياة العائلية عندكم؟
- هيرمان هيدجر: كانت أمي حريصة على راحة والدي. كان هناك تنظيم محكم لأوقات لعب الأطفال. دون أمي قد لم يكن بإمكان أبي أن يصبح رجلا مهما.
- يوتا هيدجر زوجة هيرمان هيدجر: لا يتحدث المرء عن المرأة التي ساعدته إلا قليلا. لقد كانت متسلطة و كانت تتحكم فينا كلنا. لكنها كانت تعتني بالكل جدا.
- هيرمان هيدجر: إلى أن استطعت و أنا شاب المشاركة في مخيم صيفي.
- "الزمن": هل كان والداك صارمين؟
- هيرمان هيدجر: لقد كانت والدتي جد صارمة، و كان أبي أبا جيدا.
- يوتا السيدة هيدجر زوجة هيرمان هيدجر: لم يكن يهتم في الحقيقة بأي شيئ.
- "الزمن": كيف كان الجو في العائلة؟
- يوتا السيدة هيدجر زوجة هيرمان هيدجر: لقد طان الجو باردا في العائلة و عندما انضممت لها عام 1949 كانت متوترة.
- "الزمن": ألم يكن بإمكان الأم ترطيب هذا الجو؟
- هيرمان هيدجر: كانت جد جادة. لقد كانت في سنوات شبابها مرحة بالتأكيد، كانت تحب الرقص، لكن لم يكن والدي يعرف الرقص.
- "الزمن": كان لوالدكم موقفا نقديا كبيرا اتجاه الحداثة و التطور السريع للعائلة. هل أثر تخوفه الفائق من هذه الحداثة في حياته؟
- هيرمان هيدجر: لم يكن لأبي أي خوف اتجاه الحداثة.
- "الزمن": ألن تقولوا بأنه كان يحاول تجنب الحداثة في حياته؟
- يوتا السيدة هيدجر زوجة هيرمان هيدجر: لم يكن عنده أبدا جهاز تلفاز.
- هيرمان هيدجر: لقد كان عاملا يدويا بارعا. كان يتقن نجارة الخشب و قطعه و رعي البقر. كان صرف النقود غريبا عنه. لم يكن يعرف كم كان يتقاضى شهريا. كانت والدتي تعطيه مصروف الجيب، لكي يشرب حاجة بعد محاضراته. و قد كانت أمي تهتم بالسياسة و تتبع كل شيئ السياسة الخارجية و الداخلية و الإقتصادية. كانت تقرأ الجريدة.
- "الزمن": لم يكن والدكم يقرأ الجريدة؟
- هيرمان هيدجر: ناذرا جدا. قال المرء بأنه كان يقرأ جريدة "المراقبين الشعبيين" منذ 1927، لكن هذا غير صحيح على الإطلاق.
- "الزمن": ألم تلاحظوا تعاطف والدكم مع الإشتراكية الوطنية؟
- هيرمان هيدجر: لا يجب على المرء أن ينسى بأن مارتين هيجر صوت في يوليوز 1932 في الإنتخابات الوطنية لصالح حزب فلاحي الكروم الفورفيتمبيرغ Partei der Württembergischen Weinbauern. و عندما حضر هيتلر إلى فرايبورغ و قام بخطاب انتخابي في ملعب موزل Mö-;-slestadion، ذهبت والتي صحبة ابنيها إلى هنالك. لكن والدي لم يذهب.
- "الزمن": كيف كان يحصل على معلوماته المتعلقة بالسياسة اليومية؟
- هيرمان هيدجر: عن طريق زملائه الأساتذة، حيث كانت هناك دائرة صغيرة لأهم أساتذة جامعة فرايبورغ.
- "الزمن": أتتذكرون نقاشات سياسية بين والديكما؟
- هيرمان هيدجر: من طبيعة الحال. لقد كنت بعد 1933 زعيم شباب الكنيسة و قائد فصيلة الشباب و زعيم القوات. و ابتداء من 1934 ألح علي والداي بألا أرى الأمور بهذه الإيجابية التي كنت أعتقد، لأن الأمر لم يكن هكذا بالنسبة لهما. و قد كان لي صدام كبير معهما و نصحاني فيما بعد ألا أنظم إلى الحزب النازي.
- "الزمن": لكنهما انضما للحزب عام 1933؟
- هيرمان هيدجر: كما كتب والدي، فإنه كان عام 1933 مقتنعا بعظامة هذا "البعث". و لم يكن وحده ممن اقتنع بذلك، بل كانت ألمانيا بأكملها متأكدة من بداية زمن جديد بعد وصول هيتلر للحكم.
- "الزمن": لكن كيف حصل هذا التحول السريع بعدما عين هيدجر عام 1933 كرئيس لجامعة فرايبورغ؟
- هيرمان هيدجر: لقد منع و هو رئيس للجامعة تعليق ما سمي بملصق اليهود و منع حرق الكتب. و صعد التوتر بينه و بين الوزارة و اتحاد الطلبة النازيين. و فهم خطأه و استقال عندما طُلب منه عزل أساتذة مرموقين لم تكن الوزارة ترغب فيهم.
- "الزمن": يقال عن والدتكم إلفريدا هيدجر بأنها كانت طيلة حياتها نازية مقتنعة.
- هيرمان هيدجر: لقد كان لوالدتي علاقة بنساء النازية. و كان لها أصلا تعاطف مع النازية أكثر من والدي. لكنها نظرت بنقد منذ 1934 لهيتلر و للنازية، تماما كوالدي.
- "الزمن": في مقدمتها لكتاب: "رسائل من هيدجر لزوجته" تؤكد غيردرود هيدجر، ابنت أخيك، بأن والدتكم كانت "نازية و معادية لليهود" طيلة حياتها.
- هيرمان هيدجر: إن هذا الوصف محزن. لقد كان لأمي صديق شبابها، يعني والدي البيولوجي فريديريك سيزار Friedrich Caesar ، و الذي للأسف كانت له مواقف نازية طيلة حياته. من العسير تقويم أثره عليها. كانت والدتي تذهب معي عند طبيب أطفال يهودي. و كانت ترسلني عند أصدقاء يهود أثناء العطلة الصيفية إلى بحيرة ستارنبيرغر Starnberger See و بعد الحرب العالمية الثانية، و كما هو الشأن للكثيرين، كان باستطاعتها أخذ موقف من النازية.
- "الزمن": لماذا تغيب رسائل والدتك في ما نشر من رسائل في كتاب ابنت أختك؟ ألم يعد لهذه الرسائل وجودا؟
- هيرمان هيدجر: توجد هذه الرسائل. لكن لم تقدم لعموم الناس.
- "الزمن": ما يمكن للمرء أن يستشفه من خلال نشر هذه الرسائل هو أن قصة زواج والديك كانت متوترة.
- هيرمان هيدجر: لا يمكنني إلا إجلال كيف استطاعت والدتي تحمل كل خيانات مارتين هيدجر على مر السنين.
- السيدة هيدجر زوجة هيرمان هيدجر: لم تحك لنا عن هذا الأمر أي شيئ.
- "الزمن": كيف علق والداك على بداية الحرب؟
- هيرمان هيدجر: كانا يريان الحرب منذ البداية ككارثة كبيرة.
- "الزمن": هل كانا يتمنيان انتصار الألمان؟
- هيرمان هيدجر: كان والدي على وعي تام و عندما كنت أخبره بالإنتصارات التي كان الجيش الألماني يحققها، لم يكن يبدي أي إعجاب.
- "الزمن": أكانت هناك مناسبات للحديث مع والدكم عن اضطهاد اليهود عندما أصبح هذا الأمر واضحا أثناء الحرب؟
- هيرمان هيدجر: لم يكن اضطهاد اليهود في فرايبورغ واضحا، لابد أن أعارضكم في هذا الأمر.
- "الزمن": أحرق الكَنيِس اليهودي في فرايبورغ عام 1938، و في يوم 22 أكتوبر 1940 قام المرء بجمع يهود فرايبورغ و تم ترحيلهم. ألم يعلم والدكم بهذا؟
- هيرمان هيدجر: لا أعرف هل كان والدي يعلم بإبادة اليهود أثناء الحرب.
- "الزمن": و هل كنتم تعرفون هذا أنتم شخصيا؟
- هيرمان هيدجر: علمت بهذا منذ ليلة 21 و 22 عام 1941 عندما دخل الألمان إلى رومانيا. و قد علمت لأول مرة في ذلك الوقت أن المرء يقتل اليهود. و قد ارتبكت لهذا الأمر كثيرا. و حكى لي صديق في فرايبورغ كان معي قبل الحرب في الكشفية و أصبح أثناء الحرب ضابط في الجيش النازي بأن الألمان كانوا يقتلون اليهود في روسيا.
- "الزمن": ألم تحكوا لوالدكم عن هذا؟
- هيرمان هيدجر: لا.
- "الزمن": و هل أخبرتم والدكم بإبادة اليهود عندما رجعتم من معتقلات الروس عام 1947؟
- هيرمان هيدجر: لم نتحدث عن هذا الأمر. كنا منشغلين كثيرا بوضعيتنا. كنت تحت ضغط سجين حرب، حيث مات الملايين من الجيوش الأمان. و جيلكم الذي لم يعش هذا الأمر، يبحث سريعا عن المخطئ.
- "الزمن": إن الطريقة التي تحدث بها هيدجر بعد الحرب عن الخطأ الواضح للنازية يشغل الكثير من الناس. لا يمكن للمرء أن يتصور بأنكم لم تتحدثوا عن هذا الأمر في عائلتكم؟
- هيرمان هيدجر: لقد كان الصمت يعم في منزل هيدجر. لم يتحدث أبي عن هذا الأمر في العموم، بغض النظر عن نص قصير فيما سمي بمحاضرة بريمير Bremer Vortrag.
- "الزمن": كيف عشتم النقاش العمومي حول دور والدكم في النازية و هو نقاش حمى وطيسه بعد الحرب.
- هيرمان هيدجر: إن النقاش حول هيدجر و 1933 بدأ أثناء الرايخ الثالث. فلم يُسمح مثلا بإعادة نشر الخطاب الذي ألقاه عندما أصبح رئيسا للجامعة أكثر من مرتين. و لنذرة الورق في ذاك الوقت، لم يكن هيدجر ينتمي إلى الكتاب الذين كان من حقهم التوصل بالقليل من الورق. و قد كان للناشر كلوسترمان Klostermann ذخيرة من الورق و كان ينشر نصوص هيدجر. و كان هذا هو السبب الرئيسي في السماح لهذا الناشر فيما بعد بنشر الأعمال الكاملة لوالدي.
- "الزمن": كيف تنظرون اليوم إلى الإلتزام النازي لوالدكم في الشهور التي كان فيها رئيسا لجامعة فرايبورغ؟
- هيرمان هيدجر: لقد كانت قوانين تنظيم قطاع التعليم مطبقة قبل أن يصبح والدي رئيسا للجامعة يوم 21 أبريل 1933. و بمجرد تسلمه لمهامه عمل على إعادة الكثير من الأساتذة الذين كانوا قد فصلوا عن العمل إثر هذا القانون. فقد رفع منع أربعة أساتذة يهود من التدريس في كلية الفلسفة يوم 28 أبريل 1933. و حتى مساعده رجع للعمل. و قد عمل على إخبار هوسرل بإمكانية الرجوع لإلقاء محاضراته في صيف 1933.
- "الزمن": على الرغم من ذلك كان والدكم محط نقد عام 1945 نظرا لدفاعه عن النازية. و قد مُنع من التدريس عام 1946 قبل أن يُرفع هذا المنع عام 1949. ألم يكن هذا الأمر محط نقاش في العائلة؟
- هيرمان هيدجر: لم تكن لنا إلا مناسبات قليلة للحديث. و لم نتطرق إلى مثل هذه المواضيع كل مرة.
- "الزمن": كان الكثيرون ينتظرون موقف والدكم من "الرايخ الثالث". و يُشرح الإهتمام الكبير بـ "الكنانيش السوداء" لوالدكم، التي نشرت مؤخرا، بكون المرء ينتظر أن يعرف أكثر عن هذا الأمر.
- هيرمان هيدجر: إن "الكنانيش السوداء" التي نشرت مؤخرا تحتوي على الكثير من المواقف النقدية لوالدي فيما يتعلق بهذا الموضوع.
- "الزمن": إذا حكم المرء من خلال بعض النصوص في هذا الكتاب، فإن هناك معادات واضحة لليهود.
- هيرمان هيدجر: على المرء أن يفهم هذه النصوص في إطارها التاريخي و مضمونها. لم يكن والدي معاديا لليهود أبدا.
- "الزمن": إنكم الوارث الشرعي لحقوق نشر والدكم منذ خمسة و ثلاثين سنة. كيف حصل هذا؟
- هيرمان هيدجر: عندما رجعت من سجون الحرب قال لي والدي: "اسمع يا هيرمان، عندما أموت، لن يكون لك شغل آخر من غير جمع و إقفال كل ما كتبته لمدة قرن من الزمن.
- يوتا السيدة هيدجر زوجة هيرمان هيدجر: كان من الأحسن بالنسبة لنا لو أن هذا تم بالفعل.
- هيرمان هيدجر: كان هذا بالنسبة لي مسؤولية واضحة. كانت لي بعض برامج نشر كتب معينة له. و طلب مني الناشر أن أقنع والدي بذلك. و لم أنجح في هذا إلا بشرط التحكم في مجموع الأعمال الكاملة. و بوصفي جندي عتيد، فقد وعدته بذلك في قرارة نفسي. فلم ينشر أي جزء منذ 1979 دون مقارنة مني من الصفحة الأولى إلى الصفحة الأخيرة منه بالنص الأصلي لوالدي. هناك 15 جزء لم تنشر بعد، لتكتمل الأعمال الكاملة لهيدجر في 102 جزء كما كان ذلك مقررا. لكن لا أستطيع أن أقوم بهذا العمل الآن، فسأكلف ابني بعدي بالقيام به.
- "الزمن": ألا يضايقكم أحيانا كونكم ابن مارتين هيدجر؟
- هيرمان هيدجر: كلمة المضايقة لا تكفي هنا، لأن المرء يقيسني دائما طبقا لوالدي.
- "الزمن": الإسم وِزْر إذن؟
- هيرمان هيدجر: نعم.
- "الزمن": ما هو أكبر تحد عشتموه في عملكم كناشر لأعمال والدكم؟
- هيرمان هيدجر: مناقشة ما يستحق النشر، كان بالإمكان ترك الكثير من النصوص جانبا.
- "الزمن": أيعني هذا بأنه بإمكانكم أخذ مسافة من والدكم؟
- هيرمان هيدجر: من طبيعة الحال، على الرغم من أنه كان أهم مفكر للقرن العشرين في ألمانيا.
- "الزمن": ما هو الكتاب الذي يعجبكم أكثر عمد والدكم؟
- هيرمان هيدجر: هناك "طريق الحقل Der Feldweg" أو " عن سر جرس الصومعة Vom Geheimnis des Glockenturms". أعترف بصدق بأنني لم أفهم إلى حد الساعة "الكينونة و الزمن Sein und Zeit "
- "الزمن": بأي شيئ أثر فيكم أكثر؟
- هيرمان هيدجر: الأريحة الوديعة التي واجه بها زوجته مرة عندما عارضته.
- "الزمن": بأي نوع من المعارضة كان الأمر يتعلق؟
- هيرمان هيدجر: لقد كان فعل يأس من جانبها. إنني أشكره على كوني أوجد في هذا العالم حتى.
- "الزمن": أتقصدون بأنكم وُلِدْتُم كنتيجة لليلة حب بين والدتكم و صديق شبابها؟
- هيرمان هيدجر: أتحدث عن كونها قبلت هدية إليهة. فقد رجع صديق شبابها من الحرب العالمية الثانية و كان يائسا، لأنه كان وطنيا جدا. و قد عرف مارتين هيدجر قصة ليلة حبها هذا في نفس اليوم حيث وقعت و أكد لها بأنه سيقبل المولود كابن له. و لم يميز والدي طيلة حياته بين ابنيه معا.
- "الزمن": ألم تكن هناك توثرات بينكم و بين أخيكم يورغ Jö-;-rg ، على اعتبار أنه الإبن البيولوجي لهيدجر؟
- هيرمان هيدجر: لم يكن يعرف أي أحد هذا الأمر. لم يعلم أخي بالأمر إلا بعد الحرب العالمية الثانية.
- "الزمن": لكنكم علمتم شخصيا بالأمر قبله عام 1934.
- هيرمان هيدجر: كان من الصعب بمكان هضم هذا الأمر عندما علمته أنذاك. و الأصعب كان هو أنه لم يكن بإمكاني الحديث عنه مع أي أحد. و حتى هيدجر لم يتطرق للموضوع و لو مرة واحدة.
- "الزمن": ألم تتكلموا مع مارتين هيدجر عن هذا الأمر حتى مماته؟
- هيرمان هيدجر: أبدا.
- "الزمن": يقال بأن والدكم استقبل الموت براحة
- هيرمان هيدجر: في صباح ما دلكته والدتي عندما استيقظ و ذهبت للحمام. و عندما رجعت كان نائما في سلام.
- السيدة هيدجر زوجة هيرمان هيدجر: لقد كانت نهاية رحيمة. يوم قبل موته تجول في حديقة المنزل. استقبل نهايته براحة. لا أعتقد بأنه كان خائفا.
- "الزمن": هل رجع مارتين هيدجر إلى الدين المسيحي في شيخوخته؟
- يوتا السيدة هيدجر زوجة هيرمان هيدجر: لقد بقي في قرارة نفسه إلى حد ما كاثوليكيا.
- هيرمان هيدجر: عندما كان يتجول هو و أخاه في طريق الحقل في ميسكيرخ Meß-;-kirch كانا يرجمان الصليب، و قد رأيت هذا الأمر بنفسي.
- "الزمن": كان موضوعه الكبير هو الهجر الميتافيزيقي للإنسان. لكنه لم يكن في حياته الخاصة مُغترَبا. كانت له علاقة وثيقة بالوطن/الموطن Heimat و الغابة السوداء.
- هيرمان هيدجر: كان يمتص قوته من تجدره في أرض موطنه الأصلي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء