الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمر علي

فؤاد حمه خورشيد

2014 / 7 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


عمر علي
أمير اللواء الركن عمر علي بكر اغا (1910 – اب 1974)، بعض الكتابات تنسبه الى عائلة البيرقدار التركمانية ، لكن اسم جده (بكر اغا) يوحي الى ان اصوله كوردية، اما رأيي الشخصي فاميل الى اعتباره تركمانيا لأنه كان يتكلم مع والدي بالتركمانية ، ولان اسماء اولاده كانت اسماء تركية . مهما يكن فان ذلك لا يغير من اهمية هذا الرجل العسكري وشخصيته المميزة في تاريخ الجيش العراقي.
كان عمر علي أحد اشهر الضباط العراقيين في العهد الملكي، عرف بالضبط العسكري المتناهي ، والمهنية العسكرتارية المفرطة والدقيقة . كان شخصية مهابة الطلعة ، ومحترمة الى اقصى حدود الاحترام لجديته وصرامته في تنفيذ الواجبات العسكرية ، على نفسه ، وعلى من يترأسهم .وكان مثالا لايحتذى للمقولة التي تشير الى أن ( القائد بوحدته) . وكانت الوحدة العسكرية التي يترأسها تعمل بانضباط ، كخلية نحل ، سواء أكان هو داخل الوحدة ، او في خارجها. كان صاحب شخصية كارزمية رهيبة اقتربت من الخوف منه .
أصبح عمر علي امرا للكلية العسكرية الملكية في الرستمية ببغدادللفترة من 13 /11/1953 ولغاية 16/9/1954، وقد تسنى لي رؤيته عن قرب بضع مرات ، اثناء جولاته ، بحكم كون والدي انذاك، عسكريا برتبة عريف في الكلية العسكرية . فحتى نحن اولاد ضباط الصف كنا نخاف طلعته!!.
حدث فيضان بغداد عام 1954، وفي الايام التي سبقت الفيضان المهدد لمدينة بغداد، وضعت الكلية العسكرية ، بطلابها ومنتسبيها ، في حالة انذار لانها كانت هي الاخرى مهددة بذلك الفيضان ، فبعد فتح الثغرات في بعض اماكن السدود احاطت المياه بالكلية العسكرية ومعسكر الرشيد من جهة السدة الشرقية، بعد ان غرقت بغداد الجديدة وتل محمد ،كان عمر علي ، امر الكلية، يتفقد باستمرار تلك السدود خوفا من غرق الكلية حيث وصل ارتفاع المياه ذروته في نهر دجلة الى 39 مترا وهواعلى من درجة الخطر بمتر واحد. وفي احد الايام شقت المياه لها ثغرة فوق السدة ، فما كان من عمر علي الا ان يرمي بنفسه داخل الثغرة ويامر طلابه برمي اكياس الرمل فيها لردمها ، فانقذ بعمله هذا الكلية من الغرق ولو الى حين .لكن مياه دجلة الهائج كانت في تزايد باستمرار، وما ان حل فجر 29 اذار حتى كانت كل اطراف بغداد الشرقية والجنوبية(تل محمد وبغداد الجديدة )، و الكلية العسكرية ومعسكر الرشيد وقرية ضباط الصف ومدرستها وقد اكتسحتها مياه الفيضان .
نقل عمر علي من الكلية العسكرية ليصبح متصرفا(محافظا)للواء السليمانية من الفترة 17/9/1954 ولغاية 16/5/1957، وهنا لابد من التنويه بان عمر علي لم يمارس السياسة ، بل كان ضابطا مسلكيا ومهنيا بحتا لذلك حسبه الناس على النظام الملكي ، وبسبب نقمة الناس وتذمرهم من ذلك النظام، وبخاصة من قبل القوى اليسارية والوطنية، قبل ثورة 14 تموز 1958، فقد اصبح كل رجالاته ومعظم قادته العسكريية محل نقد ومنهم عمر علي.وتبعا لذلك لم يكن المتصرف محبوبا في السليمانية ، خاصة وان اجهزته الامنية كانت تضطهد القوى الوطنية بشكل سافر منفذة في ذلك سياسة بغداد حيال القوى الديمقراطية واليسارية انذاك ، لكن من اثاره الباقية فيها هو تطلعه لتخليص المدينة من تقوقعها المساحي في محلاتها القديمة والانطلاق بتوسعها العمراني باتجاه الشمال الغربي المفتوح ، فامر ببناء بيت للمتصرف على رابية تبعد حوالي 3 كيلو مترا شمال غرب المدينة ، والتي لا تزال تعرف بتلة المتصرف او المحافظ .
ومن مواقف الاخرى في مدينة السليمانية ، انه كان يتفقد الاسواق ومناطق المدينة ، وزار في احدى جواتته التفقدية كتايب (الملا نجم الدين) فوجده يعلم الناس القراءة والكتابة ، فشجعه وامر بصرف مكافئة نقدية له، لكن الملا رفض تسلم المكافئة ، وطالبه بدل ، ذلك منع الناس عن رجمه بالحجارة والتعليق والسخرية منه، فاصدر المتصرف امرا يقضي بمحاسبة كل من يتطاول او يمس الملا نحم الدين.
قبل ثورة 14 تموز 1958 اصبح عمر علي قائدا للفرقة الاولى في الديوانية ولحين اعلان الثورة، لكنه احيل على التقاعد بموجب البيان رقم 6 الصادر من القائد العام للقوات المسلحة الذي تضمن 44 ضابطا ما بين مقدم وامير لواء، واحيل الى المحكمة العسكريى العليا الخاصة وحوكم ، الا ان الزعيم عبد الكريم قاسم عفى عنه لسماته العسكرية، واطلق سراحه.
توفي عمر علي في اب 1974 بحادث سيرة ، قيل في حينه انه حادث مدبر من قبل المخابرات العراقية التي كانت تشك في تحركاته ، وبينما كان عائدا عن طريق البر من سفرة الى تركيا وقع له الحادث واودى بحياته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار