الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدوتة فلسطين وال 100 ألف شهيد

حسين عبد المعبود

2014 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية



هل حقا أن مصر ضحت من أجل فلسطين بمائة ألف شهيد كما قال الرئيس السيسي ؟ ردا على من أدانو موقف مصر المتخاذل من أحداث غزة 2014 . هذه الحدوتة راجت وشاعت منذ أن أراد السادات التقارب مع أمريكا وإسرائيل بواسطة الإعلام الفاسد المضلل تمهيدا لرؤية السادات الخاطئة ، ونفاقا له ، لأنه كان يرى أن انسحاب مصر من دور الريادة والقيادة سيوفر لمصر الكثير والكثير ، وأنه بانكماش الدور المصري سيصبح صديقا لإسرائيل طمعا في ود أمريكا ورضاها لمساعدته اقتصاديا ، وبذلك يكون قد قدم البديل للانكماش والقوقعة والتخلى عن الدور الريادي هو النهوض الاقتصادي الذي لم يتحقق حتى الأن ، معتقدا أن المصريين سيقبلون بذلك ، أو هكذا كان يرى .
ومنذ توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل وحتى الآن والإعلام المصري يردد الأكاذيب وينسب كل فشل إلى فلسطين ، وإلى ما قدمته مصر من أجلها ، تبريرا لحالة الفشل السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، بدلا من المطالبة بوضع خطط وبرامج وسياسات قادرة على تجاوز الأزمة والنهوض بالاقتصاد لتصبح مصر قادرة سياسيا على استرداد دورها الريادي في قيادة أمتها العربية .
وعلى خطى مبارك في تبرير الفشل السياسي والاقتصادي ورغبة في التخلي عن الدور الريادي لمصر يواصل الرئيس السيسي المسيرة ، وبدلا من وضع الرؤى والسياسات الكفيلة بإصلاح ما أفسده الأخرون ، والعمل على عودة مصر لمحيطها العربي واسترداد وضعها الريادي بعد أن أصبح الدور المصري في غزة لا يمثل إلا العار يخرج علينا ويقول : ( أن مصر ضحت من أجل فلسطين بمائة ألف شهيد ولا مجال للمزايدة على الدور المصري ) ، بما يبرهن على أنه لا يملك رؤى أو سياسات ، ويقر ويعترف أنه ليس لديه ما يقدمه ، وإلا ما تحدث عن تضحيات قدمها غيره ، ولم يكن له يد أو سبب فيها ، وبما يؤكد أننا مازلنا في حالة الفشل السياسي والاقتصادي والاجتماعي .
وللتاريخ نقول أن مصر ضحت بأكثر من مائة ألف شهيد ولكن دفاعا عن حقها وعن تاريخها وعن كرامتها وليس دفاعا عن فلسطين !!! فمصر لم تحارب دفاعا عن فلسطين إلا مرة واحدة عام 1948 وكان فاروق الأول ملكا على مصر ، وليس عبد الناصر ، ولا السادات ، ولا مبارك ، ولا السيسي ، وفي عام 1956 كان العدوان الثلاثي على مصر انتقاما من مصر عبد الناصر بسبب تأميم قناة السويس ومساعدة حركات التحرر الوطني واحتضان مصر لثوار الجزائر ، وإسرائيل دائما مشاركة ما لم تكن مدبرة وصانعة لأي عمل انتقامي من مصر لإجهاضها ، لأنها الوحيدة القادرة على قيادة الصف العربي وفي ذلك خطر على إسرائيل ، فأين فلسطين من هذه الحرب ؟
وحرب 1967 كانت عدوانا من إسرائيل على مصر بمباركة أمريكية للقضاء على المشروع الناصري ، ضمانا لأمن إسرائيل ، واحتلت سيناء و أراض عربية أخرى ، فكانت حرب 1973 لتحرير سيناء المصرية وليست الفلسطينية ، فأين التضحيات التي قدمتها مصر دفاعا عن فلسطين ؟ وأين المائة ألف شهيد الذين ضحت مصر بهم من أجل فلسطين ؟
نعم مصر ضحت بمائة ألف شهيد لكن ليس دفاعا عن فلسطين ، بل دفاعا عن دورها العربي والأقليمي ، وقدر مصر أن تغتصب إسرائيل أرض فلسطين ، فتصبح المواجهة مع إسرائيل الجار الذي إذا أؤتمن خان ، وإذا عاهد غدر ، دائم الفتن والمشاكل ، لتظل المنطقة في حالة صراع دائم ينهك قدراتها الاقتصادية والسياسية ، ليظل هو الأقوى دائما وهو المتحكم في المنطقة لا غيره ، قد يقول قائل : ( أن المواجهة مع إسرائيل هي لصالح فلسطين ) ، ونقول له : وما ذنب الفلسطينين الذين اغتصبت أراضيهم فأصبح المتحكم في تاريخ وجغرافية فلسطين هي إسرائيل ، وبالتالي أي مواجهة ستكون بيننا و بين إسرائيل وليست بيننا و بين فلسطين ولا بسببها ، فهي مغتصبة ، فلماذا نتهرب من الحقيقة ، ولا نعترف بفشل سياساتنا وندعي دائما أن مشاكل المنطقة بسبب فلسطين والفلسطينيين ؟ حتى عندما تعتدي عليهم إسرائيل فيصمدون ولا يستسلمون رغم ما يتعرضون له من إبادة وقتل للنساء والأطفال وهدم للمنازل وحرق للزروع وسط صمت عربي داعم لإسرائيل ، فينكشف موقف الذل والعار لأمة عربية اختار حكامها كراسي السلطة بديلا عن العزة والكرامة ، ندعي أن الفلسطينيين يستحقون أكثر من ذلك ، مستخدمين بروبجندة إعلامية رخيصة تزور التاريخ وتنسب كل فشل سياسي واقتصادي إلى فلسطين والفلسطينين ، وتدافع عن مواقف الخضوع والخنوع بمقولات زائفة ، وتبرر الفشل وتردد أكذوبة ( أن مصر ضحت من أجل فلسطين بمائة ألف شهيد ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حتى لو ضحوا بروح واحدة
عتريس المدح ( 2014 / 8 / 1 - 12:49 )
نعم صحى المصريون من أجل فلسطين، إن كان تعداد الشهداء الفلسطينيين 20 الف أو100الف شهيد، العدد ليس مهما، المهم اليوم هو أن أقل عسكري يدرك أنه لايمكن لمصر أن تفك ارتباطها ببلاد الشام فالامن المصري يبدأ دائما من شمال بلاد الشام ومن شرق دجلة، فهل فقد المصريون رؤيتهم الاستراتيجية
أنا شخصيا لا أعول كثيرا على مواقف السيسي فهو في الاول والاخر تربية مبارك الامريكية
الشعب الفلسطيني ممتن كثيرا لاخوانه المصريين حتى لو كان ما قدموه شهيدا واحدا فهذا دين كبير في رقبة الشعب الفلسطيني للشعب المصري
واليوم الفلسطينيون واثقون تماما بأن هذه الغمامة التي تظلل علاقةالشعبين نتيجة التضليل والتهويل بدور حماس الاخواني في مصر ستزول وستعود اللحمة للشعب المصري الطيب ذو الحس الوطني المرهف والمدرك تماما بأن أمن مصر يبدأ من بلادالشام

اخر الافلام

.. امتعاض واعتراض وغرامات.. ما رأي الشارع العراقي بنظام المخالف


.. عبد الله حمدوك: لا حل عسكريا للحرب في السودان ويجب توحيد الم




.. إسرائيل أبلغت دول المنطقة بأن استقرارها لن يتعرض للخطر جراء


.. توقعات أميركية.. تل أبيب تسعى لضرب إيران دون التسبب بحرب شا




.. إبراهيم رئيسي: أي استهداف لمصالح إيران سيقابل برد شديد وواسع