الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا أخلاق في الحروب البرجوازية!.. حول اتفاقية حماية المرأة والطفل في النزاعات المسلحة

منى حسين

2014 / 8 / 6
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لغط ونغط وإعلام وتسييس.. صراخ واستنكار وأحيانا عويل فارغ وكاذب.. لان الحقيقة تقول ان التسليح وذلك الهوس الكبير.. سنفعل كذا ونقاتل كذا.. المملكة ستروى.. والجهورية ستبقى.. وسنستولي ونسيطر لنحفظ هيبة الأديان والقومية.. فالمليارات وكل ما ينتج ملكا لنا.. وستجلب لنا ثروات الجماهير عز الكراسي وعز الولايات الخالدة.. سيبقى البقاء لنا.. ستساق البلاد والجماهير إلى المذابح مذبحة تلو المذبحة.. وسنبتكر طرق جديدة للأزمة والنزاع.. سنحقق مجد السبي والرجم.. أسلحة نستورد وأسلحة نجني فالتسليح ضروريا.. سنجد الحلول في التسليح حلول جيدة تبيد ما بقى أو سيبقى.. حلول جيدة لمشاكل التسليح على يد المسلحين وفي جحورهم.. سنوقع العقود كل العقود على التسليح.. وكل يوم لنا عدو قديم وعدو جديد.. سنحقق مجد القتل والتشريد والاغتصاب والتدمير..
للتسليح عقود وعقود جديدة وتتمركز بالقطب الأخر اتفاقيات تقابل قطب الفتاوى التي تختزلها وتخمرها.. النزاعات المسلحة قطبان لمسار واحد قطب للفتاوى وقطب للاتفاقيات.. من هنا تبدأ النزاعات المسلحة.. ومن هنا تبدأ أقطاب إصدار الفتاوى بالسرد والنية عبر المرحلة الراهنة لضرورة القتل والسلب والانتهاك والاغتصاب.. بالمقابل هناك قطب الاتفاقيات يفتح صناديق خزائنه المختومة باسم الإنسانية.. الضرورة أن نحمي النساء والضرورة أن نحمي الأطفال خلال النزاعات المسلحة.. اتفاقية يعاد التبويق لها مع بدأ حروب المنطقة الآيلة نحو الطائفية.. اتفاقية مضافة إلى طابور الاتفاقيات التي يتوقف حيزها من بدأ الإصدار.. اتفاقيات لا تحرك حتى الساكن ولا تضمن اي شيء ولا شيء بالمرة.. اتكيت سياسي برجوازي لا شان له بالحلول.. فقط الرياء.. وفقط الدعاية الكاذبة.. وفقط يقول إنا أتكيت موجود..
اتفاقية حماية النساء والأطفال في النزاعات المسلحة لمن ومن الموقعين عليها ومن سيحمي النساء والأطفال.. ومن من سيحميهم.. صانعو القتل والدمار مدمني الدم والتشريد منتجي الحروب والأزمات.. يصدرون القتل ومعه يوقعون الاتفاقيات تحت بند الإنسانية.. النساء والأطفال كل يوم يقتلون أثر صراع الموقعين على اتفاقية حمايتهم.. في فلسطين وفي سوريا وفي العراق وفي ليبيا وفي أوكرانيا وفي نيجيريا النساء كل يوم تغتصب وكل يوم تشرد.. اعلي الضرائب تدفعها النساء والأطفال في الاقتتال وفي النزاعات والحروب.. يعلنون الحروب ويذهبون إليها شر مذهب ثم يلطمون الحال باتفاقيات تحمي لهم ماء وجهم السياسي العكر.. الإنسانية بشكل عام تباد وتتكسر كل معالم المستقبل الجديد.. وهنا نجد من يحفر مكان لاسطر وحبر وختم للتوقيع على اتفاقية ما أن يعلن عنها حتى تركن..
النساء والأطفال تعاني شر معاناة والرجال تقتل وتدفن وتذبح وتموت كل هذا لا يحل بحبر وورق وتواقيع.. كل هذا لا يحل باتفاقيات تموت قبل الولادة.. منذ سنوات نسمع عن مساعي حثيثة للقضاء على العنف ولم نجد إلا زيادة العنف ولم نلمس أي تطور بملفات العنف.. ومنذ قرون نسمع عن السلام ولا يتحقق الا النزاع والصراع المسلح والحرب والدمار.. فما نفع الاتفاقيات ان كانت لا تلبي حاجات الا من يعقدها ويوقع عليها.. المنطقة بل العالم بأكمله يمر بموجة صاخبة.. هنا اقتتال وهناك تظاهر وبين هذا وذاك احتجاجات ورفض وقتال واعتصامات واحتلال ومذابح.. ميلشيات وعصابات وجهات ظهرت او في طريقها للظهور.. فهل ستحقق اتفاقيات نفس هذه الجهات الإجرامية ولو جزء ضئيل من الحل.. اكيد لا ولن يكون الحل باتفاقيات غايتها الجوهرية التسكين والرياء.. والالتزام بالقانون الدولي الذي لم يعد يمثل الا الروتين ولا يصنع ثورات أو بطولات إلا بقالب المنفعة المتبادلة..
أن اتفاقية حماية النساء والأطفال من النزاعات المسلحة ما هي إلا وهم وتسكين وسيبقى هناك تشرد وقتل وتجويع واغتصاب.. وكل ما هو أبشع من النزاع المسلح نفسه.. طالما هناك تسليح وعسكرة ستبقى جيوش مجيشة من المأساة تحيط بالإنسانية بأسرها.. أن صناعة الإرهاب وتصديره أمر بات مستفحل وإيقافه يتطلب الكثير والكثير.. وبنفس الدرجة والقوة نحتاج لحماية المرأة والطفل والرجل من كل هذا الدمار.. أذن لنطالب بإزالة نظام الإرهاب والعصابات نظام الاتفاقيات تحت بند الإنسانية.. وكلنا نعرف أن النظام الرأسمالي هو من حفر خرائط الإرهاب والنزاعات.. وكلنا نعرف انه منبعها..
إن المسألة يجب تناولها من جهة أخرى ومن زاوية 180 درجة، اي بعبارة أخرى لماذا أصلا تحدث نزاعات وحروب؟ لماذا لا نقف ضد الحروب والعمل على عدم نشوب النزاعات؟ فلا أخلاق في الحرب البرجوازية ولا معايير عند البرجوازية أذا أرادت إن تنتصر من اجل حفنة من المال. وهكذا يعلمنا التاريخ منذ نشوء الطبقات ولكن الطبقة البرجوازية تفننت في تطوير الحروب ووضع معاييرها العسكرية والأخلاقية والاجتماعية عليها.
إن الاتفاقية المذكورة ليس إلا وضع الرتوش وتجميل الوجه القبيح للعالم الرأسمالي ويراد منها إفهامنا بأن البرجوازية لديها أخلاق ومشاعر إنسانية. فكل شيء جائز في عالم المنافق الذي صاغته لنا البرجوازية أعداء الإنسانية! فالعراق وسورية وفلسطين على سبيل المثال وليس الحصر أمثلة ساطعة على المعايير الأخلاقية التي تصاغ وتحت مظلة الأمم المتحدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد امرأة فلسطينية وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهد


.. اعتقال ناشطات معارضات للحرب في قطاع غزة والسودان




.. في حوار لـ-العربية ENGLISH-.. أندرو تيت الملقب بـ-كاره النسا


.. هل يعاني علم المصريات من الاستعمار الثقافي؟ • فرانس 24 / FRA




.. تغير المناخ.. تحد يواجه المرأة العاملة بالقطاع الزراعي